أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - البلاء اللذيذ















المزيد.....

البلاء اللذيذ


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


البلاء اللذيذ
قراءة نقدية في نص الشاعر الكبير كريم خلف الغالبي
منية العشاق
عبد الرزاق عوده الغالبي
تمهيد
لو لم اكن اعرف الشاعر كريم الغالبي شخصيا لقلت ان لواعج شوقة وهيامه هذا حقيقيا وقد تأتى من لواعج حب افلاطوني عذري يتحاكى مع قيس ليلى او جميل بثينة لذلك اقر واعترف انه بنصه هذا يتحدى قدراتنا في استيعاب امكانياته الشعرية.... وكأني اسمعه يقول هذا انا واين انتم وذائقتكم الشعرية مني...!؟..... نحن نعترف بما ينزل فوق هاماتنا من بمطارق ابداعه الثقيلة و التي تجعلنا نحلق دون اجنحه ونهيم دون حب بمحيطات احساسه الازرق و فوق أجنحة حروفه المؤطرة بالنقاء والعذرية التي لا تمس الارض ابدا.......
القيم الجمالية في هذا النص
ينتمي هذا النص الى المدرسة الكلاسيكية الواقعية الاتباعية وهو نص واقعي مباشر لا يأتي صاحبه به من وراء الطلاسم السريالية او الترميز ولا يرهق القاريء كثيرا في التفكير بحل تلك الطلاسم او الرموز فهو يغرف له ابداعا مباشرا من فرات عطائه الوارف ، و يذكرنا بشعراءنا القدماء وبالشعر الموزون والمقفى بموسيقى مستديمة مغلفة بقرطاس الرومانسية والمحسنات البديعية التي تهز المسامع و الوجدان ....ومن تحت جلباب اصالته الشعرية ، قرر الشاعر النبيل كريم الغالبي ان يذكر بما مضى وان يرسم خطا تحت الابداع الكلاسيكي الذي هجره شعراءنا و هرعوا نحو الغموض والاسفاف والسهولة ولا ادري لم ينحروا الادب العربي العظيم تحت اقدام الغموض السريالي ورحيل المعاني والجمود حتى بات غريبا ان ترى نصا كلاسيكيا على صفحات التواصل الاجتماعي.... وعثرت هذا اليوم على هذا النص بمحض الصدفة.....
حاولت جاهدا ان اقسم هذا النص الى ثلاثة اقسام.....
الاول: نزول البلاء:

بدرٌ تَجلّى في عُلا الآفاقِ
تَصبو إليه ِ العين ُ بالأشواقِ
يا ليل طُلْ حتّى أرى في منيتي
ما لا ترى في ومضةِ الإشراقِ
رفَّت جفوني ليتَها ما أطبقَت
تاهَت بنور ٍ خاطفٍ برّاقِ
الجفنُ دامٍ والمُنى أنتَ المُنى
يا فخرَ مَن يَفديكَ بالأعناقِ
حين نزل البلاء على شاعرنا وعلينا من مخلوق قد ارسله الله ليحتل مساحات احساسه وحساسنا حتى فغر فاهه وادمى عينيه بريقه و طالنا ونحن نجلس في غرف الانبهار المغلقة وجعلنا نعيش هذا البلاء الحوائي والملائكي معه قسرا وعمدا من خلال حروفه التي تتكلم بلغات عديدة دون تراجم فهي احساس نقي ، والاحساس النقي عقيم الجنسية..... بقيت عينا شاعرنا مفتوحة ونحن معه لا ذنب لنا الا اننا قرأناه.....جزاه الله خيرا ان فعل بنا هذا المصاب...وفوق هذا كله قرر أن لا ينهي هذا الموقف حين تمنى ان يطول وزاده تمنيا بان نذر عنقه طوعا لاصبع هذا الكوكب الارضي الذي حل في فنائه فابتلاه ونحن اياه حتى صرنا روبوت نتحرك طوعا لاصبعه وندور نحن والشاعر في فلكه المبهر.......

