أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - التحالف المصري السوري(2) الفتح الإرهابي














المزيد.....

التحالف المصري السوري(2) الفتح الإرهابي


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




مازالت يد الإرهاب تضرب مصر، التي يتبناها تنظيم داعش المسيطر على سوريا، ومن دار في فلكهم من عرب وعجم، فالخيط موصول بحزم الإرهاب الدولي وتجارتهم الرابحة في المنطقة العربية برايات الفتح المتأسلم السوداء.

وهذا يستدعي تساؤلا مصيريا حول مستقبل (مصر وسوريا) معًا، متى تدركان قيمة التحالف والعمل سويا؟.. ومتى الوقت المناسب لهذا؟.. تساؤلات لا يجب عنها إلا القيادة المصرية.

ومنذ بداية الصراع المتأسلم على الحكم، كانت العين دائما على دمشق ومصر وإخضاعهما.. وبالنظر فيما لم يذكره تاريخ الإسلام السياسي في مقتل عثمان، والاتجار بقميصه سياسيا، وإسقاط نبل الرسالة وتحويلها إلى شهوة مُلك تنشر الإرهاب باستخدام المنبر (الديني / الإعلامي) في ماضيه وحاضره، وجعله ألعوبة بين السيف والذهب، لينافق ويؤسس دولة قوامها الفتح الإرهابي المؤيد بأسانيد قرآنية وسنية وشيعية أيضا، ليتجسد هذا الصراع الإرهابي حاليا في صورة ممسوخة من البشاعة الدينية والأخلاقية لكل من يقوم به، ويتعاطف معه في تلك المساحة الشاسعة بين دمشق والقاهرة.

وعلى طول التاريخ السيئ لهذه المنطقة، يتطور أمر الشر الإرهابي بالبصمة العربية المزروعة في جنبات مجتمعاتنا التي قيل عنها مؤمنة بالفطرة، فأي فطرة هذه التي تمسح عقل الشباب من العامة والشيوخ من الصفوة والرؤساء والملوك (من نوعية الرئيس المؤمن وأمير المؤمنين والملك الشريف!) المتآمرين ضد شعوب ودول الجيران الذين يحملون نفس اللغة والمعتقد؟

تلك الأفيونة التي روجت لها كل المنابر؛ لتنويم عقول شعوبها وإخمادهم تحت سيطرتهم للأبد.. وهذا الأمر هو من فجر الإرهاب داخل كل مواطن.. إرهاب إن لم يكن سلبيا بالتفجير، فهو مسئول بشكل كبير عن إفشال مجتمعاتنا وتخلفها ورجعيتها ودروشتها المصطنعة.

صنع هذا كل حركات المتأسلمين السياسيين تحت ستار الدعوات الجهادية والتكفيرية، وشحنهم إلى الحرب بالوكالة وبمباركة منا جميعا، واليوم حين صار البطل المجاهد إرهابيا داعشيا يهدد أمننا وسلطاننا، تركناه يسعى فسادا في سوريا ويذبح أبناءنا من جنود الجيش المصري.. يُخرب ياسمين الحارات الدمشقية، ويُهَجر أبناءها ويقسمهم طوائف وعقائد.. ينحر السوريين ويفقرهم بعد عز.. ويفجر الشوارع والميادين والمباني والشخصيات المصرية.

ومن الخسة التي ما زال بعض الحكام يتعاملون ببرود مع هذا الشأن، وزَّبانِيَتُهم يمضغون علكة داعش المسمومة ليبصقوها علينا بتجميل مخادع في جرائدهم وقناواتهم باسم الدولة الإسلامية.

داعش ومَن وراءها الآن تستفرد بسوريا، وتطرح ملف التقسيم على الطاولة الدولية المؤيدة، وإن نجحت في إسقاط بشار الأسد ستلتهم الدولة السورية بالكامل فيما بعد، ولن يحد طموحها استقطاع أرض من الأردن والسعودية، وسيكون دخولها لسيناء مصر أمرا لا أحب أن أصفه باليسير، لكنه قد يتحقق حال غياب البصيرة للدولة المصرية في الإسراع للتحالف مع الدولة السورية.. فمستقبل السيسي والجيش المصري الآن على المحك، والخلاص يبدأ من دمشق وليس من سيناء فقط.. والتحالف بين بشار والسيسي سيصحح الأوضاع ويعيدها إلى النقطة صفر.. أو على الأقل يضعها تحت السيطرة، وقلب الموازين على رأس داعش والداعمين لها.

القرار المصري ربما يخسر الكثير من تحالفه هذا في الوقت الراهن.. إن رفضه بعض الداعمين من الأصدقاء الخليجيين، لكن المكسب البعيد من وراء تحالف مصر وسوريا سيعوض الخسارة القريبة.

وعلى هؤلاء الأصدقاء الآن وليس غدا، أن يدعموا قرار التحالف، موظفين أجندتهم الخارجية وتأثيرهم المحلي لصالح إنجاحه.. وعليهم أن يعوا الدرس التاريخي من ملوك الإمارات الأندلسية، الذين لم يحسنوا التحالف فيما بينهم، بل تعاونوا مع الفرنجة لضرب بعضهم بعضا.. والعراق ليس ببعيد.

سياسة الجزر المنعزلة المتبعة حاليا، والتعامل مع ما يستجد من أمور حسبما تمليه اللحظة، أمر خاطئ.. يؤدي إلى مهلكة الجميع.. سوريا بمفردها لن تنجح.. ومصر بمفردها لن تحقق أي مكسب.. الاٍرهاب سيعود مرة أخرى وسيتكرر، إن لم يتحالفا.. فكل منهما عمق إستراتيجي للآخر.

وكلمة تَعْلَمُها القيادة المصرية بكل تأكيد وهي للتذكير، فقط راجعوا إستراتيجية أهم قادة مصر والعرب، صلاح الدين وقطز، حين خرجا من القاهرة لملاقاة الهمج والغزاة بعد سقوط الشام في أيديهم.. وفي تاريخنا المعاصر تأملوا رؤية جمال عبد الناصر في وحدته مع سوريا.. إن هذا التحالف في حد ذاته حاليا، سيقضي على غباء الصراع الإسلامي العربي العربي، وهذا خطر أفظع إن تحققت نبوءته الدموية، وتمكن منا الغزو المتأسلم الإرهابي.

الأمر خرج على نطاق الدبلوماسية والصمت السياسي، نحن أمام كرة تاريخية تسجل أهدافا في ذاكرتنا وحاضرنا.. وإن لم ننتبه، فقد يحتلونا باسم الفتح مرة أخرى، وقد يصدقهم الناس كما تكرر!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف المصري السوري (1)
- إصلاحية الفكر النسوي واحتفالية المرأة العربية في 8 مارس والر ...
- استلهام الموروث الحكائي في -لا تخبر زوجتي- للكاتب محمد سيف
- 25 يناير مذبحة عشاق مصر2015
- قراءة في الأثنى عشر كوكبا في -رسائل إلى آدم- عند آسيا علي مو ...
- دعوة إلى المنظمات النسائية لنصرة الإيزيدات
- النُّبُوءَة الأدبية لفشلنا الثوري
- عمامة ونظارة الملك المغربي... والإرهاب
- الإرهاب السلطوي
- حتى تسكت الكلاب النابحة
- عودة -صُنكر الكلبي- لدرج السيسي
- سلوى النعيمي ونموذج المصادرة والنقض ما بين الأدب والسياسية-1
- استغلال الأحزاب المتأسلمة للحجاب والنقاب سياسيا
- أَقْتِلُ حبا في الأرهاب
- المرأة وعورة ثقافتنا المتأسلمة
- الخياط تكشف العوار بين مصر والمغرب
- قراءة في اشكالية الوطن المفتعلة ب(رواية عندما يبكى الرجال) ل ...
- السيسي والصباحي والفقر
- ملحوظات على لقاء وحوار السيسي
- حكمة الحزن ونبوة الألم في أعمال الأديبة المصرية سهى ذكي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - التحالف المصري السوري(2) الفتح الإرهابي