أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية















المزيد.....



عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 17:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((إن حركات البعث الاسلامية تتناثر اليوم ( 1954 ) علي وجة الارض كلها و تقتحم علي الصليبية عرينها في قلب أمريكا وأوروبا و تنتفض في آسيا وإفريقيا علي الرغم من كل ما رصدته لها الصليبية و الصهيونية من الاجهزة و الاوضاع التي تحاول سحقها ))
يذكرني هذا النص (( العدالة الاجتماعية في الاسلام للاستاذ سيد قطب )) برومانسية و بلاغة كاتب آخر من علماء الازهر المغضوب عليهم ( خالد محمد خالد )حيث يرى كلاهما أن علي الناس في العالم الاسلامي ((مراجعة رصيدها الروحي و تراثها الفكرى قبل أن تفكر في إستيراد المبادىء و الخطط و إستعارة النظم و الشرائع من خلف السهوب و من وراء البحار )) وكل منهما (ايضا ) كي يثبت وجهة نظره يؤنسنا من خلال نصوصه بالعديد من القصص والروايات التراثية عن السلف الصالح ومدى رفعة أخلاقهم و مقاصدهم .. وعلاقاتهم .
هذا الاتجاه ..إستكمله بعد ذلك بإحتراف أعلي السيد المستشار كاره مصر ( طارق البشرى ) ليبشروا قارئيهم بأن (( الاسلام كل لا يتجزأ عبادته و معاملاته .. شرائعة و توجهاته .. فالشعائر التعبدية ليست منفصلة في تطبيقها وأهدافها عن النظم و المعاملات .. فإذا ما شاهدنا في بعض العصور محاولة لتضخيم الجانب التعبدى (الطقسي ) و عزله عن الجانب الاجتماعي فتلك آفة العصر .. لا آفة الدين )).
وهكذا يعيدني هذا الحديث إلي زمن الحلم عندما كان المصريون جميعا يتوقون (مخلصين ) لرؤية فجر جديد يطل علي بلادنا بعد الانزياح الوشيك للاستعمار البريطاني .
أتم الكاتب ( سيد قطب ) نصه هذا في مارس 1954 ( بعد أن دان لعبد الناصر حكم مصر ) لهذا لا أشك في أن زمن صدور و موضوع هذا الكتاب لم يكن مصادفة .. لقد كان رسالة ضمن رسائل عدة وضعت تحت نظر الحاكم الجديد المزيح لمعارضية من الضباط و الذى أصبح بذلك هدفا لكل التيارات السياسية المختلفة المقاصد كل يطمع أن يتمكن من توظيفه لصالح إستراتيجيته .
و الكاتب نفسه لا يدارى فهو يذكر صراحة بأن الاسلام هو صاحب الحلول التي تتناسب مع البيئة و الواقع المصرى أفضل من(( براجماتية أمريكا .. وشيوعية روسيا )). (( الاسلام منهج و إطار تصاغ منه أشكال متجددة وفي الوقت ذاته قائمة علي أصول ثابته وفق ظروف المجتمع المحيطة )).
في مارس 1954 كان العالم قد نفض يدية من حربين عالميتين و بدأ حربا باردة بين الاتحاد السوفيتي و المعسكر الاشتراكي من جهه .. و أمريكا حاملة مشعل حقوق الانسان و المعسكر الليبرالي من جهة أخرى .. وكان كل من المعسكرين يحاول السيطرة و التجبيه مع أبناء الشعوب التي كانت الي عهد قريب تحت الوصاية او محتلة عسكريا
و كانت لاثار سقوط الخلافة العثمانية و تغيرات ( اتاتورك ) الراديكالية دوى عظيم بين شباب المستعمرات الذين كانت أثار علامات كرباج العثمانلي واضحة علي ظهورهم .
شباب شعوب المستعمرات كانوا-في ذلك الوقت - قد تفرقوا شتتا .. لا يجمعهم إلا حقدهم علي المستعمرين و كل منهم صنع لنفسه أجندة الخلاص الخاصة به ( والتي في بعض الاحيان كانت متضاربة ) البعض منهم إحتمي بقومية ما (عربية ، كردية ، مصرية ، زنجية ، أمازيجية ) و البعض كان من ضمن فرق العمال التي إتحدت تحت رايات الستالينية المنتصرة و قواتها التي تحتل برلين .. و البعض كان يرى أن الخلاص هو ربط مقطورة الوطن بقاطرة الغرب ( كومنولث ) او امريكا .. وفي مواجهة كل هؤلاء جاءت الدعوة لاتباع خطوات السلف الصالح وتعاليم الاسلام الاصلية، منخفضة النبرة من حسن البنا ، مشايخ الوهابية ، الشبان المسلمين ، والدعاة الثوريين ومنهم خالد و قطب الذى كان يرى ((نحن نعلم أن الحياة الاسلامية علي هذا النحو قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الارض وأن وجود الاسلام ذاته -من ثم - قد توقف لذلك ))
((إن علينا إعادة إنشاء الاسلام من جديد أو بتعبير أدق رده مرة أخرى إلي حالة الوجود )) و أن (( الاوضاع العلمانية السائدة في الارض ليست أوضاعا إسلامية رغم دعاوى المخدوعين و المخادعين أمثال أتاتورك )).
في ذلك الزمن كان الاستعمار البريطاني قد نجح في أن يصنع لنفسة ركائزا ثابته في المنطقة إسرائيل بعد إنتصارها علي مجموع الجيوش المحيطة .. والسعودية و الامارات الخليجية التي بدأت تنعم بعوائد البترول .. وشاة إيران الذى قدم نفسة كشرطي للخليج و تركيا الفتاة العلمانية التي تسعي للحداثة تحت تهديد قوات ستالين علي الحدود .
و كان المثقفون في مصر ينظرون بأمل نحو شموس قادمة من الخارج .. القومية كما زاولها موسيليني و هتلر ورفعا بها بلديهما من الحضيض الي مصاف الدول العظمي .. و الشيوعية كما قدمها ستالين و ماوتسي تونج قوية و قادرة.. نموذجا يصلح ليحتذى به المستضعفون .. و الليبرالية كما أضاءت من خلال ميثاق حقوق الانسان وخطابات و تعهدات ترومان و الاسلام السياسي المدعوم بفكرأبو الاعلي المودودى و محمد عبد الوهاب .. و إستقر في باكستان و السعودية منتصرا .
و هكذا قرأ المصريون لخالد محمد خالد ( من هنا نبدأ ، هذا او الطوفان ، الديموقراطية أبدا ) متوافقا فيها مع سيد قطب ( في ظلال القرآن ، العدالة الاجتماعية في الاسلام .. و الاسلام ومشكلات الحضارة ) فكل منهما درس بجوار علوم الفقة ( في الازهر او دار العلوم ).. الفلسفة المادية و تعرف علي أفكار الزمن و حاول تقديم صياغة معاصرة للاسلام .
الاستاذ سيد قطب .. يرى أن أنتصار الاسلام و دخول الناس فيه افواجا حتمي .. وأن الاسلام بفلسفته و شرائعة .. التي وضعها الرب .. ستسود بين سكان الارض و رغم أنه كان في زمنه لازال دين المستضعفين إلا أن المسلمين كانوا أيضا في بداية الدعوة مستضعفين في مكه .. ثم نصرهم الله .
و هكذا .. عندما يدين البشر بدين الاسلام ويحكمهم حاكم منهم ((فلن يكون هناك صراعا بين علماء الدين و السلطان علي رقاب العباد ولا أموالهم و ليست هناك مصالح إقتصادية و لا معنوية بتنازعانها و ليس هنالك سلطة روحية وأخرى زمنية ففي الاسلام لا مجال للصراع )) يوتوبيا جميلة لم تتحقق في ظل كل مراحل الحكم الذي رفع أصحابه رايات الاسلام .
سيد قطب يرى أن الاسلام وليست الليبرالية او الشيوعية هو الذى يقدم للانسان العدالة الاجتماعية الحقيقية ..التي -كما وضح- تقوم علي ثلاث (( التحرر الوجداني المطلق ، المساواة الانسانية الكاملة و التكافل الاجتماعي الوثيق )) و في رأيه أن العدالة الانسانية سوف تتحقق عندما تتبني البشرية مقاييس الاسلام و إسلوبه في تحقيق العدالة الاجتماعية .
رومانسية هذا الرجل لا حدود لها فهو يصرح ببراءة الاطفال (( لم يعرف التاريخ الاسلامي تلك الاضطهادات المنكرة المنظمة لرجال الفكر أو رجال العلم كما عرفتها محاكم التفتيش ..والمرات القليلة النادرة التي عوقب فيها رجال علي أفكارهم تعد شاذة في تاريخ المسلمين )) وبالطبع ليس مجالنا أن نحكي عن قصص الاضطهاد التي حدثت للمخالفين طول فترات الحكم الاسلامي و أشهرها ما يروى عن التنكيل بإبن المقفع .. و إطعامه من لحمه مشويا .. او السماط الذى فرده اول الخلفاء العباسيين فوق جثث الامويين المعتقلين لدية و جلس يتناول طعامه من فوقه .. او ما فعلة عمرو بن العاص في غزوته الثانية لمصربعد القبض علي محمد إبن الخليفة ابوبكر الوالي الى عينه الخليفة علي .. ثم وضعة داخل جثة حمار ميت و حرق كليهما .
اليوم لو قدر للاستاذ ان يعيش .. فسيخر مغشيا علية من قسوة ما يقوم بعملة من تعلموا من كتبه وتدمريهم لقرى كاملة إيزيدية في العراق مستعبدين نساءها ليبعن في اسواق النخاسة لانهن مخالفات لهم في العقيدة .. وهو لن يستطيع تبرير قتل الضباط و الجنود و حرق الكنائس وتدمير المرافق في مصر أو الدفاع عن قوانين السعودية باعدام اى فرد يحمل التوراة اوالاناجيل
الستون سنة التي إنتشرت فيها أفكار الاستاذ حولت هذه الرومانسية لكابوس لا يقل عن كابوس معرفة أن خالد إبن الوليد ذبح احد اتباعة و سلق راسه و اكلها لينفرد بزوجته التي إشتهاها وهو عندة عشرات الجوارى و ملك اليمين .
(( ثم أن الحياة في نظر الاسلام تراحم و تواد وتعاون وتكافل محدد الاسس مقرر النظم بين المسلمين علي وجه الخصوص و بين أفراد الانسانية علي وجه العموم )).
و انا لا أشك في أن الاستاذ سيد قطب يعني ما يقول و لكن ماذا نفعل مع الاخبار الواردة لنا يوميا عن أفعال المسلمين بعضهم ببعض في اليمن ، العراق ، سوريا ، ليبيا ، تونس .. و ما نعاني منه يوميا من ضحايا الانفجارات المتسبب فيها الصراع بين حزب الاستاذ والدولة .
الاستاذ الحالم بمجتمع ناضج يشرح لنا كيف كان هدف الرسالة المحمدية منذ اليوم الاول هو تحرير الانسان من عبودية إنسان أخر مهما كانت قوته و نفوذه و سلطاته ((لقد بدأ الاسلام بتحرير الوجدان البشرى من عبادة أحد غير الله .. و من الخضوع لاحد غير الله .. فما لأحد علية غير الله من سلطان وما من أحد يميته او يحيه إلا الله و ما من أحد يملك له ضرا او نفعا و ما من أحد يرزقه في شيء من الارض وفي السماء .. وليس بينه وبين الله وسيطا ولا شفيعا والله وحده هو الذى يستطيع و الكل سواه عبيد لا يملكون لانفسهم ولا لغيرهم شيئا )).
نص يقترب من الشعر الصوفي الذى برع فية المصريون في ذلك الزمن . و لكن عندما يصطدم بالواقع . يتحول الي أحلام مستحيلة التحقق .. فالمسلمون عندما غزو الاقطار المجاورة .. فرقوا بين من هو عربي(اشراف ) و من هو أعجمي (موالي ) .. ثم بين من هو مسلم و من بقي علي دينه وبين من إستسلم و من قاوم .. وبين ديار الاسلام و ديار الكفر .. و قد لاقي من تم غزوهم كل أنواع الاستغلال .. والقهر والاذلال الذى وصل لتمميزهم بازياء وعلامات محددة و سلوكيات لايحيدون عنها، ليست موضوعنا الان .. ولكن كتب المؤرخين العرب المسلمين ممتلئة بوصف لهذا السلوك المخالف للسماحة التي يشرحها لنا الاستاذ .
