أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - لنمضي لما بعد العبادي!














المزيد.....

لنمضي لما بعد العبادي!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 01:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


زار حيدر العبادي مدينة البصرة. وقد كانت هدف زيارته واحداً وواضحاً. وهو الامر الذي اثار احتجاج ونقمة وسخط الكثيرين من اهل البصرة. انها زيارة هدفها بث التطمينات للشركات النفطية في البصرة بان "لاخطر عليكم"، وان "الحكومة وبكامل امكانياتها ستتصدى لكل من يتعرض ويهدد عمل شركات النفط". ان هذا امراً مفهوماً ومتوقعاً.
بيد ان اعتراض الكثيرين يمكن ايجازه بالتالي: "لماذا لم يزور أهالي البصرة ويرى ماهي مشكلاتهم"، "لماذا لم يزور خيمة الاعتصام وفقراء البصرة"، "كنا ننتظر ان يأتي ليحل مشكلة الملوحة والبطالة والتقاطعات السياسية" ولهذا تحدث البعض عن "سحب التفويض الذي اعطوه له"!
انه اعتراض في غير محله فالأولوية التي مابعدها أولوية بالنسبة لحكومة الراسمال والنهب المنفلت هي السهر على عمل شركات النفط وتعاظم الأرباح والنهب والفساد، وليس حال احد من "الفقراء" و"المعتصمين"،. ان هذا تطلع في غير محله.
يجب ان لايغيب عن بال احد ان العبادي نفسه هو ابن الطبقة الحاكمة نفسها التي أوصلت المجتمع لما هو عليه اليوم، جراء نهبها لثروات المجتمع وفسادها واستهتارها بابسط مباديء الحكم والسلطة وغيرها. ولهذا يتحمل المسؤولية كاملة كسائر اقرانه في العملية السياسية تجاه الوضعية الراهنة. ان تحول اليوم الى "المنقذ"، وهو الدور الذي اكبر منه بكثير وكثير وكثير وسط حيتان النهب والجريمة المنظمة، فهو جراء هجوم جماهير العراق الكادحة والمحرومة على الهيئة السياسية الحاكمة ومنازلتها الصريحة والواضحة والمباشرة في الشارع.
لقد لبس العبادي رداء هذا الدور الفضفاض والاكبر منه لان "الحديد اصبح حامياً" ولايمكن دون القيام بشيء ما من شأنه تخفيف غلواء الجماهير ونقمتها، امتصاص غضبها وسخطها. وعليه ان يتصرف، لان بوسع هجوم مثل هذا ان يطيح بكل السلطة القائمة، ببرلمانها وحكومتها، بكل العملية السياسية الراهنة الملطخة بدماء وجوع وفاقة الأغلبية الساحقة للمجتمع.
ولهذا فان التطلع كثيراً من العبادي هو تطلع في غير مكانه. ان "تفويضه" لكي يرد على كل هذه الوضعية وملفاتها والبطالة و"ملوحة أراضي البصرة" هو "تفويض" الشخص بما هو ليس قادر عليه. انه وهم للأسف ينبغي ان ازاحته فوراً من اذهاننا واذهان المجتمع.
والادهى من هذا انه يأتي العبادي للحديث عن "البعض يقف ضد تطور العراق"! لاضع جانبا الان ان قصده من "تطور العراق" ليس هو رفاه المجتمع، انهاء البطالة وان ينعم العامل والموظف والمتقاعد والشاب بالضمانات الاجتماعية، بل ان يرسل ملايين براميل النفط يومياً، تزول فيه الازمة في السلطة الحاكمة، ولديه جيش قوي وأجهزة قمع تسير المجتمع وتفرض "الطاعة" على اي معترض على جوع وفقر وانعدام حقوق وحريات والخ. ولكن السؤال المطروح: هذا امر متوقع، ان يقف البعض ضد "تطور العراق"! ولكن ماذا فعلت انت (بوصفك احد الشخصيات القيادية الأساسية في الحزب والسلطة) وماذا فعل حزبك، حزب الدعوة، تحالفك "الشيعي" من اجل تطور العراق طيلة مايقارب من عقد؟! ان من وقف امام تطور العراق هو انتم، باحزابكم "الشيعية" وتحالفكم الوطني وسلطتكم! انتم من كنتم المصيبة والبلاء على راس هذا المجتمع، ولستم المنقذ له! طبعا لا اتحدث عن الأطراف الأخرى في خلق هذه المصيبة، لان هذا ليس موضوعي هنا.
