أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - أمة أضحكت الأمم-بين شعارات تظاهراتنا وشعارات المقامة الساسانية














المزيد.....

أمة أضحكت الأمم-بين شعارات تظاهراتنا وشعارات المقامة الساسانية


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 01:50
المحور: كتابات ساخرة
    



في الأيام الأخيرة، ومع تصاعد موجة الغضب العارم وخروج الجماهير في تظاهراتها الغاضبة، انفتحت شهية الكثير من الناس على رفع المطالبات والتباري فيها، فصرنا لا نلحق على بوستات الفيسبوك وتغريدات التويتر والشعارات التي يرفعونها: نطالب بـ.. ، ندعو الى..، هدفنا هو..، لنعمل جميعا من أجل....
وصار البعض منهم يطلق العنان لخياله ويتفنن في اقتراح القوانين والقرارات ورسم صورة المدينة الفاضلة التي يحلم بها:
-أطالب بتعيين الجميع. قلع شلع من الدنكة للدنكة!
-أطالب بتزويج جميع الشباب والكهول والعوانس والأرامل والمطلقات!
-أطالب بإقالة معاون مدير تربية .....!
-أطالب بإعادة ضم ناحية ... الى قضاء...!
-أطالب بمنع أغنيات المطرب...!
-أطالب أبي بزيادة مصروفي اليومي!
-أطالب برفع نسبة الغيابات في المعاهد والكليات!
-أطالب بمنع وضع الكشمش في الكبة!
-أطالب باستيراد حكومة يابانية!
-أطالب بنفي حماتي الى المريخ!
-أطالب بنظام لا رئاسي ولا برلماني!
-أطالب بسحل مراسلي القنوات الفضائية المشبوهة!
-أطالب ببطل عرق لكل مواطن مع الحصة التموينية!
-أطالب بعُمرة مجانية لكل مواطن!
-أطالب بتخفيض درجات الحرارة!

رغم أن البعض من هذه الشعارات ليست سوى وليدة الحس الفكاهي الظريف لرجل الشارع، ورغم أن بعضها لا تتجاوز "التحشيش" ورغم أن بعضها الآخر نتاج عقليات غريبة الأطوار، لكنني أتفهم طبعا كون شعارات التظاهرات في غالبيتها العظمى تعبيراً عن مطالب مشروعة، وأن رفعها صرخة بوجه الحيف والظلم والانتهاكات والفخاخ المحكمة الحكيمة التي طالما نصبت لهذا الشعب ليسقط فيها المرة تلو المرة وبنجاحٍ ساحق عبر تاريخه المجيد! ولكن يا أحبتي، يا أصدقائي، يا تاج رأسي: رفع العشرات من المطالب مرة واحدة (وبعضها مبالغ به أو لم ينضج وقته) يشتت الجهد ويقلل التركيز على الأهداف الأكثر إلحاحاً وأهمية ويتيح للطغمة الحاكمة التملص منها أو اللعب على حبال تناقضاتها أو تنفير الناس من كثرتها وطبيعتها السابقة لأوانها.
يا أصدقائي، يا أحبتي. وحدوا الشعارات والمطالب، قللوا عددها، ركزوا جهودكم فأنتم تجابهون عدوا قويا، خبيثاً، ماكرا. ولا تكونوا مثل كتيبة القرعان التي صورها بديع الزمان في مقامته عن بني ساسان حين حدّث الأنام، على لسان عيسى بن هشام فقال:

((أَحَلَّتْنِي دِمَشْقَ بَعْضُ أَسْفارِي، فَبَيْنَا أَنَا يَوْماً عَلى بَابِ دارِي، إِذْ طَلعَ عَلَيَّ مِنْ بَنِي سَاسانَ كَتِيبَةٌ قَدْ لَفُّوا رُؤُوَسُهمْ، وَصَلَوْا بالْمَغْرَةِ لَبُوسَهُمْ، وَتَأَبَّطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَجَراً يَدُقُّ بِهِ صدْرَهُ، وَفِيهِمْ زَعِيمٌ لَهُمْ يَقُولُ وَهُمْ يُرَاسِلونَهُ، وَيْدعُو وَيُجَاوبُونَهُ، فَلَمَّا رآني قَالَ:

