أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد سلوم - استراتيجية الساعة الخامسة والعشرين















المزيد.....

استراتيجية الساعة الخامسة والعشرين


سعد سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شبح الإرهاب الصاخب

ليس الإرهاب الشرق أوسطي محض وباء ظهر نتيجة غضب الهي على الحياة المدنية الحديثة ولا هو عصا الله يسوط بها الإنسان الحداثوي الذي نسي جوهره الروحي فانفصل عن معنى ذاته ودخل صراعا لا ينتهي مع نفسه ضد نفسه وضد الأخر-في صورة العدو-
انه نتاج ليس منقطعا عن أسباب تتعلق بالبنية الاجتماعية والاقتصادية لعالمنا المعاصر والخلل الذي يسم عولمة أزمنتنا الراهنة:لذا كانت طريقة النظر إلى المتطرفين من الذين عاثوا فسادا في العراق وفي أجزاء كثيرة من العالم كنماذج فرانكيشتاينية أو مسوخ من عالم ما قبل التاريخ ، هي في جوهرها نظرة تنم عن استخفاف وسطحية تغفل عن القوة التي تنطوي عليه إيديولوجيتهم وتأثيرها الذي يتغذى على أسباب الحقد والكره للذات-بسبب فشل مشروعها- وللاخر-بسبب نجاح مشروعه- ويبقى الجهد الحقيقي لفهم الإرهاب وطبيعة القوة التي تدفع إنسانا ما لتفخيخ نفسه ونشر موته الخاص إلى نطاق انتشاري يبعثر جسده إلى ألف علامة استفهام لا تجيب على ابتسامته الغريبة المنتشية بلذة الموت.
والإشكالية الكبيرة التي تواجه اليوم الولايات المتحدة هي فشل سياساتها لمعالجة الإرهاب واستئصال جذوره-ذلك المارد التي هي مسؤولية عن انطلاقه قبل أي جهة أخرى- .وان محاولة الإجابة عن أسباب انطلاق العنف الإرهابي المتفجر قد يقتضي تقديم قراءة للظاهرة على أسس علمية مما يسبب حرجا كبيرا في تناول لعقائد وتحليل لأسباب قد تظهر الباحثين بمظهر المتعاطفين مع سلوك الأشخاص موضع الدراسة مما يدفع معظم المراقبين والكتاب للانخراط في ترديد ما كتب أو التنويع على الآراء السائدة أو الاكتفاء بالرصد البارد للاتجاهات والميول التي يغذيها نسغ السياسات المحلية والدولية التي تتجنب تصوير جبهة الإرهاب كنوع من الثورة المضادة
وشبح الإرهاب لا يظهر فقط على سبورات المدارس الإسلامية التي تظهر آيات تمجد الحرب على الكفار في ظل وضع تعليمي ضحل وتجهيل مقصود وتراكمي حتى بات وثنا يصعب كسره بعصا التقنية أو الحداثة وليس هو بالتمام شبح هوليودي مصنع خصيصا لإزجاء الفراغ الذي يتناب صناع الحروب بعد تساقط معسكر أعداءهم ، وأن يكن بالأساس دمية حشتها الولايات المتحدة بالقش لكي ترعب بها المد الشيوعي فاذا بها مثل تشاكي- دمية الرعب- في الفلم الهوليودي الشهير متعدد الأجزاء- تصبح حقيقة واقعة وتعض ذراع من ساهم في صنعها وتنبعث فيها روح الكره العميق لأسباب الحياة البشرية وتنتنابها حمى الدمار فتشعل النار من حولها متغذية على الكراهية التي تنمو على تربة النفور من الثقافة الأمريكية التي تروج لأنماط استهلاكية تسطح الحياة والوعي ولثقافة العنف والجنس و تنبثق معها ومن خلالها هواجس فشل الحداثة العربية كتنفيس عن الخذلان بمشاريع التحرر الوطنية وخيبة المواطن بشكل ومضمون سياسات حكومته التي تراوح في مكانها بل أعمق من ذلك تريد ان تراهن على الاحتياطي الحضاري الهائل من الشعور بالغبن والامتهان جراء السياسات الاستعمارية وانماط الهيمنة ما بعد الكولينيالية وهو ما ليس معزولا عن الاستجابة العنفية لسياسات ازدواجية المعايير التي تخفي من ورائها استخفافا بمن هم أدنى من واضعي ومنفذي القرارات الدولية
.
استراتيجية الساعة الخامسة والعشرين

