أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبه - نوري المالكي باع العراق لايران وداعش















المزيد.....


نوري المالكي باع العراق لايران وداعش


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نوري المالكي باع العراق لايران وداعش
د. حسن طوالبه
عندما يتفاخر الملالي في ايران بان عاصمة امبراطوريتهم الكبيرة هي بغداد , فانما يعبرون عن اطماع قديمة غائصة في التاريخ , فقد سبق لهم ان احتلوا العراق اثر سقوط الدولة البابلية بفعل التعاون الايراني – اليهودي " وقصة استر معروفة " , وكانت ارض العراق مسرحا لمعارك خاضتها القوات الفارسية مع القوات اليونانية قبل الميلاد . وظلت الامبراطورية الفارسية تزهو بمجدها حتى جاء الاسلام وتم دحر تلك الامبراطورية في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب , ولذلك انتقم الفرس من الخليفة عمر باغتياله على يد المجوسي ابو لؤلؤة , الذي مازال الفرس يمجدونه ويعتبرون زيارة قبره من واجبات الحاج الايراني مثل الحج الى النجف وكربلاء لزيارة قبور أل البيت الاكرام .
في كل الانظمة التي حكمت ايران كانت المصالح تحكم زعمائها , ولا يتورعون عن التعاون مع اي طرف لديه مصلحة تفيد ايران , وعندما فرض اسماعيل الصفوي التشيع على الايرانيين الذين كانوا يدينون بالمذهب السني , تم اضطهاد اهل السنة الذين يعدون بالملايين اذا اضفنا سكان عرب الاحواز البالغ عددهم حوالي 12 مليون نسمه , ينتمون الى قبائل عربية مسلمة غالبيتهم على المذهب السني , في ضؤ هذا التطور الجديد امتدت يد التعاون الفارسي الى اليهود ومنحوا العديد من الامتيازات الدينية التي لم يمنح السنة مثلها او اقل منها , وصار لليهود مئات الكنس , والمصالح الاقتصادية المرتبطة بمصالح يهودية في الولايات المتحدة وخاصة مع منظمة الايباك في واشنطن ومع يهود اسرائيل , وما فضيحة ايران – غيت اثناء الحرب العراقية – الايرانية الا واحدة على التعاون الايراني – الاسرائيلي مقابل قتال العرب .
صحيح ان نظام خميني قبل بتجرع كأس السم عام 1988 وقبل قرار مجلس الامن رقم 598 القاضي بوقف الحرب بين الطرفين , ولكن نظام الملالي لم يتناسوا ذاك الموقف واضمروا في نفوسهم الكيد ولو على المدى البعيد , وعندما وقع العدوان الامريكي – الثلاثيني على العراق عام 1991 زج نظام الملالي بالقوات التي دربتها من العراقيين لدخول الاراضي العراقية مدعومة بقوات من الحرس الثوري , مستغلة ظروف انسحاب القوات العراقية من الكويت , ودخلت المحافظات الجنوبية ذات الاغلبية الشيعية , وعاثت تلك القوات فسادا في الارض فقتلت اعدادا كبيرة من قوات الشرطة والجيش المنسحب من الكويت وكذلك البعثيين حيثما وجدتهم , ودفنتهم في مقابر جماعية , تلك المقابر التي ادعت سلطة الاحتلال ان نظام صدام حسين هو الذي عملها , في حين ان المقابر الجماعية صارت سمة لكل انظمة الحكم في العراق امس واليوم . ولم يكنفي نظام الملالي بهذا الغدر والكيد بل اكمله عندما هدد الرئيس الامريكي في عهد بوش الابن بغزو العراق عام 2003 حصل قدر من المهادنة بين العراق وايران , وقد كان العراق انذاك مضطرا لبلد يخبئ لديه طائراته العسكرية والمدنية لحمايتها من القصف الامريكي , واعتقد المسؤولون العراقيون ان نظام الملالي قد يفي بتعهده حماية تلك الطائرات وارجاعها الى العراق حال انتهاء الحرب , وفي ذاك الاعتقاد سذاجة لان نظام الملالي يتحين اية فرصة للاانتقام من العراق مجددا , وهذا ما حصل اذ سهل الملالي مهمة القوات الامريكية لاحتلال العراق بالايعاز الى السيد علي السيستاني باصدار فتوى تدعو العراقيين وخاصة الشيعة بعدم قتال الامريكيين كونهم جاؤوا ليحرروا العراق من نظام صدام حسين , وهذا ما حصل بل قدمت مع القوات الامريكية قوات عراقية دربتها امريكا في دول اوروبا وقوات دربها الحرس الثوري الايراني فقد عمد النظام على تأسيسمجموعات المجلس الاعلى للثورة بزعامة محمود الشهروردي , وقد كتب خامينئي البيان التاسيسي , كما اسسوا قوات بدر , وبعد تأسيس قوات القدس صارت بدر من ضمن هذه القوات , وما زالت قوات بدر تتلقى التليمات من قاسم سليماني , بل وترفع صوره وتمجده وتعتبره منقذ العراق من داعش .وقد ساعدت في تقدم القوات الامريكية باعطائها الاهداف الواجب قصفها واماكن تواجد القوات العراقية المؤثرة مثل قوات الحرس الجمهوري . وبهدف تدمير العراق والانتقام منه تعاونت ايادي الشيطان من الكويت وايران في تخريب الوزارات والمؤسسات العراقية وحرقها وحرق الملفات الخاصة بالاراضي والجنسية للعبث بها فيما بعد , وهو ما حصل في شطب نفوس عائلات عراقية اصيلة وتجنيس مئات الالوف من الايرانيين والاكراد في اراضي وبيوت العرب بهدف تغيير الخارطة الديمغرافية العراقية لصالح الجنسيات غير العربية .
التدخل باسم الثورة والدين :
كانت ايران زمن الشاة تتوسع تحت خيمة الولايات المتحدة وموافقتها , فقد احتلت ايران اقليم الاحوازفي 20 نيسان 1925 بمعونة بريطانيا التي خدعت الشيخ خزعل ومن ثم اعتقاله وزجه في احد السجون الايرانية حتى مات عام 1936 , وقد عمد النظام الايراني الى تغيير اسم الاقليم من الاحواز الى خوزستان وعرب استان واخيرا الاهواز , وتمت السيطرة على ثرواته النفطية التي تشكل حوالي 90% من النفط الايراني والسيطرة على مصادر الطاقة الكهربائية من الانهار الوفيرة المياه والسيطرة على ثرواته الزراعية , مع حرمان الشعب العربي الاحوازي من ثروات بلادهم ومن قيادة المؤسسات الادارية في الاقليم وتسليمها الى قيادات فارسية .
وفي عام 1971 ولما كانت الامارات العربية ما زالت حديثة العهد بالاستقلال من بريطانيا احتل الشاه الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى , وقد رفضت ايران في عهد الشاه وفي عهد الملالي اعادة تلك الجزر الى الامارات العربية المتحدة كحق تاريخي , كما رفض الملالي عرض القضية على المحكمة الدولية للبت في عائديتها . وامعانا بالغطرسة فرضت ايران تسمية الخليج الفارسي على الخليج العربي , الذي تشاطئه الدول العربية من كل الجهات باستثاء الاحواز العربي المحتل .
منذ اليوم الاول للثورة الايرانية ضد الشاه كانت الولايات المتحدة على علم بالتطورات في ايران , وكانت تعرف جيدا ان التيار الديني هو التيار الذي سلم الى حد ما من تصفية نظام الشاه , وهو المهيأ لاستلام الحكم , وعليه سهلت امور اخراج الشاه من ايران رغم انه كان بامكانه البقاء والحكم لسنوات , ولكن امريكا الديمقراطية ضغطت على الشاه لكي يخرج , وبالمقابل سهلت مهمة الخميني للعودة الى ايران فاتحا ومنتصرا . وقبل قدومه الى طهران عقد مؤتمرا صحفيا في باريس واجاب على سؤال لاحد الصحفيين الفرنسيين عن ابرز اعداء ايران في المستقبل فقال : " امريكا واسرائيل والعراق " , وعندما زار ياسر عرفات ايران عقب الثورة مباشرة سأله خميني " اذا وقعت حرب بين ايران واحد الاقطار العربية مع من ستكون ؟ " . وهذا مؤشر ان خميني كان ينوي الاعتداء على العراق مسبقا . ومنذ الايام الاولى للثورة انطلقت سلسلة من الشعارات والتصريحات الخاصة بتصدير الثورة الى العالم الاسلامي تبدأ من العراق , واطلق خميني تصريحا قال فيه : " ان الطريق الى القدس يمر من كربلاء " . وان العراق هو الحديقة الخلفية لايران . وقد تكررت الاعتداءات العسكرية على الحدود العراقية قبل اندلاع الحرب بين البلدين عام 1980 , وفي ضؤ الاحدات التي سردتها في المقدمة بينت ان نظام الملالي عزم على احتلال العراق منذ اليوم الاول للثورة , لكي يكون مقدمة لاحتلال اقطار اخرى وهو ما حدث لاحقا .
تمكن نظام الملالي من السيطرة على العراق بالكامل من خلال الشخصيات التي دربتها ورباها على الفصل العنصري القومي والديني والطائفي , وهذه الشخصيات شكلت احزابا ومليشيات اثناء وجودها في ايران باشراف الحرس الثوري , ومع التدريب العسكري كانت التعبئة العقائدية الطائفية التي ركزت على العداء للعرب والرموز العربية التاريخية امثال صحابة الرسول محمد ( صل الله عليه وسلم ) , وسب الصحابة وازواج النبي , والولاء للولي الفقيه واطاعة اوامره دون نقاش . لقد تم تسخير هذه القوات في كل المراحل قبل 2003 في الاغتيالات والتفجيرات التي نفذها حزب الدعوة وبشخص نوري المالكي منها على سبيل المثال تفجير وكالة الانباء العراقية ووزارة التخطيط العراقية والسفارة العراقية في بيروت التي قتل فيه بلقيس الراوي زوجة الشاعر السوري نزار قباني , وكذلك الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري مع هذه المليشيات في عام 1991 و2003 بهدف احتلال المحافظات الجنوبية العراقية .
السيطرة على مقدرات العراق :
اتخذ المخطط الايراني للسيطرة على العراق عدة مسارات في ان واحد :
1 . في الجانب الامني .. واصلت ايران تعبئة وتدريب المليشيات الطائفية ودفعها للقيام باعمال ارهابية مدروسة وغير مدروسه ضد اهداف مدنية او دينية لخلط الاوراق في الساحة العراقية وتعميق المشاعر الطائفية من خلال استهداف المساجد والحسينيات والمواكب لكلا الطائفتين . وقد برز هذا الدور عامي 2006-2007 باشراف نوري المالكي الذي نفذ مخطط ايران بدقه .وعندما ظهر تنظيم داعش وسيطر على الموصل وعدد من المحافظات العراقية , جاء دور المليشيات المؤيد بفتوى من السيستاني ليظهر ما عرف بالحشد الشعبي , هذا الحشد الذي هو نسخة من الحرس الثوري الايراني الذي حل محل جيش الشاه , وفي ضؤ الهزائم التي مني بها الجيش العراقي الجديد صنيعة الامريكان في الموصل والانبار , صار المسرح خال من قوة عسكرية مميزة رسمية , وصار البديل هو قوات الحشد الطائفية , وعلى المدى القريب قد يظهر دور الحشد السياسي , بتدبير من نوري المالكي اذا فشلت الوساطات لضمان عدم مسائلته في قضايا الفساد والخيانة والمنسوبه له , وقد يقوم بانقلاب عسكري ضد حكومة العبادي مؤيدا من نظام الملالي . ومثل هذا السيناريو سيقود البلاد الى حمام دم جديد ولاسيما ان قوات داعش على ابواب بغداد . وسواء حصل اي من المشهدين فان المواطن العراقي السني والشيعي هو الخاسر الاول وهو الذي سيدفع الثمن من دمه ودم ابنائه . ومن ارهاصات المشهد الامني بناء مزيد من السجون وزج مئات الوف الشباب فيها بدون محاكمة , والسماح للميليشيات بالفتك بالوطنيين من المذهب الاخر او الديانات غي المسلمه , فشهد العراق مذابح رهيبة كتفجير المساجد والحسينيات والمراقد , وقتل العلماء والاطباء والمهندسين لافراغ العراق من كفائاته العلمية , وتفننت المليشيات في اساليب القتل والتعذيب ما بين الحرق على نار هادئه , وسلخ الجلود , وقطع الرؤس واللعب بها في الساحات , وبات القتل على الهوية والاسم والكنية والمكان .
