أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم الكعبي - العراق من بلد الٌزهاد الى بلد السٌراق...علي قاسم الكعبي














المزيد.....

العراق من بلد الٌزهاد الى بلد السٌراق...علي قاسم الكعبي


علي قاسم الكعبي
كاتب وصحفي

(Ali Qassem Alkapi)


الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 14:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق من بلد الـُزهاد الى بلد السُراق..!!؟
علي قاسم الكعبي
لست مبلغاً في القول ان العراق بلد الـُزهاد والعلماء فمن المتفق علية لدى معظم المؤرخين عربا كانوا ام اجانب, ان حركات الزهد والتصوف نشأت وترعرعت وازدهرت في العراق، في مدرسة بغداد التي كان يشد الرحال لها جميع الزهاد من كل اصقاع المعمورة لا نها بلد الزهد حتى سميت بغداد"(بعش الاولياء) لكثرة ما نزل بها من الوعاظ والَزهاد, ومن العراق بدأت اشراقات الزهد والتصوف لتنتشر الى بلدان العالم الاسلامي حيث برزت أسماء كبرى قد ساهمت بتأسيسه، مستنبطة ذلك من مدرسة الرسول محمد –ص- وال بيتة –عليهم السلام فبرزت اسماء كبيرة تدعو لمدرسة الزهد والتصوف كالحسن البصري و داود بن نصير الطائي، رابعة العدوية، معروف الكرخي، السري السقطي، الجنيد البغدادي، واخرون لسنا بصددهم الان.
لكن يبدو ان ذلك الزهد لم يدوم طويلا فلم يصمت مع تعقيدات الحياة فالعراق الذي كان يوما ما منارا ومركز اشعاع لطلبة العالم والزهد لمدارس فكرية يشار لها بالبنان وما أنتجته هذه المدارس الفكرية من حركة الزهاد والوعاظ على الرغم من الاوضاع السياسية التي كانت تعصف بالعراق .
العراق الجديد كانه لا يمت صلة بعراق الزهاد انذاك فقد اصبح لا يذكر اسم العراق الا بسوء في تعداد الدول العالم الاكثر فسادا والاكثر قتلا او الاكثر او دمارا او تهجيرا داخليا وخارجيا , لقد تبخر ذلك التاريخ العريق عندما كان حينها العراق مهبط الزهاد والعظماء الذين ينهلون منة العلماء السخاء ويتوضوا بنهري عظيمين فلا تطهر اجسادهم فحسب بل كان النهرين العظمين يطهران القلب قبل الجسد وتنتجا انسانا سويا مؤمنا لا يقترب من الحرام ولا يسرق قوت اخية ولا يعتدي على جيرانه ويحفظ غيبت اخية تلك ثقافة توراثها العراقيون لانهم وضعوا مخافة الله فوق كل شيء , فقد تحدثت الروايات عن زاهد عراقي هو" رياح القيسي الذي كان مثالا في الزهد والورع وتقوى الله التي تعلمها من مدرسة العراق للزهد, يقول " كان لي نيف واربعون ذنبا وقد استغفرت لكل ذنب مئة الف مرة وكان لرياح غل من حديد يضعه على عنقه كلما جنة علية الليل , انه الشعور بالذنب والتقصير !فاين رياح اليوم من الرياح التي هبيت علينا ,يبدو ان الرياح هي من تجيب .؟
اليوم باتت هذه مجرد حكايات نقصها لاطفالنا ليس الا فالواقع يتحدث عكس هذة القصص النبيلة وصرنا نقصها على الاطفال لانهم يصدقوننا وليس لنا جراءة ان نحدث بها الكبار لانهم في واقع مخاف لما نقصه عليهم وربما اطفالنا هم الاخرون سيصدمون بواقع مرير نعيش في ضلة هذ الايام.
العراق ذو التاريخ الطويل بات مصدر ازعاج علميا لكثرة السراق بل واصبح يهدد العالم بفساد ساسته فعندما يقوم احدهم باستيراد اجهزة كشف متفجرات لتقذ الناس من سيارات الحقد المفخخة ويتبن ان هذه الاجهزة تستخدم لاكتشاف منظفات الغسيل فذاك ذنيا لا يغتفر .! وعندما يقوم اخر بعقد صفقة لشراء اسلحة وذخيرة يتبين لاحقا انها وهمية وهذا ذنبا لا يغتفر هو الاخر, وعندما يسرق احدهم اموال النازحين فتلك مصيبه وعندما تنفذ ميزانية البلد التي يقدرها البعض بميزانية دولتان وتذهب في جيوب البرلمانيون والرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة وتنفذ الخزينة ويعلن حالة التقشف العام وينسحب الامر على صغار الموظفين ويسرح قسم كبيرا منهم بحجة لاوجود لا اموال وتبقى النفايات امام المنازل فذلك امر بات طبيعيا في العراق؟ وعندما ينعم الساسة باموال لبلد خارجة فلا تستغرب وعندما لا يحق السؤال عن ميزانية البلد للعام الماضي فهذا ذنب لا يغتفر, وعندما ......