وكانت السياسات العلاجية الأمريكية التي انبثقت بعد تدمير برجي التجارة العالمية(البرجان التؤامان)، أي في الساعة الخامسة والعشرين من انطلاق قوى الشر من مكامنها !هي سياسات فوات الأوان التي تعالج الظاهرة على مستويين يثير كل منهما إشكاليات تساعد على انتشار الوباء وتعميق دفاعاته ضد أسلوب المعالجين وأنواع علاجاتهم التي كانت أضرارها الجانبية مما يساعد على استفحال الظاهرة وتأبيد تأثيراتها وتحصنها ضد أمصال الوقاية والعلاج
لذا جاءت سياسة نشر خيمة الخطاب الإعلامي على صحراء بلاد العرب بعد أن استبدلت كاريزما لورنس العرب بسحر التقنية الهائل التأثير وكأن ذلك كفيل بان يلقي الإعرابي الصحراوي بأسلحته ويتبع أنبياءه الجدد الذين يتكلمون برطانة رموز الكيبورد الحاسوبي عن أساطير جديدة ويعدونه بفردوس الديمقراطية والاستقرار بعد أن فشل سادته المحليون في الحفاظ على هيبة مكة!
ذلك في الوقت الذي لم تتوقف فيه الآلة الحربية عن نشر منتجاتها الجديدة وتجريبها على قبيلة الفئران الجديدة التي يولد منها جيل جديد في كل لحظة تشتد فيها نيران الابادة.
وقد ادرك القائمون على السياسة الأمريكية بان طبيعة الحرب ضد الإرهاب يجب إن لا تأخذ الطابع العسكري الصرف(القوة الخشنة) بل يجب ان يتساوق معها جهد حقيقي لفهم هذه الظاهرة العنيفة والتصدي لها على مستوى الأفكار أي على مستوى أيديولوجي لأنها معركة تدور أساسا حول كسب العقول والقلوب ، أي حول صورة الولايات المتحدة في عيون الآخر وهو ما دفع بهم في النهاية لإدراك ضرورة التأكيد على وسائل (القوة الناعمة) لا سيما الأعلام والثقافة لخلق أرضية مناسبة لتحقيق تحول نوعي في المنطقة والقضاء على وباء الإرهاب. ولكنهم جوبهوا بعدو صعب المراس يمتلك أسلحة غير مرئية ذلك أن استراتيجية القبلة الناعمة قد لا توقظ الأميرة العربية من سبات الاستسلام للجهل والتطرف لا سيما في ظل حجم التأثير الكبير الذي يمارسه وحش المنظمات الأصولية الإرهابية على نفوس وقلوب الاجيال الشابة في المنطقة العربية والتي يضيق أفق مستقبلها وتدفن في رمال الواقع أحلامها طبقا للمزاج السياسي المتقلب لأنظمة المنطقة وتندفع كرد فعل طبيعي للاستجابة للتطرف ولتعميق أسباب الكره لامريكا،مصدر الطغيان العالمي وحاضرة المتربول المعاصرة. التي تريد أنشاد أغنية الديمقراطية على خراب المسرح الذي قامت بإحراقه.