2. في الجانب الاقتصادي .. لقد سيطر نظام الملالي على السوق العراقية باغراقه بالمواد الايرانية مهما كانت درجة كفائتها مقارنة بالمنتج الاخر الاوروبي او الاسيوي , والامر الاخر تعدي الملالي على نفط العراق باحتلال عدد من ابار النفط المحاذية للحدود بدعوى انها عائدة لايران . ومن جانب اخر كان نوري المالكي يبيع النفط العراقي لصالح قوات القدس الارهابية . وقد نشرت صحيفة نيوبوركر الامريكية مقالا جاء فيه ان المالكي يبيع 200 الف برميل نفط بشكل خاص لقاسم سليماني اي انه يعطي قاسم سليماني 20 مليون دولار يوميا , اي 600 مليون دولار شهريا لتمويل مخططات الملالي الارهابية في المنطقة العربية . كما صرح عدد من قادة الاكراد بان مليارات الدولارات تذهب الى خزينة ايران في وقت كانت العقوبات تفرض عليهم . ونفس الشهادة قالها النائب اياد جمال الدين : بان اطفال العراق محرومون من نفطهم , في حين يمول حزب الله اللبناني وايران من ثروات العراق . كما نشرت الشرق الاوسط عام 2011 اي مع بداية الثورة السورية , خبرا مفاده ان نظام الملالي ارسل سفيره في بغداد حسن دان فر الى المالكي وابلغه ان الملالي يطلبون 10 مليارات دولار تدفع فورا الى نظام بشار الاسد . اضف الى ذلك تلك الصفقات المشبوهة التي ابرمها المالكي مع الشركات الاجنبية ومنها عاى سبيل المثال صفقة السلاح الروسي التي فاحت فضيحتها في وسائل الاعلام . وقد شجع نظام الملالي اعوانه على سرقة ثروات العراق , ودخل هؤلاء في قائمة اصحاب المليارات , ومنهم الوزراء والنواب والمعممين .
3. في الجانب الديمغرافي .. عمد نظام الملالي منذ الايام الاولى لاحتلالهم العراق الى افراغ بعض المناطق من سكانها العرب وخاصة في بغداد ومحافظة ديالى المحاذية للاراضي الايرانية , وبعد خروج قوات داعش من مناطق ديالى وسيطرة قوات الحشد وخاصة قوات بدر على المنطقة بزعامة هادي العامري , منع سكان تلك المناطق من العودة الى ديارهم , كما تعمدت قوات الحشد الى تفجير عشرات البيوت العائدة الى عائلات سنية في محاولة لاجبار العائلات الاخرى على الهجرة والنزوح من ديارهم . وهو الاسلوب القديم الذي اتبعته العصابات الصهيونية ضد العائلات الفلسطينية عام 1948 في كفرقاسم ودير ياسين .
وساهمت القوات الكردية في تهجير العرب من مناطق كركوك ايضا لتغيير الواقع الديمغرافي في المحافظة الغنية بالنفط لصالح الاكراد . ولاكمال هذا المخطط تم تجنيس الوف الايرانيين والاكراد في بغداد وديالى .
4. في الجانب السياسي .. معروف ان امريكا فرضت نظاما طائفيا في العراق منذ اليوم الاول للاحتلال عام 2003 , اي منذ مجلس الحكم الذي اشرف على تشكيله بول بريمر الحاكم الامريكي على العراق . وقد صاغ دستورا طائفيا يقوم على المحاصصة بين الاحزاب والطوائف والقوميات . وفي العرف السياسي لم يوجد في العراق دولة بل فيه سلطة قائمة على المحاصصة , كما انها سلطة لم تقم على قيم سياسية واخلاقية , بل نقلت هذه السلطة معظم خلافات قوى المعارضة لنظام صدام حسين الى داخل السلطة , وقد شملت تلك الخلافات حتى القوى التابعة لايران , لقد تفاسمت القوى السياسية السلطة دون اي اعتبار للقيم الاخلاقية او الدينية او القانونية , وبرز صوت شيعي متطرف يقول باحقية الشيعة في السلطة دون غيرهم , اي رفض الاخر السني حتى الذين شاركوهم في السلطة من الاحزاب الدينية والشخصيات التي دخلت على خط المعارضة لنيل بعض المكاسب المادية . هذه القوى جميعها منزوعة الارادة الوطنية , ولم يدخل الوطن في حساباتهم في الحكم , بل كل همهم نهب المزيد من ثروات العراق وتهريبها الى البنوك الاجنبية . وفي اطار تغلغل العناصر الايرانية في السلطة تشير بعض المصادر المطلعة ان 32 الف ايراني كانوا يعملون عام 2006 في مؤسسات الدولة العراقية , ولديهم ارتباط مباشر مع سلطة الملالي في طهران , ويتلقون رواتبهم بالتومان الايراني .