ومع ذلك فالاسلام الذى في مخيلة كاتبنا يختلف عما نراه و نسمع عنه اليوم .. فالغزاة يسبون ويغتصبون و يبيعون النساء في العراق و سوريا و الملوك و الشيوخ يعيشون عيشة الاباطرة بذخا ورفاهية وإسرافا والهاموش .. لا يقرا ((لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) فهم يقتلون يوميا و لا يقفون حتي لايجاد مبررا لقتل المسالمين بتفجيراتهم العشوائية .
المسلمون الذين يقدمهم لنا الاستاذ سيد قطب يحملون كل جميل وراق من الصفات التي نفتقدها الان ((وسارعوا الي مغفرة ربكم وجنات عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ))(( يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق و الذين يصلون ما امر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب والذين صبروا إبتغاء وجه ربهم و أقاموا الصلاة و انفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرئون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبي الدنيا )) .. وهؤلاء إنقرضوا يا سيدنا من الدنيا .
ما أجمل و أجل هذه الصفات ولكن كم من مسلمي اليوم الذين يعتدون علي الغير في العراق و سوريا و ليبيا و يفجرون أنفسهم بين المسالمين يمتلك تلك الصفات .. يبدو أن الاستاذ يقدم لنا يوتوبيا لم تتحقق في أى نظام من الانظمة التي رفعت رايات الاسلام عبر التاريخ .
في فصل ((المساواة الانسانية )) يتجاهل المؤلف موضوع الرق والعبودية الذى إستمرت مزاولته طول زمن الحكم الاسلامي حتي بدايات منتصف القرن التاسع عشر حين تم تجريمه ( وهو حتي اليوم قائم في بعض الانظمة المصرة علي نسخ الحياة في زمن بداية الدعوة .. كما كانت) . إسقاط الاستاذ لهذا الموضوع من خطابه يبدو منطقيا في عام 1954 حيث إصطلح الناس علي أن الاسلام لم يكن يحبذ هذا الفعل و أنه قد حض علي عتق العبيد في أكثر من موقع ، و كان ما أبداه المسلمون الاوائل من سلوك تجاه العبيد أقرب للتعاطف الانساني منه الي إعتبارات النخاسة كمصدر ثروة للامم الغازية .
ولكن بعد ستة عقود أصبح الامر واقعا قائما تباع فيه الصبايا و الاطفال للاستخدام الجنسي وتفتح أسواق النخاسة و المزادات في مدن عريقة في العراق و سوريا .. حيث تنعدم المساواة و تصبح لغطا ويتبدى التمييز بأنيابة القذرة يهدد و يسحق و يقتل .. كل من خالف ضوارية سواء في الملة او العقيدة او حتي الرؤية .
علي الجانب الاخر يخبرنا سيادته بثقة .. بأن الشريعة الاسلامية و الاسلام (( ضمن للمرأة هذه الحقوق ووفر لها كل هذه الضمانات بروح تكريمية خالصة ليست مشوبة بضغوط الاقتصاديات و الماديات .. فلقد حارب فكرة أن المرأة عالة يحسن التخلص منها و هي وليدة بوأدها )).
ثم أن (( الاسلام حين منح المرأة حقوقها الروحية و المادية كان ينظر الي صفتها الانسانية و يسير مع نظرته الي وحدة الانسان )).
ما أجمل هذا الشعر لو كان صحيحا .. ولكن في الحقيقة ارى أن العديد من المسلمات و المسلمين( ومنهم أنا ) يرون أن هذه الحقوق والضمانات هي في الواقع إعتداء علي حقوقها و أنه إجحاف لها أن توصف بانها ناقصة العقل .. وتحرم من نصف ميراثها لصالح الرجل بل وتمنع من الشهادة الكاملة بصفتها غير مستقرة عاطفيا و نفسيا .. ولانني لا أريد مناقشة هذا الامر تفصيلا فإنني سأشير فقط إلي أن المرأة في زمن تال لهذه الضمانات إستطاعت أن تعدل من الوضع جذريا بحيث أصبحت فعلا (إنسانة) في كل الديار(عدا ديار الاسلام) تأبي فيها أن تعيد سيرة جداتها في حريم السلطان او في دكاكين النخاسين حيث يوطئن خارج إرادتهن لمن يدفع الثمن الامر الذى لازال كل أصحاب الفتاوى من المسلمين مصرين علي ترديده بأنه من صحيح الاسلام و من ينكره فهو (بوضوح ) كافر .
المرأة يا سيدنا في ظل الاسلام و شريعته و حكمه عانت من أقسي (قسوة ) درجات الظلم و الجور و المهانة و لم تجد تكريما إلا في الاماكن التي كانت بعيدة عن قبضة الخلفاء و النخاسين .
السرد النظرى المبني علي نصوص مقدسة (لم تتحقق أبدا خلال الف واربعمائة سنة ) يجعلنا نتصور بثقة أن الاسلام جاء كثورة إصلاحية (( تنصف المرأة)) و تسوى (( بين المسلمين في جميع أجزاء العالم )) و أنه (( ينكر العصبيات الجنسية و القومية و الاقليمية )) ولكن هذه الثورة لم تصل لاهدافها وأنه من المحتم أن تستمر و تستكمل لتحوز النساء علي حقوقهن المساوية للرجل .. ويتمتع أهل السنة و الشيعة و القرآنيين و الاسماعليين و البهائيين و العلويين بمساواة في جميع أجزاء العالم و تتوقف أعمال العدون علي الاخر بسبب إختلافه القومي او الديني او الاقليمي الذى يزاوله حتي اليوم أوباش السلفية الداعشية ..دون إدانه من الازهر و رجال الدين .
ما أكثر ما إحتوى كتاب الاستاذ (المنشور، التبشيرى ) من خطاب نظرى مبهرفي شكله ملجم في مضمونه عن أن ( الحاكمية لله وحده )خصوصا عندما يتبع هذا بالتهديد بأن من يؤيدون ما يقوم بوضعه الانسان من أنظمة الحكم و شرائعه و قوانينه ((من عند انفسهم)) يعني أنهم يرفضون ما صنعه الله وشرعه .. و بالتالي يرفضون ألوهيته - سبحانه - وفي هذا ((كفر واضح )).
إلا أنه(أى هذا الخطاب الملجم المبهر ) للاسف لا يزيد عن كونه موضوعا للانشاء كتبه طالب مراهق في سنة ثانية ثانوى أزهرى فجاء ركيكا مفكك المفاهيم مخلط التوجهات او فلنقل حديث مرسل لا معني له .
فنظام الحكم كما يقدمه لنا الاستاذ عند المسلمين يقوم علي فكرتين أحدهما (( وحدة الانسانية في الجنس و الطبيعة و النشأة )) و الاخرى ((أن الاسلام هو النظام العالمي العام الذى لا يقبل الله من أحد نظاما غيره )) .
والاستاذ يرى أن علي كل سكان العالم أن يصبحوا مسلمين أو يرتضون بحكم المسلمين و يدفعون (الجزية) في مقابل ما سيدفعة المسلم من (زكاة ) وما سيتكبدة من مخاطر الدفاع عنهم .. ضد الاعداء المهددين للوطن . ( رغم أنه عندما يصح حكم العالم مسلما فنحن بذلك نتكلم عن أعداء وهميين ).
و الاستاذ يرى أن اليات إختيار الحاكم بواسطة كامل افراد الشعب من المسلمين بحريتهم المطلقة خارج إطر التوريث الاسرى او الحزبي هو الامان للعدالة التي سيحاسب عليها الامام أمام ضميرة الذى رباه له الاسلام وأمام الله .. و هو الخير كل الخير للمسلم وغير المسلم الذى يحمية الحاكم لانه (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )).
مفاهيم شديدة البراءة والرومانسية لم يقرأ صاحبها وقائع التاريخ و لم يتأمل معني (شعوبا و قبائل ) وحتي لو كانت في يوم ما هدفا مرجوا عندما كان عند جحافل الغزاة ما يقدمونه للشعوب المستعمرة فماذا عند المسلمين الان بعد الف واربعمائة سنة تطورت فيها العلوم و الفنون و الفلسفات و الافكار .. ولم يعد الانسان ساذجا ليتصور أن الشمس تدور حول الارض المسطحة التي تقويها الجبال حتي لا تميد . لقد تغيرت جميع القياسات يا أستاذنا .. ولم يعد العيب عيبا ولا أشعار قيس في محبوبته ليلي .. يحرمه منها .. و اصبح للكلمات التي تفضلت بذكرها عن (( الفاحشة و المنكر و الانحلال و التهافت )) مفاهيم أخرى و أصبح للعدل و الظلم قيما معاصرة تختلف عن تلك البدوية و قعدة العرب للوصول الي حلول ترضى (الخاطف و المخطوف )
سيدى الحالم .. لقد توصل العلم اليوم أن السرقة والاعتداء علي الاخرين و البلطجة .. و الانانية كلها أمراض تعالج في المصحات .. و لا تعالج بالجلد و قطع الايدى و الارجل من خلاف اوالصلب أو الاغراق او رمي المسكين من حالق . هذه الغلظة التي لا يقبل مزاولتها علي الحيوانات لم تعد عقابا و لم تعد تهذيبا ..أو علاجا يضمن حقوق المجتمع كما تتصور سيادتك .
الاستاذ يرى أن الاسلام صالح لحكم البشر الان وباكر و حتي يوم البعث العظيم .. لانه مرسل للناس كافة و أنه مؤهلا بشرائعه وقوانينه التي من وضع الله و ليست من صنع البشر لان ينشر العدالة و الانسانية .
افكار أستاذنا لم تتعدل و لم تتغير و لم تجد من يتأملها لذلك لازالت قائمة يرددها الالاف من الذين يؤمنون بأن الشريعة الاسلامية الغراء هي الدواء لكل داء تشريعي وضعه الانسان .فإذا ما حاول أحدنا ربط النص بالتاريخ او المنطق فسيقابل بنقد لا يقل حده عن ما زودنا به الاستاذ في رؤيته لافكار صاحب ((حياة محمد )) أو (( الصديق أبو بكر )) او (( الفاروق عمر )) الاستاذ محمد حسين هيكل .. أو رفضه لصاحب(( الفتنة الكبرى)) و ((علي هامش السيرة)) طه حسين وكل من يتحدثون عن إشتراكية الاسلام (أحمد شوقي ) أو ديموقراطية الاسلام (خالد محمد خالد ) (( وما الي ذلك من الخلط بين نظام من صنع الله -سبحانه - وأنظمة من وضع البشر ))
ما أسباب ثورة الاستاذ ..
هيكل باشا زعيم حزب الدستوريين كتب (( الامبراطورية الاسلامية )) او ((الاسلام الامبراطورى )) و هو بذلك اصبح (( أبعد من أن يفهم روح الاسلام الحقيقية فالاسلام لا يجعل الاقاليم مستعمرات و لا مواضع إستغلال و لا منابع تصب في المركز لفائدته وحده ))
علي هذه المعلومات المشوشة ماذانقول!! لاستاذنا ذو الثقافة الموسوعية.. إن من يقرأ خطابات الخلفاء لعمالهم علي الاقطار المحتلة خصوصا رسائل إبن الخطاب لعامله عمرو بن العاص علي مصر لابد وان يصل ليقين أن الغزو لم يكن لنشر الاسلام بقدر ما كان لنهب السكان و يكفي ان عثمان عندما عزل إبن العاص من ولاية مصر و أعطاها لاخية عبد الله إبن أبي سرح وزادت في الايراد عاير عاملة القديم قائلا (( درت اللقحة بعدك )) فكان ردة (( ولكن أجاعت أبنائها . ))
أما طه حسين فالاستاذ ينتقد قوله (( إن الاسلام بصورته التي تحققت علي عهد النبي و الشيخين بعده هو فلته في الزمان لا تملك البشرية أن تزاولها طويلا ..)) وهذا عند الاستاذ يعني أن الدكتور طه يشير إلي عدم صلاحية الاسلام لان يكون نظام حكم في هذه الايام مما أثاره الي درجة إنتقاد أحد رموز المعرفة في بلدنا .

