|
فسح الاتفاق النووي الايراني مجال التحركات امام روسيا باتجاهات متعددة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 11:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بات من الطبيعي ان تتعامل اية دولة كانت مع الاضداد المختلفة من الدول بسهولة، و تكون على علاقات دبلوماسية مختلفة الاتجاهات في ان واحد بناءا على مصالح خاصة على العكس من مرحلة الحرب الباردة، و يمكن ان تبتعد الدول ايضا عن قاعدة راسخة منذ مدة، و هي تحالف جهات لها علاقات و توجهات متشابهة و تقترب الجهات الى تعاون مع الاضداد ايضا في المقابل . هذا ما نلمسه هذه الايام من التحركات النشطة غير المسبوقة من روسيا اليوم، بدوافع ذاتية سياسية دبلوماسية كانت ام اقتصادية، انها اصبحت المحرك الاساسي و تقدمت عن امريكا كثيرا في اللحظات الانية في التعامل و اللقاءات المختلفة مع الجهات العديدة و بالخصوص في منطقة الشرق الاوسط، انها تريد ان تجد لها موقع قدم راسخة بعد توقعها من التغييرات التي يمكن ان تحصل بعد تفعيل الاتفاق الامريكي الايراني و ما له من معطيات في المنطقة، وهي تقرا ما ياتي و كيف يؤثر هذه الاتفاقية و جوانبها و حاشياتها و افرازاتها المختلفة الجوانب على مواقف و توجهات روسيا و ما تسير عليه من فتور العلاقات مع بعض من الدول التي هي محسوبة على امريكا منذ مدة طويلة، و انها احست بالغبن و التهميش الجزئي لاخذ موقفها بنظر الاعتبار من قبل ايران و ما يحدث من تغيير موقف امريكا من ايران و سياساتها المستقبلية في المنطقة يقلقها كثيرا . روسيا الان تريد ان تسير بمسارين متوازيين، جانب مع ماهي سائرة عليه من قبل من دعم سوريا بكل ما تملك، و الاخر الانفتاح عن المناوئين لسوريا و الحساب لما تحدث مستقبلا، و ان كانت مصرة لحد اليوم عن مواقفها علنيا و ربما للحفاظ على شيء من خط الرجعة الممكنة، او اعتبارها مرحلة انتقالية من جهة الى اخرى مقابلة في لحظة معينة . انها تتحرك على قدم و ساق في تعزيز علاقاته امع دول لم تكن تتطرق الى التقرب منها لاعتقادها بانها محجوزة من قبل امريكا، و خاصة دول الخليج . ها نشاهد اليوم تحركات هذه الدول السريعة المكثفة الى موسكو، و في المقابل تحركات ممثل بوتين ميخائيل بوغدانوف الى الشرق الاوسط و خصوصا الخليج و المناطق الساخنة المتغيرة الاحوال و التوجهات و باشكال مختلفة . تحاول روسيا الخروج من مازق سوريا بفتح طريق يمكن ان تريح الحلفاء و الاضداد و من خلال الوسطية في التعامل مع القضية . فانها تتحرك باتجاهات متعددة سياسيا مع امريكا و الاتراك و المعارضة السورية من جهة، و دول الخليج و ايران من جهة اخرى، اقتصاديا مع المغرب و الاردن و مصر و العراق من جهة و القطر و السعودية و دول الخليج من جهة اخرى . اي يمكن لاي مراقب ان يشم رائحة اعادة ترتيب الورقة الروسية في الشرق الاوسط بناءا على مصالح بعيدة المدى و ما افرزته تداعيات الاتفاق النووي الايراني الغربي و ما يترتب عليه مستقبلا من التوجهات و العلاقات المختلفة في هذه المنطقة . اما اسباب سرعة التحركاتالمكوكية، فانها تدل على ان روسيا تحاول تعويض الخسائر الاقتصادية و السياسية السابقة الناجمة من ابتعادها كثيرا هذه المنطقة نتيجة مواقفها حول قضايا عدة فرضت نفسها عليها من جهة، و فرض او بناء علاقات دبلوماسية جديدة قبل تجسيد الاتفاقية النووية الايرانية و ما يبرز منها من جهة ثانية . ان الاتفاقية الايرانية الامريكية التي لم تُكشف لحد الان النقاط السرية فيها، الا انه يمكن ان تكون فيها ما يغير توجهات ايران، علاوة على ان الاتفاقية بذاتها تجعل ايران مفتوحة الايدي و غير مظطرة على ما تفعله الان في علاقاتها من روسيا و ما تسير عليه من توجه احادي القطب، دون اية مزايدة او مناقصة مطلوبة في السياسة و الاقتصاد في العالم لكسب اكبر قدر ممكن من الربح المادي و المعنوي . اي، الاتفاق النووي الايراني الامريكي، و ان كانت نابعة من توجهات امريكية و بدوافع وهداف سياسية بحتة و من مصالح ربما ضيقة ايضا، الا انها يمكن ان لا تقع على ما تعتقد امركيا من الناحية المصلحية لها، و يتوقع الجميع المستفيد الاول فيها هي ايران قبل اي احد اخر . و ربما تخسر امريكا ما بنته في منطقة الشرق الاوسط لصالح غريمها القديم الجديد روسيا ان نجحت روسيا في تحركاتها التي بداتها بقوة و خطوات مسرعة . و استغلت روسيا ما اثرته هذه الاتفاقية على فكر و عقلية و توجهات دول المنطقة و توقعاتهم في ما يحصل بسرعة حاسمة بعدها و ما يحدث من تداعياتها، للقض على اللحظة من اجل عدم تفويت الفرصة السانحة و بناء ما ترسم و تفيده في الوقت المناسب و القياسي .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاجيل التظاهرات الى يوم السبت هوعين العقل
-
القادة العراقيون يتنابزون بالالقاب
-
اين اهل المعرفة مما يجري في العراق
-
يجب ان لا تنغرز الحكومة العراقية في وحل الربيع العراقي
-
التنجيم السياسي لدى الاحزاب الاسلامية العراقية
-
هل هذه صحوة عراقية متاخرة ؟
-
هل حقا تريد امريكا تمديد ولاية البارزاني و لماذا ؟
-
ما يخفيه الاتفاق الامريكي التركي حول المنطقة
-
هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة
-
فوضى التصريحات في اقليم كوردستان
-
هل تقع اصلاحات العبادي لصالح اقليم كوردستان ايضا ؟
-
سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى
-
كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُ
...
-
معصوم يرد على البنتاغون !!
-
ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
-
سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
-
علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
-
هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
-
ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا
...
-
كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
المزيد.....
-
بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير
...
-
تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو
...
-
11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف
...
-
لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
-
-كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
-
هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
-
عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
-
أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
-
أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود
...
-
عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|