أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الياسري - الهجرة الى المجهول














المزيد.....

الهجرة الى المجهول


محمد الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 11:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



الهجرة الى المجهول.. اصدق تسمية ممكن ان نطلقها على موجات النزوح الجماعي لابناء بلادنا تخلصاً من أشياء وبحثاً عن اشياء..ربما تتحقق الاهداف وربما تخيب.. هل فعلا ان من يهاجر سيبعد عن الموت والقهر والالم في بلاده؟
وهل رحلة المجهول ستحقق السعادة والامان والرخاء؟
الموت هنا وهناك والم في كل مكان ومن يحلم بالمستقبل يحققه هنا وهناك لكن قناعتي ان بلدي وان جار علي يبقى عزيزاً وان ثرى ارضي اقدس واشرف واعطر من اي تراب في بقاع الارض وقناعتي ان فتح الابواب لهجرة كل شبابنا الى الامل المجهول او الحتف المجهول وبهذا الكم الهائل والتسارع الكبير يعني اخلاء بلادنا من قلبها النابض: الشباب وتجريدها من اهم اسلحة البناء والرقي: الشباب.. ويعني ان يتحول البلد الى الكهولة بعد سلبه مبررات النضارة والجمال: الشباب.
قد يكون للهجرة والاغتراب اسبابها ومبرراتها في خضم الظروف التي يشهدها العراق من تمييز طائفي واثني وقومي وتضاؤل فرص الامل المتاحة للشباب من الحصول على العمل وتحقيق الذات وانعدام الامن والطمأنينة وعدم الاهتمام بالكفاءات حتى صار المواطن ينظر الى المستقبل بمنظار سوداوي لا بارقة تفاؤل فيه.
وربما للحكومة والمسؤولين في البلاد دوراً في انتشار هذه الظاهرة الكارثية لانها لم تقدم ما يجعل المهاجر ان يعدل عن فكرته واضحى الفاسدون والامييون هم من يتحك بمصائر ومقدرات البلاد دون السماح لاصحاب الشهادات والكفاءات والخبرات ان يمارسوا دورهم في قيادة بلدهم حتى صار التهميش والبطالة صفتان ملازمتان للشباب.
ان الارتماء الى حضن المجهول بحثاً عن الرزق والاستقرار ليس مبرراً مقنعاً فالموت لا يعرف ارضاً محددة ويأتي هنا ويغيب هناك فكل انسان مصيره الفناء بأمر الله سبحانه وتعالى وقدرته فلن يعصمن من امر الله ان ذهبنا في بلاد اخرى.
وباب الرزق ايضا فهو يرزق خلقه وان كانوا في بطن البحر ولن يموت انساناً من الموت، ثم ان تحقيق الاحلام والامال ليس بالضرورة سيكون سهلا في بلاد الغربة، ومن يدفع الاف الدولارات الى المهربين والنصابين اعتقد انه بامكانه ان يوظفها ويدير مشروعه الخاصبما يمتلك من مهارات بعيدا عن الدولة ومنتها وبالتالي سيرزق وسيدعم بلده ولن يغادره.
المتتبع لهذه الموجة الكبيرة التي عمت شبابنا وصارت كالمرض يقف باستغراب من توقيتها حتى يخيل للمتابع كأنها مدبرة ومقصودة ولها اهدافها المرسومة خصوصاً واننا نخوض حرباً شعواء ضد تنظيم داعش الارهابي فهل الغرض افراغ البلاد من شبابه حتى يكون لقمة سائغة اما التنظيم الارهابي وغير قادر على التصدي له؟
كيف يمكن ان يقاتل بلداً ويصد العدوان والارهاب بدون شبابه ؟
كيف نترك بلدنا عاري الصدر ونخذله لنرمي ارواحنا في المجهول في رحلة نسبة الموت فيها اكبر من نسبة الحياة ؟
مهما كانت اسبابنا ومنطقيتها ومبرراتها يبقى بلادنا فوق كل هذا فهل نعي ما يدور من حولنا؟
هل تعي حكومتنا حجم الكارثة وضياع شبابنا وهجرتهم الى المجهول؟
هل ستتخذ خطوات من شانها ايقاف هذا النزيف بالطاقات وايجاد الوسائل التي تنصف الشباب وحماية العراقيين والتصدي لمن يعبث بمصيرهم ومستقبلهم؟
اقول فقط لكل مهاجر: نحن احوج اليك.



#محمد_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي العبادي.. لن تقدر عليهم
- زيف أهل الكهرباء
- ثورة الكهرباء
- استهداف الرئيس معصوم.. لماذا؟
- التضليل في وسائل الاعلام العربية- حرب العراق ضد داعش انموذجا ...
- قصيدة لم تكتمل بعد
- دموع فيان دخيل غالية.. ماذا عن دموع ملايين الثكالى؟
- اذهب وفاوضهم يادكتور المطلك
- أنا سيد جراحي
- تأملات
- واخيراً.. المالكي في الانبار
- أرتجيك حلماً
- منك البدء وعندك الانتهاء
- الاعلام العراقي ومهنية تغطية الاحداث
- ليس دفاعاً عن المالكي ولكن!!!
- ثورة الانتخابات القادمة
- ذاكرتي
- قرار بلا قلق
- ندية حروفك وهي تعلن حبك
- كاذبٌ بَرِيْقُ وَجْهُكِ


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الياسري - الهجرة الى المجهول