أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بين بشار وأوباما شعرة معاوية














المزيد.....

بين بشار وأوباما شعرة معاوية


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سئل الخليفة معاوية عن سبب استطاعته أن يحكم البلاد والعباد اربعة عقود ( 41هج - 60 هج ) ، دون أن يثور عليه / ضده أحد ؟ فأجاب معاوية بما يلي :" إن بيني وبين الناس شعرة ، إذا أرخوا شددت ، وإذا شددت أرخوها " .
ويبدو لي أن بين بشار االأسد وأوباما حسين فعلاً مثل هذه الشعرة ( شعرة معاوية ) ، فإن شدها الأول أرخاها الثاني ، وإن أرخاها الأول شدها الثاني ، الأمر الذي استمرت وتستمر معه العلاقة بين الطرفين مقطوعة وموصولة في آن واحد . إن عملية القطع والوصل هذه ، ماهي ، فيما يتعلق بعلاقة طرفي هذه العلاقة ( بشار وأوباما ) مع تلك الشعرة ، سوى لعبة من ألاعيب أصحاب " نظرية المؤامرة " التي عادة ما يعلن الكتاب السياسيون الموصوفون غالباً بالاستراتيجيين تبرؤهم منها ، بما هي نظرية غير أخلاقية ( مؤامرة ) لا يليق أن يوصف بها إخواننا الأوربيون والأمريكان (!!) .
واقع الحال إن شعرة معاوية هنا ، ليست أكثر من رمز سياسي للعلاقة بين عائلة الأسد والغرب والتي بدأت مع الأب حافظ عام 1967 ، واستمرت مع الإبن حتى هذه اللحظة التي نأمل ألاّ تطول كثيراً .
تدور في مخيلتي الآن إشكالية ذات شقين ، الشق الأول يتعلق ببراميل بشار الأسد العمياء والمدمرة التي بلغ عدد ضحاياها من المدنيين في مختلف المدن والقرى السورية ، ولا سيما النساء والأطفال مئات الآلاف ، والشق الثاني من الإشكالية هو بطاريات صواريخ الباتريوت ، التي قدمها قبل بضعة أشهر حلف الأطلسي (الناتو ) لتركيا باعتبارها عضو في هذا الحلف ، عندما كان أردوغان يلوّح بالمنطقة الحدودية الآمنة مع سوريا أو منطقة الحظر الجوي ، ثم سحبها ( الحلف / البطاريا ت ) قبل بضعة أسابيع (!!) ، بعد مؤتمر الحلف في بروكسل بتاريخ 28.07.2015 عندما بدأ أردغان يطرح أمر المنطقة الحدودية الآمنة مع نظام الأسد بصورة جديّة ، مشيراً إلى عضوية تركيا في الحلف ، وبالتالي إلى مسؤولية الحلف في دعم من يتعرض للعدوان من أعضائه ، أي ضرورة أن يقف الحلف مع تركيا ليس فقط ضد داعش ، وإنما ضد داعش ونظام بشار في آن واحد . وهنا بدأت " نظرية المؤامرة " تكشف أوراقها / سوأتها ، وأخذت لعبة شعرة معاوية طريقها إلى التنفيذ .
تمثلت " نظرية المؤامرة " هنا بسحب حلف الأطلسي لصواريخه ( الباتريوت ) ، وسحب كل من أوروبا وأمريكا خبرائهما المختصين بالتعامل مع هذه الصواريخ من تركيا ، وذلك عندما بدأ أردغان يطرح مسألة المنطقة الآمنة بصورة جدية . وتمثلت لعبة شعرة معاوية بموافقة أوباماعلى العمل مع تركيا لتحقيق منطقة آمنة ،ولكن بالمفهوم الأمريكي (خالية من داعش )وليس بالمفهوم التركي ( خالية من كل من داعش ومن نظام الأسد على حد سواء) .
نعم إن ماجرى ويجري في سوريا منذ مايقارب السنوات الخمس ، إن هو إلّا مؤامرة أورو ـ أمريكية متكاملة الأركان ،هدفها الأساسي والجوهري ، تدمير ثورات الربيع العربي ، ولا سيما الثورة السورية مخافة أن يكون البديل لنظام الأقلية الطائفية الحالي (نظام عائلة الأسد ) المتحالف مع اسرائيل ( من وجهة نظرنا الشخصية) هو ( أي البديل ) نظام وطني حليف للشعب العربي الفلسطيني ،في نضاله الوطني للتحريروالعودة ، كما وقد تقع مسألة استعادة هضبة الجولان أيضاً على سلّم أولوياته ( البديل ) .
لسنا بحاجة هنا إلى الإشارة إلى الدورين الروسي والإيراني ( ومعهما بعض العرب ) فهم جميعاً (من وجهة نظرنا ) مكملون للدور الأمريكي في العمل على وقف تدحرج كرة لهيب الربيع العربي من سوريا إلى دول الخليج وغيرها من الدول العربية ، وما تسليط الدواعش والسيسيون وأمثالهما على الأقطار العربية التي سبق أن دخلها هذا الربيع ، سوى جزء من هذه الهجمة المضادة على هذه الأقطار ، كيما تقوم ( الهجمة المضادّة ) بإعادة عجلتها ( الأقطار الربيعية ) إلى الوراء ، بل وربما إلى ما وراء الوراء .
ـــــــــــــــــــــــــــ



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ، هوامش من التاريخ والمقاومة
- الطفل والبرميل
- الربيع العربي : المتهم البريء
- التدليس في خطاب الرئيس
- كلمة في مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة
- خواطر شاهد عيان ، عودة إلى حرب حزيران 1967
- رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
- الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
- بشار الأسد وإشكالية الهوية
- إعرف نفسك تعرف عدوّك
- بين الخديعة والخطيئة خيط رفيع
- بشار الأسد والمليون إرهابي سوري
- خواطر تجمع بين اليأس والأمل
- بين جاسم ومنبج كما بين الباب والموصل خواطر تراثية
- الثورة السورية بين اليأس والأمل
- بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية
- البعد القومي لثورة آذار 2011 السورية
- من محمد الزعبي إلى الأخوين عبد الرزاق عيد وميشيل كيلو
- العوامل الموضوعية والذاتية في أزمة عين العرب السورية
- شهادة شهيد عن حرب 1967


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بين بشار وأوباما شعرة معاوية