أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!














المزيد.....

لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!


غادة عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


*لا يمكن أن تشاهد فيلم "الأيام الأخيرة" دون أن تشعر بأنك عشت مغامرة مثيرة ، فما أن تنطفئ الأنوار وتنفتح أمامك شاشة السينما ، حتى تهاجمك أطياف الوحدة والضياع التى تنبعث منها.. شيء ما فى هذا الفيلم يعذبك حين تشاهده ، حيث تصحو داخلك كل مشاعر التوحد والغربة وتتلخص حياتك فى حالة من الضياع الكبير داخل عالم لا يتجاوب معك، ولا يحبك بالقدر الكافى ، عالم محايد على أقل تقدير إن لم يكن مناوئا وكارها لك.. وبينما تشاهد الفيلم قد تفكر فى مغادرة دار العرض لأنك لم تعد تحتمل الغربة ، قد تقاوم موجات الحزن التى ستعتريك ، لكنك لن تخرج من دار العرض كما دخلت ، سوف تخرج بعد أن تهتز داخلك تلك القناعات التى كنت قد كافحت كثيرا لتثبتها داخلك .. لتشعر بأن للحياة أهمية ، أوأنك كائن مفيد ، أو أن بعض الناس يحبك بصدق !!


*فى معظم الأحوال وللأسف فإنك لن تعايش هذه التجربة ، لأن فيلم "الأيام الأخيرة" من المستبعد تماما أن يتم عرضه فى دور العرض العربية ، والسبب لن يعود لرفض الرقابة لعرضه فى مصر حيث لا يضم الفيلم أى مشاهد عنف أو جنس قد تعترض عليها الرقابة كما أنه ليس فيلما سياسيا ليثير المشاكل أو القلاقل ، لكن السبب يتلخص فى أن فيلم كـ "الأيام الأخيرة" ليس من نوعية الأفلام التى تلقى اقبالا جماهيريا فى مصر والشرق الأوسط فهو فيلم من النوع الفكرى الذى لا يضم الكثير من الأحداث لكنه يستخدم التقنية السينمائية بهدف توليد حالة نفسية لدى متلقيه .. الفيلم يعرض حاليا فى الولايات المتحدة وهومن اخراج المخرج الامريكى التميز جاس فان سانت والذى سبق له من قبل أن أخرج أفلام مهمة كفيلمى "جود هانتينج الطيب" أو "الفيل". وكان الفيلم قد رشح من قبل للحصول على السعة الذهبية فى مهرجان كان هذا العام - حيث تمكنت من مشاهدته هناك - وهو يدور حول الايام الاخيرة من حياة نجم الروك الامريكى كيرت كوبان. وقد قام بدور كوبان الممثل الشاب مايكل بيت حيث حرص المخرج على أن يبدو مايكل بيت أقرب ما يكون لشكل كيرت كوبان، سواء فى تسريحة الشعر أو شكل الملابس ، وإن كان لم يستخدم الأسم الحقيقى ليطلقه على الشخصية ولكن أسماها بأسم "بليك".

*إذن فإن أروع ما فى هذا الفيلم هو هذا الشعور القاتل بالوحدة والغربة والذى صنعه العبقرى جس فان سنت باستخدام عدة تقنيات منها تثبيت ملامح التوهان والضياع على وجه الممثل مايكل بيت واستخدام موسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية مرتفعة الصوت وقوية لتصير بمثابلة معادل موضوعى للصمت داخل وحول شخصية البطل ولتشير لانعدام تواصله مع العالم من حوله ، وكوسيلة لتعويض اختفاء الحوار من مناطق كثيرة من الفيلم . كما أنه استخدم وسائل التصوير لتسليط الضوء على ما يمكن ان نسميه سطوة المكان فى مقابل توهان وضياع العنصر البشرى وقد ظهر هذا التناقض بين سطوة المكان وضياع الانسان فى عدد من اللقطات الكبرى "لونج شوت" حيث تلعب الطبيعة دور البطل ويحتل العنصر البشرى جزء صغير من الصورة ،او باللقطات الأقل فى الحجم والتى يظهر فيها البطل وهو يتهاوى ساقطا المرة بعد الأخرى فى الغابة أو على أرضية منزله، بهذه الوسائل وبالصمت الدائم للشخصية الرئيسية "بليك" - حيث كان الآخرون يكلمونه بينما هو جالسا معهم فى صمت - أستطاع المخرج أن يدمجنا فى عالم الضياع والموت لشخصيته الرئيسية .

وكما ذكرنا سابقا فإن الفيلم لا يضم الكثير من الأحداث فهو يبدأ ببليك الصامت التائه وهو يخلع قميصه ويدخل للعوم فى بحيرة تحيطها الغابة ثم يخرج من البحيرة ليتجول فى الغابة يسقط مرة بعد أخرى ، يجد جاروفا وحفرة فيحفر قليلا ثم يسقط فى الحفرة ويقوم ليدخل إلى بيته ، يقتحم الغرف على أشخاص لا يعرفونه أو لا يرغبون فى التواصل معه يحاول اعداد طعام ويفشل ، يبحث عن شيء يرتديه فلا يجد سوى فستان نسائى ، يدخل حجرة بعد أخرة وهو يحاول الوقوف لكنه يتهاوى باستمرار، يقابل عدد من الأشخاص كـ مندوبى مبيعات أومندوبى جمع التبرعات يجلس معهم دون أن ينطق بكلمة واحدة ، يجلس مع والدته التى تكلمه عن ابنته لكنه لا يتبادل معها الكلمات ، ويستمر الفيلم و" بليك " مازال تائها حيث يذهب لكوخ منعزل وهناك نشاهد ما يفترض أنه روحه وهى تغادر جسده .

باختصار الفيلم يمثل رحلة شاقة نرافق فيها روح معذبة ومعزولة قبيل اقدامها على الموت .



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان
- فى مصر..الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان.
- بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير لل ...
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!