أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جواب...ونهاية الإنسانية؟؟؟!!!...















المزيد.....

جواب...ونهاية الإنسانية؟؟؟!!!...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جـــواب.. ونهاية الإنسانية ؟!...

كتب لي من مدينة ستراسبورغ الفرنسية, صديقي الفنان الكامل سامي عشي, معلقا, معترضا على مقالي المنشور من يومين , تحت عنوان :
تــســاؤل.. مــســاءلــة.. عـــودة...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=483007


"أستاذ غسان شكرا على جرأتك في طرح الأسئلة الأساسية و في الإجابة عنها جزئيا..
ربما المخطط الكيسنجري الصهيوني القديم لا يخص الشرق الأوسط فقط بل القارة العجوز أوروبا التي ما زالت تنعم ببقايا ثقافة "مسيحية" تخلصت من الإرث الطقسي و الإقطاعي و أصبحت أقرب إلى الإنسانية و العلمانية..
هذه الثقافة تزعج الصهيونية أكثر بكثير من الثقافة "الإسلامية" السائدة حاليا في كافة أقطار ما يدعى بالعالم الإسلامي..
اللاجئ السوري المسلم هو طبعا ضحية الحرب التي فرضت عليه لكنه قبل الحرب كان ضحية أفكار و قدسيات توارثها من سلاطينه و فقهائه و من بينها أنه على المسلم أن ينشر إسلامهما (السلطان و الفقيه) في كل الظروف و كل المجتمعات..
وهكذا فإن هذا اللاجئ الضحية يتحول قصدا أو دون قصد إلى أداة لتدمير ثقافة الإنسانية التي سمحت في استقباله بتماديه الوقح بتحدي الرموز التي لا تناسبه و يستغل كل ثغرة في العلمانية ليفرض كل تفاصيل طقوسه الدينية..
طبعا فإننا لا نراه يملك نفس "العزة" و نفس الحمية على حدود أمراء النفط المسلمين و أمام رجال أمنهم المسلمين !!!!
أما الشعب الأوروبي فيجب عليه أن يتصدى بشجاعة لهذا الهجوم الصهيوإسلاموي و أن يفرض على سياسييه الضغط من أجل إيجاد مكانا آمنا للاجئين الرافضين التأقلم مع الثقافة الأوروبية في البلاد ذات الغالبية الإسلامية و استقبال فقط من يتقبلها و كذلك من أجل إيقاف الحرب و التهجير فورا.."
انتهى النقل حرفيا...