على جماهير العراق والمتظاهرين ان يعبروا ورقة العبادي بسرعة، العبادي الذي لم يخجل، في الوقت الذي تمضي الجموع تلو الجموع نحو الساحات العامة في مدن العراق ضد هذه السلطة، كان يتحدث عن ان رده هو "تلبية لنداء المرجعية"! التي تذكرت اليوم بعد التظاهرات، هذه التظاهرات التي قد تطيح ليس بالسلطة فقط بل تطيح بالمرجعية نفسها واعتبارها ومكانتها على صعيد اجتماعي واسع، هذه المرجعية التي تذكرت اليوم ضرورة ان يضرب العبادي "بيد من حديد"! "تلبية لنداء المرجعية" هو تنكر وعدم احترام تام لحركة الجماهير التي نزلت للشارع بصدورها المفتوحه للشوارع. لقد تحدثوا عن إحالة ملف الموصل وفيه اتهام للمالكي وغيره بسقوط الموصل، هاهم يصلون الى اتفاق بشطب اسم المالكي من هذه القضية!! ان دليل على بؤس حركة العبادي هذه.
قد يستطيع العبادي ان يضرب على هذا اليد او تلك من السراق من الدرجة العاشرة، بيد انه اعجز ما ان يوجه ضربة ملحوظة للفساد والنهب. انه فساد ونهب بنيوي مقنن في طبيعة الهيئة الحاكمة باحزابها وتياراتها الطائفية والقومية. ليس العبادي "رجل الإصلاح الموعود"! انه رجل لامتصاص غضب الناس واحتجاجها وصيانة السلطة بعد اجراء تعديلات خفيفة لاترى بالمجهر! ينبغي ان يكون هذا واضحاً للجميع.
هذه العملية لايمكن إصلاحها قط. وعلى جماهير العراق ان تفكر جيدا وتمضي سريعاً صوب تعميق نضالاتها واحتجاجاتها، لتشمل لا المدن والاقضية، بل لتشمل كل مفاصل حياة المجتمع، في المعامل، المصانع، الجامعات، الدوائر، الاحياء والمحلات وتحويلها الى حركة احتجاجية عارمة تطيح بكل المستنقع الفاسد في المنطقة الخضراء. السعي في خضم هذه العملية اغلاق دور المحافظات، مجالس البلدية وغيرها التي هي مراكز أساسية للنهب وسلطة هذه القوى، مثلما جرى في بعض المدن. لنسترد المرافق الحياتية من ايدي هذه السلطة المتعفنة ونحول إدارة المجتمع للمجتمع نفسه. في هذا المجتمع من الطاقات والامكانيات مابوسعها ان تديره افضل بمليون مرة من هذه السلطة. وفي الحقيقة ان هذه السلطة لم تاتي للإدارة بقدر ما أتت للحكم والثروة والنهب.
ان العبادي عديم الحيلة ومرحلة العبادي البائسة لتمييع احتجاج الجماهير المحتجة والساخطة هي مرحلة عابرة جدا، لتعبرها الجموع الساخطة والمحتجة بسرعة وفورا.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرم بشع وتأجيج ابشع!
- كلمة الى عمال العراق! (حول قيام البعض بجمع الإمكانات المالية ...
- قارب واحد!
- بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!
- منجز جديد.. أهل الأنبار بحاجة الى كفيل
- تعلموا من طالباتكم!
- كلمة بصدد أحداث اليمن
- احذر: أوهام ومخاطر!
- حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!
- مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - لنمضي لما بعد العبادي!