الديموفاشية الاميركية وراء نشوء الفاشية والنازية في اوروبا

فالتر بوتشي

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

ـ(بمناسبة الذكرى الـ70 للمؤتمر السابع للاممية الشيوعية (الكومنترن) الذي انعقد سنة 1935، والذي ألقى فيه غيورغي ديميتروف خطابه التاريخي الذي دعا فيه لاقامة الجبهة الموحدة ضد الفاشية، انعقد في صوفيا ـ بلغاريا، وطن ديميتروف، كونفرانس علمي تحت عنوان "الجبهة الموحدة والعالم المعاصر"، وذلك بدعوة من "اتحاد المناضلين البلغار ضد الفاشية" و"المؤسسة العالمية: غيروغي ديميتورف". وقد حضر الكونفرانس اكثر من 30 مشتركا من 19 بلدا. وقد ألقى المناضل الايطالي فالتر بوتشي المداخلة التي ننشرها هنا بنصها الحرفي، والتي يفضح فيها دور الطغمة المالية الاميركية الماسونية، بما فيها الصهيونية، في تشجيع وتمويل وتنظيم الفاشية والنازية في اوروبا. وهو ما يلقي الضوء، من زاوية جديدة، على التاريخ العالمي المعاصر، كما على الاحداث الكبرى الجارية اليوم، والتي تتمحوؤ حول السياسة الاميركية الهادفة الى الهيمنة على العالم، عبر تفكيكه وزرع "الفوضى البناءة" في ارجائه. وقد حازت هذه المداخلة اهتماما كبيرا وخاصا من الحضور. وقد حصل جورج حداد على النص مباشرة من الكاتب، الذي وافق على ترجمته الى العربية ونشره في موقع "الحوار المتمدن" واي منبر اعلامي عربي اخر.)ـ

