أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - اللقيط3














المزيد.....

اللقيط3


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


وقف السارق يتجول فى السوق من جديد...لا وجود لمطارديه ..ترى هل ملوا من ملاحقته دون طائل !..رفع حاجبيه عندما مررت بعض النساء يغطين وجوهن بعد خروجهن من ذلك الكوخ الذى وضع لهن على الطرف الاخر من الطريق ولم ينظر لهم احدا من الماره ...ثم عاد يلمح السوق من جديد امامه الطعام الطازج ولكن عليه ان يبتكر حيله جديده للبائع حتى يتمكن من سرقته ...يلمح المزيد منهن ...وسمع بعض تأفف البائعين يقولون لايزالون على نجاستهن لما خرجن الان ..سيكون علينا تطهير المكان من جديد..واخر يسرق هاقد اتى النحس وسرقت بسبب نجاستهن لما يمررن من هنا عليهم ان يخرجوا خارج المدينة ...رد اخر لقد جعلت زوجتى تخرج اليهم بالامس فهى مثلهم الان وطهرت البيت بعد رحيلها ...تشمم السارق رائحتة مؤكد انها كانت اكثر عفونه منهن ولكن لما ينفر هؤلاء الناس من الفتيات الحسان نسى وتمتم الجملة الاخيرة بصوت مرتفع ..فصاح احدا الباعة ارحل من هنا ايها اللص ..انك ايضا نجس مثلهن فانت سارق اذا امسكت بك قتلتك ولن يقاضى احدا ارحل ..ولا تعد لاتجعلنى افعلها انا لا امزح ...نحن نقتل اللصوص هنا ..كان صدى صوت البائع يتردد فى اذن السارق الشاب النحيل وهو يمسك باطراف ردائه البالى ليركض اسرع ...لم يهدده احدا من قبل بالقتل وهكذا امام الجميع ...ركض اين الاسوار الشائكة لقد افتقد جنته التى عرفها وحدة طويلا لكنه لم يعد يجدها الان من جديد ...لقد اخفوها مثل كل شىء !....

تاوه فى الم امام المراه ،كان هناك مراه معلقه على كل جدار..اه ياليتنى ما كنت من عالمكم هذا ..ولكن المراه تزداد اتساعا حتى تملا الجدران فلم يعد يرى سوى صورته تتضخم من امامه دون طائل منه ...كانت تزيده سمنه بينما ازداد هو نحولا لكنه مع الوقت بدا يصدقها ..وبدأت هى تعطيه صورا جديده عن المدينة ..لم يعد هناك اسلاك شائكة تحيط بقصره بل فضاء اخضر..كان يقترب من المراه ليتطلع فيه اكثر ماخوذا من الوانه المضيئة ....يبحث عن زهرة تكون خاصتة لكنه بحث كثيرا ولم يجد ....
جمع السارق الحديد بلا ثمن لكنه احبه لم يكن احدا يحبه بل القوه الناس له لياخذه قالوا انه جالب سوءطالع ..لكن السارق كان يسخر منهم وياخذاكثر....