اما الثاني: البوح الغريب
مَن ذا سَيبقى كاتماً فيهِ الهَوى
والسرُّ أفشى منيةَ العُشّاقِ
أمسى فضيلاً ماثلاً في فضلهِ
ألقاهُ في روحي وفي أعماقي
يا مُنيتي هَل في السما من بارقٍ ؟
يطفي لهيبَ الوالهِ المشتاقِ
يا بختَ قلبي إن أتاكُم مسرعاً
زَحفّاً سأمضي في غدٍ سبّاقِ
إنّي أسيرٌ داميٌّ فيكَ احتمي
يكوي بقلبي مجمر ُ الأحداقِ
زمن البوح وافشاء السر يقف عند حب الشاعر الذي علقته النظرة الاولى بسنارة الهلاك والعذاب حتى اصبح كقط فوق اجر حام...... انه قد طوق بسر وأمنية افشاء هذا السر .....و الميت هو الوحيد الذي لا يفش الاسرار وهذه اشكالية وراء جدران الجدل ...صاحب السر تسكن احشائه امنية الافشاء وتظل تلاحقه وهي تكبر وتكبر كالجنين واذا لن يفش هذا السر سيقتله حتما...اذن هو علة تسكن الروح و لهيب يسكن الحشا واوار لهيب مستعر لا ينطفيء ابدا.... ولو طلب من صاحبه ان يزحف في طريق الحب للقيا حبيبه لفعل واخذ طول العمر زحفا حتي يستغني عن قدميه ...وينهي الشاعر كريم الغالبي وصلته تلك ....ان ذلك البلاء الذي احتله من الداخل وجعله قشرة فقط بلا لب او حس و سيطرة ان يطلب الاحتماء بهذا العذاب ...كالمستجير من الرمضاء بالنار ...! اليس ذاك ضرب من الجنون وهو منتهى للذل .....!..... ذل جميل له ولنا مجمر بالأحداق التي اسرت بتلك النطرة العجيبة التي رسمها الشاعر.... فهو كريم الغالبي لا غيره..... هو سيد المحترفين في الرسم بالكلمات للصور البلاغية ....رسم لنا سجنا قرمزيا وقال ادخلوه امنين,,,وضعنا بين احداق مؤسرته.......
اما الثالثة......دائرة الخطر
كيفَ ارتوي والماءُ مثلي ظامئٌ
حتّى تَوارى الشهدُ بالترياقِ
تَمضي دهوري ليتَها ما أقبلَت
والهديُ فيمن هَديها الوفاقِ؟
الناسُ لا عطفاً أرى ما بينهُم
والقلبُ منّي دائمُ الإشفاقِ
بالمالِ لا نفعٌ فيَغني صاحباً
إنَّ الغنى أمضى من الإملاقِ
فهي اخطر واعمق من السابقتين .... في هذا الخطر المدقع المحفوف بالهلاك ويريد ان الشاعر الخادر ان يرتوي من ظمأ العشق...تصور صولة الحب ..!....اليس هذا خبل وجنون مطبق...؟...نعم هو جنون....جنون العشاق ونحن معه ولا نزال ندور في فلكه وسنجن بجنونه فعلا، لكن ماذا سنفعل فقد افقدنا السيطرة على انفسنا وصرنا حروفا في قصيدته العجيبة ندور معه ونتلوى بداخل الكلمات...ومع هذا كله يتصور اننا قساة ولا عطف فينا عليه ...يظن اننا لم نفزع له حين سجنه البلاء في قفص من ذهب ...تصور نحن القساة وقلبه وحده الذي يستديم الاشفاق...يا لقساوة قلمه...والله انه اخطر مما تصورت علينا و على قراءه ومتابعيه... يضعهم في مآزق كبيرة ويلومهم على ذلك....!؟... واخيرا انقلب الامر عنده وصار عدوا للمال ويفضل الفقر على الغنى ونحن لا نزال ندور معه في دوامة الخدر ايضا...لقد جعلنا قطع من دومينو يلعب فينا ما يشاء.......عافاه الله فقد عذبنا بعذابه امتعتنا بنصه الجميل هذا ، الذي قراته حرفا ، حرفا حتى صرت واحدا من حروفه...انه والله سيد القلم والكلم.....عذرا للشاعر كريم خلف الغالبي...ربما اكون قد تمكنت من سبر اغوار نجواه في هذا النص وان لم اكن....فاعتذاري له لكون النص اكبر مني.....

النص الاصلي
منية العشاق :
بدرٌ تَجلّى في عُلا الآفاقِ
تَصبو إليه ِ العين ُ بالأشواقِ
يا ليل طُلْ حتّى أرى في منيتي
ما لا ترى في ومضةِ الإشراقِ
رفَّت جفوني ليتَها ما أطبقَت
تاهَت بنور ٍ خاطفٍ برّاقِ
الجفنُ دامٍ والمُنى أنتَ المُنى
يا فخرَ مَن يَفديكَ بالأعناق
مَن ذا سَيبقى كاتماً فيهِ الهَوى
والسرُّ أفشى منيةَ العُشّاقِ
أمسى فضيلاً ماثلاً في فضلهِ
ألقاهُ في روحي وفي أعماقي
يا مُنيتي هَل في السما من بارقٍ ؟
يطفي لهيبَ الوالهِ المشتاقِ
يا بختَ قلبي إن أتاكُم مسرعاً
زَحفّاً سأمضي في غدٍ سبّاقِ
إنّي أسيرٌ داميٌّ فيكَ احتمي
يكوي بقلبي مجمر ُ الأحداقِ
كيفَ ارتوي والماءُ مثلي ظامئٌ
حتّى تَوارى الشهدُ بالترياقِ
تَمضي دهوري ليتَها ما أقبلَت
والهديُ فيمن هَديها الوفاقِ؟
الناسُ لا عطفاً أرى ما بينهُم
والقلبُ منّي دائمُ الإشفاقِ
بالمالِ لا نفعٌ فيَغني صاحباً
إنَّ الغنى أمضى من الإملاقِ



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدائق البؤس
- الصراخ الصامت / قراءة نقدية
- قراءة في قصيدة الشاعرة السورية الكبيرة فوزية اوزدمير
- قراءة في قصيدة (اعترافات) للشاعر العراقي الكبير كريم خلف الغ ...
- جدلية الايادي المباركة
- الدوامة
- من يسرقنا. ..؟
- هكذا نحن. ...وسنبقى
- نزلاء الارصفة
- المازق السياسي العراقي
- همسات
- كفى حلما
- شبعاد تبعث من جديد
- الحشد وطن
- قطرات من غربة
- الحكمة سلاح
- مقتل وجه
- تيه في مقل الجمال
- صراخ هويتي
- عندما تموت الزهور


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - البلاء اللذيذ