معظم الوطنيين يدركون ان العراق تحكمه عصابات تتداول السلطة , بدون منهج او استراتيجية واضحة , بل كل يوم بطريقة او بورقة او اجندة خارجية , يرافق هذه السياسة غياب الامن وغياب المؤسسات الخدمية وانعدام الحياة الانسانية , عصابات تحكم بالدم والنار , وكل همها ارضاء سلطة ملالي ايران , وتنفيذ مخططهم في العراق وفي المنطقة العربية . وهناك مئات المسؤولين في مؤسسات الحكم هم من الايرانيين الذين يتبعون الولي الفقيه في ايران , وينفذون تعليماته اولا باول .
5. نوري المالكي رهان الملالي في العراق .. هذا الرجل الذي تدرج في المناصب في حزب الدعوة طائفي بامتياز ولم يخجل عندما سئل عن هويته فقال انا شيعي اولا وولائي للولي الفقيه , وقد سبقه بمثل هكذا تصريح حسن نصرالله . ومن خلال موقعه في حزب الدعوة اشرف على العديد من عمليات الارهاب ضد مؤسسات الدولة العراقية ايام حكم صدام حسين . فتاريخه ممهور بالارهاب , ومن خبرته في اصطياد شركائه في الحكم نفذ عشرات العمليات الارهابية ونسبها الى اعدائه في السلطة . كما اشرف على تشكيل مليشيات مسلحة ترتبط عقديا بنظام الملالي في ايران . كما انشأ خلال مدة سلطته عشرات المؤسسات الخاصة الامنية التي تخدم سياسته الطائفية , وبالمقابل اهمل الخدمات وتعدى من خلال المليشيات على اموال الدولة واملاكها , كما تعدى على حقوق الانسان العراقي بالقتل والاعتقال الكيفي , حيث غصت السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة بالموقوفين لمجرد وشاية او مكيدة من حاقد طائفي او على الاسم , فكل اسم مثل عمر وبكر ومعاوية وعمرو هي اسماء يجب قتلها او اعتقال اصحابها . حتى صار العراق من الدول الفاشلة في شتى المجالات وخاصة في التعليم والصحة بعد ان كان من الدول المتقدمة في هذين المجالين في عهد صدام باعتراف اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية .
ادرك غالبية العراقيين من كل الطوائف والاديان ان نوري المالكي سبب معظم المأسي التي اصابت بلدهم ونسيجهم الاجتماعي , كما انه فرط بالارض حيث احتلت قوات داعش ثلث مساحة العراق , كما انه سلم كل مقدرات العراق لنظام الملالي , وحقا صار البلد حديقة خلفية لايران , ومنه ينطلقون للسيطرة على بلدان اخرى , فالعراق كان وما زال ممرا للقوات والاسلحة الى سوريه لدعم نظام بشار الاسد , ومنه ينطلق قوات الارهاب التابعة لقاسم سليماني للقيام بتفجيرات في الكويت والسعودية . كما ان الممارسات الاجرامية و القمعية لحکومة المالکي و التي کانت تتم مباشرة بإشراف قوة القدس و النظام الايراني، تسببت باضرار ضد ابناء الشعب العراقي و بالاخص أهل السنة. وهو الذي مهد الارضية المناسبة من أجل حضور داعش و إحتلاله قسما کبيرا من العراق.
في ضؤ هذه الحقائق انطلقت التظاهرات الشعبية ضد الفساد والانحراف الذي نخر جسد سلطة العصابات المتسلطة على العراق , ومع الايام تطورت شعارات المتظاهرين من اسقاط الفاسدين الى اخراج العراق من سيطرة نظام ملالي ايران بإعتباره الرکيزة الاساسية للمشاکل السياسية و الاقتصادية و الامنية في العراق. من جانب آخر، فإن الشعارات الموجهة ضد المالکي فإنها تترکز أکثر من أي شخص آخر، بمعنى الفرد الذي کان ينوب عن مصالح و رغبات نظام الملالي في العراق. في الحقيقة أن نوري المالکي هو قائد سياسي و عسکري لنظام ولاية الفقيه في الساحة العراقية و لذلك فإن الشعارات ضده تعتبر مباشرة ضد خامنئي. کما إن صور خامنئي في نفس الوقت قد تم تمزيقها.
