أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سعد هجرس - هل يطلب المصريون حق اللجوء -البيئى-؟














المزيد.....

هل يطلب المصريون حق اللجوء -البيئى-؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:21
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


منذ بضعة سنوات كنت فى مهمة صحفية بالعاصمة البريطانية، لندن، وقابلت هناك الكاتب الصحفى الكبير الصديق العزيز الأستاذ مصطفى الحسينى.
وإلى جانب أنه محلل سياسى من طراز رفيع ومفكر متميز فانه مضياف وكريم بسخاء، فضلا عن أنه طباخ ماهر. ولذلك لم يسمح لى بالإقامة فى فندق واصطحبني إلى منزله دون مناقشة.
ورغم صداقتى الطويلة معه فقد كنت أتصور ان إقامته فى لندن لابد وان تكون مرتبطة بـ "وظيفة" يشغلها هناك. لكنى فوجئت بأنه كاتب متفرغ، حر، يكتب ما يشاء وينشر ما يكتبه فى الجريدة أو المجلة التى يريدها فى أى مكان فى بلاد العرب أو العجم.
فسألته مندهشا: طالما ان الأمر كذلك فلماذا لا تعود إلى القاهرة وترسل منها ما تكتب لمن تريد بالبريد أو الفاكس (لان البريد الإلكتروني لم يكن قد ظهر أو انتشر بعد).
المفاجأة الثانية كانت إجابته ردا على سؤالى، حيث قال: لا أستطيع ان أعيش فى القاهرة بسبب ارتفاع معدلات التلوث.
وقتها .. سخرت من إجابته وأطلقت عليه أنا وأصدقاءنا المشتركين لقب "لاجئ بيئى" على سبيل المزاح.
ودارت الأيام ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت السحابة السوداء التى أصبحت ضيفا موسميا دائما لنا.
وعن هذه الظاهرة "المصرية" التى يجب ان تضاف الى عجائب الدنيا السبع قال عنها محمد ناجى المحامى المسئول عن إحدى منظمات المجتمع المدنى- وهو غير زميلنا الكاتب والأديب محمد ناجى- "مثل كل عام ظهرت السحابة السوداء فى سماء القاهرة للسنة السابعة على التوالى معلنة تحديها لكل تصريحات المسئولين الوردية عن مواجهة هذه السحابة فى نفس الوقت الذى يعلن فيه وزير البيئة انه مازال أمامنا خمس سنوات من المعاناة حتى تنتهى هذه السحابة ولم يقل لنا متى تبدأ هذه السنوات الخمس؟!
وقد كشفت هذه السحابة عن إصرار غريب من جانب المسئولين فى حجب المعلومات الخاصة بهذا الموضوع عن المواطنين.
فعلى الرغم من ان العديد من المناطق بالقاهرة الكبرى وبدرجات متفاوتة قد احست بتأثير هذا التلوث الحاد للهواء (السحابة السوداء) خاصة فى مناطق مدينة العبور ومدينة نصر، منذ منتصف سبتمبر الماضى، إلا ان أيا من المسئولين سواء فى وزارة البيئة أو غيرها من الأجهزة المعنية لم تعلن أى شئ، وبدأ الإعلان الرسمى عن الاعتراف بوجود هذه السحابة منذ يوم الاربعاء الموافق 5/10/2005.
ولان السحابة قد ظهرت منذ شهر سبتمبر فإننا ننتظرها أشر من السنوات السابقة فى ظل وجود المنخفض الجوى فى شهر أكتوبر.
لقد تكلم الخبراء كثيرا عن إجراءات وحلول مواجهة هذه المشكلة، وتكلمت المنظمات الأهلية كثيرا عن هذه الظاهرة، وطالبنا بالعديد من المطالب لمواجهتها خلال السنوات السابقة حتى أننا أقمنا دعوى فى المحكمة لقياس عوادم السيارات طبقا لقانون 4 لسنة 1994، على الرغم من صدور قرار وزارة الداخلية فى يونيو 2004 بقياس عوادم السيارات، فمازالت الحملات المرورية للقيام بهذه المهمة غائبة حتى ونحن نواجه السحابة السوداء والواضح ان استجابة المسئولين مازالت بطيئة، ولا تتناسب مع أهمية المشكلة، وهى تضع دائما ضعف الإمكانيات المادية كسبب لعدم قيامهم بالإجراءات الضرورية لمواجهة هذه السحابة، متناسين ان وجودها فى حد ذاته هو استنزاف لصحة المواطنين ولمواردنا البيئية، وهو ما يكلفنا ماديا أضعافا مضاعفة لتكاليف مواجهة هذه السحابة.
وطالب محمد ناجى المحامى باتخاذ الإجراءات الآتية على المدى القصير:
- أن تقوم وزارة البيئة بإصدار تقرير يومى عن حالة الهواء وتطورات السحابة السوداء ينشر فى الجرائد ويذاع بالتليفزيون مع نشرة الأخبار.
