أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يمكنه ان يجهض حركة الاحتجاجات في العراق














المزيد.....

من يمكنه ان يجهض حركة الاحتجاجات في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 20:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلنا على علم من عفوية الاحتجاجات المدنية في بغداد و ما خرجت نتيجة النقص الفضيح في الخدمات، و بالخصوص الكهرباء في هذا الحر القارض، و كانت الفرصة للمطالب الاخرى التي يمكن ان تتوفر، بينما استغلت هذه التحركات من جهات عدة و تعاملت معها من وجهة نظر و اهداف ضيقة، واريدت بساحة التحرير ان تصبح ساحة لتصفية الحسابات بدلا من ضمان متطلبات سير خطوات الاصلاح التي يجب ان تتوفر في تهياة و توفير الارضية لها قبل البدء في الخطوات التفصيلية و المفصلية في مسيرة الشعب، و التي كانت و سارت تحت ضغوط الخطوات و التوجهات السريعة الانية ، و في المقابل خطوات و توجهات لنوايا مختلفة في غير محلها ربما كانت نابعة من المنتظر لاصحابها المتربصين للفرصة التي سنحت ليستهلوا في تطبيق اهدافهم المرسومة مسبقا .
مررت حزمة من الاصلاحات في وقت قياسي و في الوضع و الظرف الذي وفرت فيها ارضية كان بالامكان امرار اكثر من المطلوب نتيجة ضغوطات الساعة، و يمكن ان نسميها في غفلة من الزمن الحقيقي لما يسير عليه العراق منذ عقد و نيف . فتبينت الفوارق في توجهات الجهات السياسية و بالاخص الاسلام السياسي الذي يريد ان ينقض على اي مانع لتقدمها او معرقل لمسيرتها، باي موقف او خطوة كانت، و ما شهدناه هو وضوح مدى التفاوت في التحرك و التعامل مع ما يجري من قبل الجهات جميعا و لحد الساعة، فلولا ضغوط الشارع و لحد اليوم لما كان بالامكان امرار هذه القوانين و الحزم من التغييرات، و هذا ما يمكن ان لا يحسب لا للبرلمان ول ا للحكومة و انما فرضها الشارع المنتفض في عرس الصيف القارض. فان كان التيار الصدري يريد نجاح هذه العملية الاحتجاجية السياسية المدنية القحة فكان المفروض عليه عدم التدخل فيها و الركوب علي موجة الاحتجاجات باسم دعمها و هو ما يجهضها و يمنع عنها العفوية و الطبيعية في العمل، و على عكس ما كان المفروض، لو كان مساندا لها، كان عليها ان يدعمها من بعيد لعدم استثارة الاخرين و الحساب لما يبرز من مشاركتها او احتكاكها المباشر و ان يثير القوى الاخرة المنافسة في التدخل المباشر ايضا في العلمية التي لازالت تحت قيادة الشارع و المدنيين ذاتهم .
كان من المنتظر ان تقيٌم الاطراف الداخلية ما يجري لتحديد كيفية تعاملهم مع ما يحدث بما يفيدهم و توجهاتهم بشكل خاص، اما الاطراف الخارجية تسارعت قبل الداخليين في فض ما يمكن ان يتحول لقطع الطريق بشكل ما امام نفوذهم بعد احتمال نجاح المدنيين و القوى المدنية غير الخاضعة لنفوذهم في السيطرة على زمام الامور و الدفع بالعملية الى اصلاحات سياسية اقتصادية حقيقية من اجل مستقبل الشعب و على حساب الاحزاب المصلحيين المتورطين و المرتبطين و التابعين للقوى الخارجية المستفيدة من العراق مابعد السقوط .
انها ايران الطرف الول و الخير و المتدخل بشكل واسع و مباشر و هي التي اصبحت صاحبة العراق و تنفذ ما ترثايه بسهولة مستغلة الصراع الداخلي المحتدم بين القوى، و بطرق الترهيب و الترغيب و ما لديها من الامكانيات المخلتفة .
لقد تغيرت الاحوال و ابرزت الاحتجاجات مجموعة من الخطى التي تقع لصالح الشعب،تيقن الجميع و خاصة الجيل الجديد من امور كانت لديه خيالا، و اهمها قدرة الشعب على الوقوف على رجليه في عملية تصحيح المسار متى ما توفرت لديه الظروف التي تسمح له، و لقد برزت و كشفت هذه الاحتجاجات العديد من القوى من حيث حقيقة نواياها و اهدافها و اخلاصها لقضايا الشعب العراقي و درجة خضوعهم الى القوى الخارجية و تنفيذ اجندات ليس لها صلة بمصالح الشعب العراقي او على العكس .
