أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جان نصار - المتشائل اميل حبيبي ذكريات وطرائف مضت















المزيد.....

المتشائل اميل حبيبي ذكريات وطرائف مضت


جان نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 13:42
المحور: سيرة ذاتية
    


لقد عرفت الكاتب الفلسطيني الراحل اميل حبيبي منذ نعومة اظافري وذلك نتيجة صداقة والدي له وانتسابهما للحزب الشيوعي ايام عصبة التحرر اي قبل قيام دولة اسرائيل. وقد بقايا معنا لسنوات طويله بعد قيام دولة اسرائيل وتحول الحزب من تسميته السابقه عصبة التحرر الى الحزب الشيوعي الاسرائيلي.
قام الرفيقان اميل حبيبي والرفيق متيا نصار(والدي) باصدار جريدة الاتحاد بتوصيه من الحزب قبل قيام الدوله اي عام 1944الواحد والعشرين من ايار في مدينة يافا عصبة التحرر بداية وهي الجريده الناطقه بأسم الحزب الشيوعي الاسرائيلي حتى يومنا هذا.
الجريده انذاك كانت تنطق باسم العمال والفلاحين ونتيجة رفض الانتداب الانكليزي في ذلك الوقت ان تكون الصحف باسم نقابات فسجلت باسم صاحبها ومؤسسها اميل توما للتمويه ورأسة التحرير كانت باسم الرفيق اميل حبيبي. والاداره والطباعه كانت بيد والدي لسنوات طويله.
توقفت الجريده عن الصدور بعد فتره لتعاود الصدور من حيفا في ال48 بنفس التركيبه مع وجود الرفاق توفيق زياد وتوفيق طوبي وبعض الاسماء الذين ساذكرهم وعرفتهم شخصيا.
فقط للتذكير اذ يحاول البعض التمويه وحجب الحقيقه على انتماء الكثير من ادباء وشعراء الارض المحتله على انهم يساريون او ليبراليون او وطنيون وقوميون ولكن الحقيقه هي ان كل الاسماء التي ساذكرها كانوا رفاق ومنتسبين للحزب الشيوعي رسميا اي شيوعيون لفترات , وان كان البعض ترك الحزب او تخلى او غير جلده.
اميل توما واميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران عصام العباسي صليبا خميس علي عاشور محمد خاص توفيق طوبي جمال الشنطي وحتى المفكر عزمي بشاره والكثير من اسماء الادباء والكتاب فهذه حقيقه لا يمكن انكارها حتى من هؤلاء الادباء والشعراء والكتاب انفسهم .عرفتهم جميعا والكثيرين شخصيا.معظم هؤلاء شاركوا في اصدار ادبيات الحزب بالاضافه لانتاجاتهم الخاصه.
ولا بد لي ان اذكر المحاميه اليهوديه الشجاعه فيليتسيا لانغر والتي دافعت عن الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني صاحبة كتاب بأم عيني الذي يتحدث عن الاسرى في السجون الاسرائيليه.واليوم هي تعيش في المانيا بعد ان هاجرت من اسرائيل.
ولدت انا جان في مدينة حيفا وعشت فيها الى ان انتقلنا الى رام الله و استقرارنا اخيرا في مدينة القدس منذ عام 1967.
كانت هذه مقدمه لا بد منها.
اميل حبيبي كان انسانا مرحا وكاتب ملتزما جادا و ساخرا في نفس الوقت اي النقيض والاختلاف, سياسيا بارعا , ورائعته الادبيه (سعيد ابو النحس المتشائل )هي علامه فارقه في انتاجه الفكري والادبي .كان حاد اللسان اي سليط ويشتم بصوره ساخره حتى ابشع وابذئ الشتائم لدرجه انه يجعل متلقيها ان يتقبلها برحابة صدر واعتقد اني تأثرت بذلك نوعا ما. لن ادخل في تفاصيل سيره ذاتيه للراحل لاني لست مؤهلا لذلك, لكني اكتب ما عيشته وسمعته منه ومن ابي بحضورهما معا.
من الطرائف:اصدرت جريدة الاتحاد عنوانا ومنشيت رئيسي عن اعضاء احدى البلديات العربيه في الشمال بعد قيام دولة اسرائيل بسنوات, بالبنط الاحمر ما يلي:نصف اعضاء المجلس البلدي(الاسم محفوظ) الفلاني هم مرتشون وفاسدون.طبعا الكاتب كان اميل حبيبي نفسه.
هاجت وماجت البلده وقدم وفدا من المجلس البلدي الى مدينة حيفا ومقر الاتحاد متوعيدين ومهددين ان هذا الكلام غير صحيح وهذا تجني وبعد المشاحنات والاخذ والعطى قال اميل ان غدا سيصدر عنوان جديد لتلافي الخطئ والاعتذار وتصحيح الخبر. وعاد الوفد الى القريه.
وبالفعل في اليوم الثاني كتبت الاتحاد في عنوانها اعتذار وتصحيح خطئ وكان كالتالي:نصف اعضاء المجلس المحلي الفلاني مش حراميه.
بمعنى ان العم اميل لم يتراجع عن اتهامه وبصوره ذكيه وساخره اعاد الكره الى ملعبه.
نادره ايضا قصها علي الرفيق اميل حبيبي وكان دائما حتى من صغر سني يقول لي يا رفيق.وهذه كلاماته:
في يوم وانا جاي من الناصره لحيفا وعند ساحة الحناطير واذ بشوفلك ارمه(لافته) كبيره ومرسوم عليها جزمه طويله(حذاء) وتحتها مكتوب مطهر اولاد. يا رفيق ما دخلتيش بمخي وفو تت على المحل قولت بدي اسأل فضولي اتلني.لاقيت زلمي قاعد على كرسي وادامه طاوله وسألته :دخلك ايش هادا المحل.قام جاوبني مطهر ولاد شو بتعرفش تقرا.قولتلو يا عمي بعرف اقرا بس ليش حاطت على الارمه صورة جزمي.
ضحك وقاللي طب شو بدك يعني ارسم(يعني المقصود انه يرسم قضيب )
ضحك اميل وقال للزلمي بهاي معك حق غلبتني.
تكررت لقاءاتي مع الرفيق اميل حتى في اثناء دراستي في تشيكوسلوفاكيا فكان هو مندوب عن الحزب في مجلة قضايا السلم والاشتراكيه لمدة سنتين او اكثر.
اميل كان عنده فوبيا وخوف من ركوب الطائرات وعند انتدابه لتمثيل الحزب في مجلة قضايا السلم والاشتراكيه كان في طائرة السفر معه ابنه سلام بعد حصوله على منحه دراسيه للدراسه في براغ.
الرحله كانت من مطار تل ابيب لفينا وبعدها للعاصمه التشيكيه براغ تستغرق تقريبا اربع ساعات.
الابن سلام كان في بداية العشرينيات وكان يدخن بالسر دون علم والده .(طبعا هو هيك كان مفكر) وخلال الرحله كان الابن يجلس بجانب الوالد وعمنا ابو سلام على اعصابه وقلق ومتوجس وخايف من الرحله واخونا سلام عن اذنك يابا رايح على الحمام كل نص ساعه, وابو سلام متضايق وما بدو يتزحزح عن الكرسي لحين هبوط الطائره بسلام. في المره الثالثه لما قال سلام لابوه بتسمح يابا بدي اروح على الحمام مشان يدخن.
عندها ابو سلام بعصبيه قال لابنه: اقعود هون يا ابن الكلب هاي كروس دخان ودخن زي ما بدك لوحتني وانت رايح جاي.
ابو سلام كان مدخن شره لسنين طويله.
في يوم كنت مار في احد الشوارع في مدينة براغ قرب مكان عمل وسكن ابو سلام مع زوجته .واذ العم ابو سلام بظهر و بقولي اجيت والله جابك ولك تعبان ومش غادر امشي بدي حدا اتعكز عليه.
مسينا انا ابو سلام وحط ايدو انكجي بايدي, وانا بقولو رفيق ابو سلام اسى(هلئ) التشيك لما بشفونا هيك بفكرونا هومو (مثليين) .ضحك وقللي يفكروا شو ما بدهم يفكروا يحلو عن طي.... مؤخرتي اي هو انا سائل وضكنا طويلا.
لما وصلنا على البيت قالي يللى تعال اتغدى عنا ام سلام اكيد طابخه اشي زاكي .بصراحه انا كنت مخور من الجوع بس خجلا قلت انا اتغديت قبل ما اشوفك بخمس دقايق.
قال طب بلاش الغدا بعرفك زي ابوك بتحب الكونياك بتشرب كاس وبتنصرف.
تحججت وقلت اني مستعجل قام قال لي روح يلعنك ويلعن ابوك وضخكنا وودعته.
التقينا مرارا وتكرار في عدة مناسبات في براغ.
التقيت معه حين عودتي وانتهاء دراستي في مدينة القدس مرارا اذ انه كان عضو كنيست لسنوات طويله وزيارته لوالدي لم تنقطع عدا على معرفته بوالدتي اذ انهما كانا ينحدران من نفس المدينه الناصره.
في احد المناسبات عرض اميل علي وعلى والدتي السفر معه من مدينة القدس الى الناصره بعد انتهاء عمله لزيارة خالتي واقاربنا هناك.
لازالت هذه الرحله ماثله امامي لليوم اتذكرها .
كان اميل يمتلك سياره فولسفاجن بيتل صرصور واذا لم تخني ذاكرتي لونها اصفر.
ركبنا انا والدتي مع ابو سلام في اتجاه مدينة الناصره وبعد ساعه من السفر قال اميل خلص خلص انا مش غادر وقف السياره على جنب وقال لازم انام شي 5 او 10 دقائق تحكوش ولا كلمه.
امي ايضا سليطة اللسان وما قصرت وقالت له ولك يا زلمي بتغدرش تكمل السفر وبالبيت تنام .
اجاب:لا يا ستي اذا مش عاجبك انت وابنك انزلو من السياره بديش اخدكم .ضحكنا وبالفعل نام 10 دقائق وصحي وكمل الطريق.
بعد ساعه غمزني واراد مشاكسة والدتي وقال اسمها:ولك يا ماري لازم كمان مره انام.
ولعت مع والدتي وقالت له ولك يا زلمي بدك اتجننا وضحبك وقال اي اه كان بدي انرفزك وظبطت معاي وو صلنا الى الناصره بعد ضحك واحاديث جميله وطرائف من ابوسلام.
اميل حبيبي كان عضو كنيست لسنوات وعضو مكتب سياسي للحزب الشيوعي وترك الحزب ولم يعرف الكثيرين السبب الرئيسي لذالك. وكانت هناك دائما تخمينات وتحليلات لسبب تركه الحزب.
لكني اذكر جيدا ان والدي كان معارضا لذلك ومع ذلك فقد بقيت صداقتهما الى ان توفي الراحل اثر مرض عضال وقبل وفاته بشهرين كان عندنا في مدينة القدس.
اذكر انه عندما ترك الحزب اميل كان في زيارة والدي وفتح والدي موضوع تركه للحزب بحضوري.
قال والدي:انت ا ابو سلام ليش تركت الحزب.
اجاب ابو سلام لعدة اسباب وشرحها واذكر فقط عندما قال يا زلمي هدول جماعة الحزب كتير دكتاتورين.
ضحك والدي وقال له:يا ابو سلام ما انت اكبر دكتاتوري انت كنت الشخص التاني بالحزب وعضو مكتب سياسي جاي اليوم تقولي دكتاتورين.
والدي بقي حتى اخر ايامه شيوعي ويحمل الافكار الاشتراكيه وعندما سئلته في اخر ايامه قبل 5 سنوات عن رأيه بالشيوعيه اجاب:لي الفخر باني كنت شيوعيا ولو بعثت من جديد ساختار نفس الطريق.
انا شخصيا امشي على نفس مبادئ والدي ولو بعثت ساختار الاشتراكيه مع اصلاحاتها وتحديثها.
اشكر القراء على حسن المتابعه وحتى نلتقي.



