أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي














المزيد.....

ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 11:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مازلت أتذكر ندوة أقيمت في احدى القنوات العربية لمناقشة الدستور العراقي الذي كان أعد للتو من أجل التصويت عليه، وتوقفت كثيرا عند بندا فيه تضمن حرمة وقداسة العتبات المقدسة، مما أعطى لوجودها قوة دستورية شرعية ومنحها حصانة قانونية وأباح عملها وجعلها من ضمن أعمال الدولة.
كان الأمر بالنسبة لي مخيف، فتلك كانت ردة كبيرة، كما أنني أيقنت بأن العراق سيدخل مرحلة مظلمة جدا يأتي بعدها انفجار دموي طائفي، فالدستور العراقي هنا انحاز لطائفة دينية بعينها على باقي الطوائف التي تزخر بها العراق، وجعل كعبها عالي على الآخرين، كما أنه منح الوعي القروسطي المبني على قوة وهيمنة الموتى على مقدرات الأحياء حضورا نافذا، فباتت تلك المراقد تنافس الأحياء في التحكم بمصائر المواطنين، وبالتالي منح المرجعيات الدينية سلطة عليا، ونحن نرى كيف أنه لا يمكن لسياسي أن يقر قرارا دون موافقة تلك المرجعيات ومباركتها، فباتت شرعيتهم الدينية فوق الشرعية القانونية للدولة.
والان وبعد أكثر من عشرة سنوات من ذلك الدستور، تأملوا أين وصل العراق، وشاهدوا النفخ الطائفي المستعر، والجنون المذهبي، وكيف صار القتل على المذهب عمل روتيني ومعتاد، انظروا لداعش التي وجدت لها حاضنة اجتماعية كردة فعل على التشدد المذهبي الشيعي والإقصاء المتعمد لكل من يخالفهم، بكل اختصار أن ما حدث ويحدث في العراق هو الجنون بعينه، وسببه بند في دستور كان من كتبه أعمى ومجرد من كل ما يمت للوطنية بصلة.
في الجنوب العربي، لا أستبعد أن نعيد هذه التجربة التي حدثت في العراق، وكأنها لم تحدث أمامنا وكأننا ما تابعنا تفاصيلها المؤلمة، فدعاة التمذهب والتدين الزائف وذوي الأصوات العالية منتشرون في كل مكان، لديهم معسكراتهم في عدن وتواجدهم العلني وراياتهم السوداء، لديهم عنفهم وحضورهم وإرهابهم لكل صحيفة أو قلم أو ناقد، في الجنوب العربي وفي عدن العاصمة، هنالك مد ديني متطرف يكاد أن يكون هو اللاعب الرئيسي في الساحة.
أعلم جيدا بان البلاد تمر بمرحلة انتقالية و تاريخية، وأعلم أن ظهور مثل تلك الجماعات البدائية في الوعي و المتطرفة في السلوك هو امر طبيعي ومحتمل، لكن الذي اجهله ، لماذا يصر البعض على التقليل من أهمية وجودهم والادعاء الدائم والمستمر بأنهم مجرد مراهقون ومعروفين في كثير من أحياء عدن.
اليس معظم كوادر تلك الجماعات المتطرفة وكل قنابلها الموقتة هم من فئة الشباب الصغار السن، اليس كل من يغرر به ويلتحق بهم هو من تلك الفئة العمرية، ثم لماذا التقليل من وجودهم عوضا عن التحذير منهم وكبح جماحهم قبل ان يتضخموا بشكل يدخلوننا في متاهة لا يمكن الخروج منها بسهولة.
الجنوب مستهدف من القوى النافذة في الشمال، ولا يمكن بأي حال الاعتقاد بأنهم سيتركونه ينعم بالأمن والسلام، والمخلوع والحوثي لم يتركوا عدن بعد، فمازلوا بها كخلايا تخريبية ترتدي مختلف الأزياء والهدف واحد وهو عرقلة الحلم الجنوبي بأية وسيلة كانت.
لن يتوقف المخلوع عن دعم أي فصيل ديني متطرف مادام هذا الفصيل لديه استعداد للتفجير والتخريب والادعاء بأن يطبق شرع الله، وسنرى تلك التيارات بمختلف الأوجه، فمنها من سيفجر بالمساجد ومنها من سيخوض حربا ضروسا ضد المقاومة الجنوبية ومنها من سينغمس في العملية السياسية، ومن خلال هذه التوجهات سيفرضون رؤى واجندة قد تجعل من عدن قندهار أخرى ومن الجنوب طالبان.
الخطر كبير، والقاعدة في حضرموت تظهر علنا لتطبق أحكام قتل وقطع وتلاحق الناس في الأسواق لفرض وجهة نظرها الدينية بالقوة، والقاعدة موجودة في كل محافظات شبوة، اعلامهم ترفرف ومعسكراتهم تستقبل المجندين الجدد كل يوم والجميع يتعايش مع هذا الواقع المرير بحميمية، ولا نسمع إلا تبريرات تقلل من أهميتهم وخطر وجودهم.
حربهم وقتالهم، امر لا بد وان يحدث، والتخلص منهم ثقافيا ومحاربتهم فكريا ضرورة وطنية قصوى، وعلمنة الدستور وإقامة مداميك الدولة المدنية هو الحصن المنيع من عودتهم من جديد، تمكين الحريات الفردية والثقافية والسياسية، وتحريم العمل الديني السياسي واستعادة دور المساجد للتوعية الدينية والأخلاقية عوضا عن التحريض المذهبي والحض على الكراهية، كلها أمور بديهية لمن أراد ان يقيم دولة حقيقية، ولمن أراد ان يجنب البلاد ويلات الاقتتال الطائفي بين الشعب الواحد.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك
- قضية الجنوب العربي ...قضية يرثى لحالها
- رحلة في عقل عبد الملك الحوثي
- هكذ فشل الحراك السلمي الجنوبي وهكذا سيبقى فاشلا
- الأرهابي علي عبدالله صالح
- حاجات مبتذلة
- لماذا مبادرة الحوثي تجاه الجنوب مرفوضة
- خمسة وعشرون فصيلا جنوبيا يتحد .....هنا الفضيحة
- أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.
- المغول في صنعاء
- اطلاق رصاصة الرحمة على البيض
- الخطوة الإستباقية للسعودية في اليمن
- عبد الملك الحوثي أنت رجل شرير


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي