أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق














المزيد.....

الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غالباً ما ابتلى العراق، وعلى امتداد تاريخه الطويل، القديم منه والحديث، بحكام مستبدين استضعفوا الشعب وأساءوا له وسرقوا قوته وشوهوا إرادته وتعاملوا بجبن ونذالة معه. وقلة نادرة حقاً من الحكام الذين استوعبوا مهمتهم باعتبارهم حكاماً عليهم خدمة شعبهم لا أن يكون الشعب في خدمتهم. وجميع هؤلاء الحكام لم يكونوا أغبياء بقدر ما كانوا غير أوفياء لشعبهم وغير صادقين معه وأساءوا معاملته وزوروا إرادته وغيبوا مصالحه وحقوقه. ولكن حكام العراق الجديد فاقوا كل هؤلاء الحكام الأوباش وتجاوزوهم وأضافوا خصائص سيئة أخرى للسلف من الحكام. إنهم غائبون عن الوعي وغاطسون في ظلام دامس ويغرفون من أموال النفط ما يشاؤون دون رقيب أو حسيب. افقدهم السحت الحرام صوابهم وما عادوا قادرين على التفكير بعقلانية ووضوح رؤية بل هم هائمون على وجوههم يحملون المليارات والملايين من الدولارات ومساحات شاسعة من العقارات والأراضي والقصور ودور سكن المهجرين قسراً والنازحين قهراً والمقتولين غدراً، فصدق عليهم قول ربهم "صم بكم عمي فهم لا يفقهون، رغم امتلاكهم لآذان القردة ولسان الثعالب وعيون الذئاب! إنهم التجسيد الفعلي لفلسفة البؤس والفاقة الفكرية والخرف المبكر. إن المال ربهم الذي يعبدون، وهم للسلطة ساجدون حتى لو كانت قازوقاً يجلسون عليه. إنهم اللعنة النازلة على رؤوس الشعب المستباح بهم وبأفعالهم الدنيئة.
أحدهم يعشق الثرثرة ويجتر نفسه ولا يكف عن ذلك حتى لو تلقى لطمات متلاحقة على فمه، لاعتقاده بأنه يتحدث بفلفسة، وليس فلسفة، لا تضاهىى وبما أنزل له إلهه من علوم وثقافات الأولين والآخرين، إنه فلتة زمانه ووحيده.
ذهب أحدهم لزيارة فنان كبير وعريق نزيل المستشفى ويعاني من أعباء السنين وحكام العراق. تجاوز عمره الـ 90 عاماً وبحاجة إلى الراحة. وقف هذا الحاكم، وبتعبير أدق، أمام الكاميرات منفوخ الأوداج، ليلقي محاضرة في فن المسرح على كبير المسرحيين العراقيين. وحين شعر الفنان المريض ومن هم حوله بالملل من حديث الرجل الخرافي والذي لا يعي ما يقول، وحين أراد الفنان الكبير ان يقول كلمة ليوقف الثرثرة الهادرة التي أتعبته وأتعبت الآخرين، ضرب هذا الحاكم المفدى على كتف الفنان طريح الفراش ليسكته وليواصل هو قذف ما في جوفه من درر! وكـأني به يقول لسامعيه عبر التلفزة، دعوني أخرط أمام الكاميرا وليسمعني الجميع قبل أن يفقدوني!! وقد تذكر العراقيون والعراقيات خطاب عبد السلام محمد عارف حين قاطعه الجمهور بهتاف ما، فقال لهم "لكم خلوني أكل خ...!
والآن طلع علينا هذا النمونة (الما ينطلع بيه)، هذا السياسي التحفة الًأثرية الصالحة لوضعه في متحف عتيق للبيع، ليهاجم مستشارة ألمانيا الاتحادية الدكتورة انجيلا ميركل، لأنها تختطف شباب العراق المتعلم والمثقف، وتناسى بأن السبب وراء هذه الهجرة المتعاظمة للشباب العراقي يكمن في نظامه الطائفي السياسي والمحاصصة الطائفية والأثنية، يكمن فيه وفي حزبه وفي التحالف الذي يعمل فيه والذي أوصل العراق إلى هذا المستنقع، ومعهم كل القوى الطائفية المماثلة التي كانت وما تزال هي السبب وراء هذه الهجرة الكبيرة من العراق هرباً من مجرمي داعش والنظام الطائفي السياسي الحاكم. إن العراق يخسر يوماً المزيد من النساء والرجال والأطفال في مياه البحر أو في شاحنات نقل السلع، بل انتم ومن هم أمثالكم هم الذين باعوا الوطن من أجل السلطة والسحت الحرام. تباً لكم وتباً لحكمكم الطائفي ومحاصصاتكم المناهضة لمصالح الشعب والوطن.
إنكم لا تستطيعون حتى تحمل أحدكم الذي أدرك البؤس والمرارة والألم الذي يعيش فيه شعب العراق، وإن هذا الشعب يموت ويحيا مئة مرة ومرة في اليوم الواحد، ولذا توج صوب عملية الإصلاح والتغيير، وإذا بكم تتكالبون عليه وتريدون طعنه بعمليات المزيد من النهب والخطف
وعرقلة عملية الإصلاح. إلا إن الشعب يقف لكم بالمرصاد وسيواصل تظاهراته ليحقق التغيير الحقيقي المنشود بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية الخالية من الفساد والإرهاب والظلاميين.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- ما الذي يحتاجه العراق للانتصار على الفساد والإرهاب؟ الفساد ن ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق