أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ممدوح رزق - أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي















المزيد.....

أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما ترتبط عملية التفكير بما هو أخلاقي فهذا يفترض بالضرورة الخضوع مسبقا وتبني ما تفرضه الفكرة الإيمانية البديهية والأصيلة من يقينيات وثوابت جوهرية .. هذه اليقينيات لا يمكن تحققها كفاعل على المستوى الإدراكي / الإنساني إلا من خلال عملية الإلتزام الخالص بما ينتج عن هذه اليقينيات من أفكار ومعتقدات ورؤى وأنساق تعمل جميعها لتأويل طبيعة الأشياء لصالح الفكرة الإيمانية الأولية فتشكل قانونا معرفيا يتخذ صفة الجاهزية المطلقة إنطلاقا من كونه قادر على تثبيت أي صيغة جدلية داخل قوالب معدة سلفا فتتحول هذه الصيغة لدلالة إضافية جديدة على فاعلية اليقين .
يفترض التفكير الأخلاقي في الوجود الإنطلاق مما هو مفروغ منه وما هو محسوم بالفعل ( كفكرة إيمانية ) ليتخذ التفكير فيما بعد آليته التبريرية التي تسعى لترسيخ وتدعيم ذلك المفروغ منه وما هو محسوم بالفعل وبهذا الشكل يتخذ الوجود سماته المتحررة من مسببات التفكير المغاير .