- كما تقوم بوقف الحرق المكشوف خلال هذه الفترة بالقاهرة الكبرى.
- وتقوم وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الصناعة ووزارة قطاع الأعمال بوقف مؤقت للمصانع شديدة التلوث فى هذه الفترة، والتى تحدد على أساس قراءات شبكات الرصد الخاصة بالقاهرة الكبرى.
- كما تقوم وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة البيئة بتنفيذ حملات مرورية مكثفة خلال هذه الفترة لقياس عوادم السيارات والبحث الجدى – إن أمكن – فى تنفيذ نظام الأرقام الفردية والزوجية يوما بعد يوم.
- أن تقوم وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة البيئة بالسماح للمزارعين الذين لا توجد لديهم بدائل حقيقية للتعامل مع قش الأرز بحرقه نهارا، كما أوصى الخبراء لتخفيف السحابة السوداء، مع التأكيد على عدم تغريم الفلاحين أى مبالغ مالية نظرا لعدم شرعيتها.
- كما أننا نطلب من الدكتور حمدى السيد رئيس لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشعب عقد اجتماع سريع للجنة للنظر فى هذه الطلبات وحث الحكومة على اتخاذ الإجراءات الضرورية والفعالة لمواجهة هذه السحابة فورا.
انتهت رسالة الأستاذ محمد ناجى المحامى التى جعلتنى أعترف بأن مصطفى الحسينى كان أبعدنا نظرا وان "لجوءه البيئى" المستمر حتى يومنا هذا له ما يبرره.
وما إن انتهيت من رسالة الأستاذ ناجى حتى فوجئت بتقرير صادر عن الامم المتحدة يتوقع ان يشهد العالم خلال خمس سنوات نزوح ما يصل إلى خمسين مليون لاجئ لاسباب بيئية طبيعية، الأمر الذى يستوجب وضع تعريف جديد لـ "اللاجئين البيئيين" سريعا.
وقال التقرير أن تدهور البيئة يجبر الناس على هجر منازلهم بقدر ما تدفعهم الاضطرابات السياسية والاجتماعية لذلك.
وتعتقد جامعة الأمم المتحدة ان اللاجئين البيئيين يحتاجون إلى حماية أفضل من التى يحصلون عليها الآن، ولن يحدث هذا بدون تعريف مقبول لحالتهم.
فاتفاقية وضع اللاجئين التى وقعت عام 1951 تعرف اللاجئ بأنه شخص لديه "أسباب قوية تدفعه للخوف من التعرض للاضطهاد بسبب العرق أو الدين أو القومية أو الانتماء إلى جماعة معينة أو لتبنيه رأيا سياسيا معينا.
ويقول ريكتور هانز فان جينكل من جامعة الأمم المتحدة "نحن بحاجة لوضع تعريف للاجئين السياسيين والاقتصاديين والبيئيين. لأننا إذا قمنا بتعريف المشكلة فسنكون أكثر قدرة على الاستعداد لتلبية احتياجات من يعانون منها.
المشكلة ان أى تعريف سيجعل السبعين مليون مصرى فى حكم اللاجئين البيئيين بسبب السحابة السوداء وغيرها من ظواهر مسمومة فأين المفر؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز الكويز ينافس فوازير رمضان
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال سارياً -2
- الانتقال من »الملّة« إلي »الأمة« .. مقتل الطائفية
- نصف جائزة.. ونصف فرحة
- تاريخ صلاحية صرخة يوسف إدريس مازال ساريا
- دمج البنوك.. وتفكيك الأحزاب!
- هل المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور .. حرام؟
- إطلاق سراح السياسة فى المؤسسة الجامعية .. متى؟
- مثقفون.. ملكيون اكثر من الملك فاروق -الثانى-
- كرامات الوزير المعجزة: 9 و10 يونيه في عز سبتمبر!
- لا مكان للمعارضة.. في الدولة الدينية
- !هيا بنا نلعب .. ونتعلم
- انتبهوا أيها السادة : النار مازالت تحت الرماد
- توابع هولوكوست بنى سويف
- بلاط صاحبة الجلالة فى انتظار الفارس الجديد
- ! البقية في حياتكم
- لغز وزير الثقافة وأنصاره
- لماذا حصل -الاستبداد- على تأشيرة -إقامة- في أرض الكنانة؟
- محرقة بنى سويف: الجريمة والعقاب
- الدين والسياسة: سؤال قديم وإجابات معاصرة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سعد هجرس - هل يطلب المصريون حق اللجوء -البيئى-؟