جوزيف ناي وسحر القوة الناعمة

وقد تنبه جوزيف سي ناي عميد كلية كيندي و هو رجل له سجل حافل في تقديم المشورة السياسية للمخابرات الأمريكية ووزارة الدفاع .وكان قد حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هارفارد وعين مدرسا بهذه الجامعة حتى عين عميدا لكلية كندي عام 1995. تنبه ناي إلى وجوب التفريق بين نوعين من القوة للولايات المتحدة هما القوة القاسية(الصلبة أو الخشنة) و القوة الناعمة. فالأولى عبارة عن القوة العسكرية و الاقتصادية و التي هي هائلة عند الولايات المتحدة ، والثانية هي عبارة عن الانفتاح و الأفاق و قوة المثل العالية الثقافية و يؤكد( ناي) أن الولايات المتحدة فقيرة في هذا الجانب. لهذا السبب عجزت عن تحقيق شيء ذي بال في العراق رغم أن قوتها العسكرية كافية لتدمير العالم العديد من المرات.
والاهم إن ناي قد فطن إلى أن وحش المنظمات الإرهابية يمتلك قوته الناعمة وهو ما يتمثل في قدرتها على جذب الأتباع والأنصار، واستخدام الإنترنت وتقنيات الاتصال المتطورة لتحقيق أهدافها. وإذا كانت الشيوعية قد مثلت أكبر تحديات القوة الناعمة إبان الحرب الباردة فإن أكبر تحد يواجه واشنطن حاليا هو الأيديولوجيات والمنظمات الراديكالية الإسلامية، ولا سيما المذهب الوهابي المتشدد الذي رعته السعودية، ورعت معه الجماعات المتطرفة قبل أن يتحول دعمها للتطرف وبالاً عليها. وقد أثبت تنظيم القاعدة شعبيته الواسعة في استطلاعات الرأي التي أجريت في إندونيسيا وباكستان والأردن والمغرب وفي أراضي السلطة الفلسطينية، عقب تدمير البرجين التؤامين.
ويؤكد ناي استحالة نشر الديمقراطية بالقوة، وتكمن في رأيه مفاتيح النجاح في: السياسات التي تسمح بانفتاح اقتصاديات الإقليم، والحد من السيطرة البيروقراطية، وتسريع النمو الاقتصادي، وتحسين أنظمة التعليم، وتشجيع إجراء التغيرات السياسية على مراحل. القوة الصلبة كانت هي الكلمة الأسهل في عبارة (افتح يا سمسم) التي تعد المنطقة بكنوز الديمقراطية ، كما يتضح من تجربة الحرب على العراق، لكن التحول الحقيقي للمنطقة يحتاج إلى كنز القوة الناعمة، إلى جانب وسائل أخرى. وهذا الاتجاه بات ينعكس في تحولات الخطاب السياسي الأمريكي


صراع الرؤى والانتصار في الحرب الإيديولوجية


جاءت تحولات الخطاب السياسي الأمريكي لتعكس اهتماما بالقوة الأيديولوجية للإرهابيين ومن ثم تتضمن اعترافا بمقدار التأثير الهائل لعقائدهم وأفكارهم وحسب نشرة واشنطن التي يحررها ديفيد أنثوني ديني، بتاريخ ، 20 آب/أغسطس، 2004 – ذهبت كوندوليزا رايس يوم كانت تشغل منصب مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي في سياق استعراضها لجهود الحكومة الأميركية لمحاربة التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط في خطاب ألقته في التاسع عشر من آب/أغسطس من ذلك التاريخ إلى إن الانتصار في الحرب ضد الإرهاب سيحتاج إلى حرب أيديولوجية.
وشددت رايس في خطاب ألقته في المعهد الأميركي للسلام بواشنطن على الطبيعة الطويلة الأمد للصراع مع الإرهابيين. وأشارت إلى أن لجنة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر دعت إلى ضرورة توفر إستراتيجية تكون ذات طابع "سياسي بقدر ما هو طابع عسكري" لشن "صراع للأفكار" لهزيمة الإرهاب الإسلامي.
وقالت رايس "إن الرئيس بوش وأعضاء حكومته لم يكونوا ليتفقوا أكثر من ذلك مع تلك الإستراتيجية" وإن الرئيس اعترف منذ بداية الحرب على الإرهاب "بأن المسألة تتعلق بصراع في الرؤى بقدر ما هو صراع سلاح". ونقلت رايس عن أول خطاب عن حال الاتحاد للرئيس بوش قوله "إن أميركا ستتخذ جانب الرجال والنساء الشجعان الذي يدافعون عن القيم حول العالم، بما في ذلك العالم الإسلامي، لأن لدينا هدفا أعظم من القضاء على التهديدات واحتواء مشاعر الاستياء. فنحن نسعى إلى وجود عالم عادل وسلمي يتعدى الحرب على الإرهاب".
وأضافت رايس قائلة "إن الرئيس بوش حوّل كلماته إلى أفعال." ومضت في تحديد عناصر الإستراتيجية الرامية إلى جلب الحرية للشرق الأوسط:
- دعم حرب أفغانستان والعراق ضد الإرهابيين والتطرف وجهود هاتين الدولتين لتشكيل حكومتين ديمقراطيتين.
- التعاون مع منظمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) ومجموعة الدول الصناعية الثماني لمساعدة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا الكبيرين على "خلق الوظائف، وزيادة الحصول على رأس المال، وتحسين مستوى تعلم القراءة والكتابة والتعليم، وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق التقدم نحو الديمقراطية."
وهكذا يتساوق في استراتيجية رايس جهد القوة الخشنة (الحرب العسكرية ضد الإرهابيين في افغانستان والعراق)مع الجهود الرامية لخلق حكومات ديمقراطية فيهما ويتم ذلك أيضا ضمن سياق عام لتحسين الأحوال المعيشية ودعم متطلبات المجتمع المدني في المنطقة العربية ككل(الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) وهي مهمة سوبرمانية لا تستطيع الولايات المتحدة تنفيذها دون دعم المجتمع الدولي-اوربا الغربية بالذات- ولكن ترتيب الاولويات في هذه الرؤية قد يقتضي المضي في اعتماد القوة الخشنة للقضاء على العقبات في وجه المشروع الامريكي


الحجج المضادة وستراتيجية المراحل

وبتاريخ 15من اذار 2005 اشار وكيل وزارة الدفاع الامريكي (دوغلاس فيث) إلى إنه يجب التصدي لعقائد الإرهابيين وهزيمتها بحجج مضادة حيث قال(سيتعين علينا، لإلحاق الهزيمة بأعدائنا في هذه الحرب، أن نقوم بأكثر من المهاجمة والتمزيق؛ سيتعين علينا أن نتصدى لإيديولوجيتهم بحجج مضادة تنتصر عليها). كما تضمن خطابه اعترافا بمدى جاذبية الايديولوجيات المتطرفة في نفوس وقلوب الشباب حيث قال( إن ما يدفع شرائح معينة من المسلمين في العالم إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية أو مساعدتها هو إعجابها بالإيديولوجيات المتطرفة وميلها إليها). وكانت لفيث اشارة الى توصيات لجنة الحادي عشر من أيلول التي أكدت في اعقاب ذلك الهجوم الشهير اهمية تحقيق الانتصار الايديولوجي وليس العسكري فحسب وهو ما أكدته رايس قبله حيث أضاف( وكما أشارت لجنة 11/9، ينبغي أن يكون هدف الولايات المتحدة، علاوة على مهاجمة الجماعات الإرهابية، "تحقيق الغلبة (...) على المدى الأطول على الإيديولوجية التي تؤدي إلى بروز الإرهاب الإسلامي.)
ويرسم فيث إستراتيجية ذات مراحل في معركة الأفكار ضد الارهاب الدولي حيث يرى أن ( الجزء الأول هو الجهد المبذول لنزع الشرعية عن الإرهاب -جعله غير مشروع- إن الاستهداف المتعمد لمواطنين عاديين يقومون بأمور حياتهم اليومية في المكاتب والأسواق ومثل هذه الأماكن ليس أسلوباً سياسياً يستحق المديح أو الصفح من قبل الناس الطيبين المحترمين.) ويستشهد فيث بالرئيس بوش الذي ذهب الى إن( سياسة الولايات المتحدة تهدف إلى جعل الإرهاب مثل تجارة الرق أو القرصنة أو الإبادة الجماعية- نشاطات لا يمكن لأي شخص يطمح لأن يحظى بالاحترام أن يتغاضى عنها، ناهيك بأن يدعمها. وهو هدف طموح بتغيير طريقة تفكير الملايين من الناس).
ويضرب فيث بعض الامثلة الجديرة بالالتفات إليها بشكل خاص، اهمها جهود بريطانيا لوضع حد لتجارة الرقيق الدولية في القرن التاسع عشر. وقد كان ذلك الجهد عملية طويلة واسعة النطاق ومتعددة الجوانب. ولعبت البحرية البريطانية دوراً رئيسياً فيها، كما فعلت الكنيسة. وعمل صحفيون ودبلوماسيون وشخصيات جامعية في سبيل القضية. واستغرق الجهد أكثر من خمسين سنة، ونجح في نهاية المطاف ليس فقط في قمع تلك التجارة المحزنة، إلى حد كبير، وإنما أيضاً بجعلها غير مشروعة (نزع الشرعية عنها). وفي نهاية القرن التاسع عشر، لم يبرر العالم المتحضر تجارة الرقيق أو يتسامح بشأنها، كما كان يتم عادة في بداية ذلك القرن. فقد غير الجهد البريطاني الطريقة التي كان يفكر ويتحدث ويتصرف بها ملايين الناس.
ويضيف فيث انه قد استُخدمت في حرب بريطانيا على تجارة الرقيق، بلغة اليوم، جميع أدوات السلطة القومية. فقد استخدمت القوة "الصلبة" (أي العسكرية) والـ"لينة". واستخدمت طاقات الحكومة والمجتمع ككل.
كما شدد فيث على دور المؤسسات غير الحكومية ومؤسسات الفكر و الرأي والجامعات ، في الصراع الإيديولوجي ضد الإرهاب. حيث أنها حسب رأيه تشن معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب بشكل أكثر فعالية مما يمكن للحكومة الأمريكية..
وبعد نزع الشرعية في استراتيجية هزيمة الدعم الإيديولوجي للمتطرفين. يشير فيث الى عنصر أخر انصرف الرئيس بوش الى تأكيده في خطاباته الأخيرة: تعزيز المجتمع المدني والحرية السياسية والحكم الذاتي. وكما قال في خطابه بمناسبة تنصيبه لفترة رئاسية ثانية: "إن بقاء الحرية مستمرة في بلدنا يعتمد بشكل متزايد على نجاح الحرية في بلدان أخرى. وأفضل أمل (لحلول) السلام في عالمنا هو امتداد الحرية في جميع العالم. إن مصالحنا الحيوية وأعمق معتقداتنا أصبحت الآن واحدة."


