أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - من اسقاط النظام إلى التحالف معه














المزيد.....

من اسقاط النظام إلى التحالف معه


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من إسقاط النظام إلى التحالف معه
منذر خدام
كان لافتا ما صرح به وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، من احتمال قيام تحالف إقليمي يضم النظام السوري إضافة إلى الدول الأكثر عداءا له، أي تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، وذلك من أجل محاربة داعش. ومع أن الاقتراح الروسي بهذا الخصوص وضعه المعلم في إطار المعجزات، التي لطالما اشتغلت عليها القيادة الروسية ونجحت بحسب تعبيره، إلا أن نائبه السيد فيصل المقداد كان أكثر وضوحا عندما أعرب عن استعداد دمشق للمشاركة في تحالف إقليمي لمحاربة داعش.
في السياسة لا عداوات دائمة بل مصالح، ويبدو أن مصلحة الدول الإقليمية والبعيدة في محاربة داعش وأخواتها القاعديات تتزايد من جراء انتشار الإرهاب في جميع دول المنطقة فمن العراق وسورية، إلى ليبيا واليمن ومصر، إلى السعودية والكويت وأفغانستان ، وأخيرا إلى تركيا والجزائر مرورا ببعض الدول الأوربية، البصمة واحدة وهي بصمة داعش. خلال زيارة الوزير المعلم إلى موسكو، وبحسب ما أفادت به بعض المصادر الإعلامية المطلعة، فإن المعلم رفض العرض الروسي باشتراط التحالف مع الدول الإقليمية المشار إليها بإنشاء حكومة وحدة وطنية تضم أطرافا من المعارضة الخارجية والداخلية قائلاً " انتظروا وسوف تجدون جميع هذه الدول تتسابق إلى عندكم وإلى عند سورية طالبة التعاون في محاربة الإرهاب". تساءل بعض الإعلاميين المتابعين للشأن السوري هل بدأ النظام السوري يؤسس لإستراتيجية جديدة تراهن على انتشار الإرهاب في المنطقة وخصوصاً في الدول التي مدت لقواه المختلفة يد العون والمساعدة تحت مسميات مختلفة، ولسان حاله يقول " لتكتو بالنار ذاتها التي عملتم على إشعالها في سورية".
في حقيقة الأمر النظام ليس أمام إستراتيجية جديدة تماما، بل هي الاستراتيجة ذاتها معدلة بما يراعي الظروف المستجدة، التي عمل عليها منذ انطلاق انتفاضة الشعب السوري في آذار من عام 2011، والتي اقتضت دفع المتظاهرين السلميين إلى حمل السلاح لجرهم إلى ساحته التي يجيد التصرف بها، مستفيدا من تجربة صراعه مع الإخوان المسلمين في بداية الثمانينات من القرن الماضي، مراهنا على درسها الرئيس القاضي بأن مزيدا من العنف سوف يدفع الناس إلى الهدوء ومغادرة الشوارع. وإذا كانت هذه الإستراتيجية قد نجحت في ثمانينات القرن الماضي، لأسباب عديدة، منها على الأقل أن المجتمع الدولي كان إلى جانبه، والدول الإقليمية ساعدته، والأهم أنه كان يواجه حزب الإخوان المسلمين الذي كان يفتقر في ذلك الحين إلى حاضنة اجتماعية واسعة ، لكنها لم تنجح في أحداث 2011 وذلك لأن درس الثمانينات لم يعد صالحا هذا من جهة، فعنف النظام المتزايد استجر مزيدا من العنف المضاد. ومن جهة ثانية ، وهذا مهم ، فإن غالبية الدول المؤثرة في الساحة السورية، وخصوصا الدول الإقليمية، وقفت ضده، ومنها دول كان يعدها دولا صديقة له. وأكثر من ذلك أخذت هذه الدول تقدم الدعم المادي والسياسي للقوى التي انتفضت ضده، تحت يافطة دعم الشعب السوري، دون الاهتمام بطابعها المتطرف.
هنا بدأ النظام يجري تعديلات على إستراتيجيته السابقة ، فهو بداية صار مقتنعا أنه لا يمكن هزيمة قوى المعارضة المسلحة بعد أن سيطرت عليها القوى الإرهابية مثل داعش والنصرة وأخواتهما، لذلك أخذ يعمل على إدامة أمد الصراع والتمسك بالمواقع التي يمكن الدفاع عنها، والقيام بعمليات عسكرية هجومية محدودة في بعض المناطق المعزولة نسبياً.وثانيا، وهذا تعديل جوهري، راهن على أن قوى الإرهاب والتطرف سرعان ما تنقلب على رعاتها وداعميها مما يولد قوى محلية مضادة لدعمها لها، وقد نجح في رهانه. فهاهي اليوم أغلب الدول الإقليمية التي دعمت المعارضة المسلحة، تعاني من الإرهاب وصار الهم الأول للمجتمع الدولي محاربة الإرهاب وليس إسقاط النظام. اليوم حقيقة لا أحد يطالب بإسقاط النظام، وهو جاد في ذلك. على العكس بدأ حراك دولي لتشكيل تحالف إقليمي ودولي لمحاربة داعش والقوى المتطرفة الإرهابية الأخرى، يكون النظام جزءا أساسيا فيه. وإذا صدقت المعلومات الإعلامية، المستندة إلى مصادر من داخل النظام،ومن بعض الدول العربية، فإن اتصالات مباشرة بين ممثلين أمنيين من تركيا وأمريكا وفرنسا وحتى السعودية ومصر وغيرهما بدؤا الحج الأمني إلى دمشق. في موازاة ذلك تعمل روسيا ومصر مدعومتان من دول أخرى مثل إيران على تعويم النظام سياسياً من خلال التحضير لموسكو ثلاثة بدلاً من جنيف ثلاثة بطلب من النظام.
من جهة أخرى فإن التطورات على الجبهة مع تركيا قد أسعدت النظام كثيراً، فمن إغلاق الحدود إلى مشاركة تركيا المباشرة في الحرب على داعش، إلى منحها الإذن للقوات الجوية الأمريكية لاستخدام قاعدة انجر ليك لضرب داعش في العراق وسورية كلها تطورات عدها النظام تصب في مصلحته، وتؤكد على صواب رهاناته على انتشار الإرهاب في دول المنطقة .إن المتابع لإعلام النظام، ولتصريحات كثير من مسؤوليه، يلمس النبرة العالية والواثقة بحصول تحولات سياسية وميدانية حاسمة على صعيد الحرب على الإرهاب في سورية، والتي سوف تصب جميعها في مصلحة النظام بحسب هذه المصادر. ومما يدعم هذه اللغة الواثقة للنظام تصريحات المسؤولين الإيرانيين المستجدة بأنهم لن يتخلوا عن النظام السوري الذي لطالما وقف إلى جانبهم وساعدهم. إيران اليوم في وضع أقوى سياسياً واقتصاديا، ولا شك سوف توظف بعض عناصر قوتها هذه لدعم النظام السوري، وفي تكييف أي حل سياسي قادم للأزمة السورية مع مصلحة النظام. مرة أخرى تخسر الدول التي دعمت القوى المتطرفة في سورية، وراهنت عليها في إسقاط النظام، لكن يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب السوري الذي نزفت دماؤه غزيرة، وتشتت في جميع بقاع الأرض ودمرت بلده بسبب هذه الرهانات الخاسرة.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الكردية في سورية بين الحلم والواقع
- هل الساحل خط أحمر حقاً
- تسريبات سوتشي وقراءة بين السطور
- أسئلة ديمستورا ومفاجأة موسكو
- قراءة سياسية في المشهد العسكري في سورية
- احياء مسار جنيف من جديد
- بين الفشل والنجاح ثمة - أسس موسكو-
- تحولات استراتيجية خطيرة
- دائرة النفوذ الإيرانية
- الحل خطوة خطوة على الطريقة الروسية
- اغتيال الحلم
- تحولات سياسية استعدادا لمواجهة بين قطبين مذهبيين
- تمرين تركي لمنطقة عازلة في سورية
- هل تنجح موسكو فيما فشلت فيه جنيف
- حقيقة الموقف الأمريكي من الأزمة السورية
- ما بين لقائي القاهرة وموسكو عشر نقاط سحرية
- حقية دور روسيا في الأزمة السورية
- هل يشهد عام 2015 حلا للأزمة السورية
- خارطة طريق لانقاذ سورية
- وادي الضيف واليوم التالي


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - من اسقاط النظام إلى التحالف معه