وادرك الجميع ان النظام الإيراني يريد عدم التوافق بين الاطراف الشيعية حتي يبقي هو المهيمن والمسيطر. ان هذا النظام اشترى كثيرا من الذمم وباموال عراقية . وهذا النظام مول الجماعات الإسلامية العراقية التي تمارس نشاطات ارهابية بالمال والسلاح . كما ان تدخلات نظام ولاية الفقيه في المنطقه عبارة عن مخارج للنظام حيث يحاول حل مشاكله من خلال خلق أزمات هنا وهناك.. كما انه يستخدم هذه الازمات كورقة مساومة مع هذا البلد او ذاك .
هل يمكن ان يقدم المالكي لاية محكمة عراقية في ظل ما هو موجود في هيكل القضاء العراقي الذي انشأه من قبل ؟ . وعندما تريد حكومة العبادي - الذي هو من ذات حزب المالكي اي حزب الدعوه - القيام باية عملية اصلاحية فان الموسسات التي انشأها نوري المالكي ستقف بوجهها كعقبة رئيسية . ان نوري المالكي بعد ان تم ازاحته من منصب رئيس الوزراء بالانتخابات والآن بعد ان تم ازالته من منصب نائب رئيس الجمهورية بقرار من مجلس الوزراء والبرلمان.. ماذا فعل؟ لقد ذهب الى إيران واتفق مع الملالي و أخذ منهم الضوء الأخضر بالعودة إلى العراق . ولا استبعد ان يقوم بايقاف ما تريد حكومة العبادي تنفيذها وذلك من خلال الميليشيات والاحزاب والمجموعات السياسية داخل البرلمان . وخلاصة القول ان المالكي باع العراق الى ايران بكل التفاصيل , كما مهد الاجواء امام القوات الامريكية لاحتلال العراق 2003 .
. ان الانتفاضة العراقية السلمية مستمرة منذ ست اعوام غير ان المالكي في عام 2011 قام بقتل وسجن المشاركين فيها وابرزها مجزرة الحويجه التي راح فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى . واذا كانت الانتفاضة السابقة قد وسمت بانها ذات صبغة سنية , فالانتفاضة اليوم ذات سمة وطنية الى حد كبير , وقد امتدت الى الجاليات العراقية في الخارج , لان الشعارات نالت من الصبغة الدينية لافراد السلطة الحاكمة , كما انها نالت من نظام الملالي الذي يسيطر على مقدرات البلاد , وعليه يسعى نظام الملالي التدخل سواء من خلال ميليشياته سواء من فيلق القدس و من خلال الميليشيات التي انشأت في إيران مثل الجماعات التي يقودها هادي العامري وابراهيم ابومهندس وقيس الخزعلي وغيرها.
ان الشعب العراقي الواعي انتفض لمواجهة مشروع ولاية الفقيه في ايران هو شعب موحد وحي وان الميليشيات التي لديها المال ولديها السلطة ولديها القوانين الجائرة ولديها القضاء الجائركل ذلك لم تقف امام ناشط مدني واحد مزق صورة خامنئي في ساحة التحرير في بغداد.





#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما يعلن الحرب على كل العرب والمسلمين
- ماذا يعني دخول تركيا الحرب ضد الارهاب ؟
- القاعدة بين النمو الحركي والضمور الفكري
- الموقف الدولي يعقد الازمة السورية
- السودان والسياسات العرجاء للسلطة
- رسائل من خلف اسوار معتقل ( ليبرتي )
- افاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية -
- شاهد عيان من مخيم ليبرتي
- هجوم معاكس للمفسدين
- نزع السلاح حق الامم والشعوب في السلام
- المصالحة الفلسطينية الجديدة هل ترى النور ؟
- روسيا تجدف عكس التيار
- فرصة الغرب في الربيع العربي
- تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية
- هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبه - نوري المالكي باع العراق لايران وداعش