#جان_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيفاء وهبي وجدلية الصراع الفلسطيني فلسطيني
- نقد القاسم افنان امتنان وامتحان وليس امتهان
- هاي حقوق انسان يا سيدي الفهمان
- زوجتي والقط
- احنا طراطير ومش فاهمين اللي بيصير
- مثقفي الحوار وحلول القضيه الفلسطينيه
- عطلة الملك السعودي لفرنسا غير
- كل 14 تموز اتمنى ان اكون فرنسي
- داعش عندنا يا مرحبا يا مرحبا
- انا ومزاجي الكتابي وزمن الكئابي
- عبد الدايم نايم في رمضان صايم
- للسعودين والقحطاني مبروك واجمل التهاني
- الاكس فاكتور وبرامج رمضان ومحبوب العرب
- ردات الفعل الانفعاليه على مقاطعة اسرائيل
- عندي اربعين هل من معين
- اليسار راحت البلاد والعباد ونفس العناد
- ذبحتونا....ارحمونا...مرمرطتونا
- فلسطين والفيفا....موني توكس
- جزيرة قطر الارهاب وتلميع النصره الاحباب
- هل هناك انجازات واختراعات للعرب تقدر بالذهب


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جان نصار - المتشائل اميل حبيبي ذكريات وطرائف مضت