ايها الاصدقاء والرفاق
مع التوجه بالتحية الاخوية نحو ممثلي ومؤرخي الحركة العالمية المعادية للفاشية، الحاضرين الان في صوفيا، اريد في الوقت نفسه ان اعبر عن شكري للاتحاد البلغاري للمناضلين ضد الفاشية، الذي اتاح لي الفرصة للحوار وتبادل الرأي معكم.
بادئ ذي بدء علي ان اؤكد ان هدف مداخلتي هذه هو تقديم اقتراح، من شأنه التوحيد المتلازم لجميع القوى المعادية للفاشية في اوروبا، اسيا، اميركا اللاتينية وفي العالم اجمع، من اجل ممارسة ضغط مثبط ضد الموجة الفاشية الجديدة، التي تهدد التعايش الحضاري فوق الكوكب الذي نعيش فيه.
ان الشخص الذي يتحدث امامكم كان له الحظ بأن يتعرف على نشأة الفاشية في 1920، وانتشارها في العالم، إذ انني حفيد انطونينو بوتشي، الذي شارك مع غرامشي، بورديغا وتولياتي في تأسيس الحزب الشيوعي الايطالي في مؤتمره في ليفورنو سنة 1921.
انني، ليس فقط من وجهة نظر تاريخية، بل ومن خلال التجربة العائلية، يمكنني ان اؤكد ان ذلك الفهم للفاشية، الذي عبر عنه غيورغي ديميتروف بنجاح قبل، خلال وبعد محاكمة لايبزغ، كان هو نفسه الذي استند اليه التصميم المعادي للفاشية من قبل مؤسسي الحزب الشيوعي الايطالي، الذي شارك في المؤتمر الثالث للكومنترن، ممثلا بأنطونيو غرامشي، قبل مجيء ستالين الى السلطة.
ان غيورغي ديميتروف وانطونيو غرامشي قد حددا بمهارة ودقة الشكل الهندسي للفاشية، حيث انه تبعا لهما فإن الرأسمالية ، الكولونيالية والفاشية تمثل الوجوه الثلاثة لذلك الهرم الماسوني ذاته، الذي ساد في النظام الاجتماعي الرأسمالي غداة انتهاء الحرب العالمية الاولى، ولا يزال الى اليوم.
سيكون من الخطأ ـ حيال ذكرى غ. ديميتروف، وكذلك ذكرى أ. غرامشي وعشرات الملايين من اعداء الفاشية الذين ضحوا بحياتهم ضد هذه الفظاعة ـ اذا تحولت معاداة الفاشية الى مجرد مراسم طقسية، محصورة فقط في الماضي التاريخي للانسانية، وعدم التمكن، من وجهة نظر راهنة، من رؤية المظاهر الفاشية المقززة، في وقتنا الراهن، كما يتطلب النداء الدمقراطي والتقدمي، المعبر عنه في كلمات "كما من قبل كذلك الان ـ لنقف ضد الفاشية!".
علي ان اقول ان ذلك الفهم للهرم، المعبر عنه من قبل غيورغي ديميتروف وغرامشي، يلاحظ منذ عشرينات القرن الماضي المنشأ غير الاوروبي للفاشية.
بحسب غرامشي وانطونينو بوتشي فإن الفاشية لم تولد في اوروبا، بل تم استيرادها من الولايات المتحدة الاميركية، بفضل ذلك المركز السياسي ـ العبودي المؤله للسلطة، الذي عرّفاه بوصفه "الديمو ـ فاشية" للولايات المتحدة.
من خلال محادثاتي مع جدي خلال سنوات شبابي، عرفت منه انه في العشرينات عمد طواغيت الاوليغارشية المالية والبترولية في الولايات المتحدة الاميركية الى تأسيس جمعية سرية فاشية ـ ماسونية، كان يقف على رأسها نيلسون روكفلر، جد بوش ـ المدعو برسكوت بوش، عائلة العمالقة البتروليين سكايفي، رئيس الشركة الاميريكية آي تي اند تي سوستينيس بن، دوق وندسور وغيرهم من الرأسماليين الاميركيين الكبار، الذين اخذوا على عاتقهم في العشرينات اولا تمويل الحزب الفاشستي القومي لارنالدو موسوليني وبنيتو موسوليني، وفي الثلاثينات ـ الحزب الالماني العمالي الاشتراكي القومي لرودولف هيس وأدولف هتلر.
ان البراهين على هذه الجريمة ضد الانسانية قد تم اكتشافها قبل 5 سنوات من قبل اختصاصيين في المجلس اليهودي العالمي، بمساعدة مجموعة من الاختصاصيين الايطاليين في الابحاث التاريخية.
ان هذه الوثائق، التي تدين الديموفاشية للاوليغارشيين الاميركيين وتكشف جريمتهم التاريخية، قد ضمتها 3500 صندوقة مملوءة بالوثائق حول تلك الاحداث، والتي تمثل جزءا من حوالى 10000 صندوقة، تم تسليمها من قبل السلطات السويسرية الى محفوظات الاجهزة السرية الاميركية.
وهذه الصناديق (الـ3500) هي البقية الباقية من مجموعة الوثائق، بعد ان تم اتلاف 6500 صندوقة في قسم المحفوظات الاميركية، بنتيجة سلسلة من الحرائق، التي افتعلها بعض مهووسي الحرائق المجهولين، حسبما صرحت الحكومة الاميركية في محاولة منها لاتلاف البراهين، التي تتهم الاوليغارشية الديموفاشية الاميركية وتفضح مسؤوليتها التاريخية والاجرامية.
ليس من الضروري ان اتوسع في هذه المداخلة، حتى اصف لكم كيف ان الاوليغارشية في الصناعة الحربية الاميركية، التي كانت تمثلها شركة سوستينيس بن، كانت تنظم، تقوي وتسلح الزمر الاجرامية الهتلرية، كما لا يمكنني ان اصف، بسبب ضيق الوقت، كيف كان اوليغارشيو تكساس وكاليفورنيا يمولون، عبر اكثر من 10 شركات مختلطة اميركية ـ المانية او فقط المانية، وينظمون فرق الـ SS (الصاعقة) الهتلرية، والحملة الانتخابية لهتلر، وتكوين البيروقراطية الهتلرية القذرة، التي حولوها الى قوة فاعلة في المانيا واوروبا في تلك السنوات.
ويكفي ان اذكركم فقط انه في السنوات الاخيرة، فإن هذه الشركة ذاتها، آي تي اند تي (IT & T) قامت بتمويل تسليح الزمرة الفاشية لبينوشيت، التي اسقطت الحكومة الدمقراطية لسلفادور أليندي.
وآخذا بالاعتبار انكم انتم ايضا مطلعون على هذه الوقائع، فإنني اتقدم من هذا اللقاء وفي هذا اليوم باقتراح تشكيل محكمة شعبية دولية للاقتصاص من المنظمين والمحرضين الديموفاشستيين الاميركيين، ومنفذي مخططاتهم في العالم، بسبب جرائم الفاشية في العشرينات، الخمسينات والسبعينات وحتى سنة 2005، وكذلك ما سيرتكبونه لاحقا.
انني لعلى ثقة، بأن الحركة اليسارية العالمية المعادية للفاشية، التي اتكلم باسمها، ينبغي ان تتلقى الجواب الذي يساعد على فضح منظمي الجرائم ومنفذيها، حتى نحمي العالم من جريمة الابادة في حرب نووية عالمية، التي تتحضر لها الديموفاشية الاميركية في الفترة ما بين 2010 و2017، والتي تنوي مهاجمة الصين، روسيا وغيرهما من الدول، التي لا تريد الانحناء امام هيمنة الامبراطورية الاميركية."
1 تشرين الاول 2005 ـ صوفيا
فالتر بوتشي"
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
* ماركسي ايطالي مقيم في بلغاريا

#فالتر_بوتشي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات