أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ما بين السيدة ميركل.. ونبيل فياض...















المزيد.....

ما بين السيدة ميركل.. ونبيل فياض...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين السيدة ميركل.. ونبيل فـيـاض...
رسالة من نبيل فياض, الكاتب والباحث السياسي السوري المعروف, إلى رئيسة وزراء ألمانيا أنجيلا ميركل, بعدما نوهت متسائلة لماذا لا يذهب اللاجئون السوريون والعراقيون ,بما أن غالبهم مسلمون إلى مكة.. وكان هذا جواب السيد فــيــاض إليها :

"وماذا نفعل في مكة يا سيدتي؟ لا أعتقد أنك تجهلين ما هي مكة، إن باحثين ومفكرين من بلادك درسوا مكة ونبيها وقرآنها، ولا شك أنك تعرفين ذلك، كونك مواطن من بلد يقف قوامه على أعمدة الفلسفة والمعرفة والإبداع والقراءة. من بلد يدور فيه الإنسان حول مركز العقل، في حين يدور إنساننا حول كعبة مكة وفي ذهنه تسليم كامل ورضى أكمل بوصايا قرآنه الذي بدأ يتنزل في شعاب مكة، بما في ذلك وصايا القتل والتكفير والتقطيع، بما في ذلك النظر إليكِ على أنك سافرة كافرة يحق لأي مسلم أن يفتح أرضك ويسبيك. هذا ما يقوله العقل المكيّ يا سيدتي، هذا ما يشرّعه نصّ مكة الذي دمّر حضارتنا السورية الآن وأمعن في التشبه بالطغاة والمستبدين والهتلريين. إذا أوصلتكم مذابح أوربا وأفران هتلر إلى استقامة العقل وأرجعتكم إلى سلطته وسيادته، فنحن أوصلنا العقل المكي إلى أن تتناسل فينا السياسة على أنها خلافة، تثور عليها خلافةٌ معاصرة. أوصلنا العقل المكيّ إلى المذبحة الكبرى. فماذا نفعل في مكة؟ هل تعرفين أن الكثيرين منا يحملون مكة في داخلهم؟ هل تدركين أن في بلادك يسرح ويمرح أشخاص يرونكِ أقلّ شأنا من الرجل؟ ويسخرون منك ومن العقل معا؟ هل تؤمنين يا سيدتي أن كثيرين يرونكم خدما كفارا سخّرهم رب المسلمين لخدمتهم ليس إلا؟ وهل تدركين أن هذا من نتاج العقل المكي؟ لا أظن أنك لا تعرفين.
نعم أيتها السيدة. من حقك أن تقولي لأولادك وأحفادك إن المسلمين لجأوا إلينا ومكة أقرب إليهم. ومن حقنا نحن الذين نعرف ما هي ألمانيا أن نفتخر بكم، ونرفع لكم القبعات. نحن الذين تحررنا من عقل مكة وصحرائها، وتشرّبنا بعقل ديكارت وكانت وهيغل ونيتشه وهيدجر وهابرماس، نحن الذين عشنا أفقنا الجمالي في شعرائكم وروائييكم، نحن الذين اغتسلت أرواحنا بعظمة موسيقاكم، نحن الذين ربينا ذواتنا على نهر المعرفة الجاري تحت جنتكم. من حقكم علينا أن ندوّن أيضا لأولادنا أننا عثرنا فيكم على حريتنا أكثر من بلداننا، وأننا وجدنا فيكم روح العقل وجلالة الإنسان.
شكرا لأنكم الأرض التي تنتجُ الحضارة، شكرا لأنكم طابقتم بين الروح والفكر، فكنتم ملاذا لشتاتنا، ومحطة للتائهين منا.
من حقكم علينا أن نقول لكم يا سيدتي: لقد وجدنا فيكم كعبة العقل، فشكرا لأنكم تسمحون لنا بالطواف حولها ."
انتهى النقل... نقطة على السطر................
