أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أديب حسن محمد - الأنفال جريمة بلا عقاب














المزيد.....

الأنفال جريمة بلا عقاب


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:04
المحور: القضية الكردية
    


لا يذكر التاريخ الحديث جريمة قذرة ومهولة مثل جريمة "الأنفال"التي أقدم عليها بعث العراق بقيادة جرذه الأكبر صدام حسين،وفي سرد تفاصيل هذه المجزرة المهولة لا يمكن الوقوف على كل تفاصيلها القذرة لأن ذلك يحتاج إلى صفحات كثيرة بل إلى كتب ومجلدات،ولعل المشهد الذي رسمه أحد حفاري قبور ضحايا الأنفال يكفي لرصد عينة من قذارات ذلك النظام المقبور،حيث كان الأكراد يجلبون بشاحنات صغيرة،إلى البقعة التي تحفر فيها البلدوزرات مقابرهم الجماعية،فيوقف الضحايا الأبرياء صفاً على شفا الحفرة/القبر معصوبي العيون...أطفالاً وشيوخاً وأمهات،يقفون ليتلقوا طلقات البعث في أقفيتهم عقاباً على جريمة يحاسبون عليها بدلاً من الله،جريمة أنهم خلقوا أكراداً..!!
وليدفعوا بعد ذلك بمخالب البلدوزرات إلى سواد النهاية في القعر،وليردم الجزارون التراب عليهم وفيهم الجريح الذي يصل صوت أنينه إلى المجرمين،وفيهم الأمهات أنصاف الموتى اللواتي يصرون على احتضان فلذات أكبادهم حتى في أحلك لحظات الجحيم البعثي...هكذا دفن أكثر من مئة وثمانون ألف كردي أنصاف موتى أو أنصاف أحياء...فهل بعد هذه الجريمة جريمة أفظع؟؟
أتذكر بمرارة هذه الوقائع وأنا أتابع على الفضائيات رفات الآلاف من الأكراد ضحايا الأنفال وهم ينقلون إلى مساقط أكبادهم التي انتزعوا منها أحياء،ليدفنوا أنصاف أحياء في صحارى الجنوب،أتذكر بمرارة كل هذا،ويزداد ألمي عندما أتذكر الموقف اللامبالي لغالبية الأخوة العرب،وأتذكر بالتحديد تجربة شخصية لي منذ عدة شهور عندما شاركت في أمسية شعرية بدمشق في أحد المراكز الثقافية ،وألقيت فيها قصيدة بعنوان"أنفال":
"جبلٌ عضّ البَيْنُ على شفتيهِ
تتحلّقُ حول ذراعيهِ
أرواحُ ألوف الأطفالِ.
جبلٌ اغتالوا الحبّ بعينيهِ
تركوهُ شاهدةً تروي فصولَ الأهوالِ
جبلٌ ألقوا الموتَ على كتفيهِ بمجزرةٍ
وكسوها ثوب "الأنفالِ"
وبعد انتهاء الأمسية ثارت ثائرة العروبيين الذين تفوهوا بألفاظ مخابراتية وتساءلوا كيف يسمح لشخص مثلي أن يعتلي منبراً حكومياً ويلقي أمثال هذه القصائد التي تضرب الوحدة الوطنية في فترة مفصلية حساسة حيث المؤامرات والضغوط الدولية المحيطة بالوطن من كل جانب.!!
كنتُ أكتم ضحكة مرّة وأنا أستمع إلى هذه التخريفات التي تفوّه بها الضابط المتقاعد الذي دبت فيه الغيرة والحمية على شرف ضاع من زمن،وعندما آزره كاتب فلسطينيّ ازداد ألمي،ولكنني رغم ذلك أجبتهم بأن أمرهم غريب ..يُقتَل أكثر من مئة وثمانين ألف شخص ليس بتهمة الخيانة العظمى،وليس لأنهم دبروا انقلاباً،وليس لأنهم مجرمون أو قطاع طرق،بل لأنهم أكراد،يقتل آلاف مؤلفة من إخوة الدين دون أن يرف لأخوته في الدين جفن،ودون أن يتفهموا ألم شخص كردي طعن وطعن وظل يطعن،وعندما يسمعون صرخته يستكثروا عليه حتى الصراخ..
على الكردي أن يموت دون صراخ يزعج الجلادين ونافخي أبواقهم الصدئة..
على الكردي أن يحاكم ويعدم بدلاً من الله لأنه خُلق كردياً..
وعليه أن يكون متهماً حتى يثبت العكس..
من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً))

فما بالك بمن قتل مئات الآلاف وحاول قتل الناس جميعاً؟؟؟؟







#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل ما تريد
- كما يحدث في كل موت
- يا للحياة
- وردة الدبلان
- طفل الحروب
- يوم أبيض
- محمود درويش..درس للشعراء السوريين
- محاور قزم وشاعر كبير
- الظواهري وغزوة لندن
- تحت جنح الحبر
- نقد الرداءة
- المسدس والقلم
- انتقام كلب
- في ذميح الإعلام السوري 3-3
- طلبنة العراق
- ما هي القصيدة الومضة؟؟
- غارانغ/فهد تعددت الأسباب والموت ليس بواحد
- في ذميح الإعلام السوري 2 ـ3)
- رداً على تصريح المرشد العام لإخوان مصر حول مقتل السفير المصر ...
- في ذميح الإعلام السوري


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أديب حسن محمد - الأنفال جريمة بلا عقاب