أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العدوة لعصور الظلام















المزيد.....

العدوة لعصور الظلام


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 17:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العودة إلى عصور الظلام
طلعت رضوان
هبّ شعبنا فى يونيو2013 ضد حكم الإخوان المسلمين ، وقـدّرتْ أغلب وكالات الأنباء العالمية أنّ عدد المُـشاركين فى تلك التظاهرة كان أكثر من ثلاثين مليون مصرى ، من كافة محافظات مصر. وكانت تلك التظاهرة أدق تعبير عن رفض شعبنا للحكم الدينى ، ورغم مرارة شعبنا من الحكم العسكرى الذى بدأ فى يوم الأربعاء الأسود 23 يوليو1952، فإنّ شعبنا فى يونيو2013، تعاطف مع المؤسسة العسكرية التى أزاحتْ الإخوان المسلمين عن الحكم . ولكن ماذا حدث ؟ وما نتيجة تضحيات شعبنا فى انتفاضة يناير2011 وانتفاضة يونيو2013 ؟
الذى حدث أنّ المسئولين المصريين لم يتعلموا من درس التاريخ ، وإذا كانوا قد أزاحوا بعض الرموز من الإخوان المسلمين ، إلاّ أنهم احتضنوا من أهم أخطر وأشرس منهم (السلفيين) كما أنّ المسئولين المصريين لم يتعلموا من درس تاريخ حركة الإخوان المسلمين، ورفضوا فى البداية العمل السياسى، وأنهم حركة (دعوية) حيث آمنوا (بشتى فصائلهم بغض النظر عن بعض الاختلافات فيما بينهم) ب (مرشدهم) الأول (حسن البنا) الذى كتب رسالة إلى الملك فاروق (ملك مصر والسودان) بعنوان (نحو النور) طلب منه عدة مطالب كان من بينها ((القضاء على الحزبية)) (د. رؤوف شلبى فى كتابه " الشيخ حسن البنا ومدرسة الإخوان- دار الأنصار- عام78- ص441) إذن الموقف صريح بأنّ الإخوان المسلمين ضد إقامة الأحزاب ، وهم ينطلقون من قاعدة إيمانية : لا يوجد غير حزبيْن : حزب الله وحزب الشيطان ، ولذلك سرق بعض اللبنانيين اسم (الله) وجعلوه عنوانـًا لنشاطهم السياسى ، وبالتالى ساهموا فى تقسيم الشعب اللبنانى ، وتخريب لبنان ، فكل من ليس معهم هو بالضرورة مع (حزب الشيطان) أما الجماعات الإسلامية فى مصر، فإنّ أعضاءها انتهزوا ما حدث بعد أحداث ثورة شهر طوبة / يناير2011 فسارعوا بتكوين أحزاب دينية ، رغم إيمانهم بحسن البنا الذى طالب بالقضاء على الحزبية. وإذا كان موقفهم هذا يدل على انتهازية مؤكدة لا شكّ فيها ، فإنّ مجلس طنطاوى / عنان العسكرى هو المسئول عن جريمة التصريح لهم بتأسيس أحزاب ذات مرجعية دينية.
تنشأ الأحزاب وتتأسّس على برنامج سياسى (الموقف من الديمقراطية والعلاقة بين الحاكم والمواطنين ومبدأ تداول السلطة إلخ) وبرنامج اقتصادى (دور الدولة ودور القطاع الخاص من أجل التنمية إلخ) وبرنامج اجتماعى (الموقف من العدالة الاجتماعية وتوزيع الدخل القومى إلخ) وبرنامج ثقافى (الموقف من الإبداع ومن حرية الرأى والتعبير عنه إلخ) وهكذا فى باقى مناحى الحياة التى ترفع من شأن الوطن والمواطنين : باب عن الصحة وباب عن الزراعة وباب عن السياحة إلخ وتنقسم الأحزاب (فى دولة الحداثة) بين يمين ووسط ويسار. فى هذا التقسيم تختلف الأحزاب فى التفاصيل ولا تختلف فى الجوهر(فكلها تقر آلية الضريبة التصاعدية فيكون الاختلاف فى النسبة المئوية) وكلها تقر مبدأ تداول السلطة بينما الاختلاف فى البرنامج السياسى لكل حزب. وكلها مع التنمية وتعظيم البحث العلمى من أجل النهضة ومع تنشيط السياحة إلخ ولكن من منظور كل حزب وفق برنامجه. باختصار فإنّ هذا التقسيم يُراعى فيه المصلحة العليا للوطن ، فلا مكان لحزب يسعى للتفرقة بين المواطنين على أساس الإنتماء للدين . أو حزب يُوافق على التفريط فى أى جزء من حدود الوطن لصالح دولة أخرى . أى أنّ جميع الأحزاب تجعل الوطن قبلتها الأولى.
فى ضوء هذا التعريف السائد فى العلوم السياسية ، والمُطبّق فى الأنظمة الليبرالية ، تأتى الموافقة على إنشاء أحزاب (دينية) بهدف هدم دولة الحداثة ، التى تحترم كافة معطيات العصر الحديث ، فلا سقف لحرية البحث العلمى ، ولا سقف لحرية الإبداع ، ولا تفرقة بين المواطنين (بالفعل وليس مجرد نص دستورى معطل) على أساس الدين أو الجنس ، لذا يكون من حق المسلم تولى رئاسة الدولة فى مجتمع أغلبيته من ديانة أخرى حتى ولو كانت غير سماوية (الهند نموذجًا : رئيس الدولة مسلم "أقلية" ورئيس الوزراء من السيخ "أقلية" بينما الأغلبية هندوس) ومن حق المرأة تولى أرفع المناصب بما فيها رئاسة الدولة (النماذج عديدة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية والهند) فلا فرق بين أنثى وذكر. ومن هذا التوضيح يتبيّن للعقل الحر أنّ الحزب المؤسس على مرجعية دينية ضد دولة الحداثة ، أى ضد المساواة بين المواطنين ، وبالتالى التفرقة فى حقوقهم الدستورية على أساس الانتماء للدين وليس للوطن . فالأحزاب الإسلامية لا تسمح للمرأة ولا لغير المسلم من تولى رئاسة الدولة. ولا تعترف بمعنى (الوطن) ولذلك كان من اليسيرعلى الرئيس (المسلم) محمد مرسى ومكتب (إرشاده) التنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، والتنازل عن سيناء لأتباعهم الحمساويين الذين قتلوا جنودنا على الحدود بالتواطؤ مع الرئيس (المسلم) ومكتب (إرشاده) لذا كانت المظاهرات واعتصامات الملايين قبل وبعد 30يونيو موجات من ثورة شعبنا ضد الحكم باسم الدين . ورغم الفرحة بقرار السيسى بعزل الرئيس (المسلم) فإنّ الأحزاب التى تتباهى بأنها (سلفية) أصرّ أعضاؤها على سرقة الفرحة بالقتل والدمار من أجل عودة رئيسهم (المسلم) لكرسى عرش مصر من جديد . وإذا كان من المفهوم أنْ يُدافع (السلفيون) عن مخططهم الإجرامى المعادى لشعبنا ، فإنّ الكارثة تتمثل فى المُتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة السائدة الذين كتبوا وصرّحوا بأحقية الأحزاب (الدينية) فى الجلوس على مائدة / موائد المفاوضات مع باقى القوى الوطنية ، والاستماع لآرائهم فى كل ما يتعلق بإدارة الدولة (سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا) المحسوبون على الثقافة السائدة يتظاهرون بمعارضتهم للسلفيين ، بينما تلك (المعارضة) تهتم بتجميل صورتهم فى شكل نصائح (مثالية) مثل ((كونوا مع الثورة ولا تكونوا ضدها)) وهى أشبه بنصائح إدوارد سعيد للإدارة الأمريكية بتحسين شروط الاستعمار، كما كتب المفكر السورى الكبير صادق جلال العظم فى كتابه (ذهنية التحريم) إنّ المصريين أدعياء الليبرالية يُمارسون دور(الماكيير) لمغازلة الأصوليين، بينما تفرض عليهم الليبرالية الحقيقية الدفاع عن (الحداثة) التى أول حرف فى أبجديتها (لا يجوز تأسيس أحزاب على مرجعية دينية) لم أقرأ ولم أسمع لأى من أدعياء الليبرالية كلمة واحدة عن جريمة استمرار الأحزاب الدينية التى يجب النظر(بأدة قانونية) فى إلغائها. قرأتُ وسمعتُ كثيرين يُدافعون عن الحزب الذى تستر وراء الاسم الحركى (النور) بينما تصرفاته عكس ذلك : فقبل أنْ تنجح أحداث شهر طوبة / يناير2011صرّحوا بأنّ الخروج على الحاكم (حرام) وتركوا ميدان التحرير بالاتفاق مع الإخوان بعد التفاوض مع عمر سليمان فى 2فبراير2011. وفى محنة استفتاء 19مارس 2011 أشاعوا بأنّ الجنة نصيب من يُصوّتْ بنعم والنار مصير من يقول لا. وتركوا الشباب يُواجهون الموت فى أحداث محمد محمود بالاتفاق مع الإخوان . وأعضاؤه فى البرلمان اتهموا المتظاهرين بالحصول على 200جنيه وتعاطيهم الترامادول . وأعلن أحد نواب الحزب أنّ تعليم اللغة الإنجليزية (حرام) وأنّ تدريسها مؤامرة أمريكية على مصر(والمغزى والهدف الاكتفاء باللغة العربية التى لا تصلح للعصر الحديث ، خاصة فى العلوم الطبيعية) وطالبوا بإلغاء مادتىْ الاحياء والفيزيا ، وساندوا