أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - ملاحظات في علم الاجتماع الإسلام















المزيد.....

ملاحظات في علم الاجتماع الإسلام


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 18:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


علم الاجتماع الديني، هذا العلم الممنوع في الجامعات العربية والعراقية للأسف لأننا بصورة عامة مازلنا بعيدون جدا عن وضع الدين تحت الدراسة العلمية كونه مازال يعتبر ظاهرة فوق إنسانية وطبيعية، لهذا لا تجد عندنا مراكز بحوث تدرس الأداء الديني اجتماعيا ونفسيا والتأثيرات السياسية والاقتصادية على الخطاب الديني وانعكاس هذا الخطاب اجتماعيا، ولقلة الكتب المترجمة عن موضوع علم الاجتماع الديني سأقوم بمحاولة لمعرفة وظيفة الإسلام الاجتماعية وما يمثله في وعي الأفراد بدون الاهتمام بالخطاب الفقهي وتنظيراته حول الإسلام، أي إني سأدرس الإسلام كما هو بالواقع وليس كما هو بالفقه والشريعة، ولن اتخذ أي تقييم نقدي بل محاولة تفسير ما يحدث ضمن إطار علم الاجتماع الديني وعلم النفس، وقد يسأل سأل أي إسلام هذا الذي تتحدث عنه؟ هل هو الإسلام العربي أم الآسيوي أم الأوربي؟ أم الإسلام السني أم الإسلام الشيعي؟ والجواب إن الحديث سيكون محدد بالإسلام العربي لكوني أعيش في هذه البيئة وجزء منها، والإسلام الذي سأتحدث عنه هو الإسلام الاجتماعي الحاوي لكل للمذاهب.
مفهوم المتدين بالمجتمع الإسلامي
للمتدين في الإسلام مكانة اجتماعية معنوية بالمجتمع العربي فيشار له (يخاف الله) و (يحلل ويحرم) (يعرف ربه)، والفرد المؤمن يكون محترم اجتماعيا، يعتقد الناس بأخلاقه وزهده وابتعاده عن النفاق والكذب والغش والفساد وشرب الخمر، تحبذ الناس الزواج منه، وعدم التجاوز عليه وتقدير كلامه ومواقفه، ويعتقد الناس باستجابة الله لدعائه وبعض الأحيان صدق تنبآته فيلتجئون إليه بالاستخارة، وهكذا فالإيمان يحقق المكانة الاجتماعية المحترمة. وهذا أول خيط نفسي اجتماعي مهم، حيث أن الدين هو ضابط أخلاقي وشرعي اجتماعي يجب على الفرد أن يلتزم به حتى لا تنبذه الجماعة ليبقى منتميا إليها، ويخلي مسؤوليته أمام قلق القرار الفردي وتبعاته عليه، بالتالي يحافظ الدين على عدم حودث فوضى اجتماعية من الرغبات والقرارات الفردية المختلفة، ولهذا يجب أن يكون (الخوف) من انتهاكها (المحرمات والمحللات) هو الدافع الأول لذلك يقال لغير المؤمن (ما يخاف من الله) (لا يحلل ولا يحرم)، لأنها تعتقد أن الإيمان يحقق (التوفيق الإلهي بالدنيا للفرد) أو ما يسمى دينيا (العناية الإلهية) فينصح غير المتدين بالإيمان والصلاة (صلي حتى الله يوفقك ويرزقك ويستر عليك) أو تحذره من الغضب الإلهي (ما تخاف الله يسوي بيك شي) (اشكر ربك على الصحة والعافية) هنا الإيمان له وظيفة أخرى لكن فردية نفعية هي ضمان دوام النجاح والعمل والسلامة، حيث يحقق الإيمان الأمن الفردي وحتى الجماعي بالحاضر والمستقبل، فحين تحدث نكبات بالمجتمع متوالية يقول الناس (هذا غضب الله علينا) بسبب ابتعادنا عن الصلاة وطاعة لله، وقصص الأنبياء الإسلامية مليئة بالغضب الإلهي الجماعي على الأقوام التي خالفت أوامره، هذا يقودنا طبيعيا إلى الجزاء الإلهي حيث أن الأخيار والأشرار لهم ثواب وعقاب في الدنيا والآخرة، الأول قد يحدث أو لا وكما يقال (الله يمهل ولا يهمل) أما الثاني فحتميا حدوثه، هذا الجزاء هو من يعطي العدالة والمنطقية والدافع