أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية والسيارات المفخخة؟















المزيد.....

هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية والسيارات المفخخة؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 28 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ذكرت بعض وسائل الاعلام، أن روسيا الاتحادية قد قررت أخيرا أن تشارك سوريا، وربما العراق أيضا، بالمعلومات التي تحصل عليها عبر أجهزة الستالايت الخاصة بها. وكانت روسيا، ومن قبلها الاتحاد السوفياتي، يرفضان اشراك أحد بالمعلومات التي يحصلون عليها من أجهزة الستالايات وأجهزة المراقبة الأخرى.

وقد يكون مرد ذلك، ادراك روسيا وسوريا أيضا ، للدور الذي تلعبه حرب المعلومات في مجريات القتال الجاري حاليا في سوريا، بل وفي العراق أيضا. ومن هنا بات من الضروري، استخدام سلاح المعلومات الروسي، كسلاح فاتك بقوة ما تحققه الأسلحة التقليدية من نتائج قاتلة وفتاكة.

فمن المعلوم أن حجب المعلومات الأميركية التي وفرتها لها تحركات الدولة الاسلامية في محافظة الأنبار في العراق، في بداية شهر حزيران عام 2014 ، هي التي أدت الى سقوط ثلاث محافظات عراقية رئيسية في أيدي داعش، ولم يكن عبقرية التخطيط لدى الدولة الاسلامية، رغم المساعدة التي قدمتها لهم قوات النقشبنديين، ومقاتلين من حزب البعث، وآخرين من مقاتلي العشائر. فالمعلومات عن التحركات المشبوهة لأعداد كبيرة من المقاتلين وما رافقهم من آليات عديدة، لا بد قد سجلت من قبل الأقمار االصناعية الأميركية، ولكنها لم تمرر المعلومات لحكومة المالكي والتي ربما ما كانت ستفعل شيئا لتفادي الأمر. ولكنها أيضا، كما يبدو، لم تمررها للرئيس أوباما الذي كان قد ألقى خطابا ساخنا في كلية وست بوينت الأميركية في 28 أيار 2014 معلنا فيه الحرب على الارهاب. فالرئيس أوباما لو أعلم بهذه التحركات، ما كان سيسكت عنها لتحصل بعد عشرة أو أحد عشر يوما من خطابه الساخن، فيسيطر الداعشيون على ثلاث محافظات كبرى في العراق (هي نينوي وصلاح الدين وكركوك) هي ثلث الأراضي العراقية. فكأني بداعش توجه صفعة ساخرة للرئيس الذي أعلن للتو حربه عليهم.

هذا على الجانب العراقي، أما في الجانب السوري، فقد لوحظ مؤخرا الدور الهام الذي باتت تلعبه حرب المعلومات. وقد عزز هذا الاحتمال القوي، أنه قد لوحظ مؤخرا، أن سلاح المعلومات التي تتحصل عليها الولايات المتحدة عبر أقمارها الصناعية عن تحركات القوات السورية، تقوم بتمريرها للمعارضة السورية المسلحة، (خلافا لما فعلته في العراق في شهر حزيران 2014 عندما حجبتها)، وخصوصا لجبهة الفتح التي تضم حبهة النصرة وأحرار الشام وبعض الأوية المنضوية تحت جناح الاخوان المسلمين وقطر. قد لعبت هذه المعلومات دورا هاما في معارك الأشهر الأخيرة، متسببة بالاخلال بميزان القوي العسكرية على الساحة السورية، مما أدى الن تحقيق المعارضة المسلحة لعدة مكاسب، أهمها سيطرة جبهة الفتح على مدينة أدلب، ثم جسر الشغور، وبعدها كامل محافظة ادلب السورية. فالمعلومات الاستخبارية الأميركية، كانت تطلعهم على نقاط الضعف في المواقع السورية ليهاجموها ، دون اضطرارهم لمهاجمة مواقع تتمتع فيها القوات السورية بما يكفي من القوات والاستعدادات التسليحية لردع هجوم كهذا. فمستغلة نقاط الضعف السورية التي كشفتها المعلومات الاستخبارية، هي التي ساعدت جبهة الفتح على التقدم واختراق مواقع الضعف لدى الجديش السوري.

هذا التطور انعكس وبالا على الجهود الروسية الساعية لتحقيق السلام في سوريا عبر ما بات يسمى بموسكو ثلاثة، ليحل محل جنيف ثلاثة الذي كان متوقعا في وقت قريب. فالمعارضة المسلحة باتت الآن أكثر تشددا في مواقفها، فلم تعد تبدي استعدادا للتقبل بحل وسطي يتضمن تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، ولكن قد يلعب الرئيس بشار الأسد دورا ما الى جانبها، مع الحد من بعض صلاحياته على سبيل المثال لا الحصر، اذ أنها .. منتشية الآن بما تعتقد أنه نصر كبير يؤهلها لأن تلتهم كل التفاحة ولا تتقاسمها مع أحد... ولا حتى مع بشار الأسد، خلافا للتوجه الدولي، والذي تشارك فيه الولايات المتحدة، الراغبة أيضا في حل سلمي، ربما على أساس اللاغالب ولا مغلوب، من أجل أن تتوجه كل البنادق لمحاربة الدولة الاسلامية – داعش، التي باتت تقلق كامل المجتمع الدولي.

ومن ناحية أخرى، سربت بعض الأنباء التي تقول أن الولايات المتحدة بدورها، قد توقفت الآن عن تزويد المعارضة المسلحة بالمعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها من مصادرها وخصوصا من أقمارها الصناعية. الا أنها استثنت من ذلك جبهة النصرة وربما حليفتها جبهة أحرار الشام على ما يبدو، وذلك سعيا من الولايات المتحدة فيما أعتقد أنه مسعى منها لتفكيك تنظيم القاعدة، بعد أن عجزت عن تصفيته عسكريا طوال حرب في أفغانستان استمرت، وما تزال، أربعة عشر عاما.

فتقديم الدعم الاستخباري لجبهة النصرة، هو خطوة تقربها من اقناع جبهة النصرة المنتمية لتنظيم القاعدة، بالانفكاك عنها. واذا كان أبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة يرفض مبايعة أبو بكر الغدادي كما فعلت بيت المقدس، وبوكو حرام، وأبو سياف الفلبيني، والقاعدة في المغرب العربي المتواجدة في الجزائر وتونس (دون تنظيم القاعدة في المغرب)، وغيرهم ممن بايع البغدادي ...وذلك بسبب العداء الشخصي بينه وبين أبو بكر البغدادي الذي كان بينهما تحالف انفض في منتصف عام 2013 وتحول الى عداء بينهما، نتيجة الخلاف على وجوب تخصيص البغدادي لنشاطه في العراق دون سوريا التي أراد الجولاني أن تكون المعركة فيها مخصصة له. فالولايات المتحدة ربما باتت تكتفي الآن بانفكاك النصرة عن القاعدة، دون وجوب مبايعة البغدادي. وقد تجد في ذلك خطوة مفيدة لتبقيه ورقة تهديدية لداعش اذا ما بلغ الغرور بابو بكر البغدادي مرحلة الجموح والتمرد على الجميع بما فيهم الولايات المتحدة.

ولكن ماذا عن تكتل أحرار الشام المتحالف مع النصرة في جبهة الفتح؟

أحرار الشام تنظيم ظهر على الساحة السورية مع بداية الحرب في سوريا. وكان ما ميزه عن التنظيمات الأخرى أنه أكثر انضباطا من عدد من التنظيمات الاسلامية التي ارتكبت الكثير من التصرفات المخالفة لمفاهيم الحضارة والقوانين الدولية. وضم هذا التنظيم منذ نشوئه، قرابة الخمسين الف مقاتل كما رددت بعض الأنباء، وكانوا من السوريين خلافا للتنظيمات الأخرى التي استوردت مرتزقة للقتال في صفوفها. ويرجح أن عدد المقاتلين في التمظيم، قد ازداد الآن كثيرا.

هوية هذا التنظيم السياسية ظلت مجهولة، فهو لم يعلن انتماءه لتنظيم القاعدة أو أي تنظيم آخر، مكتفيا في مرحلة ما بالانضواء تحت جناح الجبهة الاسلامية بقيادة زهران علوش.

الا أنه لوحظ تقارب هذا التظيم كثيرا مع جبهة النصرة المنتمية للقاعدة، وكثيرا ما خاض معارك عسكرية الى جانب جبهة النصرة. كل ما في الأمر أن أمرا ما حدث مؤخرا ربما يكشف عن بعض توجهاته السياسية.

