أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حول خرافة الدولة المدنية














المزيد.....

حول خرافة الدولة المدنية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة المدنية هي "تلفيقة أيديولوجية" صغيرة وفارغة المحتوى علميا، تعاون على اختراعها و نشرها فريقان من الساسة والكتاب: الفريق الأول، هم ساسة وكتاب إسلاميون لا يريدون أن يتهموا بأنهم يريدون إقامة دولة دينية في القرن الحادي والعشرين وبالتالي يتهمون من قبل أصدقائهم الغربيين "بالإرهاب الإسلامي" ولذلك قالوا نريد إقامة دولة مدنية ولكن ليس علمانية.

الفريق الثاني، هم ساسة وكتاب علمانيون قشريون لا يريدون أن يتهموا بأنهم ملحدون وكفار بموجب الأكذوبة التي اخترعها وبثها إعلام البترودولار "السعودي والمُتَسَعْدِن" في التسعينات من القرن الماضي وحتى الإيراني بعد قيام نظام حكم "ولاية الفقيه"، تلك الأكذوبة التي تقول إن العلمانية هي كفر وإلحاد وهم يعرفون حق المعرفة أنها ليست كذلك، فالإلحاد فلسفة والعلمانية مبادئ و قوانين لإدارة الدول تحترم الأديان وتحمي المؤمنين بها إلا في بعض النماذج المتطرفة.

الدولة المدنية كما قلنا أكذوبة وخرافة لا معنى لها، فهناك ضربان من الدول القائمة اليوم في عالمنا هما : الدولة الدينية ونماذجها الأشهر هي الدول السعودية والإيرانية والفاتيكان كما يمكن تصنيف الدولة الصهيونية كدولة دينية خصوصا بعد إلحاح قادتها على مطلب اعتبارها" دولة يهودية خاصة بالشعب اليهودي"، والبعض يضيف بريطانيا كدولة "دينية رمزيا" على اعتبار أن الملكة هي رئيسة الكنيسة فيها ولكن هذا الأمر يبقى رمزيا ولا يؤبه له. والنوع الثاني هو الدول العلمانية وهي أغلب دول العالم اليوم ( علما بأن الدول التي تصرح بعلمانيتها في الدستور قليلة ) وهي الدول التي تفصل بين الدولة ومؤسساتها وسلطاتها الثلاث وبين الدين كمؤسسات وشخصيات حية "رجال دين" ولكنها لا تفصل - كما يكذب أغلب الساسة الإسلاميين العرب – الدين عن المجتمع ولا تعادي الأديان.

وكان طه حسين قد تكلم في النصف الأول من القرن الماضي عن مبدأ سماه ( "الحيدة" بين العلم والدين) الذي يجب أن تأخذ به الدولة. وهذا معنى آخر من معاني الموضوع يتعلق بموقف الدولة الذي يجب أن يكون محايدا من وجهة نظر عميد الأدب العربي بين العلم والدين في قضايا الكون والحياة.

الدولة الدينية إذن مصطلح سياسي تلفيقي يراد به الجمع بين برامج وتوجهات الإسلام السياسي المعاصر بغض النظر عن طائفته ومذهبه وبين شيء من العلمانية القشرية، وهي – الدولة المدنية- تخدم أغراض الطرفين فالإسلاميون سيتحررون من الاتهام بموالاة العلمانية ومن اتهام بمحاولة بناء الدولة الدينية و "الإرهاب" أما العلمانيون القشريون فسيتحررون من الاتهام بالإلحاد برميهم العلمانية جانبا و تقاسم الميدان البرنامجي مع أصدقائهم الإسلاميين وفق قاسم مشترك هو "الدولة المدنية".

من حيث المبدأ لا ضرر من رفع شعار/ مصطلح الدولة المدنية في أوضاع خاصة ومحددة إذا ما تم ملء محتواه بمبادئ العلمانية وحقوق الإنسان والمساواة بين البشر فالفرق هنا سيكون فرقا في التسميات فقط بهدف إزالة الحرج، أما إذا تم ملء مضمون هذا التعبير ببعض القشور العلمانية مع مبادئ جوهرية من الدولة الدينية فسوف يبرز الخطر ويتحول رفع هذا الشعار/ المصطلح الى تضليل وخداع وتزوير لإرادة وأهداف للناس.