والمعنى لحياة الجماعة وفق ثنائية (الثواب والعقاب) و (الله والشيطان) و (الخير والشر)، يكون مكملا للجزاء الاجتماعي الوضعي. إن ارتفاع حالة الإيمان والالتزام بالعبادة أثناء المرض أو النكبة أو المحنة يبين لنا وظيفة الإيمان الأمنية مباشرة بدون داعي للنظيرات والاختبارات، الأمن النفسي والاقتصادي والمادي، والإيمان يضمن أهم مقومات للحياة كما يعتقد المسلم (العمل والطعام والصحة) التي تسمى شعبيا (الرزق والنعمة والعافية)، كذلك للإيمان وظيفة أخرى هي الخلاص بعد الموت (الآخرة) بتحصيل (الحسنات) ومحو (السيئات) أي ثمن الخير وغفران الذنوب، فيوفر الإيمان الدافع والمعنى للأشياء، فهو يحقق الأمن والمنفعة الشخصية بالدنيا والخلاص بعد الموت فيدفع الفرد للالتزام بالعبادة والأخلاق والشرع، وبهذا أعطى معنى دافع الحياة وغايتها، فالعمل عبادة، والزواج نصف الدين، والحياة امتحان، هكذا يعطي الإيمان الإسلامي معنى الأمور. كذلك الإيمان يحقق الحب الأخوي (الإخوة الإسلامية) بين المؤمنين عبر الطقوس والصلاة الجماعية الذي يحتويهما جو المسجد الحماسي والعاطفي الذي يكون قنبلة إما للتخدير أو للتثوير، وقد برهن الإسلام على قدرته العملية على تعبئة الجماهير وتثويرها في الثورات العربية وقدرته أيضا على تعبئة الجماعات الجهادية المسلحة بالتضحية بالأرواح وخلق معنى ودافع للمقاومة، وهو سبب فكرة الدولة الإسلامية العابرة للحدود القومية التي خلقها الإيمان بالحب الأخوي الإسلامي، وكان الإسلام له القدرة العملية أيضا على تخدير وتسكين وتحنيط الجماهير على مر العصور فكان الأداة التبريرية الأولى بيد السلاطين على تأبيد الوضع القائم وتجميد الجماهير بفلسفة الشكر والطاعة والخوف والقدر والحكمة الإلهية.
الاستنتاجات إن الدين الإسلامي هو أحدى وسائل الضبط الاجتماعية أخلاقية وشرعية وجزائية، تمنع حدوث الفوضى وتحافظ على نظام الجماعة مستقرا، وان الإيمان الإسلامي يحقق الأمن النفسي والاقتصادي والمادي في الحياة، ويحقق الخلاص بعد الموت، للفرد والجماعة، ويضمن نفسيا دوام واستقرار ثلاث أمور حيوية للفرد (العمل والطعام والصحة) وبذلك يوفر الدافع والمعنى والغاية في أمور الحياة، فيصبح الخوف من عدم الإيمان بالإسلام شبح يهدد بفقدان امتيازات هذا الإيمان على الفرد والجماعة، ويحقق الإيمان السمعة والمكانة الاجتماعية المتميزة معنويا، والدين الإسلامي يحقق الحب الأخوي بين الجماعة الإسلامية (الإخوة الدينية) عبر الصلاة الجماعية بالمسجد والخطب أيام الجمع، وعبر خطابه ألأممي العابر للقومية والوطن، فيكون عامل توحيد الجماعة وتوسعها إقليما ودوليا لتشمل كل مسلمين العالم، فيكون هذا الحب الأخوي عنصر تعبئة عاطفي وانفعالي مع السلطة أو ضدها، فبمجرد الاعتقاد أن السلطة أصبحت تخالف أوامر الله أو تطبق أوامره يكون الموقف معها أو ضدها، فقدرته ثنائية توحيد الجماعة وتوسيعها، وقدرته على التعبئة الانفعالية، فيمثل قوة اجتماعية لا يستهان بها، والإسلام استطاع أن يوازن بين الفرد والمجتمع وبين الدنيا والآخرة، حيث يوفر الإيمان للفرد الأمن والمنفعة والخلاص الشخصي، ويوفر للجماعة الضابط الأخلاقي والجزائي والشرعي والتي تسمى دينيا (الأخلاق والمعاملات والعقائد)، الأخلاق والمعاملات تنظم علاقة الفرد بالجماعة في الدنيا، والعبادات تنظم علاقة الفرد بالله بالآخرة، ويجدد الحب الأخوي الإسلامي بين الجماعة للحفاظ على التضامن والتماسك الاجتماعي.