المميز في الاحتجاجت انها لم تكن مفتعلة او نابعة من الصراع الديني المذهبي، لقد اشترك فيها الجميع و بكل مشاربهم و لم تسنح فرصة لاتهامهم بما يحصل انه من ايدي الخارجيين و من قبيل المؤامرة الخارجية . لا لقد انبثقت من النقص الحاد في توفر الخدمات و في فرصة و لحظة من الزمن لم يدع اي احد ان يفكر بانه عملية خارجية مخططة و مستوردة لاسباب سياسية . الا ان تعامل الجهات الخارجية و الموالين لهم لهذه العلمية التصحيحية قد يؤثر على ما يجري، بعد تمهل الشعب عن التحرك قليلا و انخفاض مستوى الحماس و التدخل الفاضح من القوى العسكرية التابعة للاحزاب و القوى الخارجية اصحاب اجندات خاصة لا صلة لها بالخدمات و مستقبل العراق من اي جانب كان .
كل الذين يتضررون مما يجري يحاولون اجهاض العملية بكل ما يملكون ليؤخرون التصحيح على الاقل، الا ان الايجابية التي وفرتها هذه الاحتجاجات ان الشعب وجد ما يمكن ان يرفع صوته من خلاله و يغير ما يريد . فلا يمكن ان تبقى سطوة الاحزاب الفئوية و المسيطرين عليهم داخليا و خارجيا ان تبقى مسلطة على الشعب . و قوة الشعب اكبر و اقوى من اية قوة خارجية داخيلة منافية لما يريده المواطن البسيط .
فهناك توجهين خطرين داخلي و خارجي معا او على الانفراد لاجهاض ما يجري و بطرق ملتوية اولها الركوب على خط سير الاحتجاجات لمصلحة و شعارات حزبية دينية مجردة من اي مصلحة شعبية، و اخرى لمصالح دولية خارجية اقليمية لا صلة لها بالشعب العراقي من قريب اوبعيد . و القوة التي يمكن ان تتحدى المتدخلين هي الشعب و سواعده و عزيمته التي لا يمكن ان يقف امامها هذه القوى المختلقة من حاملي المصالح السياسية الداخلية و الدولية . المفروض هو التفكير و التخطيط الجيد و الاستناد على عقلية المصالح الشعبية الخاصة و امكانية منع المزايدة و التدخل الباطل في صفوف المحتجين باسم و عنوان مختلف . عندئذ يمكن ان نطمئن على تحقيق الاهداف بسلاسة، و الا الاجهاض ممكن في حالة عدم اليقظة الضرورية المطلوبة لحماية عفوية الاحتجاجات و منع احتمالية التدخلات من اية قوة كانت .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسح الاتفاق النووي الايراني مجال التحركات امام روسيا باتجاها ...
- تاجيل التظاهرات الى يوم السبت هوعين العقل
- القادة العراقيون يتنابزون بالالقاب
- اين اهل المعرفة مما يجري في العراق
- يجب ان لا تنغرز الحكومة العراقية في وحل الربيع العراقي
- التنجيم السياسي لدى الاحزاب الاسلامية العراقية
- هل هذه صحوة عراقية متاخرة ؟
- هل حقا تريد امريكا تمديد ولاية البارزاني و لماذا ؟
- ما يخفيه الاتفاق الامريكي التركي حول المنطقة
- هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة
- فوضى التصريحات في اقليم كوردستان
- هل تقع اصلاحات العبادي لصالح اقليم كوردستان ايضا ؟
- سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى
- كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُ ...
- معصوم يرد على البنتاغون !!
- ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
- سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
- علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
- هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
- ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا ...


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يمكنه ان يجهض حركة الاحتجاجات في العراق