في الجزء الأول من دراسة السيد ( نزار عثمان ) عن ( صدر الدين الشيرازي ) والمنشور بالعدد الثالث من مجلة ( جسور الثقافية ) يذكر السيد نزار ( لقد انبرى الرجل ـ أي صدر الدين الشيرازي ـ لجعل إشكالية الوجود محورا ومصبا لتحليلاته الفلسفية ، انطلاقا من اعتباره الوجود أشرف الأشياء ) .. هل يمكننا إذن أن نضع أيدينا على الفكرة الإيمانية البديهية والأصيلة تلك التي تبناها ( صدر الدين الشيرازي ) في تحليلاته للوجود وهي أن ( الوجود أشرف الأشياء ) ؟ .. ولأن أي فكرة أولية يتم الإنطلاق منها عند رصد وتحليل ما له علاقة بالوجود ـ خاصة تلك الأفكار التي تعتمد طبيعتها بالأساس على الإستناد الكلي على يقين ما بحيث تتخذ مظهرا من مظاهر ( السلطة المعرفية ) التي تنتهي عند أعتابها أية فكرة عن التساؤل أو التأويلات الإحتمالية الممكنة للرصد المختلف ـ أي فكرة أولية يتم الإنطلاق منها تظل دائما متاحة لطبيعة الجدل الغير محددة طالما أن هذه الفكرة لم يكن لها دورا تأثيريا في طبيعة الوجود محل الفكرة ذاتها التي يتم تبنيها ( التفسيرات والتأويلات والتحليلات هي أدوار تبعية لحدوث الوجود وليس كفاعل في حدوثه ) . على هذا هل لنا أن نعتبر أن وصف الوجود بـ ( الأشرف ) هو مجرد تسمية لفظية نابعة من وعي وإدراك وشعور شخصي نتيجة عوامل إعتقادية ونفسية وموروثة خاصة بالمكون الإنساني المحدد لهذا الوعي فحسب ؟ أم أن هذا الوصف للوجود يعتبر رؤية موضوعية تخاطب بحيادية الطبيعة الجوهرية للأشياء إنطلاقا من رصد وتأمل نزيه وشامل للإنسان والعالم ؟ .. إذا كان وصف الوجود بـ ( الأشرف ) هو مجرد تسمية لفظية نابعة من وعي وإدراك شخصي فالأمر في هذا المجال لا يتطلب المناقشة باعتبار أن المسألة لا تعدو سوى رؤية مثالية يمكن أن تمليها على أي إنسان المؤثرات الخاصة جدا التي تتحكم في طبيعة حياته وبالتالي في رؤيته للوجود بحيث بهذا الوصف كأنما يصف أمرا يخصه وحده .. أما إذا كان هذا الوصف نابعا من رؤية موضوعية وتأمل شامل للإنسان والعالم فهناك العديد من الإستفهامات التي تطرح نفسها في هذه الحالة مثل : ماهو معنى الشرف ؟! .. وكيف يمكن الوصول لصيغة توافقية بين إتصاف الوجود بالـ ( الأشرف ) وبين حضور الشر .. الشر كمطلق .. كجوهر .. كحياة أزلية وخالدة .. كفاعل .. كتحقق بديهي وحتمي ؟! .. ما هي العلاقة بين أن يكون للـوجود تلك الصفة وبين إحتفاظه بخاصية جوهرية تسعى طوال الوقت لتثبيت مستمر لفكرة الألم باعتبار أن هذه الفكرة هي خاصية جوهرية أيضا من خصائص كائنات وأشياء هذا الوجود الذي نتحدث عنه ؟!!! .
هل كان لمثل هذه الإستفهامات وغيرها الكثير دور في تفكير ( صدر الدين الشيرازي ) حينما جعل الوجود يتسم في فلسفته بـ ( أشرف الأشياء ) ؟!!!
ويتابع السيد ( نزار عثمان ) حديثه في عرض أفكار ( صدر الدين الشيرازي ) بأن : ( الوجود ليس بذي جنس ولافصل ، كما ولا عرض عام أو خاص .. ولا يمكن أن يعرف بأي وجه بغيره .. من هنا يقرر الشيرازي " فمن رام بيان الوجود بأشياء أظهر منه فلقد أخطأ خطأ فاحشا . ولما لم يكن للوجود حد فلا برهان عليه " ) .. هذه العبارات تفتح المجال أيضا بالضرورة للمزيد من الاستفهامات الملحة وأهمها : ما هو المنطق أو المعيار أو القاعدة أو المنظور أو الرؤية الفلسفية تلك التي تمتلك شرعية اتهام طريقة أو أسلوب ما من طرق وأساليب التفكير المختلف أو المغاير بـ ( الخطأ الفاحش ) خاصة فيما يتعلق بالتفكير والأرق بالوجود ؟!! .. ألا يمكن اعتبار هذه الطريقة من المصادرة المسبقة لممارسة فكرية ضدية هي إحدى مظاهر الخضوع لليقين الديني الذي تفرضه الفكرة الإيمانية الأصيلة ؟ .. ألا يمكن إعتبار هذه الطريقة هي تفعيل لأدوار ( السلطة المعرفية ) في مظهرها الديني الذي لا يتنازل عن فكرة اعتناق ( المحسوم والمفروغ منه ) واعتبار حضور الآخر / المختلف يمثل تهديدا فاسدا لـ ( الفتوى الشرعية ) التي ترتدي عباءة الفلسفة كي تمرر حضورا شكليا من التأنق الفكري ؟ .. ثم .. طالما أن الوجود ليس بذي جنس ولا فصل ولا عرض عام أو خاص فهل النتيجة المفترضة إذن هي الصمت ؟!!! .. هل من الواجب في هذه الحالة الكف عن محاولة تعريف للوجود ؟!!! .. ألا ينتج اتسام الوجود بهذه السمات وعن كونه ( ليس له حد ) ألا ينتج عن هذا رد فعل يشكل سمات الانشغال للذهنية التي يمارس عليها الوجود تبعات حضوره في السعي لتعريفه ؟!!! .. ألا يوجد ما يسمى بالتجربة الإنسانية كمدخل لمحاولة الفهم كبديل تلقائي وبديهي لغياب التحديد الوجودي ؟ .. ألا يوجد ما يسمى بـ ( التساؤل الجمالي ) والذي يسعى طوال الوقت لتشكيل خبرات بديلة ومتغيرة في محاولة فهم طبيعة الوجود والذي يمتد من التفاصيل الحياتية ذات الخصوصية القائمة على رحلة الأنا في العالم إلى السعي لاحتواء التجربة الكونية في ذاتها ؟!!! .. هل ( الخطأ الفاحش ) هو المحاولة اعتمادا على ما تعرفه طالما أن هناك ما لا تعرفه ؟!!! .. ثم .. من يملك الحقيقة في تحديد صحة أو خطأ ما يمكن أن تنتهي إليه حالة ـ أي حالة ـ تحليلية لطبيعة الوجود ؟!!! .. هل التفكير في الوجود ومحاوله فهمه والسعي لتحديد طبيعته يتلائم مع المعيار ( صحيح أو خاطيء ) ؟!!! .. أم أن الأكثر ملائمة هو التعامل مع الأمر بمعيار ( صادق أوغير صادق ) ؟!!! .. والمقصود هنا هو أن الحقيقة الكاملة التي تكون محل التفكير أو التحليل الفلسفي يشكل جانبها الغيبي الهائل نطاقا من الأدوات المعرفية التي لا تخضع لقانون مطلق بقدر ما تخضع لبراءة التجربة الفكرية ذاتها باعتبار أن القانون المطلق ذاته يمثل جزءا جوهريا من طبيعة الجانب الغيبي للحقيقة الكاملة فكيف يكون في نفس الوقت معيارا لشرعية أو عدم شرعيه تصوره أو استبطانه أو استقراءه ؟!!!

( يتبع )




#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض بطيء للتخلص من نفاية
- طاولة صغيرة لا تفسد عتمة المقهى
- علاقة ابتسامة النظرة المحدقة بمتطلبات الإيمان


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ممدوح رزق - أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي