أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - البديل الديمقراطي.؟!!














المزيد.....

البديل الديمقراطي.؟!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 21:18
المحور: المجتمع المدني
    


..أعطني وطناً ديمقراطياً وخذ قبيلتي وحزبيّتي.. وحتى قوميتي.

إن واقعنا الشرقي _وضمناً الواقع الكوردي_ ما زال يرزح تحت العقلية القبلية حيث الولاء لسلطة الأب القائد "الرمز" وهي ثقافة عامة تم التأسيس لها من خلال جملة معطيات ونظريات دينية واجتماعية وذلك عبر تراكم معرفي وأخلاقي مما اتخذت شكلاً من أشكال القيمة الاجتماعية والأخلاقية مغلفةً بنوع من الطقسية الدينية حيث الأب هو رمز للإله الأعلى _فهو رب البيت أو الرب الصغير_ وبالتالي فمن الواجب والعرف الأخلاقي والديني الخضوع التام والأعمى لكل قراراته وأوامره وبدون أي مناقشة ناهيك عن العصيان والرفض. إن هذه العقلية القبلية في مجتمعاتنا المسيرة من قبل "الزعيم الرمز" قد سادت في كل المراحل التاريخية السابقة وإلى اليوم حيث دخلت في نسيج مؤسساتنا الحزبية أيضاً والتي من المفترض أن تقوم بالثورة على هكذا قيم ومفاهيم أخلاقية كونها _أي الأحزاب_ نتاج فكر مدني حر وليبرالي وهي جزء من مؤسسات المجتمع المدني وعليها بالتالي العمل على تقويض المؤسسات القديمة؛ عشيرة، قبيلة.. والعائلة لتكون هي البديل المدني عن تلك المؤسسات المجتمعية لكن وللأسف فقد تم تطويع هذه المؤسسات/الأحزاب لصالح القديم وهي تحولت إل نوع من القبائلية الحزبية والأيديولوجية.

وهكذا فإن البحث في البديل الجديد؛ حزباً أو أي إطار مجتمعي آخر _منتدى فيسبوكي مثلاً؛ كون هذه التقنية تساهم في سرعة التواصل مع الآخر_ بات أمراً ملحاً بحكم أن القديم بات يشكل عائقاً لتطور مجتمعاتنا نحو الحالة المدنية الديمقراطية والبديل هنا لا يعني بالضرورة القطيعة الكلية مع الماضي، بل هو التأسيس للقادم الجديد والذي يكون ضرورياً لمرحلة ما، كون أن القديم _وكما قلنا_ بات غير قادر على تلبية متطلبات وحاجات المرحلة ولذلك فلا بد من البحث عن البدائل الأخرى.. هذا يمكن أن يقال بعمومية زائغة عن مختلف مناحي الحياة. وكذلك فإن ولادة الجديد يكون من رحم القديم في "وحدة وصراع الأضداد"؛ موت حبة القمح في التربة وولادة سنبلة خضراء تحمل الجديد من حبات القمح، وذلك إن توفرت المناخات اللازمة من تربة صالحة ورطوبة وحرارة وضوء النهار (الشمس) ورعاية صحية من الأمراض والأوبئة الخبيثة والحشرات الضارة، وكذلك فإن ولادة الإنسان نفسه يعتبر سلسلة لا نهائية من البدائل؛ حيث "الأبن سر أبيه" وهو الوريث وحامل اللقب.

أما بخصوص الحركة الوطنية الكوردية في غربي كوردستان، ومنذ دخول أحدنا (معترك) عملها الميداني اليومي الحزبي والسياسي فإنه يصبح على دراية تامة بأمراضها المستعصية وعقليتها القبلية وقد فشلت بعض المحاولات الخجولة لإيصالها إلى مؤسسة سياسية مدنية، تليق بقضية شعبنا وأمتنا وذلك لـ(استحالة) الأمر في الماضي القريب وخاصةً في ظل ظروفها الراهنة _آنذاك_ وتراكمات الماضي ومشاكلها وأمراضها الداخلية وانقساماتها من جهة، ومن الجهة الأخرى الواقع والبيئة العشائرية القبلية الحاضنة وأيضاً المناخ المافيوسلطوي للأجهزة الأمنية السورية والتي كانت تترصد أي حراك سياسي وطني حقيقي _في تلك المرحلة_ ناهيك عن أن يكون الحراك كوردياً حيث السلطة _كانت_ يمكن أن تغض النظر عن الكثير من الأمور ومنها الحراك والعمل بعقلية حزبوية ضيقة، بل ربما تشجعه، ولكنها كانت تقف بحزم أمام أي محاولة أو حراك جامع يخاطب الضمير الجمعي للشعب الكوردي وليس فقط مريدي الأحزاب والأبواق التي تدعو للحزبية وليس القومية والوطنية.