مفهوم التدين بالمجتمع الإسلامي
التدين في المجتمع العربي هو الصلاة والتسبيح والدعاء وإطالة اللحية، لأنه قائم على الخلاص الفردي بالطمع بالجنة والخوف من النار وهو ما يسمى بالأدبيات القديمة عبادة التجار والعبيد، وهذا الخلاص متوفر للجماعة التي ينتمي إليها المتدين فقط فيكون بذلك تدين أناني وعنصري، وبذلك يصبح هذا التدين عامل انقسام المجتمع إلى جماعات عنصرية تبحث كل عن خلاصها على حدة، وإذا كان التدين الأناني مجرد خلاص بالآخرة فعليه تصبح الدنيا مجرد وسيلة مؤقتة يتنازل فيها الفرد عن مسؤوليته الإنسانية والاجتماعية في الحقوق والواجبات! ليعم التخلف والانحطاط والتفسخ الاجتماعي والسياسي بسبب الانقسام العنصري بين الجماعات الدينية والاعتقاد بالخلاص العنصري بالآخرة؟ والتدين عندنا يقتضي النهي عن شرب الخمر وسماع الأغاني وتحجيب المرأة وتطبيق الحدود (الرجم والجلد وقطع اليد) وعدم البول واقفا، في حين لا تجد الالتزام بالأخلاق كالصدق والنزاهة والمهنية والنظافة العامة رغم أن الإسلام حض عليها (تنظفُ فالإسلام نظيف، النظافة من الإيمان الخ) فترى شوارعنا متسخة لأننا نلقي القمامة بالأماكن العامة، وطرقنا مزدحمة بسبب عدم الالتزام بإشارات المرور، وترى طوابيرنا متقاتلة لعدم احترامنا للنظام، وترى دوائرنا يعم فيها الرشوة والتزوير والإهمال والتقصير والمحسوبية الخ والإسلام حث على عدم الغش (من غشنا فليس منا) وترى باعتنا يغشون بالبيع والشراع، والصنَاع يخدعون الزبون بالمهنة رغم أن اغلبهم متدين، وهكذا هو مفهوم التدين عندنا عبادة فقط، فالدين عبادات ومعاملات وأخلاق لكننا نلتزم فقط بالعبادات، فنحن نلتزم بحقوق الله ولا نلتزم بحقوق الناس (والناس تكتفي بإلزام أولادها الصلاة فقط دون التركيز على الأخلاق؟ وهي تذهب لصلاة الجمعة والاستماع للخطبة دون أن تتأثر بما تسمع فالذهاب من اجل الأجر وليس التأثر؟ وكذلك الحال في الاستماع لخطب التلفزيون فالأجر أهم من التغير!) وهذا كله لان الانسان عندنا محتقر ذليل مهدور الكرامة والتجاوز على حقوقه أمر طبيعي بيننا كأفراد أو كمؤسسات، في مقابل اجلال وتعظيم السلطان الذي نستجدي ونستعطي حقوقنا على انها (منّة) و(تفضّل) و(مكرمة) علينا، والذي منه صورُ لنا صورة الله السلطانية السياسية.
الإسلام يقدم تفسيرا معرفيا للوجود والكون والإنسان مبني على قدرة الله المباشرة في التحكم به وان الإنسان مسير بالقدر الإلهي حيث الحاضر والمستقبل كلها مقدرة ومكتوبة بأمر الله، فالحياة والموت، الغنى والفقر، النجاح والفشل، العمل والبطالة، الزواج والعزوبة، الإنجاب والعقم، الصحة والمرض، الراحة والمشاكل، الستر والفضيحة الخ كلها مقسومة بيد الله، فنسمع الناس تقول (إن شاء الله، بقوة الله، بحيل الله، إذا قدر الله، إذا أراد الله، لا سامح الله، ما يصيبنا إلا نصيبنا، ما بين المغرب والعشاء يفعل الله ما يشاء، قسمة ربك، رزق ربك، كتبة الله) وهذا التفسير المعرفي الإسلامي ينفي نظريا مسؤولية الفرد وإرادته تجاه الحياة والواقع، ويتناقض مع وجود جزاء قائم على مسؤولية الفرد تجاه أفعاله والضوابط المقررة عليه، فإذا كان الخير والشر والمستقبل مكتوب مسبقا عندها ينتفي حتى وجود مستقبل بل ماضي يتكرر ويصبح الزمن حلقة وليس مستقيم، هذا التفسير هو من يحرض الفرد على سحب مسؤوليته وإرادته من الحياة وتكريسها للآخرة للخلاص، فلأن العدل والظلم، والخير والشر، والحرب والسلم، والغنى والفقر، والمرض والجهل، هي أشياء يقررها الله فلا داعي للنضال والكفاح والمطالبة بالحقوق، هنا يكون الإسلام عامل تخدير وتبرير للوضع القائم، فالمسلم يعتبر الحياة شر وفساد ويعتبر الزهد بها من صفات الإيمان لأنها إشباع رغبات وحب المال والنساء وهي أشياء تلهي عن ذكر الله، لكن هناك في الإسلام فروض تحرض على التغيير كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجوب تطبيق أحكام الله التي يراها المسلمون عادلة، وان الساكت عن قول الحق شيطان اخرس، وان أسمى درجات التضحية قول كلمة الحق في وجه حاكم جائر وهي نصوص موثقة اختصرتها إنشائيا، وهو كما سبق وقلت يحث على العمل والحياة والزواج والتكاثر وهكذا يوجد الإسلام تناشز معرفي ما بين القبول بقسمة الله والثورة ضد الوضع القائم، ما بين التخدير والتبرير وما بين التثوير والتغيير، من هنا كانت الانتقائية في تفسير النصوص والوقائع التاريخية بين الجماعات المتناحرة مع السلطة أو ضدها وتاريخيا استخدمت السلطة والمعارضة الإسلام في محاربة الآخر مثلما الصراع بين الخوارج والإسماعيلية والزيدية والقرامطة وبين السلطة الحاكمة.
فوائد الأخوة الدينية ومضارها
كلما زادت الأخوة الدينية كلما زاد انعزالها عن الجماعات البقية وهيئة لنشوء جماعة عنصرية تستفز غيرها للتطرف والعنصرية المضادة فينغلق المجتمع ويتوقف عن الانفتاح والتطور والتلاقح مع الثقافات الأخرى ما يهدد بزواله، فالشعور بالإخوة بالوقت الذي يضمن تماسك الجماعة يهدد بإضعافها أو حتى اندثارها إذا تضخم هذا الحب، وهذا ما يواجه المجتمع العربي الإسلامي بالوقت الحاضر حيث أصبحت مجتمعات منغلقة يسود فيها الفكر السلفي والأصولي والتكفيري والأفكار الرجعية يعم فيها الفقر والتخلف والفساد السياسي والإداري والاجتماعي ما جعلهم دول ضعيفة منقسمة خاضعة لاستغلال ونفوذ الغرب والدول الإقليمية.
الإسلام الحقيقي؟
نظرية وجود أسلامين واحد "الحقيقي" والثاني "محرف" نظرية اساءة للإسلام كثيرا رغم أن مدعيها كانوا بقصد الدفاع عنه، فهي فتحت الباب لكل الفرق ادعاء أنها الإسلام الحقيقي وغيرها منحرف فدخلوا في حرب تكفير لا تنتهي، ويجب إبدالها بالسؤال لماذا انقسم الإسلام إلى اتجاهات سياسية وعقائدية متطرفة متخاصمة؟ نبذت الاتجاهات المعتدلة؟. وكثيرا ما يتردد على أسماعنا جملة (الإسلام الحقيقي) في مواجهة الاتجاهات السلفية التي يعتبرها المتحدث انحرافا عن الدين، وأننا لو طبقنا هذا الإسلام لما حدث كل هذا الانحراف، والتأمل في هذه الأجوبة نفسيا يعطينا ملاحظات مهمة، فما البديل الذي يقدمه هذا الإسلام الحقيقي؟ انه الإسلام المذهبي المطروح من كل الطوائف الإسلامية الأخرى على انه الحق الوحيد! ثم أليست هذه دعوى السلفية ذاتها؟ عن إسلام السلف الصالح الذي هو الحقيقي الوحيد في تصورها! بالتالي فعبارة الإسلام الحقيقي هي دعوى السلفية ذاتها، وحتى الشيعة حين ينتقدون السلفية حينما يتخذون من الجهاد وسيلة لإقامة الخلافة، أليست دولة الإمام المنتظر هي دولة يجب أن تتحقق بالجهاد العالمي والقضاء على بقية الأديان وإجبار البشرية على التشيع والانضواء قسرا تحت ظل دولة الإمامة الشيعية؟.
