أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير بوبكر - هل يتواصل عجز اليسار عن خلق مبادرات سياسية شعبية ؟















المزيد.....

هل يتواصل عجز اليسار عن خلق مبادرات سياسية شعبية ؟


زهير بوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 21:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يحمل اليسار التونسي وراءه إرثا عظيما من النضال يمتد على قرابة قرن من الزمان قدم خلاله التضحيات الجسام زمن الاستعمار وزمن "الدولة الوطنية "وله الفضل في كل المنجز الثقافي فكل الإنتاج الفكري كان يساريا بامتياز على أن هذا الانجاز الثقافي لا يتناسب مع مجمل العمل السياسي الذي انحدر في العقود الأخيرة إلى الضمور ودون الخوض في الأسباب نعتقد انه أشبه ما يكون بحصان خشبي يتحرك ولكن لا يتقدم إلى الأمام بل إن ضجيج ذلك الحصان كثرا ما استفادت منه قوى أخرى مناهضة للفكر اليساري أصلا وحصل في كل مرة على جزاء سنمار لتستمر الأزمة دون علاج حقيقي أو حتى تقييم يفتح الآفاق لتدارك عثرات الماضي ...
في نظري تعود هذه الأزمة إلى جانب عنف النظام الاستبدادي وضربه بقوة لكل معارضة حقيقية وتشتت اليسار وتشرذمه وانهياره عالميا إلى عدم قدرة هذا اليسار على حمل مبادرات ومحاور نضالية حقيقية تلف حولها أوسع فئات الشعب المضطهدة والمفارقة أن الظروف الأمس كما هي اليوم ناضجة لحمل تغيير سياسي ضخم بسب تصاعد النهب والإفقار والتسلط والفساد مع مجال الحرية الإعلامية المتاحة وغير المسبوقة في تونس .وقد اقتصر الفعل السياسي لديه على ردود أفعال تصاغ حسب التمايز الإيديولوجي وليس حسب حاجات الناس وحتى في أوج التفاف الجماهير حوله كثيرا ما أفلتت الأمور من بين يديه (اعتصام القصبة ..استشهاد الرفيق شكري بلعيد ..) .ولو حاولنا تتبع أسباب هذا العجز المزمن على خلق محاور نضالية تجمع أوسع الجماهير حولها لكان ضروريا الإشارة إلى غياب العمق الاجتماعي لمجموع الأحزاب المسماة يسارية أو ثورية والى التعالي الذي تبديه لبعض الحراك الاجتماعي وحصره في نطاق الأمر النقابي البحت والى العائق الإيديولوجي الذي يفرض عليها تحالفات وتكتيكات عفا عنها الزمن وصارت من الماضي .إن بعض التشكيلات السياسية يعتقد انه من الممكن أن يفكر داخل غرفة مغلقة ليجد قضية سياسية ثم يحاول إيجاد جسور مع الجماهير لكنها لا تستجيب بل إنها حقا لا تستجيب فهي ليست مبرمجة لتلبية طلبات الأحزاب على العكس فالفعل الجماهيري غالبا ما يكون عفوي وقدرة الثوريين على التقاط العفوية والارتقاء بها إلى التنظم ولكن التعالي ونخبوية البعض تعوق كل التحام بالناس في نضالهم اليومي .ويجد الثوريين أنفسهم خارج النضال مثلما حصل مع حملة "وين البترول"فبقطع النظر عن دوافعها والقائمين بها كانت محور نضالي هام استطاع زرع الرعب في نفوس المستفيدين من الصفقات الفاسدة وأصحاب العمولات والرشاوى إلا أن الحواجز الإيديولوجية وقصر نظر اليسار جعل أهم قيادي يصرح للإعلام بان الجبهة الشعبية ليست معنية بهذه الحملة فهل من المعقول أن لا ينخرط اليسار المؤتمن على الثروات الوطنية في حملة تدعو إلى حماية البترول من النهب أو التدقيق في الاتفاقيات الممنوحة للشركات الأجنبية ؟ ومن سيصدق بعد ذلك ما ورد في برنامج اليسار من حرص على الثروات ؟ كيف يمكن التخلي عن قضية وطنية لان الداعين لها أو المبادرين بها ليسوا يسارا ؟ أليس هذا من العمى الإيديولوجي المستفحل ؟هل كان لا بد أن ينزل اليساريين فقط للشارع حتى تكون القضية عادلة ؟ ثم لماذا لم يستطع اليسار خلق هذه الحملة ؟