أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - -روسيا وعقدة - الشقيق الاصغر














المزيد.....

-روسيا وعقدة - الشقيق الاصغر


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت زيارة وزير الخارجية الاميركية كوندليزا رايس لروسيا مؤخراعلى خلفية تصاعد المواجهة على عدة جبهات اقتصادية
وسياسية داخلية واقليمية، بين موسكو وواشنطن.وتحمل الملفات الروسية ـ الاميركية جملة من الموضوعات التي وعلى مدى فترة طوبلة ظلت مثار خلاف،. وتنطوي القضايا الخلافية على امكانية تعميق الهوة بين الطرفين. وتحمل وواشنطن في الخلاف، كل حقيقتها ومواصفاتها، ورؤيتها للنظام العالمي المرتقب ومنطلقاتها السياسية والى قدر كبير الاخلاقية.

وعلى الرغم من ما يتسم به الخطاب الرسمي الروسي والاميركي، من لهجة دبلوماسية مفعمة بالمشاعر الودية المتبادلة، الا ان المراقب لايفوته ما يشوب العلاقات بين موسكو وواشنطن من عوامل توتر عميقة،وتحفظات الواحد على سياسة وخطوات الاخر.

ونلاحظ ان الولايات المتحدة تعلن رغبتها في ان تبني علاقات شراكة تحالفية مع روسيا. بيد ان واشنطن ترهن تلك التحالفات بعدة شروط، في مقدمتها ان يكون لروسيا موقع " الشقيق الاصغر" في العلاقات بين طرفين. وبالذات فان عقدة دور "الشقيق الاصغر" التي تخشى روسيا ان يفرض عليها ستكون حافز لشد عودها وصلابتها لتستعيد شئ من الادوار التي كانت لها.

ان واشنطن تريد ان تقوم موسكو بما يُطلب منها، ان تعادي من يعادي اميركا وتصادق من يصادقها، وتدخل تلك الاسواق التي تسمح لها واشنطن بها لروسيا الدخول فيها وبيع البضاعة التي تروق لواشنطن. وتضع اميركا ايضا قواعدا جديدة للعبة العلاقات مع موسكو، لاتقوم على الالتزام بالقواعد والمعايير الدولية وانما على اساس " المفاهيم". والبيت الابيض يتولى وضع المقاييس للاشرار والاخيار واسلوب التعامل معهم. وتنتظر واشنطن من شريكتها روسيا شد ازرها في كافة القضايا والشئون على الساحة الدولية، دون النظر الى مسالة القوانين الدولية ولامدى مطابقتها مصالح روسيا. وتنطلق اميركا من انها القوى العظمي الوحيدة في العالم ولايمكن ان تخضع لقواعد لعبة وضعت في زمن اخر كان فيه قطبان دوليان لكل محوره.

وتوحي اميركا انها تفهم اكثر من القيادة الروسية ما تحتاجه روسيا، واي نظام وتركيبة ادارية مناسب للدولة الروسية، وكيف ينبغي ان يتم التقسيم الاداري والتعامل مع المركز والاقاليم ومع المعارضة السلمية والمسلحة ومراقبة امن المواقع النووية والتعامل مع جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وتسعى الى فرض مفاهيمها في هذه المجالات.

وتجلت تلك السياسة بشكل ساطع في العديد من القضايا. فاميركا تتحفظ على علاقات روسيا بايران وسوريا وقائمة طويلة من الدول حتى من خارج " محور الشر" وعلى دخولها اسواق الاسلحة في اميركا اللاتينية،والشرق الاوسط وتهمش دورها في قضايا التسوية في الشرق الاوسط والبلقان وغيرها. وبدات واشنطن في عملية اشعال الثورات الملونة في مجال الاتحاد السوفياتي من اجل ابعاد القوى والزعماء الذين قد يجدون لغة مشتركة مع روسيا، ليحل مكانهم زعماء يعلنون الطلاق نهائيا مع روسيا . واحاطت قواعد الناتو واميركا روسيا من كافة الاتجاهات.واعترضت اميركا حتى على تعاون حليفها الاستراتيجي اسرائيل في تنفذ مشاريع مختلطة مع روسيا.وكانت روسيا قد نفذت في بداية التسعينات سيناريو اعد في المعاهد الاميركية وساهمت الادارة الاميركية بتمويله، بيد ان الخبراء الامريكيون انفسهم اعترفوا بخطل ذلك البرنامج وانهار لتنهار معه روسيا.

والمتابع للشأن الروسي يدرك بسرعة ان الخيارات امام روسيا محدودة. فضعف الاقتصاد وهشاشة الوضع السياسي وكون البلد يمر في مرحلة انتقالية ممتدة منذ التسعينات، يجعل عليها من الصعوبة المناورة وفرض المواقف. ويلوح ان الكرملين ينتهج سياسة الامر الواقع مع العمل لوضع قاعدة صلبة للوقوف عليها.ويتجنب اثارة المواجة الحادة على الجبهة الخارجية كي تصرفه عن الوضع الداخلي.

وترسم موسكو صورة اكثر وردية للتطورات في العالم. فالعالم الذي تراه موسكو يقوم على القوانين والمؤسسات الدولية التي خبر الزمن فائدتها.وموسكو تصغي للجانب الاميركي ولكنها تمضي على طريقتها الخاصة في الكثير من الامور. وتريد ان تصبح شريك يجرى التعامل معة بالتساوي، وترفض لعب الادوار الثانوية، ولذلك فانها تطرح ان يقوم العالم على نظام متعدد القطبية. ان تتعاون مع اميركا في مختلف المجالات، ولكن هذا لن ينفي وجود خلافات قد تكون حادة بينهما.

ان الولايات وروسيا عالمان مختلفان، قد يتحدثان عن نفس الامور والقضايا، ولكنها ينظران لها كل من زوايته ويتحدث عنها بلغته الخاصة، من نزعته العقلية الموروثة تاريخيا.وروسيا تنظر الى اميركا كظاهرة جديرة بالاحترام في التاريخ الحديث، وحضارة مشحونه بالعنفوان والتجدد والطموح، ولكنها ترفض ان تعطي يدها لها لتقودها من يدها كشقيق اصغر. فروسيا نفسها كانت بالامس " شقيق اكبر" بالنسبة ل15 جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. انها تعاني اليوم ايضا من عقدة التحول " الشقيق الاصغر"، وتطالب التعامل معها على قدر " ثقلها" الذي تتصوره لنفسها. ولاشك ان كوندليزا رايس الخبيرة في شئون روسيا والضيلعة بلغتها، تدرك تلك المشاعر ولكن المصلحة تفرض تجاهلها. على الاقل في الوقت الراهن.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياحة في عصر العولمة
- في ايديولوجية العنف والاغتيال السياسي
- الوضع العراقي. قراءة في احتمالات تطوره
- العراقي وخياراته المتاحة
- ايران في استرانيجية الكرملين الجديدة
- الشيوعييون الروس والقضية العراقية
- في ضوء التجربة العراقية الهروب العربي من الديمقراطية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - -روسيا وعقدة - الشقيق الاصغر