أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - الطفل المعجزة - من حديقة البشر -














المزيد.....

الطفل المعجزة - من حديقة البشر -


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


هذه هي القصة الرابعة من مجموعة قصص لم تنشر بعد - 30 قصة - بعنوان " من حديقة البشر " كلها عن شخصيات قابلناها في الحياة ورأينا أن ننشر للقاريء
بعضا منها ، وترتيب تلك القصة في تلك المجموعة هو 17

عندما كنت موظفا صغيرا شابا باحدي القري التي تقع جنوب القاهرة بحوالي مائة كيلو - طريق حلوان والتبين - ، وكانت تتبع مركز الصف
بذاك الوقت - حيث عملت صرافا لخزينة جمعيتها الزراعية من حوالي 30 سنة ، كان لي زميل طيب ، هاديء الطباع ، متواضع ، يعمل في وظيفة " أمين مخازن -
وكان مكتب كل منا في غرفة واحدة ، وعرفت بمحض الصدفة أن له موهبة حسابية ، وهي ضرب وجمع أية أرقام مهما كان عددها بما لا تستطيعه
الا الآلة الحاسبة فقط وبشكل فوري يعطي النتيجة كالآلة تماما ..
ولم يكن يتباهي بتلك الموهبة أو يتكلم عنها ، وان اضطر لذلك تكلم باستحياء ..
وفي ذلك الزمن لم يكن العمل - جمعية زراعية بقرية - يمدنا بآلات حاسبة ، ولم تكن الآلات الحاسبة الصغيرة الحجم قد ظهرت بعد- كتلك الموجودة الآن بكثرة بأيادي
الصغار والكبار ..، وانما كنا نقوم بالحساب بدون الآلة .. ولأن عقليتي ليست حسابية بطبيعة حالي - لذا فقد كان ذهني يصاب بالاجهاد من كثرة الحساب، وأنا جمع
أرقام مبالغ دفتر الخزينة ..
فكنت اذا شعرت بالتعب أنظر لزميلي - عيد حسن عبد الحفيظ - ، وأقول له خليك معي ، فينظر الي فاهما أنني سوف أملي عليه بعض الأرقام ليحسبا ويعطيني الرقم الاجمالي فورا ..
ثم أمضي في املاء الأرقام عليه 30 رقما :50 ، أكثر أم أقل..، وأسأله النتيجة فيعطيني الرقم علي الفور وأكتبه بلا تردد ، ثم أراجع فيما بعد
وأنا غير مجهد ذهنيا ، وأتأكد من صحة حسابه فأجده سليما مائة بالمائة ..
ولما سألت زميلي هذا عن وقت اكتشاف تلك الموهبة عنده ، أخبرني بأن أحد مدرسيه في مرحلة الدراسة الابتدائية هو الذي اكتشفها ، وكان من شدة فرحة المدرس
ودهشته ، يأخذ تلميذه ويلف به علي الفصول ليري المدرسين والتلاميذ تلك المعجزة ..
وموضوع زميلي " عيد " هذا موضوع قديم ، ولكنه يذكرني بموضع آخر أحدث منه ، وكان لطفل في السنة الأولي من المرحلة الاعدادية من احدي مدن الصعيد - ملوي - جنوب القاهرة بحوالي 280 كيلومتر -
ففي أوائل التسعينيات -، كنت أعمل وقتها صحفيا باحدي الجرائد ، ونشرت بعض المواضيع عن تلك المدينة .. عرض علي صديق من أبنائها
كان معيدا بالجامعة وقتها - لعله طبيب الآن -أن نزور صديقا له ليريني طفلا معجزة ..
وهناك رأيت طفلا نحيلا ، أسمرا ، عينيه شديدة السواد يخرج منهما شعاعا غريبا - بعكس زميلي عيد السابق الحديث عنه فعيناه هادئتان تماما وعاديتان .. وكنت موهبة ذاك الطفل ليست وحسب في اجراء العمليات الحسابية الكبيرة فقط وانما يزيد علي ذلك أن تذكر له تاريخ ميلادك ليبلغك علي الفور باليوم الموافق لميلادك .. ان كان يوم سبت أو ثلاثاء أو غيرهما من الأيام (!!)
ورحت أذكر له تواريخ وهو يجيب علي الفور .. الي أن ذكرت له تاريخا، فاذا به يتوقف فجأة ويهز رأسه رافضا الاجابة ويشير باصبعه معترضا وهو يقول
: لا لا لا .. غلط غلط ..
ولم أكن أقصد ولم أنتبه لا أنا ولا صديقي " عماد حلمي " ، ولا شقيقه - مهندس .. حسبما أتذكر - الي أن سؤالي خطأ بالفعل..
وكان السؤال هو : تاريخ 30/2/1930 يوافق أيا من أيام الأسبوع ؟
لم ينتبه كل منا الي الخطأ الذي بالسؤال ، وهو أن شهر 2 - فبراير - لا يأتي 30 يوم أبدا وانما 28 أو 29 يوما ... .. فصحح هو الخطأ (!)
وضحكنا نحن الثلاثة من غفلتنا التي صححها لنا هذا الطفل المعجزة ... ...



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ذبح الأراضي الزراعية في مصر
- الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)
- أيها العلمانيون اتحدوا..
- - شلضم - التلميذ الذهبي يبيع الخضار بالطريق !
- - مصر والعرب - عربية ؟ أم مصرية ؟
- الي زرقاء الندامة
- - مها - زهرة الياسمين البيضاء
- مؤتمر دولي لرعاية الأديان وحمايتها
- العروبة والاسلام يتآمران علي العراق وشعبه
- كيف نختار رئيسا للجمهورية ؟
- لماذا لا يفرجوا عن : عبود الزمر ، وصفحة من مذكراتي في السجن. ...
- تضامنوا مع المعارض المصري : أيمن نور
- .. اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
- دخول العرب مصر .. غزو أم فتح ؟!
- ماذا بعد رئيس لمصر بالتزوير؟! (3)
- ماذا بعد رئيس بالتزوير لمصر ؟!!
- ماذا بعد رئيس بالتزوير لمصر ؟!
- التكفير الثقافي، ومصحف أمل دنقل- (!)
- انه يقول! كيف يقول ؟ ولماذا يقول؟!
- تابع - قائمة أعوان مبارك - ، بعد صدام ..


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - الطفل المعجزة - من حديقة البشر -