أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق الجنابي - في غَباء الغُربه!!!!














المزيد.....

في غَباء الغُربه!!!!


فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


في غَباء الغُربه!!!!

غبي من يعتقد ان العراقيين في الغربه هم سعداء بعيشتهم، والأغبى من يفكر بالهجره والعيش في الغربه، اما اغباهم فهو من يعتقد انه غريب في بلاده.
ان من يعيش الآن في الغربه بسبب عمل جعله ان يترك العراق لفتره من الزمن ،او بسبب الدراسه ،او انه مستثمر في بلد ما ،فلا ضير في ذلك لان تفكيره وهواجسه دائماً ستكون مرتبطه ببلده الام وان منافعه في الخارج ستعود عليه وعلى عائلته بالخير، وخاصةً بعد عودته الى الوطن الذي سيجعله في المكانه المرموقه والرفاهيه المرغوبه له ولعائلته.
واما من يحاول الهرب من الظلم المستشري في العراق الآن ،فانه يفكر ليومه فقط ويحاول الهروب للحصول على لقمة العيش له ولعائلته والامان عليهم، ولا يمكن لاحد ان يلومه على حرصه على عائلته ،ولكنه يجب ان يفكر بالعواقب وما سيجنيه من هذه الغربه المؤلمه الغير مخطط لها ،وما هو مستقبل اطفاله في بلد سيكونون طول عمرهم غرباء فيه ومضطهدين نفسياً،يشعرون بالنقص اتجاه مواطني ذلك البلد ،كما ان شعب تلك البلاد سينظرون لهم كسراق للقمتهم ومنافسيهم في رزقهم دون ان يبينوا لهم ذلك ،خوفاً من قوانين بلدهم بمحاربة العنصريه والتطرف ،بالرغم ان قادة تلك الدول يشعرون مثل شعور مواطنيهم ولكنهم ايضاً يخافون من القانون الدولي المرتبطين به بمعاهدات انسانيه. صحيح ان الاطفال ستتوفر لهم حياة هانئه ومخطط لها لمستقبل جيد ،وسيضحكون ويمرحون كثيراً خلال حياتهم الشبابيه ،ولكن عند الكِبَر ستتغير عندهم الآفاق ويتبدل الشعور المفرح الى كآبه للاسباب التي ذكرتها سابقاً، بل سوف لايشعرون بالمواطنه وفخر الانتماء للوطن في غربتهم بالرغم من حصولهم على جنسية ذلك البلد،وكما قال لي صديقي في هذا البلد الذي انا فيه(طول عمرك ستبقى غريب) وقد صدق.
وبالنسبه لمن يعتقد انه غريب في بلده ويجب ان يعيش في بلد آخر،فان درجة غبائه وصلت الى مستوى الجنون،وان الاحباط قد تغلب عليه بحيث اصبح عنده الانتماء لأرضِه هو كفرٌ بِرب العباد،وهذا ايضاً لا يُلام، لما نراه من آلامهم وحسرتهم لدقيقة عيش هانئه.على هذا المواطن ان يصبر وان يكافح لِرِفعَة بلده ،فان شعوباً كثيره دخلت حروب لسنين ،فمثلاً امريكا دخلت في حرب اهليه لعشرين عام واوربا تحملت اربعين عام من حروب عالميه ،ولكن بمثابرة شعوبهم وتضحيات اجدادهم، تراهم الآن يفتخرون بتلك الحروب ،بعكس الغريب الذي يهاجر لهم فليس لديه مشترك معهم في التاريخ ،لان تاريخه هو في بلده ،بخيرِهِ وشرِهِ وحِلوِهِ ومُرِّهِ.ارى الشباب العراقي هنا يكافح ويَجِدْ ويعمل باخلاص لكي لايُطرد من عمله ، واي عمل؟ فانها اوسخ الاعمال واتعبها الا ما ندر،وليت شباب العراق يعملون بجديه واخلاص كما يعملون في الغربه. ترى الشباب لايتكلمون اللغه بكفائه، ولايعرفون اسلوب الحياة هنا الا بعد فتره طويله من المعانات والتضحيه،وهذا يذكرني كيف كان يعمل الكردي الذي ينزل من الجبل ليعمل في بغداد او الهندي او المسيحي من منطقة تلكيف والذين لا يتكلمون اللغه العربيه ،فقد كانوا يعملون بأرذل الاعمال المرهقه لكسب العيش،ولكن ترى الآن الكردي مثلاً معزز مكرم في كردستان، وتلاحظ التطور في منطقتهم وذلك بسبب جديتهم في العمل في موطنهم دون الحاجه الى اللغه العربيه التي كان يعاني منها الكردي النازح الى بغداد، وهذا ما يحدث للعراقي المهاجر الى الدول الغربيه الآن.