بالتأكيد عندما نتحدث عن السراق انما نتحدث عن طبقة سياسية معينة دخلت المعترك السياسي الخصب بالموارد المالية والاغراءات والاثارة واصبحت تبحث عن الثراء الفاحش بدل الشعار الذي رفعته وخدعت به العامة بتباكيها على مظلومية الشعب فما ان وصل الى مبتغاة واصبح مسؤولا برلمانيا او حكوميا حتى انقلب على عقبيه 360درجة وخلع ثوبة الابيض القديم ليرتدي ثلوبا قاتما اشد عتمة من ليلة ظلماء وتناسى الوعود التي اطلقها وصار همة المال ليس الا وقد تكون الاحزاب والدستور هما سببا في حماية بعض المفسدين من ان ينالهم القضاء
مما اتاحت لهم فرصة عدم المسالة وبناء منظومة مالية كبيرة ولو كانت هذه الاموال تستثمر في البلد لمشروع ما قد يعمل به كذا شاب فقد نوافق صاغرين خيرا من ان تذهب الى دولا تستثمرها لتمد في التنظيمات الارهابية لقتل الشعب العراقي بأمواله.

الا ان ذلك لم يصمد طويلا بعد ثورة المظاهرات التي تعم البلد فلم يحصل ان شعب العراق ومراجعة وكتل سياسية كبيرة دعمت رئيسها كما حصل للعبادي الذي قيل عنة لا يحرك ساكنا. انة التفويض الكبير الذي حصل علية من لدن الشعب ويجب ان لا تفوت هذه الفرصة التاريخيه.
ان ثورة الاصلاحات وان كانت غير كافية الا انها مؤشر صحي لتعافى البلد من المحاصصة الطائفية وبمثابة رفع اليد عن السراق الذين عاثوا في الارض فسادا.
وان تطبيق مبداء من اين لك هذا هو الحل الانجع لقضية العراق وان كان بحاجة الى دراسة مستفيضة وكذلك يجب ان لا يكون هذا الملف الا بيد اناس لم تلوث ايديهم باموال العراق واخرى يجب ان تكون هنالك استشارة دولية وعرض الملفات لشركات خاصة لان معظم الدول التي هرب لها المال الحرام العراقي لن تكون كريمة معنا, وكذلك فان بعض السراق لم يكن بهذا الغباء حتى يضع باسمة وعائلته شيئا مما سرقة بالتاكيد سيضع ذلك باسماء وشركات وهمية وعندئذ يصعب كشفها فالشركات المتخصصة بهذا الموضع قادرة على كشفهم مهما كانوا. ويجب ان يكون الاصلاح بإعادة تنظيم للفقرات المفخخة في الدستور فهو ليس بكتاب منزل من السماء حتى لا نستطيع تغييرة, اولا فما هو دور البرلمان الذي يمتلك حق التغيير. وما أتعسنا من بلد لم نبقى من الزهد الا الاثر فلبئس ما خلفناهم وهذا مصادق لقول الشاعر

أما الخيام فانها كخيامهم --- وارى نساء الحي غير نسائها...



#علي_قاسم_الكعبي (هاشتاغ)       Ali_Qassem_Alkapi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجوء الكاتب العربي- للمصطلح الأجنبي قصور في اللغة أم في الكا ...
- لا يستِطيع أحد ركوب ظهرك الا اذا كٌنت مُنحنياَ......!!؟ علي ...
- لماذا تصر ل-BBC على مصطلح- الدولة الاسلامية- بدلاً عن داعش.. ...
- هل ستصدق نبوءة هايدين-العراق وسوريا قد اختفيا...!!؟
- الايزيدية التي احرجت النساء المسلمات-السنية ....سارة سعيد قص ...
- ولادة الامام المنقذ فكرة اسلامية ...؟ ام تشترك فيها الاديان ...
- بين حكومة الثرثار وسبايكر.خيط رفيع .....
- الجيش من الهزيمة الى الثبات ومن الثبات الى النصر... علي قاسم ...
- مصر والخليج ..ودموع التماسيح على الشرعية....!؟ علي قاسم الكع ...
- هل ماتزال اليمن سعيدة ....!!؟ علي قاسم الكعبي
- أختتام مهرجان العنقاء الدولي..أم ولادة ميسان....!!؟ علي قاسم ...
- برلمان الطفل.....والنقش على الحجر.......علي قاسم الكعبي
- هل فعلاَ اصبح التعليم يثقل كاهل الحكومة لتصفه بغير المنتج .. ...
- وهل للمثقف العراقي يوم..!!؟ انة في ميسان.... علي قاسم الكعبي
- في يوم وفاته هل النبي(ص) ساخطاً علينا ام راضياً.!!؟
- شهداء بلا رفات........
- بعد جهدا جهيد لم تعد هنالك موازنة للبلد.....!!؟
- هل مازلنا نحلم العيش بالبلد الواحد....أم هناك خيارا للمضطرين ...
- -صحوة ضمير- مشعان الجبوري أحرجت السنة ,وربما تفقده حياته-... ...
- العراق- يقاتل الارهاب مع أصدقاء الارهاب-......!!؟


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم الكعبي - العراق من بلد الٌزهاد الى بلد السٌراق...علي قاسم الكعبي