أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/














المزيد.....

خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تتعالى اليوم اصوات الحماسة التي تضمر شعورا بالضعف وبقوة الاستحالة، مع انعدام الرؤية، بينما يتعامل اغلب المنخرطين في النشاطات الحالية، مع اي محاولة للتعرف على الحقيقة، وعلى التفاصيل وواقع التوازنات، باعتبارها ضربا من ضروب " التشكيك"، او محاولة التصغير، لابل الحط من قيمة مايجري،ومثل هذه التصورات تليق بالطبع باصحاب النزعات الصوابية المطلقة، وصولا الى النرجسية الاقصائية، هذا عدا عن ضيق الافق، وعن احتقار مكانة ودور"التفكير" الحاسم احيانا في ترشيد "الحركة " وصياغة ايقاع خطى التاريخ.
يريد هؤلاء للعقل ان يفقد توازنه، بحيث يصدق بان اللحظة الحالية من تاريخ العراق هي لحظة قرب انتصار مشروع "الدولة المدنية"، فاذا بحثنا عن المؤشر او المعطى الذي يثبت مثل هذه الظاهرة اشاروا الى التظاهرات وغطوا بها "الواقع"، ولايخص مثل هذا المنطق العراق لوحده، فالمنطقة برمتها تعيش منذ فترة حالة انتقال وتحول تاريخي، من اهم خاصياته انه ياتي على انقاض حقبة تاريخية اتسمت بغلبة تيار "بناء الامم"، ولايخطر على بال هؤلاء ان العراق ليس مرشحا للانتقال الى "الدولة المدنية"، بقدر ماهو مهدد باحتمالات خطره تصل حد تعرض الكيان للتفتت، كما ان هؤلاء لايتحرون في اصل الدول التي اقيمت في المنطقة بظل الاستعمار القديم، وهي حقبة تاريخية سادت بعد زوال السلطنة العثمانية، وارتكزت واستندت لمقدمات من التعرف على الغرب ونهضته الحديثة، عرفت بحقبة " النهضة" تشبها بالغرب، الى ان حل الغرب مستعمرا، مع بداية القرن الماضي.
وكان الاستعمار وميكانزمات عمل "الامبرالية" انذاك، تتطلب تشجيع الكيانات وصياغتها بما يجعل ارتباطها بالسوق الراسمالية العالمية متلائما مع خدمة اغراض الدول المستعمرة، هذه العملية ومااقتضته من ترتيبات في مجال صياغة "الامم" او "الدول"، يظن البعض لابل يصدقون انها عملية تطور طبيعي اقتضته المرحلة التاريخية، متجاهلين كونها عملية برانية مفروضة، لم تتاتى عن تطور مجتمعي طبيعي، لهذا تطلبت وسائل محددة اقتصرت في غالب الحالات على مؤسسات فوقية مقحمة على البنى الاجتماعية ومستقلة عنها تمثلت ب/ الجيش/ او / الحزب العقائدي المحور/ او من مزيج من هاتين الوسيلتين، ففي العراق قامت "الدولة" بعدعام عشرين بالدرجة الاولى على بناء الجيش وجهاز الشرطة قبل اي مؤسسة اخرى ليصبحا العمود الفقري لممارسة السلطة كما مورست في الحقبة الاولى، وعلى الاحزاب المحورة سلطويا والمرتكزة لقاعدة اجتماعية تقليدية، في الحقبة الثانية 1968ـ 2003 فتحالف صدام حسين ـ عزيز محمد، لا يضم الحزبين الذين يرفعان لافتتهما، وحزب عزيز محمد هو حزب كردي، قبل باداء دور "بعثيي الجبال"، والحزب المذكور محور دوليا وقام على اثر سطو عزيز محمد على سكرتاريا الحزب عام 1964 بعد تصفية الحزب الثاني الانتقالي التوفيقي مع امينه العام سلام عادل عام 1963، وهو حدث دموي يدخل في اطار ترتيب الاوضاع لصالح الحزبية المحورة، كما الحال في حزب البعث، حين تم اختيار مجموعة قرابية من منطقة بعينها من العراق للسطو على حزب البعث، واستخدامه في مجال ضبط الحركة الوطنية وكبح جذرية وتفلت الحركة الشعبية العراقية الخطر.
لقد عرف العراق ثلاثة احزاب شيوعية، الاول قاده فهد واستمد زخمه من حيز مجتمع اللادولة التشاركي في ارض السواد، والثاني انتقالي قاده سلام عادل ومثل قمة التناقض بين الزخم الشعبي الجنوبي، والترتيب الدولو ي القطبي لاعادة تأمين السلطة بما لايتصادم مع المصالح الدولية المشتركة للقطبين الذين كانا سائدين عالميا، خاصة بعد الهبة الشعبية التي رافقت ثورة تموز 1958 وهددت المنطقة باحتمالات غير محسوبة في موضع بمنتهى الحساسية والخطورة، والثالث حزب خاضع لمقتضيات القطبية، ومتحالف مع السلطة الجديدة الحزبية البعثية وقاعدته كردية.
هاتان الوسيلتان انتهى دورهما ولم تعودا صالحتين الان، والامريكيون اجهزوا عليهما في العراق بعد الإحتلال، ما افضى لطغيان منطق "المجتمع الاهلي"، ومرافقه الطبيعي الموروث مفهوم "الدولة الغنيمة" ، وهو الباعث البديهي لما يعرف بالفساد، بالاضافة لتمكن تقاليد الريع النفطي من الحياة، واثرالمتغيرات البنيوية المتعلقة باختفاء دور الزراعة، ومايترتب عليه تاريخيا من اليات انتاج وعلاقات مجتمعية، مايجعل مسالة بناء الدولة حاليا بلا افق، هذا غير اجمالي المتغيرات الدولية، بعد تراجع قوة الايديلوجيات والنظم الراسخة، ودخول العالم حقبة انتقالية شاملة، لاتتسم برسوخ الملامح على صعيد النظم المجتمعية بعد، مايجعل من مشروع "الدولة المدنية" في العراق مسالة خيال معاكس للضرورة، وهارب من مواجهة الخطر الداهم والمتعاظم على الكيان كما على وحدة المجتمع بظل موجة الاضطراب القصوى في المنطقة، ودخولها فوضى انتقالية جديدة، اثر انتهاء فترة قيام الدول التي اعقبت انهيار الدولة العثمانية وحلول الاستعمار.
كل هذا لايعني بالطبع اننا نتبنى موقفا يرفض صيغة او مفهوم "الدولة المدنية"لو كانت ممكنة، غير ان قضايا الشعوب ومصائرها لاتخضع للرغبات والتمنيات.
يتبع "ملحق"



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - خيار -المؤتمر التاسيسي-وانهيار تجربة الحداثة القسرية/22/