وبالتالي فإنني على قناعة تامة بأن الواقع الراهن لشعبنا وقضيتنا في غرب كوردستان هي التي ستفرض شروطها مستقبلاً للبحث عن البدائل؛ كون القديم (الأحزاب الكوردية عموماً) وبعد مرور أكثر من نصف قرن على انطلاقتها قد دخلت _أو في طريقها للدخول_ إلى "غرف الإنعاش".. هذه من جهة ومن الجهة الأخرى فإن حركة التاريخ تفرض شروطها والشرط الحضاري اليوم تقول بأن الحياة للمجتمعات المدنية الحرة والديمقراطية وليس للأيديولوجيات الحزبية والقبلية وذلك على الرغم من انتعاش بعض الحركات السلفية الجهادية وفكرها الغيبي والتكفيري إلا أنها محكومة بالموت كون البيئة الحضارية لا تلائم تلك الأيديولوجيات وما انتفاضتها الأخيرة هذه إلا نوع من ثورة ذاك الذي يعاني الاحتضار وهو يقوم بتجميع كل طاقته الأخيرة في حركة انتفاضية والإيحاء بأن طاقة الحياة ما زالت تسري في الجسد الميت. وهكذا وبقناعتي المتواضعة فإن البديل هو حركة شبابية عصرية تؤسس لنهضة فكرية حضارية والدخول عصر التقانة والثورة المعلوماتية واستخداماتها في سبيل مجتمعات أكثر عصرية وديمقراطية تقبل بالآخر كونه الآخر المختلف وليس أنا الحزب والقبيلة.

وبكلمة أخيرة؛ فإننا نحتاج لمؤسسات المجتمع المدني للعمل بعقلية منفتحة على الآخر وتؤسس للحالة المدنية والديمقراطيات الليبرالية بعيداً عن الأيديولوجيات وقولبة الفكر والحياة وفق رؤى وتنظيرات ما قبل الدولة وذلك انسجاماً والتزاماً بالتطور الحضاري للبشرية فكراً وممارسةً والخروج من كهوفنا القبلية والعشائرية الحزبية والبحث عن تكوينات واتحادات حضارية مدنية ديمقراطية.. وهكذا فإني أقول أخيراً؛ أعطني وطناً (سويسرياً) مدنياً ديمقراطياً ليبرالياً علمانياً إنسانياً وخذ قبيلتي وحزبيتي.. وحتى قوميتي.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة الديمقراطية
- ثقافة التسامح.. والمصالحة.؟!!
- المثقف.. وبلاط السلاطين؟!!
- تعليق متأخر؛ حول خروج الكتلة الكوردية من مؤتمر القاهرة.
- المرأة الكوردية المقاتلة.
- الكورد.. والإستراتيجية الأمريكية؟.
- الإبادة الثقافية ..الكورد أنموذجاً؛ مفهوماً وواقعاً مأساوياً ...
- أزمة المواطنة.. لدى الإنسان العربي.
- سوريا القادمة.؟!!
- الربان والديكتاتور
- سوريا .. وأزمة الحلول والخيارات!!
- الطفل العفريني/ عفرين .. مهد الحضارات.!!
- العقل الكوردي  ..ما زال خاضعاً ومرهوناً إلى الحمية القبلية!!
- الديمقراطية ..هي البديل عن النظم التوتاليتارية.
- البارتي ..  هو الحامل للمشروع القومي الكوردي.
- اقتتال الإخوة .. أو الحروب الأهلية كارثة
- أحزابنا .. وسياسة عصر الباروك.؟!!
- نظام الكانتونات..؟!!
- مشكلتنا مع ثقافة الاستبداد 
- ثالوث الحكم في سوريا..؟!!


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - البديل الديمقراطي.؟!!