أُرِيدُ مِنْكَ رَغِيفـاً *** يَعْلُو خُواناً نَظِيفـاً
أُرِيدً مِلُحاً جَرِيشـاً *** أُرِيدُ بَقْلاً قَطِيفـاً
أُرِيدُ لَحْماً غَريضاً *** أُرِيدُ خَلاً ثَقِـيفَـاً
أُرِيدُ جَدْياً رَضِيعـاً *** أُرِيدُ سَخْلاً خَرُوفَا
أُريدُ مَاءً بِـثَـلـج *** يَغْشَى إِناءً طَرِيفاَ
أُرِيدُ دَنَّ مُـــدَامٍ *** أَقُومُ عَنْهُ نَـزِيفَـا
وَسَاقِياً مُسْتَهَـشّـاً *** علَى القُلُوبِ خَفِيفَا
أُرِيدُ مِنْكَ قَمِيصـاً *** وَجُّبةً وَنَصِـيَفـا
أُرِيدُ نَعْلاً كَثِـيفـاً *** بِها أَزُورُ الكَنِيفَـا
أُرِيدُ مُشْطاً وَمُوسَى *** أُرِيدُ سَطْلاً وَلِيفَـا
يَا حَبَّذَا أَنا ضَـيْفـاً *** لَكُمْ وَأَنْتَ مُضِيفـا
رَضِيتُ مِنُكَ بِهَـذا *** وَلَمْ أَرِدْ أَنْ أَحِيفـاً))
و... بس!! شفتوا مطالبهم شلون متواضعة ومحدودة؟!
ولا يقل أحدٌ منكم إن متظاهري مقامة بديع الزمان (مو مثلنه) وإنهم مجرد (حفنة ضالة ومندسة من المتسولين والمكدّين الوقحين الذين تحركهم أيادٍ خارجية) فمطالبهم، إن أردت الحق، مثل مطالب متظاهري اليوم، كانت كما يبدو من (الردح) أعلاه، عادلة بسيطة لا تخرج عن لقمة نظيفة وثياب لائقة وبضع كؤوس تدوخ الجمجمة وتهوّن عليهم قسوة الحياة في ظل لصوص المنطقة الخضراء. عفواً، أعني دمشق الغرّاء.
وتعلموا يا ناس!
الكلمة معناها:
الخوان: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل، صينية، جريدة الخ. اللحم الغريض: التازة. خل ثقيف: كلّش حامض. دن المدام: دَبَّة عرق. النزيف: السكران الفاقد. النصيف: أي شي يغطي الراس. أحيف: أروح زايد!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأدب الساخر-المقامة الدرنفيسية
- من شعر كارل ماركس - عازف الكمان
- من الأدب الكردي المعاصر - ضجر - قصة قصيرة لصبيح محمد حسن
- بوسترات شعرية - شعر دلبرين هالو - ترجمة ماجد الحيدر
- بشراك كردستان.. سأفوز بعرب آيدول
- أنا والناس والمدينة - شعر بدرخان السندي ترجمة ماجد الحيدر
- داعش وآذان داعش - شعر مؤيد طيب - ترجمة ماجد الحيدر
- الفخ - قصة قصيرة كردية بقلم عصمت محمد بدل
- من الأدب الكردي المعاصر- خورشيد الكاتب - قصة قصيرة لعبد الخا ...
- من الأدب الكردي المعاصر - حسن ابراهيم - التاج الذهبي- قصة قص ...
- من الأدب الكردي المعاصر - محسن عبد الرحمن -قصتان قصيرتان جدا
- عن البطل العاري وبندقيتيه - قراءة في رواية عبد الكريم يحيى ( ...
- زبيب - قصة قصيرة من الأدب الكردي
- لوي ماكنيس - قصيدة شمس الحديقة
- ثمة دائماً حرب قبل أخيرة - شعر ماجد الحيدر
- من الأدب الكردي- مكالمة هاتفية - قصة قصيرة
- انفلونزا المسلسلات التركية - القسم الثاني
- تيد هيوز - الغراب تخونه أعصابه
- تيد هيوز - قصيدة خط النسب
- يهودا عميخاي - قصيدة قطر القنبلة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجد الحيدر - أمة أضحكت الأمم-بين شعارات تظاهراتنا وشعارات المقامة الساسانية