اما بعد فلقد كنت أظن أنني بصدد قراءة كتاب في الاقتصاد يدلنا علي دروب غير مطروقة تهدي البشرية الي عدالة إجتماعية حقيقية و لكنني تبينت أنني أقرأ منشورا تبشيريا صادرا عن قسم نشر الدعوة بجماعة الاخوان المسلمين مكتوب لضباط يوليو يوضح لهم فيه المحددات و السبل التي تجعل من حكمهم .. حكما مقبولا من الجماعة
و المنشور لم يقدم جديدا لحل مشكله التفاوت الاقتصادى و الاجتماعي بين أفراد المجتمع غير الصدقات .. و التكافل و الزكاة و الجزيه و ضمير تم تربيته يجعل من المسلم ملاكا يعطي ما بيده طواعية لجاره المحتاج .
السيد الكاتب برومانسية مغرقة .. يقدم لنا فخورا الاسلام علي أساس ما تم و جرى في زمن الدعوة و ما تبعها من حكم الخلفاء الراشدين يضم لهم (عمر بن عبد العزيز ) و لكن ما حدث من صراع لمدة الف و ثلاثمائة سنه و خروج عن قواعد التقشف البدوى الي أبهه الاباطرة و إسرافهم وظلمهم و جورهم وديكتاتوريتهم و جموحهم و سطوتهم علي المسلمين بإسم الاسلام لم يلفت نظر الاستاذ الذى لم ير الامويين و العباسيين و المغول و التتار و أبناء بني عثمان و ظلمهم الذى ترك ندوبا لا تندمل في اوروبا و الهند و اسيا .. لم ير ما حدث لسكان مصر و الشام و فارس و العراق و الهند من تمييز عرقي جعلهم عبيدا وموالي حتي لو أسلموا و لم يناقش سبي النساء و إستعبادهن في قصور الخلفاء و الاغنياء او تدمير أثار البلدان المقهورة لهم بحثا عن الكنوز او حرق مكتباتهم لانها تحوى علما يخالف ما جاء بكتاب الله .
ولقد وضعت نفسي مكانه فالداعية الرومانسي لم يكن لديه ما لدينا عبر الانترنيت و جوجول من فيضيه للمعلومة و نقيضها ليحكم عقلة فيما بين يدية من أخبار فضلا عن أنه في عام 1954 .. كانت ملامح مظالم الحكام المسلمين عبر التاريخ قد خفتت لترتفع مكانها اللعنة علي الغرب المستعمر و أبناؤة و ثقافته و كان من حق الاستاذ أن يحلم مثل الاخرين ويرى علي الارض يوتوبيا يتحرك فيها الابرار لا يسخر فيها قوم من قوم .. ولا نساء من نساء و لايتلمزون او يتنابزون بالالقاب ، يحب فيها البشر بعضهم بعضا .فلا يعتدون او يغتابون او يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و يتكافلون و لايتركون بينهم جائعا أو مريضا او يتيما او مسكينا دون رعايته .
ولكن للاسف عندما أنظر حولي أجد ان الزكاة و الصدقة لم تعد تغني وان عائد البترول الذى يرى الاستاذ أنه حق مشاع بين المسلمين ((كالكلأ و الماء و النار)) .. تحول الي قناطير مقنطرة من الاموال بيد شيوخ البترول و تجار الدين لا يخرج منها للسائل و المحروم الا النذر القليل وان الحراس(( علي مال الله )).. حجبوه لانفسهم و عائلاتهم في حين أن أبناء اوروبا غيرالمسلمين يقتطعون اللقمة من فمهم ويطعمون بها اللاجئين عندهم من المسلمين ، فاليوتوبيا يا سيدى قد تحققت هناك بدون الاسلام وشرائعه و مفسرية.، اما لدينا فلا يوجد إلا أعمال هؤلاء الاوباش الذين يرتدون بردة الاسلام ويقطعون رؤوس المسالمين ويزهقون أرواحا بريئة ؟ متجاهلين حكمته تعال (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدون إن الله لا يحب المعتدين )).