نعم انا في الغربه مجبراً واعيش يومي مع عائلتي بهدوء ورفاهيه لسنين مضت ،ولكن لاتسألني سبب امتعاضي من الغربه،لانني حقاً لا اعرف ما اقول لك لاقنعك بما اشعر .هناك في داخلي شعور غريب، وهذا الشعور يكون نائماً طول اليوم ولا احس به ،ولكن ساعة ذهابي الى الفراش ليلاً ،وعند وضع رأسي على وسادتي ،تراه يستيقظ ويبدأ بمداعبتي ويذكرني بماضي الزمان وحلاوته ويُشَغِّل عندي ماكنة الحنين الى الوطن ،ويلومني على غربتي ويوبخني على كسلي في هذه البلاد ،ووحدتي طول النهار ،ويذكرني كيف كنت نَشيطاً في حياتي اليوميه والعمليه ،وكيف كانت الضِحكة تخرج من القلب بعفويه....استيقظ في الصباح متعباً ولا اتكلم في الموضوع لان الكل سيلومني ويذكرني باسباب هجرتنا واغتيال اخي الوحيد!!!!
في صغري عشت الغربه خلال دراستي وهربت منها بعد اكمال متطلبات الدراسه وعدت الى بلدي لاخدمه اربعون عام، ثم اضطررت العوده الى الغربه في عمر استحق به ان اجلس في مقهى عراقي واشرب استكان الشاي وازور الاقرباء والاصدقاء في اي وقت كان دون تحديد موعد مسبق كما يحدث الآن في هذا البلد .
من سوء طالعنا نحن العراقيين، ان يأتي حكام من جلدتنا يوجهون السوط الى ظهورنا ويسلبون ثروات البلاد ونحن صامتون لا نحرك ساكناً ضدهم بالرغم من اننا سحلنا العائله المالكه بدون رحمه لظلم بسيط منهم، وبالرغم من ان ذنوبهم لاتساوي شئ مقارنةً بما يقوم به الآن هؤلاء الانذال الكفره .
بدأت اؤمن بالسَحْل والقتل لهؤلاء الاوغاد والانتقام منهم باقسى الطرق ،عسى ان يأتي لنا من هم افضل وينسى العراقي قضية الهجره والفرار مما يحدث الى غربه مقيته ،ظاهرها بَرّاق ونهايتها مَشاقٌ في مَشاق.الآن انتفاضه عراقيه شعبيه عارمه تستحق الثناء ولا تحتاج سوى استمرارية اعلاء الصوت ،وقد يتطلب ذلك الهجوم على من قتل ابنائنا وهَجَّرَنا ،ولتكن انتفاضه مليونيه كمشيتنا الى كربلاء ليفرح بها حُسينَنا ويقول هذا شعبي ،او كحضور تجمع في الاعظميه في يوم المولد النبوي الشريف ليقول نبينا هذه امتي.نعم اذا توجه الالاف من ابناء الشعب الى المنطقه الخضراء بثورته العارمه فستكون النهايه لهؤلاء على ان لا نسمح للحواسم التصرف اللا انساني كما حدث في 2003.نعم ايها الشعب الكريم ليس لنا الا بلدنا العراق نعيش ونموت فيه احرار بكبرياء وليس كغرباء مساكين ننتظر مكرمة الدوله المضيفه لنا بدراهم معدوده ،فرحين اننا بعيدين عن الموت فان الموت سيدركنا اينما نكون......والسلام
فاروق الجنابي



#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياعنيده...
- حمار عُزَيْر!!!!
- غَضَبْ مُواطِنْ !!!
- لِمَنْ أشْكي؟!!!
- حُلُم مواطن عراقي بَطْران!!!
- هموم العراق
- نَصْرٌ تَجَلّى...
- النصر القريب......بوحدة العراقيين
- كذبة نيسان حرام....واكاذيبهم حلال!!
- خاطرة مهاجر
- الى اين ياميليشيات؟؟؟؟؟
- حال العراق.......في زمن النفاق!!!!
- الغام في قوانين
- لقاءُ العاشِقِينْ
- طالَ الفِراقُ
- عراقٌ....أنتَ يا وَطَني
- أما آنَ الأوانْ للتَسامُحِ والنِسْيانْ؟!!! -2-
- ذِكرياتٌ عَصَفَتْ
- أما آنَ الاوان للتسامح والنسيان؟!!!
- بصراحة!!! -2-


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق الجنابي - في غَباء الغُربه!!!!