صورة الولايات المتحدة ومخرجات الوضع العراقي

يواجه المشروع الأمريكي في المنطقة وصورة الولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي أكبر تحد تاريخي تخوضه الذات الأمريكية أمام الاخر ، لاسيما في ما يتعلق بمخرجات الوضع العراقي ومستقبل دولته المعاصرة ، بعد أن باتت نزعة التشكك هي الطاغية وتعمق ارتباط سكان المنطقة أكثر فأكثر بعذاباتهم التي طالما تجاوزتها الحسابات السياسية ولا يزال الموقف الشعبي العام يستنكر موقف الإدارات الامريكية المتعاقبة التي ظلت على الدوام تأخذ جانب الطغاة والمستبدين وتساندهم ضد شعوبهم بل انها كثيرا ما تنكّرت للانظمة الديمقراطية وعملت على الاطاحة بها، ولهذا فلا عجب في ان الكراهية التي تكنها للولايات المتحدة بعض الشعوب المظلومة عميقة وتحتاج معالجتها إلى طول صبر وسياسات ثابتة واستراتيجيات ذات جدوى. وبدون أستئصال الاسباب الحقيقية لجذور هذا الكره العميق يبقى الخطاب السياسي مأخوذا بحمى الخداع الذاتي ومجهزا للتعليب من أجل الاستهلاك المحلي والدولي وتلميع صورة بهتت الوانها بحيث تحتاج الى ما هو أكثر من اعادة طلاء ألوانها. ويظل السؤال يلح :هل يمكن معالجة جذور العداء للولايات المتحدة بتغيير نبرة الخطاب السياسي أو تقديم الدعم والتمويل لاتجاهات جديدة –من حيث الاسلوب- مشتركة من حيث الجوهر والهدف؟ .الحقيقة ان التحدي الذي يواجه المشروع الامريكي في المنطقة هو تحد لا يمكن تجاوزه دون تعديل السياسات الامريكية ذاتها ومن ثم تغدو تحولات الخطاب السياسي الامريكي و يغدو التأكيد على جوانب جديدة في الاستراتيجية الامريكية بمعزل عن احداث تحول نوعي في انماط التوجهات الامريكية محض عبث لا طائل من ورائه .



#سعد_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دستور 1925 إلى دستور الاستفتاء الشعبي2005
- ديمقراطية الموجة الرابعة بين حلم الإصلاح العربي ومنطق الطموح ...
- كبش الفداء العراقي
- عصر صناعة المستقبل استراتيجية للانعتاق من فوضى القرن الحادي ...
- البرج العاجي للأمانة العامة للامم المتحدة ،مهام الأمين العام ...
- خارطة طريق لإصلاح الأمم المتحدة بعد ستين عاما على تأسيس المن ...
- برلمان العالم وإصلاح الأمم المتحدة،الجمعية العامة للأمم المت ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد سلوم - استراتيجية الساعة الخامسة والعشرين