كم كنت أود استماع مثل هذا الكلام.. ومثل هذه الصراحة من غالب الأنتليجنسيا السورية والعربية.. وما تسمي نفسها إسلامية (معتدلة).. ولكننا لاحظنا اليوم كيف صار "الاعتدال " و "الحياد" صــمـــتــا وانعزالا.. حتى الجبن الواضح والخوف من قطع الأعناق والأرزاق.. نبيل فياض, والذي لا أعرفه سوى من كتاباته, أو ما حدثتني عنه صديقة تهتم باللغة العربية وتدريسها.. أشجع وأصدق ما قرات من أول هذه السنة المريرة المليئة بالأحداث الداعشية الفظائعية الحزينة ومخلفاتها من تفجيرات آثار تدمرية, وقطع رقاب جنودها وحماتها وحراسها.. نبيل فياض يضع اصبعه على الجرح المتوزم المهترئ التاخخ.. معلنا لنا أن جرحنا ســرطان موروث.. وما علينا إلا معالجة السرطان من جذوره.. حتى نعطي المريض.. شعوبنا.. نحن.. ملايين اللاجئين والهاربين.. بعض أمل ببداية شــفـاء..
رسالته إلى السيدة ميركل, موجهة إلى حماة الإسلام, بمكة وغيرها, قبل ميركل.. ليذكرنا عن طريقة رسالته لها.. بأنهم هم الداء.. هم داعــش, وممولي داعش, وأبناء داعش, وأخوة داعش, وأبناء عم داعش, وحلفاء داعش, وحاضنات داعش, على الأراضي التي يهرب منها السوريون, أملا بالوصول إلى ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا... نــعــم لماذا يلجؤون إلى بريطانيا وألمانيا والسويد والنروج والدانمارك وفرنسا واليونان.. وهي بلاد كفار وفاسقين وغير مسلمين... ولماذا لا تفتح لهم المملكة الإسلامية السلفية الوهابية السعودية سفاراتها.. دون أن ننسى بأنها كانت منذ بدايات الحرب العراقية والنكبة السورية, الممول الأول, والمزود الرئيسي بالمقاتلين الداعشيين.. وبما أنها تدعي اليوم, كأسيادها الأمريكان, محاربة داعش.. ما عليها سوى استقبال اللاجئين السوريين والعراقيين, دون أي تمييز طائفي طبعا, والمشاركة مع دولة قطر وجميع الدول الخليجية (الإسلامية) التي ساهمت بنكباتنا بشكل متعمد مباشر, والمباشرة بجميع التعويضات عن الخسائر البشرية والمادية التي نتجت من هذه الحروب.. ولم تــنــتــه حتى هذه الساعة... هذه المجزرة البشرية Génocide التي لا يجرؤ أحد من الإعلاميين العرب الذين يعملون بمحطات هذه الدول, على تسميتها... لأنهم يدينون أنفسهم.. حيث كانوا أول المحرضين لها.. وشركاء مباشرين بإثارتها.. بالكذب والبهتان والدجل المخطط المرسوم.. والفتاوي والهلوسات الدينية...
نعم تستطيع السيدة ميركل والتي يحكى في الصالونات الأممية.. أنها قررت إنقاذ واستقبال ثمانمئة ألف لاجئ, قبل نهاية العام القادم... ولكنني أتساءل من بين هؤلاء الثمانمئة ألف لاجئ مفترض.. منتقى.. مفروز.. كم منهم سوف يبقى حيا.. قبل أن يأتي دوره.. ولماذا لا تسهل الدول الأوروبية, بدلا من ضخ الكلام ثم الكلام, وإعلان النوايا.. ولا شـيء سوى إعلان النوايا.. تكثيف موظفي سفاراتها في البلاد المنكوبة, أو البلدان المجاورة (النصف ـ آمنة).. حيث لم تغلق فيها القنصليات والسفارات.. وإجراء الــفــرز السريع, والذي يمنع من تسلل إرهابيين إسلاميين إلى أوروبا.. ومنح فيزا بكثافة أوسع, إلى الراغبين بالهرب من موت وحرمان وظلم أكيد.. بدلا من تركهم بين أيادي المافيات المحلية والعالمية التي تتاجر بأرواحهم وأعضائهم ومصيرهم.. كما جرى مع آلاف الضحايا الذين ماتوا.. أو للمتاجرة بأعضائهم.. أو لعدم وجود إمكانيات حقيقية لتسفيرهم بأمان.. بعيدا عن كل الأخطار والأهوال التي ظهرت بهذه السنوات الخمس, والتي أدت إلى موت مئات الآلاف منهم.. غرقا وتعبا وعطشا وتجويعا معتمدا.. من قبل عصابات مافياوية.. أخطارها اللاإنسانية, تضاهي أخطار الوجود بمناطق تهيمن عليها وتحكمها جحافل داعش.. وشريعة داعش.
***********
عــلــى الــهــامــش :
ــ وعن الهاربين اللاجئين.. أيضا وأيضا...
