أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - حول المعطيات المستجدة لفوضى الحالة السورية














المزيد.....

حول المعطيات المستجدة لفوضى الحالة السورية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أنّ سباقاً بوتيرة سريعة انطلق بين قوى دولية وإقليمية، معنية بفوضى الحالة السورية، لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة في مرحلة ما بعد بشار الأسد، حيث التحالفات وإعادة رسم أدوار الدول بعد الاتفاق النووي مع إيران. وكان في عداد تلك التحركات جولات المبعوث الدولي دي ميستورا الذي قدم تقريره للأمم المتحدة وفيه خلاصات رأيه حول الحالة السورية وأفق حلها، إضافة إلى لقاءات جدة وطهران وعمان وموسكو.
وحتى إيران، التي تتحمل الأعباء الجمة في حماية النظام، لن تكون بعيدة عن هذا التوجه، خصوصاً أنها ستكون مدعوة إلى " جنيف 3 ". كما أنها لن تكون قادرة على مواجهة التدخل التركي مهما علت تحذيراتها، بل ربما طمحت إلى تقاسم النفوذ مع أنقرة.
ويبدو أنّ تحول الموقف التركي مرتبط بتوقيع الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، حيث ستكون بعض نتائجه الاعتماد على وزن طهران في معالجة ملفات المنطقة ربطاً بنفوذها في سورية والعراق ولبنان واليمن، الأمر الذي يضعف الحاجة إلى أنقرة وربما يخرجها من المعمعة خاسرة. هكذا يغدو ملحاً أن توسِّع تركيا نفوذها جنوباً على حساب الأسد والأكراد و " داعش " معاً، وأن تعيد تنظيم علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
إن سعي تركيا إلى إقامة منطقة آمنة في الأراضي السورية يهدف إلى: طرد " داعش " من المنطقة، وتأمين منطقة عازلة بين وجود قوات الحماية الشعبية الكردية في عين العرب - كوباني، لمنع سيطرة كردية لـ PYD ممتدة نحو عفرين تجسد مشروعاً لكيان كردي معادٍ، مجاور لحدودها في سورية، كما ستوفر المنطقة الآمنة مكاناً لنقل جزء أساسي من اللاجئين السوريين المقيمين فيها. ويُخشى أن تنقل المنطقة الآمنة المسألة السورية إلى موقع جديد أكثر عسكرة، تبقى أولويته محاربة الإرهاب مع استبعاد مواجهة مع النظام. ومن جهة معاكسة يُعتَقد أنّ المنطقة الآمنة٬-;---;-- رغم أخطار التقسيم التي تواكبها٬-;---;-- يمكن أن تفتح الباب لتسوية سياسية حقيقية٬-;---;-- مع تحسين توازن القوى الحالي.
ولا شك أنّ دخول القوات التركية الحالة السورية من البوابة الكردية سيبدل في جيوسياسة الصراع. ومن المؤكد أنّ حربها على الأكراد ليست لصالح الثورة السورية، التي تطمح إلى دولة مدنية ديمقراطية تضمن حقوق كل مكوّنات الشعب السوري. كما أنّ هذا التدخل، أيضاً، ذا علاقة بالوضع الداخلي التركي. ذلك أنّ أردوغان الذي يتطلع إلى انتخابات تشريعية مبكرة، تغيّر موازين القوى القائمة في البرلمان الآن، وتعيدها إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات الأخيرة، يهدف إلى دفع حزب الشعوب الديمقراطي، الكردي، نحو التصعيد العسكري واتباع سياسة قومية متطرفة تعمل على خلط الأوراق في الساحة السياسية، وتدفع الأحزاب التركية القومية، اليمينية، إلى تغيير حساباتها ومواجهة الحزب المذكور للوصول، ربما، إلى إخراجه من البرلمان القادم المنشود، بما يتيح لأردوغان استعادة زمام المبادرة في الوضع الداخلي التركي، وفي رسم السياسة الخارجية، على صعيد المسالة السورية خاصة، والسيطرة أكثر على إدارة الحكم.
وفي المقابل فإنّ الأكراد جزء أصيل من تاريخنا، وإدراك حقهم في حياة حرة وكريمة لا يتم عبر مشاريع انفصالية، تقفز على حقائق الجغرافيا والديموغرافيا، بل عبر الاندماج الفعلي في المجتمع السوري، وانتزاع حقهم في المواطنة الكاملة فيه، بما يسمح لهم بتحقيق كل تطلعاتهم، بما فيها حق المشاركة في السلطة، وإدارة شؤون الدولة والمجتمع.
وفي سياق هذه التحولات من المفيد متابعة ما طرحه المبعوث الأممي ديمستورا أمام مجلس الأمن في 30 تموز، حيث رأى أنه " من أجل وقف العنف يجب المضي قدماً في العملية السياسية "، كما ركز على أربع نقاط هي " الأمن وحماية الجميع، ونقاش آليات التوصل إلى ذلك، بما فيها رفع عمليات الحصار وتأمين وصول المساعدات الطبية وتحرير المحتجزين، إلى جانب أمور سياسية ودستورية، بما في ذلك هيئة حكم انتقالية وانتخابات ".
إنّ كثافة الاتصالات والمساعي التي أجراها ديمستورا تركت المجال واسعاً أمام الاعتقاد أنّ شيئاً قد يكون يُطبخ في ضوء بعض المؤشرات، خصوصاً في ضوء بعض المواقف الأمريكية والروسية والسعودية والإيرانية والتركية. وقد يكون الاقتراح البنّاء والعملي الأهم الذي تقدم به ديمستورا إلى مجلس الأمن هو تشكيل مجموعة اتصال دولية من أجل متابعة الأوضاع للوصول إلى التغيير. خاصة تأكيده " أنّ هزيمة تنظيم الدولة لن تتحقق دون التوصل إلى حل سياسي عادل في سورية ".
ويبدو أنّ الاتفاق حول الملف النووي الإيراني كان بمثابة المدخل لتفاهمات ممكنة حول أزمات المنطقة، ومن هنا فإنّ ربط التطورات الميدانية الحالية في سورية وحولها مع الحركة الدبلوماسية والسياسية الإقليمية والدولية، إنما تؤكد وجود إحساس واسع لدى القوى الفاعلة والمؤثرة والمهتمة، بأنّ القضية السورية آن أوانها، أو على الأقل، أنه بات من الضروري وضعها على سكة حل، تضع حداً للكارثة في كل أبعادها الداخلية والخارجية. خاصة بعد اقتناع حلفاء النظام، رغم تباينهم بالمصالح والمواقف، بعدم إمكانية تعويم الأسد أو إعادة تأهيله. وربما كانت الدول الإقليمية والدول الكبرى ترى في الإجراءات التركية بداية إيجاد ظروف جديدة قد تُسهم في حل الأزمة السورية.
وفي كل الأحوال لا تستطيع المعارضة السورية التحدث عن انتصار واضح، وإنما يمكن القول أنها نجحت في خلخلة النظام. ولكنّ المعارضة التي طالبت في بداية الثورة بسورية موحدة وديموقراطية تجد ما يفترض أن تكون مناطقها تخضع حالياً لقوى إسلامية متطرفة، معادية للديموقراطية والتعددية ومرفوضة من قبل طيف واسع من السوريين، فضلاً عن الرفض الإقليمي والدولي.
ومع إخفاق المعارضة في تكوين قطب وطني قوي مقنع يدافع عن مصالح سورية العليا ومستقبل شعبها وأمنها وازدهارها، يزداد احتمال أن لا يأتي الحل إلا على شكل المحاصصة واقتسام مناطق النفوذ.