الأزمة الاجتماعية للإسلام المعاصر
القرآن في المجتمع المعاصر كتاب صعب القراءة بسبب قدم أسلوبه التعبيري (الآيات المتباينة تعبيريا وزمنيا ومكانيا (مكة والمدينة) المرصوفة لبعضها) كذلك قدم إملائه عن كل باقي الكتابات العربية، ولا يقرأ القرآن إلا للأجر والاستخارة والثواب ولا يقرأ للفهم أو التأمل، كذلك إن القرآن كتاب كبير وسميك ينفر الشباب من قرآته ويحتاج إلى تفسير يجعل من حجمه مضاعفا ومتعبا، هذا عدا اختلاف التفاسير بحسب المذهب، وحتى الإسلام لم يبقى منه سوى أطلال وتاريخ إمبراطورية اندثرت فلم يبقى للعربي إلا التغني والتباكي عليها ومحاولة إعادتها بشكل حركات أصولية سلفية ينفر منها كل العالم اجمع ولا يقبلها حتى المجتمع العربي نفسه، ولا شيء يقدم في الحاضر للإنسان العربي سوى محاولة إعادة عقارب الساعة للوراء لبعث الأمجاد فترى كل أشكال القسر والاستبداد التي تمارسها الدول الإسلامية لبعث الدولة الإسلامية، فلم يبقى أمام العربي إلا أن يكون الدين خلاص بعد الموت بعدما عجز عن تقديم أي شيء له بالدنيا سوى وعود وشعارات لن تتحقق، ولم يعطي الإسلام للعربي في حياته إلا أوهام الأفضلية العنصرية والجنس المتفوق المقرب من الله الذي سيكافئ بالجنة بعد يوم الحساب، والذي يحاربه الآخرون ويغارون منه ويحيكون له المؤامرات لكونه الأفضل والأخطر عليهم، فهم الذين سرقوا علومهم أجداده ومن أسرار كتابه المقدس فأصبحوا متقدمين عليه!! لذلك من الطبيعي أن نرى الدول الإسلامية دول متخلفة بائسة ترتفع بها نسبة الفقر أو البطالة أو الفساد أو الاستبداد السياسي والتعسف والقمع والأمراض الخ والعربي يعتقد أن الإسلام الحقيقي لم يطبق إلى الآن، دون أن يحمل صورة واضحة عن هذا الإسلام المفترض سوى البديل المذهبي أو إسلام شخصي، وهو يعتقد أن مخالفته لبعض التشريعات ليس بسبب كونها خاطئة أو غير ملائمة لزمانه بل لقصور فيه لكونه غير قادر على الالتزام بها كتحريم الغناء الاختلاط بين الجنسين والعاب التسلية (الشطرنج، الدومينو، البوكر) والفوائد من رأس المال (الربا) الخ وجميع نماذج الدولة الإسلامية المعاصرة هي أما إسلام خاطئ أو لقصور فيه يمنعه من العيش فيها وليس هناك نموذج ناجح عنده إلا الدولة الإسلامية التي كانت بالماضي في الكتب والتاريخ!.
هل من الصحيح مهاجمة الإسلام بهذا الوقت الحرج الذي تبتلع به داعش العرب قبل أن تشكل أي خطر على الغرب المستعمر الذي يحتقرنا ويستغل ضعفنا؟ أليس هو الشامت والمستفيد الأول من تشويه الإسلام ومهاجمته؟ أليس تعديل صورة الإسلام ونقدها وتقويمها هو الحل الأفضل والأجدى؟ أليس هناك قيم كونية وأخلاقية ايجابية بالإسلام نستطيع فصلها عن سلبياته؟ إن داعش يجب أن تكون رجه للمسلمين لمراجعة خطابهم السلفي وإعادة النظر بتخوين الإسلام المعتدل، وإذا كانت القاعدة لم تكهرب قلب المسلمين المتوقف عن النبض فان داعش هي الفرصة الأخيرة لمراجعة نقدية للإسلام وإلا سنقرأ عليه السلام.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم اجتماع انتفاضة التحرير العراقية
- التحريف النوعي للجماعة الداعشية
- رؤية اجتماعية لزنا المحارم
- مفهوم الروح في المجتمع العراقي
- موجز الدراسات الإنسانية للظاهرة الدينية
- التفسير الاجتماعي للإلحاد والإيمان
- مفهوم الموت في المجتمع العراقي
- القوى الغيبية في المجتمع العراقي (الحظ، البخت، الكرفه)
- العلاقة العلم بالدين
- العراقي وامريكا
- الفرق بين الطائفة والطائفية
- ملاحظات اجتماعية على الحشد الشعبي
- سلاّب الأموات العراقي
- العلاقة بين العنف والحق
- مدخل نفسي وانثربولوجي لأصل فكرة الله الشعبية
- صورة المرأة في المجتمع العراقي
- مدخل إلى فهم علاقة العلم بالدين
- التحريف النفسي للحرب الأهلية الطائفية بالعراق
- العراقي والطعام
- مدخل لدراسة علمية إنسانية للدين


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - ملاحظات في علم الاجتماع الإسلام