وفي سياق قريب مما نحن بصدد، نلاحظ أن هناك خلط ودسيسة في موضوع الموقف من الأحزاب السياسية والسلطة التشريعية المنتخبة، فالعراقيون والعراقيات المنتفضون في الهبة الشعبة الشعبية المتصاعدة كفروا بأحزاب المحاصصة الطائفية المتحالفة مع الاحتلال الأجنبي، وبالبرلمان الفاسد القائم اليوم، هذا صحيح تماما، ولكنهم لم يكفر بالأحزاب السياسية والسلطة التشريعية المنتخبة كدعامتين لا معنى ولا مضمون للديموقراطية بدونهما و لم يفضلوا عليهما دكتاتورية همجية من قبيل دكتاتورية صدام وأمثاله!

إن الأحزاب السياسية إنجاز حضاري حديث حل محل الشيع والفرق و غير ذلك مما هو موجود في تراثنا وتراث الشعوب الأخرى وهو مرتبط بالظروف التاريخية لأوروبا ما بعد الثورة الصناعية . وفي الدول الغربية في عصرنا كفَّت الأحزاب الكبرى خاصة عن أن تكون أدوات للتغيير وأصبحت أدوات لتبادل الحكم ببرامج متشابهة جدا حتى دخلت تلك الدول ما يسميه بعض الباحثين مرحلة " دكتاتورية الحزبين الكبيرين/ العمال والمحافظين في بريطانيا / الجمهوري والديموقراطي في الولايات المتحدة ، الاشتراكي والديغولي في فرنسا.. الخ .

أما في مجتمعاتنا فقد أخذت أغلب الأحزاب طبيعة الحواضن التي تنشأ فيها كما هي الحال في العراق فأغلب الأحزاب عائلية طائفية، وفي لبنان يمكن ان تأخذ الحزب الاشتراكي الدرزي وحزب الحريرى السني وحزب الله الشيعي كأمثلة ...الخ . و لا يمكن أن نعتبر الأحزاب السياسية معيقة لتطور والتغيير بإطلاق القول بل لا بد من قراءة برامج وأداء هذه الأحزاب قبل الحكم عليها أو لها.

لا ديموقراطية حقيقية ولا حقوق إنسان ولا حريات فردية وعامة بلا أحزاب سياسية و لا ديموقراطية سياسية فعلية من دون سلطة تشريعية منتخبة من قبل الشعب مباشرة. ولكن المطلوب والمبتغى هو أحزاب سياسية قائمة على أساس المواطنة أي الانتماء إلى الوطن وليس إلى الطائفة والعشيرة والعرقية" الإثنية" والمطلوب والمبتغى هو برلمان منتخب بشفافية ودون قوائم سرية وفي دوائر متعددة في دولة مستقلة قائمة على مبادئ المواطنة الحديثة والمساواة و ليس المطلوب والمبتغى برلمان كتل من اللصوص قائم على مبادئ وقواعد المحاصصة الطائفية والعرقية ودولة المكونات كما نظَّر لها ودَسْتَرَها نوح فيلدمان وبيتر غالبريث وأمثالهما وتشبث بها بالنواجذ والأظافر والأسنان طالباني والمالكي والنجيفي والبارزاني والحكيم والمشهداني ومن معهم!

نعم، للأحزاب السياسية "المواطنية" ..

نعم، للبرلمان المنتخب مباشرة من الشعب..

لا، وألف لا، لأحزاب الطوائف والعرقيات وبرلمان الكتل اللصوصية.


علاء اللامي: كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين معصوم والعبادي : دستور مهلهل وتفويض مليوني
- المهزلة الكبرى: أحزاب دينية تضع قانونا للأحزاب!
- أفندية بغداد سيقتلون الحركة الاحتجاجية
- محاولة خطيرة لإجهاض الحراك الشعبي في بغداد
- الجزء الثالث/ وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز
- الجزء الثاني :/ وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958
- وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958
- لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟
- تجريم التكفير الديني دستوريا ضرورة ماسة
- فؤاد معصوم و أحكام الإعدام
- العرب السنة بين الإبادة أو التهجير
- مطلب إعادة كتابة الدستور في مبادرة الكبيسي
- قرارتقسيم العراق : أوامر الكونغرس والتنفيذ للطائفيين العراقي ...
- فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات
- ماذا حدث في الثرثار ياحكومة المحاصصة؟
- متابعة يومية للتجاوزات الإجرامية في تكريت
- مع وزيري النقل والخارجية.. بصراحة
- جريمة ضرب الأطفال في المدارس العراقية
- نحو بغداد : نيران أميركية وإيرانية -صديقة-
- تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حول خرافة الدولة المدنية