تونس في 2/9/2015 الدكتور عبدالله تركماني
كاتب وباحث في الشؤون الاستراتيجية



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد في مواجهة الثورة السورية
- أي آفاق للثورة السورية ؟
- سورية مقبلة على التغيير .. ما مضمونه ؟
- جردة حساب للثورة السورية وآفاقها
- توصيف أولي لسلطة آل الأسد وتفاعلاتها
- خيار سلطة آل الأسد أم خيار الشعب السوري ؟
- سلطة آل الأسد تهرب إلى الأمام
- جذور الاتحاد المغاربي ومعوقاته وآفاقه
- هل تعيد الحالة الإسلامية تعريف دورها في مصر ؟
- ضوء على كونية وشمولية حقوق الإنسان
- رجال دولة أم عصابة سلطة في سورية ؟
- بشأن إشكالية العلاقة بين الدين والدولة
- ارتباك أداء قيادة المجلس حتّم إعادة هيكلته
- الأخضر الإبراهيمي أمام الامتحان الأصعب
- أية عدالة انتقالية بعد التغيير في سورية ؟
- عندما يحاول عنان - قضم - الثورة السورية
- إشكالية الدولة السورية وأهم أسئلتها
- هل ستدفع روسيا ثمن خطأ خيارها في سورية ؟
- نحو ثقافة سياسية متجددة في سورية
- سلطة آل الأسد أفشلت خطة عنان


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - حول المعطيات المستجدة لفوضى الحالة السورية