اعرف أن البعض يتعالى على الناس لاعتقاده الجازم بان موضوع الثروات يعتبره حكرا عليه فهو وحده صاحب الحق في الدعوة إلى التأميم أو مكافحة الشركات الأجنبية الاحتكارية ويرى في هذه الحملة تعديا على حقوقه وهذا الموقف أشبه ما يكون باعتقاد الحركات الدينية أنها وحدها المخولة بالحديث في الدين إفتاء وتوظيفا .وفي حدث مشابه بعد أحداث باردو الإرهابية رفضت الجبهة الشعبية الاشتراك في المظاهرات المنددة بالإرهاب وهي اكبر ضحية للإرهاب فقط لان الإسلاميين مشاركين في المسيرة يومها وفي مفارقة غريبة كان اليساريون يشاهدون المظاهرة من التلفزيون وكان الإرهابيون يرفعون أصواتهم بالتنديد نافضين عن أنفسهم تهمة التكفير والتشدد ولم يكلف قياديو الجبهة أنفسهم الدعوة إلى مسيرة مستقلة على الأقل تجمع اغلب المنظمات والقوى الرافضة حقيقة للإرهاب والتكفير .إن غشاوة الايدولوجيا التي تفرض تقسيم الناس الى فسطاطين خير مطلق وشر مطلق ستؤدي باليسار الى الانكماش على نفسه والابتعاد عن الجماهير عكس سياسة القبول التي يقودها اليمين الديني بالاقتراب من الجميع وتبني المعاصرة حتى على حساب مقولاته الأساسية وهذا لأنهم يمارسون السياسة و يمارس اليسار التأدلج المفرط .ربما سيجد البعض عذرا مشيرا إلى الإسلاميين ليسوا أصيلين في معاداة الإرهاب و أن حملة البترول مفتعلة لغايات سياسية لان البعض من القائمين بها كان في السلطة ولم يفعل شيئا لأجل الثروات ولم يثر الموضوع أصلا وهذا صحيح ولكن هذا موجه لأنصار الجبهة فقط وهم من يمكن أن يفهم ذلك أما الجماهير العريضة فلها رؤيتها الخاصة وتقييمها المختلف للأمور ومن المستحيل أن تقبل ذلك بسهولة ..
اغلب الظن أن هذه الأزمة ستتواصل وان محاور النضال الحقيقية لن ينخرط فيها اليسار لان انشغاله بالسياسي والحقوقي أولوية لهذا لم يتحمس لقضية التعليم ولم نر له أثرا في احتجاجات المعلمين الذين نزلوا بعشرات الآلاف أمام مقر الحكومة ووزارة التربية وليس من المستبعد أن يبقى على الرصيف مادام السياسي قبل الخبز اليومي والإيديولوجي قبل متطلبات الواقع ومادام لا يغلط لأنه يسار ولا شيء أخر .إذا أراد اليسار استعادة وجهه التعبوي وممارسة السياسة الكفاحية عليه التخلي عن عقدة "الرسالة التاريخية " الجامدة التي أدت به إلى التذيل إلى تيارات الهوية (ليبرالية خاصة) حتى تحول إلى منبر ثقافي تستفيد منه الأنظمة الليبرالية كلما وقعت في أزمة دون أن يدري أحيانا ..مطلوب منه ان يتحول إلى يسار جديد ويخلع أثوابه القديمة التي لبسها في ظروف تاريخية ذهبت ولن تعود .هناك فرصة تاريخية لحمل مبادرة نضالية ولإجراء مصالحة مع اعرض الجماهير وان يتوجه إليها مباشرة لا أن يتوجه إلى قواعده هذه الفرصة يتيحها قانون المصالحة الذي طرحه رئيس الجمهورية إذا استطاعت الجبهة تكوين حلف كبير ضده من كل الغاضبين عليه مهما كان توجههم الفكري والسياسي ومهما كانت تحالفاتهم السابقة فستتمكن ليس من إسقاط المشروع فقط وإنما من التأسيس الى يسار جديد كفاحي جماهيري قادر على كسر الثنائية الخطيرة ندا-نهضة ومبشر بمستقبل أفضل لتونس...



#زهير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الشعبية :التحول ام الاندثار
- الجبهة الشعبية في تونس :لاخيار سوى الاشتراك في الحكومة
- في الواقع لا في النص في الرد على -الثورية الطوباوية -في نص ر ...
- حركات الاسلام السياسي :الازمة والسقوط
- اهداف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب على سوريا
- تونس:الجبهة الشعبية والخيار الاستثنائي
- ولادة يسار جديد في تونس ضرورة تاريخية للمرحلة


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير بوبكر - هل يتواصل عجز اليسار عن خلق مبادرات سياسية شعبية ؟