أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - صورة تهديم الأنسان














المزيد.....

صورة تهديم الأنسان


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 01:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صورة تهديم الأنسان

نعيم عبد مهلهل

الأنسان بناء الله ، ملعون من هدمه .تلك كلمة يسوع (ع ) لم تعد ذا فائدة وسط هوس ما يحدث. قتل الورد صار شائعاً ، . البشر يذبل أكثر من الورد بفضل العنف الذي يقتل الناس بأذرعٍ لا تنتهي ، الإرهاب وعصابات الخطف والموت وحتى سُحت التجار والادارة المرتشية هو قتل لمن ظل جسده يعيش يومه والراتب وبطاقة التموين على أمل أن تفرج .
يضع العراقيون .علامة الاستفهام ( متى ؟ ) أمام أعينهم بشعورٍ فاق رغبة الشعور بعلاقة حب أو زواج أو بناء بيت جديد او سهرة تمتد الى أخر الليل .
الرغبة في الحصول على ضوءٍ نهاية النفق ، ولكنه لا يتعدى سوى بصيص حُلم يمشي بجنب نشرات الاخبار وتصريحات الساسة وجلسات برلمان يُكملُ نصابه بشقِ الانفس بسبب الغياب والزعل والسياحة وأمور تهم سيطرات التفتيش بالمنطقة البرتقالية و الخضراء .
وأي اخضرار والمواطن العراقي تَسودُ في عينيه الدنيا ، وبدلاً أن يُلهي وقته بكلماتٍ متقاطعة وفلمٍ معبرٍ وكتابٍ مسلٍ واكلة يأكلها بهناء ، صار يفكر ببقعة ارض تأويه لتحمي بيته واولاده ورغبته ليعيش لاليموت وهو في الطريق بين البيت و الدائرة او تقتحمه مفرزة لايعرف ان كانت تابعة لشرطة بلده او لشرطة تاهيتي .
جراء كل هذا . سهت عواطف المواطن ، غابت في احلام لم تعد واضحة المعالم والآمال القليلة والاخطار الكثيرة ، لم يعُدْ يدرك لحظة مسك الوطن بمرآة التخيل ليرى بساتين تزهو ونواعير تدور وبلدية تشتغل .
متشائم دائما ، فلا يرى مدينة العاب ولا تبليط الشارع ، دائما يقول ، يريد من الساسة ان يتحدوا و زحام الطرق يموت والكهرباء ووقود والأهم يريد أماناً...!
وكأنه يجد نفسه منساقٌ لصوت ام كلثوم ( إذا الأيمان ضاع فلا أمان ) .
الأيمان بالرغبة المشتركة للخروج من هذا النفق ، الإيمان بكرامة العراقي وأدراك إن بارومتر نفاذ الصبر يكاد يصل الى حده ، الأيمان به كواحدٍ من مبدعي هذه الدنيا ومن اجمل صناع القصيدة وجملة الحب ونوتة الموسيقى .
وأخيرا الأيمان به كبشر وأن لا يعيش هلع الذبح في قارعة الطرق السريعة أو يرمى في مشاريع تصفية المياه الثقيلة او الترع الريفية .
هذا العراقي ، معدنه ذهب . اعيدوا اليه مناجم روحه ، علموه ، ان الديمقراطية لاتعني في النهاية حصاد في بيادر الجماجم ، وحدوا فيه منهج الحب والغاء الفوارق ونسيان الماضي ، واعطوه بالملموس السبب الحقيقي لفوضى ما يحدث ، واروه من هو عدوه الحقيقي . وإلا سنحصل على هجين اجتماعي ربما اخطر من القنبلة النووية . واذا كان الانتحاري اليوم يقيد يديه على مقود السيارة المفخخة ويذهب الى جنة يفترضها إنها على بعد أمتار منه ، فغدا ستقيد الذات المهجنة كل جسدها الى منشط او عمود كهرباء في السوق ويحدث المصاب .
هذا جزء من سيناريو نتمناه ان لا يكون ، وربما سوف لن يكون ، لما في ذاكرة وقلب وروح العراقي من خير وحب لا ينتهي .
ولكن تكرار اليوم بصورته البائسة حال لا يطمئن ، وروح العراقي فيها مساحة هائلة من رغبة الحياة كما خَلقُ الله في السويد وابو ظبي وأريزونا .
انا منكم . انتم مني . حديث بهذا الاكتئاب امر مدفوع بحرصي وحرصكم على هذا الانسان النائم الان على ربى النهرين والكهرباء تأتي إليه بالقطارة . واذا كنت انا انتظر صوت فيروز في الصباح فهو ينتظر نهارا يرتدي قدر المجهول . وكما قالوا . اكثر ما تسهو الروح تسهو مع القدر المجهول .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الهجرة الى برلين
- دموع صديقة الملاية
- محمد الحمراني .. الوفاء لفراشات ميسان ...!
- حضيري يبيع الورد في التظاهرات
- في ذكرى كامل شياع
- مصلحة المبايعات الحكومية
- رسائل الطواحين والنواعير
- الأهوار أنموذجا لعطش ميزوبوتاميا ..............!
- الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي
- فيزا للمتظاهر عادل امام
- سأجيء وبيدي لاب توب
- أريج الوطن وقلب أمْ........!
- سماء سنجار ومياه الأهوار
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - صورة تهديم الأنسان