أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من «البعث» إلى الفاشية الدينية














المزيد.....

من «البعث» إلى الفاشية الدينية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حقاً، هي مفارقة حادة، أن نعيش المصير المأساوي لحزب «البعث» الذي حَكَم متفرداً ولعقود مديدة في العراق وسوريا. فقد ظهر هذا الحزب باسم «حزب البعث العربي» بسوريا في مرحلة ما بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1946، ثم استقر بعد سنوات على تسمية أخرى هي: «حزب البعث العربي الاشتراكي»، وذلك بعد اندماجه مع «حركة الاشتراكيين العرب»، بقيادة أكرم الحوراني.



وتتالت الأحداث بعد ذلك، لتواجه عدداً من الحركات الانقلابية المعوقة، التي انتهت إلى «الوحدة الاندماجية» بين سوريا ومصر عام 1958. وكانت الطريق التي انتهت بالاتفاق على تلك الوحدة قد رسمت محطتين اثنتين كبريين، كانت لهما مرامٍ خطيرة بالنسبة للمشروع الوحدوي بين الدولتين العربيتين، تمثلت الأولى في مرحلة ما بعد الاحتلال وبناء الاستقلال، وكانت بمثابة تأسيس لذالك الاستقلال، خصوصاً على الأصعدة السياسية والاقتصادية والقضائية والثقافية، على أساس نظام جمهوري برلماني خاضع للحوار والمساءلة، ولقاعدة «التداول السلمي للسلطة».

أما المحطة المعوقة الثانية فقد تجسدت في التنازل عن السلطة في سوريا لعبد الناصر، واستبدال «المجتمع السياسي في ظل التعددية الحزبية» بما كان سائداً في مصر آنذاك بقيادة الزعيم عبدالناصر، واتضح شيئاً فشيئاً أن القوة التي كان عليها أن تحمي الوحدة الجديدة وترسخها في المجتمعين المصري والسوري، أي البناء المؤسسي الديمقراطي، قد أُطيح بها قبل إنجاز الوحدة، وذلك لتكريس الفكرة القائلة بأن الزعيم، زعيم الأمة أو قائدها، هو وحده الذي يقود، بحيث إنه إذا توفّي يترك فراغاً خطيراً، وهذا ما استمر حتى الآن في سوريا، حيث نعيش التسونامي الجديد من الفوضى والاضطراب.

إن ما يحدث الآن في سوريا إنما هو ذلك الاضطراب الذي لا سابق له على حد اتفاق مؤتمر جرى في برلين وشاركت فيه مع عدد من العلماء المستشرقين الألمان. ومن الواضح أن النهاية التي وصلت إليها سوريا، تحولت إلى بؤرة خطرة اتضح أنها كفيلة بوضع البلاد أمام انكسار وجودي مفتوح على ما لا يمكن ضبطه وعقلنته وإدارته، حيث تتحول إلى كتلة من نار.

وكما نعرف، فقد انتهت الوحدة على يدي من امتلكوا القرار بعدئذ، ممثلاً بأجهزة المباحث والمخابرات في البلدين، هذه الأجهزة التي كانت الحاضنة لما سيتكون لاحقاً تحت مصطلح «الدولة الأمنية»، وأنماط أخرى من أنظمة الحكم التي عرفها التاريخ العربي، مثل الدولة الدينية التكفيرية، والدولة البوليسية، والدولة العسكرية، والدولة الطائفية.. وصولاً إلى «الدولة الأمنية»، الحصن الحصين لكل بؤس ودمار وفساد.

وإذا كانت «الدولة الشمولية» في الاتحاد السوفييتي السابق قد أفضت إلى تفكيك هذا الأخير وإلى تصدع آمال الملايين من البشر الذين حلموا بالعدالة والحرية والمجتمع المدني، حيث لم يكن قد وجد ذلك هناك، فإن ذلك النهج قد أتى أسوأ ثماره في العراق وسوريا، وربما كذلك في اليمن وبلدان عربية أخرى، مع اختلاف في الدرجة وليس النوع.

أما المصير التاريخي الأكثر إذلالاً وتدميراً فقد أصاب «حزب البعث القائد» حيث ينتقل مع مَنْ معه إلى حالة لا يحسده عليها أحد، من حزب قومي عربي وعلماني إلى فاشية طائفية مذهبية وظلامية: أيعقل أن تصبح سوريا لغير السوريين؟ قلْ لا، والطريق تنفتح لك نحو السجن أو القبر!



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الجياع في «الرستن»!
- مشروع عربي توحيدي
- جريمة صهيونية نكراء
- التنوير والأزمة العربية
- أرقام اللاجئين ومحنة السوريين
- وثيقة شرف وكرامة للسوريين
- سوريا: الحل السلمي والسياسي
- سوق «السُنّة»..المضحك المبكي!
- بيان في النهوض العربي
- هل هي «سايكس- بيكو» جديدة؟
- أربع سنوات هزت العالم
- «الربيع العربي».. الدين والسياسة
- نكون.. أو لا نكون!
- أدونيس.. مستسهِلاً ومختزِلاً
- العراق وتجسيد الاستبداد
- أوباما بين الجريمة والهزيمة
- فوكوياما والاختبار التاريخي
- تفكيك جذور الإرهاب
- «داعش» و«النظام العالمي»!
- أي أفق للاتحادات الليبرالية؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - من «البعث» إلى الفاشية الدينية