ما تنقله وكالات الانباء عن مخازى مدمرى الاثار و سارقيها و بائعيها و عن سبي النساء و أسواق النخاسة القائمة في البلدان الاسلامية و ما يوسوسون به للشباب المحروم من متع جنسية و أموال منهوبة .. وسلطة مطلقة .. لا تتورع عن الاغتصاب و الذبح تجعلنا نبتسم و نحن نقرأ لاديبنا الرومانسي مع مقاله الحالم عن العدالة الاجتماعية .. المنشودة من هؤلاء السفاحين .
المسلمون اليوم شيع شتي و أحزاب لا اول لها من أخر و أغلبهم من الذين يعجزون عن فهم ما كتبه رئيس قسم نشر الدعوة بالجماعة لفقد التواصل اللغوى وهم لم يتأثروا بسلاسة الاسلوب و شاعرية العبارة و لكنهم إقتنعوا عن طريق من ترجم لهم أفكار الاستاذ بأن (( الصراع الحقيقي في المستقبل لن يكون بين الراسمالية و الشيوعية و لا بين المعسكر الشرقي و الغربي و لكن سيكون بين المادية الممثلة في الارض ..كلها .. وبين الاسلام ، ستكون بين النظام الذى يجعل العبودية لله وحده و بين سائر الانظمة الارضية التي تقوم علي أساس من عبودية العباد للعباد ))
ولم يقتنع عبد الناصر بعد مارس 1954 بما قدمه له (المدني الوحيد الذى كان يحضر إجتماعات مجلس الثورة ) بل سجن صاحب المنشور و من خلفه .. ثم حكم عليه بالاعدام و في 29 أغسطس 1966 إعدم شنقا بعد أن رفض أن ينجو بنفسه و يقدم إعتذارا مكتوبا لعبد الناصر إذ قال (( إن السبابة التي ترفع لهامات السماء موحدة بالله عز وجل تأبي أن تكتب برقية تأييد لطاغية و لنظام مخالف لمنهج الله الذى شرعه لعباده )) و مات الفارس الرومانسي(عن عمر 59 سنة ) منذ 59 سنة دفاعا عن رايه الذى كان به من الدعاة القليلين الذين رأوا الاسلام من خلال فلسفة كلية شاملة متكاملة تماثل المنهج الماركسي وتخطط للمستقبل الذى يسود فيه المسلمون و يحكمون العالم بشرائعهم و فلسفاتهم .. ولكن.. فكره لازال قائما ملهما يعمل علي أشده كما تنبأ في أمريكا و أوروبا و في أسيا وإفريقيا مدعوما بأفكار ظلامية و هابية ..وأموال خليجيه مسروقه من الشعوب المغلوبة علي امرها المستعبدة لغير الله .. وما زال العباد من المسلمين في الصومال و السودان وموريتانيا .. و اللاجئين هربا من جور الحكام المسلمين يعانون من الفقر و العوز و المسكنة و التخلف الذى لن يتغير .. الا بإتباع الشرائع التي وضعها الانسان لنفسة بعد أفول الميتافيزيقيا و تباعد احلام اليوتيبيات غير القابلة للتحقق حتي لو حاول البعض هذا بجهاد مشكوك في جدواه لتحقيق السيطرة الاسلامية علي مجمل أبناء الجنس البشرى حتي قيام القيامة .




#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه المهنة اللعينة
- الدوس بالبياده ،وا هندسا.
- ترضي تشتغلي رقاصة ؟
- في محيط الابداع،الابحار بدون ربان
- سلام المشير ..سلام سلاح .
- حدث في بلاد الواق الواق .
- تاريخ قهر العرب للموالي .. تاريخ لعين لا نعرفه . !!
- قد لا تعرفون قيمة (مصر) .
- اللي معاه مال محيره يكتب تاريخه ويزوره
- السعودية كيان طفيلي بلا جذور.
- 23 يوليو الذى نأبي أن نتعلم دروسه .
- محاكمة وغد قديم
- النظر في مرآة مسطحة
- للكون(جينوم ) يحمل جينات الوجود
- أبناء عبد الوهاب،في معبد الكرنك .
- 5 يونيو ..سكون ..ثم للخلف در!!
- الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .
- هل يمكن(هكذا) أن نتعايش دون تدمير !!
- الخلل الايكولوجى في إستبعاد المسيحين.
- هل تخيلت أنك أسقطت الوزير !!


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية