أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - دكتاتوريات اسطورية (3)















المزيد.....

دكتاتوريات اسطورية (3)


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 06:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصفت المرجعيات الدينية في العراق بشقها الشيعي بأنها صمام امان للمجتمع لولاها لهوى البلد الى الهاوية ، وهذه النبرة تجد صداها يتكرر في الانفاق المظلمة التي تسير عبرها سكة العراق حيث يقودها العمى ذات اليمين وذات الشمال .
وبعد ان وصلت صرخة العراقيين الخافقين جراء ما لحق بهم من الضيم على ايدي المعتوهين من اتباع الاسلام السياسي ، شاهدناها تمثل دور صمام الامان كما يسمونها وهي تستصرخ اصحاب القرار لرفع المعاناة عن المظلومين ...
وصاحب القرار وهو من لا قرار له يستجيب لنداء المرجعية !!!
اي حماقة هذه ...
هي صرخة العراقيين وحدهم ولابد من الاستجابة لها ولا ربط للمرجعية بها ..
وكأن الحالة التي اوصلت البلد وليدة اليوم وقد تنبه لها المرجع بعد غفوة
وكأن العميان الذين يديرون الدفة وقد اغرقوها بالوحل لم يحضوا بمباركات المرجعية !!!
حالة المرجعيات هذه ليست وليدة الامس او اليوم ، وانما هي حالة متجذرة في ضمير هذا الجهاز ومنذ القدم ؛ تظهر في بعض المطبات التي تتعرض لها المجتمعات بحيث تظهر وتتجلى وتاخذ طابع المنقذ الوحيد عندما يخفق الاخرون ؛ مستغلة بذلك الهيمنة الروحية التي تتناغم مع عواطف عموم الناس ؛ وتظمر نفسها في بعض اخر وكانها لم تكن وبحسب الظروف المحيطة بها.
أليس العراق خاض حرب الثمان سنوات ، ومن قبلها الحملة الهوجاء على احرار العراق ، ومن بعدها سنوات عجاف ... اين كانت المرجعيات الدينية ؟
وعندما حلَت بالبلد اسوء كارثة عرفها تاريخه المعاصر،ظهرت المرجعيات الدينية بعد افول تام وعلى غفلة من الزمن اذ لم يكن لهم اثر في سابق الايام وبمختلف اتجاهاتها المذهبية وكأنها المدافع عن الناس واعلنوها دولة دينية وقسَموا البلد الى اقاليم وامراء وجيوش مذهبية، وقد حصل ذلك في ظل فوضى عارمة سيسجلها التأريخ كمرحلة سوداء ارخت الحماقة فيها سدولها على العقول ولا زالت .
وشهدناه في ايران ايام نظال القوى التحررية ضد الدكتاتورية الشاهنشاهية، وكيف قفز رجال الدين الى قمة السلطة بعد الاستفتاء العام بنعم للدولة الدينية الذي مهدَ للمرجعيات الدينية من بسط نفوذهم فاخضعت فيها ارادة الناس لارادة الولي الفقيه العالم بمصالحهم ومفاسدهم اكثر من انفسهم اذ يعدونهم من العوام والقاصرين ولا بد من القيمومة عليهم وبحسب القوالب الفقهية التي صاغتها عقولهم وجعلتهم بمصاف النبي الذي هو اولى من المؤمنين من انفسهم.
وشاهدناهم ايام الخريف العربي ورحيل الخراف كيف ركبوا التيار السياسي وتسلطوا على رقاب الناس وارجعوا البلدان الى عصور الظلام
وعند الكلام عن المرجع الديني اعني به المفهوم التقليدي للكلمة وهو العالم الديني الذي يمتلك قدرة امعان النظر والاستنباط وابداء الرائ في احكام الدين، ايا كان المذهب الذي ينتمي اليه ، وعلى الناس الرجوع اليه في الفتوى ، ومن هنا جاءت لفظة المرجع اي الشخص الذي يرجع اليه ...والامر لا يخص المرجعية الشيعية فقط وانما هي المرجعية الاسلامية بعمومها ...نعم هي المصداق الابرز لاعتبارات دعاوى فتح باب الاجتهاد عندهم وغلقه عن سواهم ، لكن الامر بمضمونه تشترك به كل المذاهب الاسلامية .
و اوَل ما نقل الينا من صور التنظير الفقهي من قبل ائمة المذاهب ما نقل عن الشافعي من الاستدلال على الاحكام بالقياس، وكذلك ما روي عن ابي حنيفة النعمان من القول بالقياس والاستحسان وقد اعابه على ذلك الامام جعفر الصادق ورده بأن دين الله لا يصاب بالعقول .
وصورالاجتهاد والمواقف الفقهية المنقولة عن مالك وابن حنبل ربما لاتختلف مضامينها عن هذا الخط .
وعلى الرغم من دعوى إغلاق باب الإجتهاد، إلا أن هناك العديد من الفقهاء الكبار لم يستجيبوا إلى حكم ذلك الإغلاق، فدعوا إلى الإجتهاد لكل من يقدر عليه، وكان منهم إبن تيمية وتلميذه إبن القيم الجوزية، وإبن حجر العسقلاني وتلميذه جلال الدين السيوطي.
واما ضمن دائرة الاجتهاد الشيعي فالملاحظ في الكتب الفقهية لقدماء فقهاء الشيعة وبالتحديد فترة ما قبل الشيخ محمد بن الحسن الطوسي كانت مجرد سرد للاحاديث والنصوص الشرعية ؛ ومن دون ابداء للرائ اطلاقا اذ ليس من حق المرجع ذلك في مقابل النصوص ؛ حتى اشتهر عنهم مقولة حرمة الاجتهاد وبالتالى التقليد في اصول الدين .
ثم بعد ذلك تطور الامر فاقتصرت حرمة التقليد على اصول العقائد دون الفقه ؛فاجازوا التقليد في احكام الفقه .
وبمرور الزمان تطور الجواز ليصل الى مرحلة الوجوب فافتوا بوجوب التقليد في احكام الدين .
ثم توسعوا في وجوب التقليد كثيرا حتى اصبحت مادة مصوبة في جميع الرسائل العملية لم يشذ عنها اي فقيه- بحسب تتبعي - تلزم الناس التقليد في الواجبات والمستحبات بل حتى المباحات !!!
وفرضوا اشد العقوبات على من لم يلتزم بتلك المادة ببطلان الاعمال كلها فأفتوا ببطلان عمل المكلف من دون تقليد ؛ ولا ننسى ان التقليد شامل للمباحات ايضا كشرب الماء مثلا...
وهكذا يستمر التوسع في مقام المرجع اكثر فاكثر ليشمل السيطرة على عصب الحياة وهي الاموال التي يحصل عليها الناس من خلال ارباح مكاسبهم عن طريق ضريبة الخمس عبر التوسع في مفهوم الغنيمة الوارد في النص القرآني " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " وتعميمها لكل مال يحصل عليه الشخص من قوت يومه.ومن اوضح الواضحات ان الغنيمة لا تطلق بحال على المال الذي يحصل عليه الشخص في مقابل ما يقوم به من عمل ...
وهددوا الناس ايضا ببطلان غسلهم للجنابة اذا ما قاربوا زوجاتهم حال الامتناع عن دفع الخمس . ولم افهم وجه الارتباط بين الاثنين .
سوى انهم وبحسب مخيلاتهم يتعاملون بأعلى مستويات الحماقة مع العوام من الناس كما يسمونهم ويعتبرونهم لا يعلمون شيئا ولا يعقلون ...
وقضية الخمس هذه ورغم اصرار مراجع الدين على شرعيتها تبقى مثارا للجدل متى ما طرحت على طاولة النقاش ، نظرا لقبح الاستدلال عليها وتضمنه تزييف لنصوص القرآن وللتاريخ ، لكن مع القبح الشنيع الذي يعلو ادلتهم مما لا ينطلي على المجانين سكت العقلاء ممن ينتمي الى دائرة المرجعية او خارجها تغليبا للمصلحة المرجوة من تلك الضريبة لسد العوزعن الفقراء من اموال الاغنياء سيما ان تلك الاموال المجنية من ضريبة الخمس ستسلم بأيدي امينة ! وهل هناك ايد اكثر امانة من المرجعية الدينية !!!
لكن عندما تتحول تلك الاموال الى بناء صرح شامخ اسمه المرجعية يتضائل امامه كل من لا ينتمي الى طبقة رجال الدين ، وعندما تتحول نقطة القوة وهي حالة التكافل بين الاغنياء والفقراء الى نقطة ضعف يسحق بها الفقير حينئذ لنا مع هذا الجهاز الفاسد كلاما اخر ...
لقد اثار الدكتور شريعتي هذه النقطة في كتابه " التشيع العلوي والتشيع الصفوي" تاريخيا واثبت ان الخمس من جملة نقاط القوة الذي تحول الى نقطة ضعف بعد ان تم تشييد التشيع الصفوي على أشلاء التشيع العلوي .
واخيرا ناقش السيد كمال الحيدري ادلة الخمس وبيَن هشاشتها ، رغم انها ليست بالامر الخفي ،لكنه صوت مهم لانه نابع من المرجعية الدينية ذاتها .
و قصة عقيل بن ابي طالب عندما طالب اخاه عليا وهو خليفة المسلمين بحصة من بيت المال كونه بصيرا ومحروما من غنائم الحرب ... تبقى دليلا ظاهرا على بطلان الخمس ...ومثالا مثاليا يقض مضاجع المرجعيات الدينية .
اليس عقيلا اولى باموال الخمس من ذاك القادم من وراء البحار والمعتمر بعمامة سوداء مزيفة.
وعندما امتدت يد العوز ترجو العون من كرم الخليفة رجعت مرتجفة محترقة...
لماذا اعطاه الامام علي حديدة ملتهبة احرقت انامله بدلا من سد رمقه وعياله من حصته من الخمس ...
انسي عليا اية الخمس ....وتذكرتها المراجع الدينية ؟
يتبع ...



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتوريات اسطورية (2)
- دكتاتوريات اسطورية (1)
- الموقف من الشريعة
- التحدي المقدس
- ايكارت تولي 2
- Eckhart Tolle
- حق الخصوصية
- الدجل الديني ...الاستخارة
- صور من دجل الرواة 2
- مهزلة الجزية
- رسائل السلام
- اضواء على خطبة الخليفة (رض)
- خيارات ما بعد الازمة
- الفدرالية الحقيقية .. ماذا تعني ؟
- الحاجة الى اعادة هيكلة التفكير
- المرأة والتدين .. وجهة نظر سوسيولوجية دينية
- الوجه الاخر للشراكة الحقيقية
- انتخابات الخارج والدعوة الى الغائها
- امثال مقدسة : الجمل وثقب الابرة
- المرجعية الدينية والموقف المزدوج من الانتخابات


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - دكتاتوريات اسطورية (3)