سمع صوت صراخ فى المدينة سمعه السارق ..هل اتوا لاجله ؟..ولكن ماذا الحديد بلا قيمة لديهم وهو فقط من يجمعه لانه يعلم ان غدا قيمتة سوف تتغير وسيعود من جديد للعمل فى الفلاحة ..ولكن الحمقى لا يدركون ذلك ...تباهى السارق بنفسه فى ربع مراه محطمة يحملها معه فى جيبه الممزق ...يركض الان ليدخل بين الحشد الذى تجمع حول اصحاب عباءات جديدة قرمزية اذن لقد انتصر القرمزى ..هيا اضربوا كؤوسكم فقد ابتسم الحظ ها قد رحل اسود وابيض ولدينا من اللون الجديد ..انهم يجرون مراسم اختيار زعيمهم الجديد بينما السارق يمر بيده وسط الجيوب فوق الكروش المشدوهه وهى ترى رجلا معصوب تلك المراه وليس صغير..حتى السارق انتبه تلك المره وعقد حاجبيه ..كبير لما ترك لهم نفسه ..كان يكره الصغير لضعفه وماذا عن الكبير الان..اكثر ضعفا!....
رددوا كلماتهم بصوت منخفض بينما صرخوا باسمه حتى يسمعه القاصى والدانى كان ذلك السمين ..حدق جيدا فى الوجه الذى راه من قبل وليس من عادته معرفة احد من وجوههم فهى دائما مغطاه ولكن ارجلهم تركض من خلفه ...الان بات يعرفه ....
كمن اطلقت عليها لعنه ان تكون وحيدة هكذا هى عجوز المدينة التى يلتف من حولها صبيه يطلقون عليها الشمطاء ..عاشت ما يكفى لترى عدد من زعمائهم الذين يرحلون فجاة فتقف هى بمواظبة شديدة وسط الاعين المتلهفة على جديد يسن قوانين اكثر رحمه من سابقيه ...لم ترى اللون القرمزى من قبل ولكنها لم تعد تحب ابيض من اسود من اى قلادة اصبحت تخاف ...يكثر خوفها مع تجاعيد جسدها التى تنمو بلا شفقة عليها او على وحدتها ...ولكن مال بال هذا الرجل ...كانت تراقب معصوب العينين لم يفتها ذلك المشهد برغم انضاء الزمن انه الفتى بالتاكيد انه هو الصبى الصغير الذى فعلها معهم من قبل ..الان عادوا به ليكون لهم اسما ...زامت بشفتيها همت بالكلام فزجرتها الالسنه سقطت تحت الاقدام بين الزحام ساخطة تتشبث ببعض الملابس علها تنهش تحفر اظافرها فى لحم سيقانهم تتحدى بها الموت الذى ظلت ترفض وصوله طويلا وستظل ..لا تدرى لماذا فهى لا تحمل اى امل فى جديد يحدث فكما تقول كلها عباءات ...حتى الفتى اللص هجرها ...بصقت على الارض قالت اطعمته وسمنته والان هجرنى طمع فى طعامى والان يخبأ كنوزه الصغيرة بعيدا عنى الابله سينكشف من دونى وسيكون مصيره مصير والديه تحت الرمال خلف الاسلاك التى لا تنتهى ابدا ....انتهت المراسم ....لا تزال عيناها مع الرجل المستسلم بين اياديهم بلا مناص..قالت فى همس لا مهرب لك منهم اصمت كى تعيش لست افضل من الشمطاء.....
لم يخال نفسه سيشفق على ذلك المستسلم وسط التهليل ..وقف السارق يبحلق فى ذلك الرجل تلاقت اعينهما فى طرف من الثانية خيل فيها للسارق ان ذلك الرجل يحسده ولكن عاد يقول فى سره :لا القصر الفخيم من الداخل سيجعله ينسى ..وهو لا يفعل سوى التلويح للناس من اعلى شرفتة بينما هم يهللون باسمه ويصرخون ولا احد يسمع به بعدها ولكنهم هم رجاله رجاله الذين يطاردوننى انهم من يصنعون ذلك بانفسهم اما ذلك المستسلم فلا يعلم سوى الاوراق الموضوعة والتى تنتظر ختمه المميز يمهرها به ويمضى ولا يعلم احدا كيف يقضى يومه الا يوم خروجه الاخير فليتف الجميع ملوحين مودعين ....تابعه السارق وعين الرجل معه وكانها تترجى ولكن ماذا فى يد السارق ليفعل لاجله؟.. سيمضى الوقت وينسى ويسيل لعابه خلف كنز صغير من الحديد ربما يضيفه لمجموعتة ...ذلك اللص حلم بارض خضراء مثل التى خلف الاسلاك الشائكة وهى تنمو من حوله فينام من دون خوف ...انه يبحث عن امان فى وسط لون اخضر وعين مياه ...لكنه ابدا لم يخبر احدا بذلك ...حتى العجوز والتى علمت لمره واحدة ضحكت من دون اسنان متبقية لديها :يموت السارق سارق ولا يصبح فلاح .....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائلة حنا سيدهم الجزء الاول 2
- عائلة حنا سيدهم الجزء الاول
- التميز فى حياة المراة ليس له ارض
- امراة الخوف
- من مارجريت اليه ..الجحيم فى كل مكان
- وماذا عن عنف المراة ضد نفسها
- امراة فى لغز
- الفلك
- فى السفر دواء ...مارجريت
- السفر لنا صدفة وكشف حساب
- كيف تنجح امة غسلت عقول نسائها ؟؟
- السكون فوق جبال الالب من مارجريت
- من مارجريت الى عزيزتى انا لست متسامحة ايضا
- مارجريت هل تمكنت من التعرف الى امك ؟
- اللقيط1
- اللقيط 2
- متى نتوقف عن العبث مع فتياتنا
- هل انت متسامحة ؟
- اعتذار واجب الى مارجريت
- نساء ملهمات فى حياتى 4 مارينا نعمت


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - اللقيط3