أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - ليلى اليهودية ..؟!














المزيد.....

ليلى اليهودية ..؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


اليهودية ..؟!
وتمييزا لها عن باقي النساء اللواتي يحملن إسم ليلى ، فقد أطلقَ عليها أهل البلدة المسلمة ، إسم ليلى اليهودية. ورغم أن اسمها الاصلي ليس ليلى ولا سلوى، فقد لبسها الاسم وانتهى الامر . وقد يشاهدُها من لا يعرفها ، فيرى عجوزا عربية ، تلبس كما تلبس باقي العجائز ، ثوب طويل وغطاء رأس لا تفلتُ منه شعرة واحدة من شعر رأسها، تتوكأ على عكاز وتعيش حياتها كما تعيشها باقي نساء البلدة . وكباقي نساء البلدة فقد انجبت سبعة من الذكور وبنتٌ واحدة ، كان جمالها اللافت للنظر ، موضوع خيالات المراهقين .
تزوج أولادها جميعا ، من بنات البلدة وانجبوا هم أيضا ، عددا كبيرا من الأولاد والبنات ، بحيث توقفت ليلى اليهودية ،عن تعدادهم ، فقد بلغوا العشرات من الاحفاد والحفيدات . ورغم "ذوبانها" في حياة البلدة بمرها وحلوها، وحفظها لعدد هائل من الأمثال العامية التي تستعملها بعفوية ، لكنها ما زالت تتحدث العربية بلكنة اجنبية . الأمر الذي يُثير دهشة الغرباء ، فهي ظاهريا ، عجوز عربية ، لكن لَكَنَتها ،تَشي بغير ذلك ..
وقبل سنوات كثيرة ، حدث ما لم تكن تتوقعه ، عندما وقعت في غرام أحمد وإنجابها منه هذا العدد الكبير من الذكور ، فقد وصل بالبريد أمر تجنيدٍ لإبنها البكر الذي بلغ الثامنة عشرة من عمره ، كسائر الشباب اليهود* المُلزمين بالتجنيد الإجباري في الجيش .
أقامت الدنيا ولم تُقعدها، ذهبت الى اخوتها وتوسلت اليهم ان يتدخلوا لإلغاء هذا القرار الصعب ، ناهيك عن أن اولادها يرفضون اصلا فكرة الخدمة في الجيش ، ونجحت في الحصول لأبنائها على اعفاء من الخدمة العسكرية ، واستعادت ايضا علاقتها بأبناء عائلتها ، الذين قاطعوها لسنوات .
والأيامُ أيام حرب سنة 73، ونشوة "الإنتصار" في أوجها ، لكن ليلى لم تستطع إخفاء مشاعرها الحقيقية ، فهي ضد الحرب ، لكنها تتعاطف مع الجنود اليهود في معادلة الحرب ، ففيهم اخوتها وابنائهم ..!!
-لكنها أشهرت اسلامها أمام القاضي الشرعي الذي عقد قرانها ؟! يستغرب البعض، وهي بالإضافة الى هذا تصوم وتصلي ايضا ، كسائر المسلمات ..
-لقد أنجبتُكِ في معسكر الإعتقال النازي في "أوشفتس" ..!! هكذا اخبرتها أمها وهي على فراش الموت ، وارادت أن تكشفَ السر الذي حافظت عليه طيلة هذه السنوات الطويلة .. لتتحول ليلى بين ليلة وضحاها الى نجمة اعلامية ، ويتحول بيتها في البلدة الى "مزار" لوسائل الاعلام المرئية منها والمسموعة ، ناهيك عن المقروءة ..!! فهي المسلمة اليهودية الوحيدة المولودة في مركز اعتقال نازي ..
-هل حصلتُم على تعويض من ألمانيا ، كباقي ضحايا معسكرات الإعتقال ؟؟! سألَ أحدهم زوجها "أحمد "...
-لا، ولكنها تتقاضى مخصصات مالية خاصة بالضحايا من وزارة المالية ..
ورغم، أنها موزعةٌ بين عالمين ، وكان بإستطاعتها أن تعود الى حضن عائلتها التي صفحت لها غلطتها ، لكن ليلى تفضل ان تعيش بين اولادها واحفادها ، ومع زوجها في بيتها المتواضع الكائن في بلدة عربية مسلمة ..!!
*في الدين اليهودي ، كل من كانت أمه يهودية فهو يهودي ايضا ، تنطبق عليه قوانين التجنيد الإلزامي .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالمدرسة راجعين، -شهداء- بالملايين ..!!
- مُسلم ..؟!
- مسيحي ..؟!
- غسان كنفاني في فيينا .
- مُعتصم
- ألبنات والكاميرا ..
- ألوجبة الأخيرة ..
- حَوَّة ..
- إبن المجنونة .
- ألكرافة (ربطة العُنق )
- ألتعدد واْلتَعديد .
- إنتقام ..
- بين العبرانية واليهودية ..
- الأول من جوشي للعام 104 ..!!
- أيُها ألأصدقاء ، تَحَتْلَنُوا ..
- بين طفولتين ..
- ألمُجاهدون أليهود ..
- تَأَسْرَلُوا أو إِرْحَلُوا ..!!
- -ألضباع- ..تنتشي -بالنصر- ..!!
- خراب الهيكل


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - ليلى اليهودية ..؟!