|
العريف بنيامين
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 13:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
* ليلة أمس الأثنين 31/8/2015 ، تعاركتْ عائلتان ، إثرَ خِلافٍ على أراضٍ ومصالح مالية ، في منطقة كويسنجق ، وسقطَ أربعة قتلى من الجانبَين وعددٍ من الجرحى . علماً ان العائلتَين أولاد عمومة وأخوال بعض . العائلة المُهاجمة أولاً ، قتلتْ إثنَين من الطرف الآخَر ، وجُرِح منها إثنَين ... عائلة القتيلَين ، نصبَتْ كميناً في الطريق العام ، لأنها توقعتْ بأن الجريحَين سوف يُنقَلان الى مَركز المُحافَظة .. وبالفِعل فلقد قدمتْ عربة إسعاف ومعها سيارة أخرى فيها أقارب الجريحَين وشُرطي .. فإنهالَ المُتربصون على السيارتَين ، بوابلٍ من الرصاص ، وإحترقتْ الإسعاف ، وسقط قتيلَين وبعض الجرحى . هذا موجز المأساة التي جرتْ فصولها ليلة أمس : عقولٌ مُتحجِرة / ذهنيات مُستعدة لممارسة العُنف والقتل من أجل النفوذ والمال / جَشَعٌ لايُراعي القرابة والعلاقات الإنسانية / ضُعف الإدارة وتراخي الأسايش والشُرطة وتباطؤها اللامسؤول ، في التعامُل مع الحَدَث . * سُلطتنا وحُكامنا وأحزابنا المُتنفِذة ، في الأقليم ... هُم نِتاج مُجتمعنا المُتخَلِف هذا . ومادامتْ الأحزاب الحاكمة ، تعتمدُ إعتماداً كبيراً على العشيرة في مُجمَل سياساتها ، فمن الطبيعي ، أن تكون ( قِيَم ) العشيرة ، هي المُتغلِبة .. والدليلُ على ذلك ، هو عدم قُدرتهم ، على التحاوِر البّناء ، ولا الإستماع الى صوت العَقل .. فنراهُم يتفننون في خَلق الأزمات وإدامتِها .. وإطلاق التهديدات المُبطنة ، لللجوء الى العُنف في حالة إصرار الطرف الآخر على مواقفه ! . أنهم يشحنونَ جماهيرهم ، بشحنات التطرُف وعدم قبول الآخَر .. يُرّوجون بأنهم مُستعدون لِخَوض الصراع " بِكافة الوسائل " إذا تطلبَ الأمر .. في سبيل أن يبقى الرئيس رئيساً وبكامل الصلاحيات .. هذا ما يحدث في هذا الجانب . وفي الجانب الآخَر ، يَصُرون على مواقفهم ويقولون ان الرئيس إنتهتْ صلاحيته ، ويجب ان أن يتم إختيار آخَر في البرلمان وبصلاحيات شكلية . أنهم أولاد عمومة وأخوال بعض ، يتصارعونَ من أجل النفوذ والمال والقُوة . * وكما في حادثة كويسنجق المأساوية .. والتي سوف يتدخل فيها مسؤولون كِبار وشيوخ عشائِر ووجهاء ورجال دين ، سواء غداً أو حتى بعد سنين .. ويجري صُلحٌ بين الطرفَين وتبويسُ لُحى .. ويكون أولاد وبنات القتلى ، الأيتام ، هُم الخاسِر الأكبر .. وعوائل الجرحى الذين تعّوقوا ، هم الضحايا الذين يدفعون ثمن هذه الحماقة .. أما القتلى أنفسهم ، فلقد راحوا ، كما يقول المَثل ( بوله بْشَط ) ! . كذلك .. في العملية السياسية العرجاء في الأقليم .. فلرُبَما ، تتصاعّد الأزمة الى مَديات خطيرة ، وقد يكمُن هؤلاء لهؤلاء أو بالعكس ، ويسقط بعض الضحايا .. ثم يتدخل الوسطاء الكِبار من الأجانِب ومن دول الجِوار ، فتتصالح الأحزاب ويُقبِلون بعضهم وكأن شيئاً لم يكُن !! . ـــــــــــــــــــــــــــ [ في نهاية الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات ، كان هنالك عريف شُرطة في سواره توكا ، إسمهُ " بنيامين " مسؤولاً في المركز وتحت أمرَته بضعة أفراد شُرطة . كانَ بنيامين يُطّبِق القانون بحذافيره .. وكانَ مُخلِصاً في عملهِ .. كانَ الجميع في القريةِ ومُحيطها الواسع ، يهابونهُ ويخافونَ من سطوته .. سطوته المتأتية من السُلطة وتنفيذ القوانين ] . لو كانَ هنالك " عريف بنيامين " في منطقة كويسنجق ، لِما تطور النزاع أعلاه ، إلى ذاك المدى المُؤسِف. لو كانَ عندنا اليوم " عريف بنيامين " حقيقي ، في سُلطة أقليم كردستان .. لِما عانَينا كُل هذه المُعاناة المُرَكَبة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شطرنج
-
عزيزة
-
ضِد الجميع
-
لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
-
بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
-
الأرنبُ الهِندي
-
هل حضْرتكَ تكريتي ؟
-
ما أجمل عبارة ( وبأثَرٍ رجعي )
-
في بغداد .. ثّمة أمَل
-
صديقي الذي ( طابَتْ لهُ الكَعْدة )
-
التيار الديمقراطي العراقي في نينوى ، يستذكر فاجعة سنجار
-
على هامش الإعتداءات التركية على الأقليم
-
ساعات وساعات
-
مَرّةً اُخرى .. الطائرات التركية تقصف الأقليم
-
الغسّالة اللعينة
-
ملك طاووس ، يرعاك يا ( آشتي بدل جندي )
-
حَقاً ... مَنْ يدري ؟
-
الإتفاق النووي الإيراني .. عراقياً وكردستانياً
-
( يعجبني الزمانُ حينَ يدور )
-
مُؤتمرٌ ناجحٌ بإمتياز
المزيد.....
-
مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق
...
-
فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم
...
-
مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره
...
-
السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية
...
-
جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
-
الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين
...
-
الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر
...
-
كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
-
الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
-
الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|