الإخوان فى إقصاء كل مختلف معهم (تأسيسية الدستور- نموذجًا) وكان لهم النصيب الأكبر فى إعداد الدستور الإخوانى المُعادى لأبسط قواعد المواطنة ، ومع ذلك ادّعوا (كذبًا) أنه أعظم دستور فى العالم . وساندوا الإخوان فى جرائمهم ضد المعارضة. هذا بخلاف السلوكيات غير الأخلاقية لبعض من ينتمون لذاك الحزب الظلامى (واقعة العضو البلكيمى فى عملية تجميل الأنف وإنكاره لتلك العملية واتهامه للشرطة كذبًا بالاعتداء عليه وسرقة أمواله. وكذا ضبط العضو فى الحزب الظلامى على ونيس وهو يمارس الفعل الفاضح مع فتاة داخل سيارته. ورفض أعضاء الحزب الظلامى عزل مرسى لذا لم يشتركوا فى حملة (تمرد) ولم يشتركوا فى ثورة 30يونيو. كما أنّ أعضاءه شاركوا فى مذبحة قتل شبابنا المؤيدين لقرار السيسى . ومع ذلك فإذا بقيادتهم يتمسّحون فى ثورة 30يونيو، ولا يخجلون من الادعاء بأنهم مع شباب الثورة الذين وصفوهم من قبل بأنهم ((بلطجية ويعملون لحساب جهات أجنبية ويتقاضون منها الأموال ويتعاطون المخدرات)) فلماذا مغازلتهم؟ لماذا السماح لهم بفرض شروطهم؟ لماذا الإصرار على استمرارهم فى المشاركة السياسية وهم أعداء للوطن؟ لماذا إصرارهم على لعبة السياسة (القذرة) ولديهم مئات الألوف من المساجد والزوايا وعشرات الفضائيات يُمارسون فيها الدعوة للمحبة وللخير كما يزعمون؟
مصر منكوبة بمتعلميها المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة البائسة. مصر رهينة النفق المظلم الذى يود الأصوليون حبس (مصرنا) فيه ، النفق المُعادى ل (نور) العلوم الطبيعية والإنسانية ، النفق المُعادى لمبدأ (المواطنة) وأرى أنّ الخروج من هذا النفق المظلم الأحادى إلى (نور) التعددية والاعتراف بالآخر المختلف لن يكون بمغازلة الأصوليين الحالمين بعودة عقارب الزمن للخلف والتخلف . وعلى الشباب الثائر الوعى بأنّ معركتهم الفكرية مع أدعياء الليبرالية المحسوبين على الثقافة السائدة ، هى معركتهم بذات الدرجة وهم يخوضون نضالهم الفكرى مع الأصوليين الإسلاميين ، وذلك لتحقيق حلمهم بمصر الحداثة والحرية. والكارثة الأكبر أنّ كثيرين من اليساريين والناصريين ومن أطلقوا على أنفسهم (الاشتراكيين الثوريين) وكذلك أدعياء الليبرالية، يُـناصرون الإسلاميين المُـجرمين ويتحالفون معهم. والكارثة الثانية تتمثــّـل فى السلطة السياسية فى مصر التى تؤيد وتــُبارك الأحزاب الدينية (مثل حزب النور) وهو حزب لا يمتلك إلاّ المرجعية الدينية ومرجعية عصر الخلفاء المسلمين الذين اعتمدوا على نهب موارد الشعوب التى غزوا بلادهم ، فلماذا يتمسـّـك المسئولون المصريون بالإسلاميين المعادين للحداثة – وعلى رأسها – العداء للمفهوم العصرى لمعنى (المواطنة) وبالتالى يكون السؤال : لماذا الاصرار على العودة إلى عصور الظلم والظلمات ، وقد مضى عليها أكثر من 14 قرنــًا ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السامية والحامية ولغة العلم
- رد الى الاستاذ الأستاذ طلال الربيعى بشأن مقالى (أسباب فشل ال ...
- أسباب فشل اليسار المصرى
- الدولة شخصية اعتبارية
- الإخوان المسلمين وأنظمة الحكم
- الإخوان المسلمون وعلاقتهم بالاستعمار الإنجليزى والأمريكى
- أفغانستان فى القرنيْن التاسع عشر والعشرين
- الفرق بين لغة العلم ولغة العواطف الدينية
- حياة سيد قطب الدرامية
- المرأة رمز الحية ورمز الحياة
- الطوباوية العربية وطلب المستحيل
- متى يكون المثقف مستقلا ؟
- المثقف والثقافة السائدة (3)
- رد على الأستاذ محمد نبيل الشيمى
- المثقف والثقافة السائدة (2)
- رد على الأستاذ طلال الربيعى
- المُثقف والثقافة السائدة (1)
- اللغة الدينية وتجربة أوروبا طغيان اللغة الدينية طلعت رضوان ه ...
- كيف تخلصت أوروبا من اللغة الدينية
- الأسماء بين الرموز القومية والدينية


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العدوة لعصور الظلام