قبضت الشرطة النمساوية على حدودها.. على شاحنة يقودها لبناني وأفعاني, تحتوي على سبعين جثة.. بالتحقيق وجدت آثــار انتزاع أعضاء منها...
بعد يومين على الحدود الهنغارية, قبضت الشرطة على شاحنة... فيها واحد وسبعين لاجئ, بينهن سوريون... كل الركاب مختنقون...
بكل ساعة نسمع أخبارا مختلفة, عن ضحايا سوريين وغير سوريين, هاربين من أهوال الحرب التي لا تحمل أي أسم معقول... يرغبون الوصول إلى أوروبا, بحثا عن بقعة أمان لهم ولأولادهم... فلا يجدون سوى أصعب الطرق إلى الموت المحتم, والأفخاخ التي تنصبها لهم مافيات إجرامية, لا تعرف أي مبدأ إنساني, سوى السلب والنهب, بأقذر الوسائل... كل هذا بعلم أنتربول Interpol وجميع المؤسسات الأمنية الأوروبية والسفارات والقنصليات التي (تــرفــض) أكثر من 99% من طلبات الفيزا, رغم أحقيتها لهؤلاء الهاربين من الموت, تاركة مصيرهم بأيدي العصابات الإجرامية, والتي تتغلغل بكل بداية مرحلة تهريب في بيروت أو اسطنبول... كما انتشرت حواليها تجارات الفيزا الحقيقية.. أو المــزورة.....
أكرر صرختي لجميع سفارات وقنصليات الدول الأوروبية.. وخاصة للسفارة الألمانية, بكل من هذين البلدين, نظرا لوعد السيدة أنجيلا ميركل, باستيعاب ثمانمئة ألف لاجئ سوري (إن لزم الأمر) على حــد وعدها.. أن تكثف طواقمها بهاتين السفارتين وقنصلياتها المختلفة.. لإنقاذ هؤلاء السوريين, بإعطائهم فيزا مــؤقــتــة, ريثما تنظر سلطاتها الأمنية والسلطات والمؤسسات التي تهتم باللاجئين.. بانتظار إيجاد حلول لنكباتهم وإنقاذهم من هذه المجازر الجماعية التي يتعرضون لها.. سواء بالبحر.. أو على الطرقات والحدود التي تحولت إلى غابات مجهولة, يهيمن عليها الموت.. والموت الأكيد...
وخاصة أننا لا ننتظر من الممالك والأمارات والحكومات العربية أو الإسلامية والنفطية, أية مساعدة إنسانية أو بادرة حــل لهذه المشاكل والنكبات المتراكمة نتيجة هذه الحروب المجنونة.. لأنــهــم جــزء رئيسي من جذور وأسباب المشاكل والحروب والنكبات.. والتي حملت ألف مرة خطأ تسمية " الــربــيــع الــعــربــي "...
صـرخة إضافية عاجلة.. عاجلة جدا... لأنها حياة أو موت آلاف البشر الضائعين التائهين.. بلا أي أمل.. ولا أية مساعدة.. سوى بعض المتطوعين الأوروبيين الإنسانيين الفرديين الأحرار (من الكفار غالبا)... واليوم أكثر من أي يوم آخر.. هــذا لا يكفي.. لا يــكــفــي أبدا...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقرع الأجراس.. مرة أخرى...
- رسالة إلى جميع الحكام العرب (قشة لفة).. مرة أخرى
- تذكير... و تحذير...
- الشهيد خالد الأسعد... حارس حضارة تدمر السورية...
- هذا جوابي يا سيدتي...
- قارنوا يا بشر... وعن مدينتي اللاذقية...
- أمبارغو Embargo ... وأخبار (عادية) أخرى...
- رد متشائم جدا.. إلى صديق متفائل جدا...
- قلب المشكلة...
- كلمة... ورد غطاها...
- كلمات تفسيرية ضرورية...ومقارنات ما لا يقارن...
- رد مشروع ضروري...
- رسالة إلى صديق - بعثي - عتيق... وعن جلالة الملك.. وعن بيروت. ...
- تغيير في البوصلة؟... تساؤل...والطاعون هنا...
- الأمل... أو انتظار ليلة القدر...
- علي بكار.. وسياف داعش... وأحداث واقعية مضحكة أو مبكية حزينة ...
- عودة... وردات فعل... ومعايدة...
- تاجر دمشقي...
- رسالة إلى السيد حسن نصرالله... ودعوة إلى العلمانية...
- ميريام أنطاكيMyriam Antaki... صورة سورية...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ما بين السيدة ميركل.. ونبيل فياض...