وكان هذا جوابي إليه :
ســامــي عـــشـــي... يا صديقي المسالم الطيب..
تعليقك أطروحة آكاديمية, وموضوع مناقشة. أنت تقدمها دوما بنظرتك الإنسانية الجامعية الدراسية البراغماتية.. والــمــســيــحــيــة... ولكننا اليوم أمام خربطات عالمية مجنونة. لا قيود فيها ولا اتزان.. والفرائض والشريعة الدينية تهيمن على روحها وجوهرها وأسباب تحركها.. أكثر من الجوع والخوف والموت والمرض... يعني أنني لا أقبل قواعدها.. لأنها تأتي من مبادئ ألهية وهمية جنونية بسيكوباتية... تصور أن هؤلاء الجائعين رفضوا الطعام والدواء لأنه يحمل علامة الصليب الأحمر.. والتي هي مؤسسة إنسانية علمانية.. وهذا الرمز لا علاقة لـه بالمسيحية وشعاراتها... كيف تريد العلاج؟؟؟.. وطروحاتك الآكاديمية المسالمة الناعمة تبقى بهذا المجال المسدود أمام الجهل والجهالة الجيناتية... أنا هرمت.. تعبت.. مرضت.. يئست من التحدث والدفاع عن هؤلاء البشر... إنهم مخدرون بالإسلام.. ولا أي شــيء آخــر...
يا صديقي.. كلماتك مقبولة.. مع بشر يتكلمون بمنطقك وطيبك وسلمياتك البديهية الآنية.. أما كيف تريد الدفاع عن إنسان تائه بصحراء, جائع ظامئ.. إذا اسعفته وأطعمته وسقيته وأنقذته من الضياع.. سوف يقتلك ويسلبك.. ليرضي ربــه ويتابع طريقه إلى الجنة... لأنـك كـــافــر!!!...........
هنا العقدة.. هنا العقدة العويصة يا صديقي... وهذه هي اليوم المشكلة الحزينة المؤلمة.. والحقيقة الحقيقية...
ومنها آلامي ويأسي وتـــشــاؤمـي الإيجابي.. بلا حدود... وقد تكون كما أبديت.. بعض جزئية وعدم اكتمال بالرأي... وإبداء الرأي.. وتخبط بالحلول...
وحتى نلتقي...
*********
أستغرب من بعض أصدقائي المغتربين في أوروبا من عدة عقود.. وخاصة الفنانين منهم.. وما زالوا يحلمون بأشكال أفلاطونية إنسانية.. أو حتى مسيحية مسالمة, على طريقة (من ضربك على خدك الأيمن.. حول له الأيسر...) أو (تناقش معه وعامله بلطف ومسايرة).. قد يتوقف عن قتل بقية عائلتك وأطفالك... أما خسرنا هكذا بلدنا وأرضننا ووطن مولدنا الرائع ســوريا.. أمام جحافل داعش الإسلامية.. وتركنا البلاد لداعش, وأبناء داعش, وأخوة داعش, وأبناء عم داعش, وحلفاء داعش, وحاضنات داعش, التي قطعت آلاف الرؤوس من أبنائنا وأخوتنا.. بلا سبب.. سوى لأننا الآخر.. الآخر الكافر الذي لا نقاش معه..لأنه الآخر الذي يجب أن يهان, حتى ينفذ ما في الكتاب, ويركع قبل فصل رأسه عن جسده, بلا اعتراض ولا كلام؟؟؟...
هل تبقى اليوم أي قانون وأي مبدأ وأي سلام وأية مناقشة؟؟؟.. حتى الهارين اللاجئين إلى بلاد "الــكــافــر".. يرفضون طعامه ودواءه وعلاجه.. وطيبه.. بقرف واعتراض.. لأن كرتوناته تحمل علامات الصليب الأحمر الدولي.. والذي لا يدين لأية طائفة.. ولا لأية دولة.. وقوانينه إسعاف المريض والجائع والمظلوم بأي مكان.. دون علم أو مذهب أو هوية أو طائفة.. ومع هذا يرفض معونته على الحدود اليونانية ــ المقدونية هاربون لاجئون.. بينهم مهلوسون من أبناء جلدتي.. لأن الكرتونات التي يحملها الشرطة وأعضاء هذه الجمعية العالمية الإنسانية.. كرتوناتهم تحمل إشارة الصليب الأحمر المعروف.. يرفضها هؤلاء اللاجئون الهاربون.. وإلى أين يهرب هؤلاء الهاربون اللاجئون المهلوسون دينيا.. إلى بلاد الكفار... ومن سوف يستقبلهم ويقدم لهم المساعدات واللجوء والمساعدات والعناية والأمان والغذاء.. أوروبيون متطوعون.. كــفــار!!!...
يا للغرابة.. ويا للعجب.. ويا لقساوة تفهم الهلوســات في أمخاخ الــبــشــر... ويا لمأساة غرق بعضهم بالجهل والجهالة التي يصعب علاجها.. لأن أصحابها يرفضون كل علاج غير مصنوع من غير الهلوسات والدين والعادات والأنظمة والفتاوى الموروثة... وأنا لا أستطيع سوى التنويه.. وأفهم لماذا لا يوجد أي حلول لــمــآســيــنــا.. ولا أي دواء لسرطاناتنا العقلية الجيناتية... ولا أفهم الحلول الفلسفية المسالمة الحالية التي يقدمها مثل حلول صديقي سامي عشي.. وغيرهم من دعاة "جمع الشمل", وأصحاب إعطاء الخد الآخر.. ولماذا لا نعطي ونقدم بعده حتى المؤخرة أيضا.. (وعذرا من الوقاحة)!!!.......
بــربــكــم.. أو بكل ما تؤمنون... وهل سيفهم يوما قتلة داعش.. وأخوة داعش منطقكم المسالم هذا.. أم سوف تسقط رؤوسكم قبل أن تنطقوا بكلمة سلام أمامهم؟؟؟...
************
عــلــى الــهــامــش :
ــ مـأسـاة ســوريـة ــ إنسانية إضـافـيـة
هل رأيتم صورة جثة الطفل السوري ذي الثلاث سنوات الذي يحمله رجل إنقاذ على الرمال التركية, والذي ردته الأمواج إليها, بعدما انزلقت يده الصغيرة المتعبة من يد أبيه... تصوروا.. تصوروا أيها العربان الصامتين.. ويا شعوب اللامهتمين... يا لإجرام صمتكم وعدم اهتمامكم.. وحيادكم الآثم!!!...
أين بان كي مون... أين أردوغان... أين هم رؤساء البلاد العربية والإسلامية... أين هي المؤسسات الدولية... أين هم كبار المشايخ وفتاويهم التي تحلل وتحرم... أين هو الرئيس أوباما... أين هو الرئيس بـوتين.. وأخواننا وأبناء عمنا... أين ما تبقى من الضمير العالمي الممزق المتعب...
ما ذنب هذا الطفل يا بشر.. يا حكام العالم... يا من تقررون مصير البشر والعالم؟؟؟...
كــفــا... أمواتنا.. مشردونا.. السوريون اليوم هم ضحايا ابشع المجازر ... نعم أبشع المجازر... والعالم يتفرج.. ويتفرج.. ويجتمع وينشر قرارات وكلاما.. ولا شــيء سوى الكلام... والسوريون يموتون كل يوم بالمئات.. تحت القنابل والصواريخ والمشانق وقطع الرقاب وهربا في البحر.. وما من أحد ينقذهم...
أين السفارات.. أين هم أصحاب القرارات والتقارير الإنسانية الحقيقية... كلام.. كلام.. ولا شيء سوى الكلام...
العالم أعمى.. العالم صامت.. العالم شــريك بالجريمة...
إنها نهاية الإنسانية!!!..............
أنا لست موافقا مع صديقتي السورية التي كتبت أن صورة هذا الطفل السوري الميت المرمى على الشاطئ التركي, صـورة دعـاية.. وأن هناك مئات الأطفال, يموتون يوميا في سوريا, لأسباب مختلفة متعددة... ولماذا اليوم صـورة هذا الطفل على غالب وسائل الإعلام الأوروبي... وعلى غالب وسائل التواصل (الاجتماعي).. على الـــنـــت...
يا صديقتي أنا لست موافقا معك.. لأن الصورة حقيقية.. وهي تتكرر يوميا.. ولكن هذه الصورة كانت صارخة.. ولا تتميز عن غيرها.. ولكن هذه جاءت كالنقطة التي طفحت الكيل... والكيل طــفــح يا صديقتي في عالم الإجــرام والصمت والإهمال ضد الشعب السوري المنكوب...
كــــفــــا!!!...
ــ مسؤول بمنظمة حقوق الإنسان العالمية Human Right Watch يدعى Peter Bouchaert صرح على تويتر أنه ساهم بنشر صورة الطفل إيلان كردي, لما رأى حذاءه وهو بين أيادي الشرطي التركي الذي يحمله بعد أن رمته الأمواج على الرمال التركية.. بأنه لم يكف عن التذكر بابنه.. وأضاف مدافعا عن أهله الذين هاجمتهم بعض الصحف بأنهم يعرضون أطفالهم للمخاطر المميتة... قائلا يجب ألا ننسى بأنهم يهربون من القنابل ومن فظائع دولة الخلافة الإسلامية (داعش).. وأجاب الإعلاميين الذين لم ينشروا الصورة لأنها صعبة صادمة : »لكنني أرى أنه من الأصعب والأصدم أن أطفالا يغرقون ويموتون على شطآننا.. رغم أننا كنا نستطيع تجنب موتهم «

بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.. حــزيــنــة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤل... مساءلة... عودة...
- ما بين السيدة ميركل.. ونبيل فياض...
- لنقرع الأجراس.. مرة أخرى...
- رسالة إلى جميع الحكام العرب (قشة لفة).. مرة أخرى
- تذكير... و تحذير...
- الشهيد خالد الأسعد... حارس حضارة تدمر السورية...
- هذا جوابي يا سيدتي...
- قارنوا يا بشر... وعن مدينتي اللاذقية...
- أمبارغو Embargo ... وأخبار (عادية) أخرى...
- رد متشائم جدا.. إلى صديق متفائل جدا...
- قلب المشكلة...
- كلمة... ورد غطاها...
- كلمات تفسيرية ضرورية...ومقارنات ما لا يقارن...
- رد مشروع ضروري...
- رسالة إلى صديق - بعثي - عتيق... وعن جلالة الملك.. وعن بيروت. ...
- تغيير في البوصلة؟... تساؤل...والطاعون هنا...
- الأمل... أو انتظار ليلة القدر...
- علي بكار.. وسياف داعش... وأحداث واقعية مضحكة أو مبكية حزينة ...
- عودة... وردات فعل... ومعايدة...
- تاجر دمشقي...


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جواب...ونهاية الإنسانية؟؟؟!!!...