فعندما توفي الملا عمر، أمير طالبان، قبل أسبوعين تقريبا، قام تكتل الأحرار برثائه بحرارة، والاشادة كثيرا بجهوده في محاربة الأميركيين. ولعل ذلك يكشف عن بعض من هوية أحرار الشام السياسية. فهم ليسوا منتمين للقاعدة، لكنهم منتمون، أو في أدنى حد، متعاطفون مع حركة طالبان، وهي الجناح الآخر للقاعدة. فالقاعدة تمثل جناحا من أجنحة النسر الذي يقارع الأميركيين، وطالبان تمثل الجناح الآخر من جناحي ذاك النسر. ومن هنا قد يبدو سبب الاهتمام الأميركي بعدم حجب المعلومات عن أحرار الشام. فهي تزود بها جبهة النصرة، رغم علمها بأنها ستصل أيضا لتكتل أحرار الشام... الحليف الدائم لجبهة النصرة، والمنضوي معها تحت جناح جبهة الفتح. والمقصود بذلك تقديم الرشوة لأحرار الشام كي يفكوا ارتباطهم بتنظيم طالبان الذي يشكل حليفا قويا لتنظيم القاعدة.

وأخيرا هل يؤدي اسهام روسيا بحرب المعلومات للصالح السوري، في تعزيز موقفها في سوريا، حيث يقدر البعض أنها باتت تخشى على بقاء دور لها في ذاك البلد الصديق القديم - الدائم لها، خوفا من تقارب أميركي ايراني يعقب اتفاقية الملف النووي، ويؤدي الى الاطاحة بالدور الروسي واخراجها من الملعب السوري... ومن طرطوس أيضا، حيث تحدثت بعض التقارير غير المؤكدة، عن التوجه لتسليم قاعدة طرطوس الروسية للايرانيين؟

علينا أن ننتظر لنرى أن كانت حرب المعلومات من الجانب الروسي، وما رافقها من تسليم أسلحة حديثة لسوريا منها طائرات ميغ 31 ، ستؤدي لتعزيز الدور الروسي، وتسخين دورها الساعي لاحلال موسكو3 محل جنيف3 ؟

الأيام القادمة ستطلعنا على الحقيقة.
ميشيل حنا الحاج



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطوير مشروع الحل الوسطي للأزمة المتفاقمة في سوريا، ليصبح أكث ...
- مشروع وسطي لحل النزاع في سوريا، قد يرضي معظم الأطراف ويضع حد ...
- علامات الاستفهام التي رافقت ظهور الدولة الاسلامية في بغداد
- الاحتفال الوطني بالعيد القومي في بلاد العالم الا فلسطين
- هل شرعت الولايات المتحدة في تصفية القاعدة في اليمن، تمهيدا ل ...
- مقارنة بين عرض فيلم: عازف البيانو الذي صور معاناة اليهود في ...
- متى يحل مشروع الاتحاد الشرق أوسطي محل مشروع الشرق أوسط الجدي ...
- من هو الخاسر الأكبر في الانتخابات التركية: أردوغان، قطر، جبه ...
- عدم التشابه في كيفية سقوط المحافظات في العراق وسوريا، وأعجوب ...
- هل الأسباب لتقدم داعش في العراق وسوريا هي: هزالة الأداء الأم ...
- التطورات العسكرية المعززة لموقف المعارضة السورية المسلحة.. أ ...
- هل انتهت غزوة الفيديوهات المسيئة التي استمرت ثلاثة أيام؟
- غموض حول الأسباب التي أدت الى انهاء عاصفة الحزم
- عاصفة الحزم الى أين.. الى متى؟ ومن هو المستفيد؟
- نداء...نداء...نداء: يا عقلاء العالم اتحدوا
- مقدمة كتابي الجديد بعنوان: المؤامرة.. حرب لتصفية داعش أم لتف ...
- مقارنة بين حرب أميركية هزلية ضد داعش ، وحرب سعودية في غاية ا ...
- هل يشكل السعي الأميركي لتفكيك القاعدة سابقة، أم هناك سوابق ت ...
- القاعدة: ولادة طبيعية أم قيصرية
- داعش .. و بندر بن سلطان


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية والسيارات المفخخة؟