ثمار الدكتاتورية المرة

أحمد اسماعيل اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ليست محاكمة صدام حسين مجرد محاكمة دكتاتور اقترف جرائم عديدة بحق شعبه، وشعوب أخرى ، وقائمة جرائمه باتت معروفة لكل ذي بصيرة، وسواء تم الحكم على صدام بالموت ،أو بالسجن ، أو حتى بالبراءة ، فإن هذه المحاكمة ستقدم للجميع ، ضمن ما ستقدمه من معان ،وعبر ، ودلالات ،ودروس ، درسان هامان :
الأول : درس للدكتاتوريين الصغار والكبار: فحواه يتلخص في التأكيد على إن
تسوير الوطن ،أو بتعبير أدق ، النظام ورأس هرمه القائد،والزعيم ،لا يكون بكثرة
السجون ،والمعتقلات ،والعملاء ،والمخابرات ،وسياسة التجويع ،والإفساد داخل
الوطن ،ولا بكثرة المرتزقة من : ساسة ،وصحافيين ،ورجال قانون من خارج الوطن. التي أثبتت إنها أسوار هشة ، وغير ذي نفع للدكتاتور ،ونظامه ، وحتى لوطنه الذي يشكل بالنسبة لهؤلاء المرتزقة مجرد بقرة حلوب ، وإن السور الحقيقي للوطن والسلطة ،ورأس هرمها أيضاً ،هو سور العدالة ،والديمقراطية المنيع،الذي يجعل القائد ينام قرير العين هانيها . ولقد أثبت انهيار العديد من الدكتاتوريات في هذا العصر، وفي عصور سابقة أيضاً ،خطأ هدم الدكتاتوريات لهذا السور .
ليست تجربة نظام صدام أولها..ولن تكون آخرها !! ولم تكن كلها مباركة ،أو مدعومة من الخارج كما يحلو للبعض أن يركز عليها، عن جهل ,أو تجاهل.
والثاني: درس للشعوب المقهورة يتلخص في إن قصاص المظلوم من الظالم
له يوم معلوم في هذه الدنيا وليس في الآخرة ،وإن ذلك ممكن وغير مستحيل
لأن المستحيل –حسب نابليون – لا يوجد إلا في قاموس المجانين ،والشعوب
مهما بلغت درجة تخلفها، لا يمكن أن يكون الجنون أحد صفاتها ،بل هو صفة
رئيسة من صفات الدكتاتور،المعروفة باسم جنون العظمة،هذا الشقي الذي
اغتصب السلطة يوماً ،وفي غفلة تاريخية ، فظن إنه قادر على إدامة هذه الغفلة إلى ما لا نهاية بواسطة ما ملك من أدوات السلطة القمعية، وإن تجريده منها، أو
إبعاده عنها في عملية تأمل فكرية، وباستخدام التغريب البر يختي،كما حدث في الحالة العراقية ،التي جاءت متأخرة لدى البعض منهم،ستجد في هذا الدكتاتور، دكتاتورها ،كائن مجبول على الخوف ،والشك ،والغدر ، والرعونة..وإنه لن يتوانى عن الفرار إلى أقرب جحر ، أو بالوعة إذا تعرضت حياته لخطر ما، أو
يلجأ إلى حمايتها ،وحماية أثاث عرشه بتسليم مفاتيح مملكته إلى الغازي الذي يتعهد له بذلك .
نيرون آخر سيموت ولن يموت الوطن أبداً .

#أحمد_اسماعيل_اسماعيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات