أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق














المزيد.....

خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خيار"المؤتمر التأسيسي"و "الدولة المدنية"المستحيلة في العراق /1ـ 2/
عبدالأميرالركابي

يرفع من تطلق عليهم تسمية "العلمانيين" في العراق، شعار "الدولة المدنية"، وتعمد كتلة "منظمات المجتمع المد ني" بالذات لاعلاء الشعار المذكور بقوة، وتدافع عنه ايديلوجيا بناء على ماهو متعارف عليه في التجربة الاوربية من قيام الدول الحديثة ومارافقها وحايثها من تنظيرات في المجالات السياسية والمجتمعية المختلفة، ومن بين كل المحسوبين على هذا المعسكر، لم نسمع عن محاولة اقتراب من الحقيقة الوطنية اوالبنيوية والتاريخية العراقية، فما يتداول هو "رغبات" و "امتيات"، تبدا اصلا من تجاوز الواقع، وتذهب لاستبداله ذهنيا لقسوته وردا على مجافاته الكلية للاهداف والمقاصد المفترضة لهذه الفئة من الناشطين الفتيان.
وحيثما يلح هؤلاء على امهاتهم كي يشترين لهم لعبة "الدولة المدنية" من سوق اوربا وتاريخها وبنيتها المغايرة، يلتقي بهم ويشجعهم نفر ايديلوجي هرم خارج من التاريخ، انتهت صلاحيته، وتوقف مفعوله بعد عام 1968 منذ جاء البعث الصدامي متحالفا مع حزب "عزيز محمد" برعاية دولية قطبية الى السلطة، مع ماطرا على تلك التجربة لاحقا من تغييرات جوهرية بسبب الثورة الايرانيه، وصعود الاسلام السياسي، ماادى لتبدل مهمة نظام "صدام" ودوره نحو مجابهة الظاهرة الجديدة الصاعدة، وصولا الى التمهيد للاطاحة به واحتلال العراق على يد الامريكيين، بعد ان زالت القطبية الثنائية، وغدت امريكا منذ نهاية القرن المنصرم القوة العظمى المتفردة بالهيمنة كونيا.
طبعا لاتميل القوى الايديلوجية الحزبية الى قراءة التاريخ العراقي، وهي تصر على الهرب من نقطة خوفها الاكبر، فتهرب من الاعتراف بان "نظام صدام حسين" هو الممكن والنتيجة التي ال اليها مشروع "الحداثة" في الدولة والحركة الوطنية العراقية بحصيلة مسارها التاريخي من بداية القرن المنصرم، حتى ستينات القرن الماضي، وان "نظام البعث الصدامي"هو حصيلة الفارق بين "المتخيل المفترض ايديلوجيا" وبين "الممكن" القابل للتحقق واقعيا، ولايهتدي هؤلاء حتى بتجارب يفترض انها لصيقة بهم وبوعيهم، كمثل تحول " الماركسية" الى "الماركسية اللينينية" بناء على اشتراطات الواقع الروسي، وتحول "اللينينية" الى "الستالينية" هناك لاحقا لنفس الاسباب، فالايديلوجيون على عكس مايدعون، يكرهون بقوة الاعتراف بالواقع، وينفونه كليا حين يتصادم مع افتراضاتهم المسبقة والمقحمة عليه، واذا اسقط بايديهم امامه، يحلون الخرافة والوهم محل المنطق و"التحليل"، فصدام بعرف هؤلاء، ظاهرة لاتمت بصلة للواقع العراقي التاريخي،هبطت من السماء، ولم تنتج عن الحصيلة التي اتاحها الواقع والتاريخ خلال حقبة تاريخية الت الى ماالت اليه بفعل حكم الواقع وعللها ونواقصها وعجزها.
وبما ان هؤلاء لايملكون اصلا رؤية قصور بنيتهم الفكرية والعملية، فان علاقتهم بالواقع التاريخي وبالظواهر تصبح مفعمة بنزعة تزويرالحقيقة وصولا الى الكذب العمد، واعتماد الفبركة المقصودة والممتهنة، فهؤلاء مثلا يرون في "ضخامة التضحيات" المقدمة من الشعب، دليل صوابية تحسب لهم، مع انها مصدر ادانة لهم ولما قد فعلوه بتلك الاستعدادات الشعبية الضخمة التي دالت لهم، وابررت حضورهم، ومنحتهم الفعالية، هذا غير ميلهم لاختلاق تواريخ ومواقف يختلقونهامن العدم، مثل نضالهم ضد الدكتاتورية" وموقفهم المرضي منه، وتحويل هذا الجانب الى عصابية فكرية ونفسية، تنطوي على ضخامة حجم تورطهم، ومحاولتهم المستمية لمحو حقيقة انتمائهم للمعسكر وللنظام الذي قام هو من جهته عامدا بطرد"حلفائه" لانتفاء الحاجة لهم.
هذا الهيكل المتبقي من ماض منهار، لايريد اليوم ان يعيد النظر في التاريخ وهو اصلا لايملك ذلك وبنيته وتكينه لايسمح بمثل هذه المراجعة التي من شانها ان تنهيه لصالح رؤية وبناء تصوري وعملي مختلف، لهذا يعمد هؤلاء الى التشويش على حقائق التجربة الحداثية، مجانبين البحث في الاسباب الى افضت بها لماانتهت اليه، بينما يعودون للقفز بعمد وجهالة، نحوتكرارمزر للغرق في الوهم الايديلوجي، لابل ويعمدون لتغذية وتعميم هذا المرض، منادين ب"الدولة المدنية" الهلامية، دون البحث في سبل تحقيقها في واقع يمتاز منذ 2003 بانهيار "الدولة الحديثة" بعجرها وبجرها، وغلبة قوى ماقبل الدولة، مقترحين قفزا جنونيا صرفا نحو "دولة مدنية" تحققت في الغرب بفعل عاملين رئيسين هما:
ـ الثورة الصناعية البرجوازية التي قلبت البنية الاجتماعية ونقلتها راسا على عقب.
ـ عصر انوار استمر لخمسة قرون حقق انقلابا تاريخيا في المفاهيم والرؤى وسبل المقاربات والتفكير.
ولنتصور الحال العراقي الكارثي الراهن، ونحاول وضع مقترح"الدولة المدنية" كما هي مطروحة على بساط التطبيق، حيث الادوات والبنى الاجتماعية المتاحة هي "مجتمع اهلي" لامدني / عشيرة وطائفة، وجامع، ومراقد، واثنيات، وهويات جزئية/ هي الاخرى مازومه، فهذه هي نفسها ليست في احسن احوالها، وتعرضت لرضات مهلكة بسبب ضغط الدولة الحديثة الاكراهية الاولى 1921، والثانية "الصدامية"، وهو مادعم وغذى قيام الواقع والنظام المحاصصاتي الطائفي الحالي، وسيظل يدعمه ويعيد انتاجه، بعيدا عن الرغبات والتوهمات المتخيلة، القائمة على "نقل النموذج بالصندوق المقفل" نحو موضع مختلف عنه كليا، متباين معه بنويا وتاريخيا.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يارئيس الوزراء: مقترح- المؤتمر التاسيسي- على مكتبك وفيه الحل ...
- ماركس ومحمد يغادران ساحة التحرير
- استدراكات على المنظور الجزئي للتاريخ لدى ماركس
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- - الاشتراكية النظرية- و - الاشتراكية التكوينية- والانقلاب ال ...
- البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داو ...
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
- هل كان ماركس شيوعيا؟


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - خيار -المؤتمر التاسيسي-و -الدولةالمدنية- المستيلة في العراق