أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إن لم تستحِ ، افعل ماشئت














المزيد.....

إن لم تستحِ ، افعل ماشئت


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشن حملات حانقة ونتهم ونكيل مافي جعبتنا من لعنات ...لأن وجعنا فاض عن حدود القدرة الإنسانية على الاحتمال، ولأن موتنا أصبح أمراً عادياً....بل ضرورة لابد منها لتسير عجلة الخطط وترتيب المنطقة حسبما تشتهي الأذرع الأقوى ،وحسبما تهفو النفوس الطامحة التي تغزل هنا وتمزق هناك، لتوسيع رقعة نفوذها ، وتبرمج عالمها وقدرتها ولو على حساب شعوب اضطُهدت عقوداً وحلمت بحقها في الحرية والكرامة، لأن الضعيف في هذا العالم لايصلح إلا للبلع والأكل حاله حال الخروف والأرنب.
وإن عتبنا ولُمنا وطالبنا دولاً وضعت قوانيناً لحقوق الإنسان، ورسمت حلماً للجائع والظمآن، لكنا في معمعة لومنا ننسى أو نتناسى عن غباء أو قصد أعمى ، فوعينا التربوي يظل على الدوام منساقاً وراء التعصب المناطقي أو القومي وشوفينيته التي تجعلنا نرمي بكل ثقلنا، ونسقط كل كبواتنا وخساراتنا على الآخر ...ذاك الذي وضع لوائح الشرعة الإنسانية ويتغافلنا..دون أن نلتفت لمن سميناه" شقيقاً بالدم العربي أو بالأخوة الدينية"...فمازال وعينا مُتَمسمر عند " أمة عربية أو أمة إسلامية" لانخرج من عباءتهما ، رغم أنا خضعنا عقوداً لويلات من حكمونا بالحديد والنار تحت اسميهما، وانتفضنا كي نرفع عن كاهلنا هذا الكم المتراكم من الحيف والقهر، وما أثارحفيظتي في هذا السياق وزاد من قهري وحنقي ، هو هذه الصفاقة الإعلامية الكبيرة ، التي تتحلى بها صحف وتلفزيونات عربية...دون أن يرف لها جفن أو أن يخدش فيها شيء من الحياء..تُعَنوِن مقالاتها وتصيغ تهمها لفرنسا وبريطانيا ولمقدونيا واليونان والنمسا ...وغيرها من دول أوربا ، التي تستقبل يومياً آلافا من اللاجئين الهاربين في قوارب الموت...فعلى سبيل المثال لا الحصر... يقول أحد التلفزيونات البترولية:ــ" قصص لاجئين غير شرعيين قذفهم البحر إلى المجهول" ، ثم يتحدث عن معسكر كاليه القائم في شمال فرنسا ومايطلق عليه بمعسكر الغابة فيقول:" تتكدس أعداد اللاجئين لتضع قوانين أوربا الإنسانية على محك صعب"!!!,
ويح صفاقتكم ما أوسع حلوقكم وما أكبر تبجحكم...قوانين أوربا على المحك! ...وأين ذهبت رابطة الأخوة العربية وقوميتها؟ أين ذهب الرابط الإسلامي على أبسط وأبعد تقدير؟
ما أرهف مشاعركم ، التي تخدشها مناظر اللاجئين غير الشرعيين ، وقاذوراتهم المكدسة وإهمال حكومة فرنسا وبريطانيا لهم ، ونقص الخدمات وتباطؤ الإغاثة الدولية ؟"...ماذا قدمتم أنتم يا أبناء البترول؟
كم لاجيء وكم خيمة احتمت بدياركم؟ كم ألف من الهاربين إلى البحر ...خجلتم من موتهم غرقاً فأرسلتم قواربكم لتنتشلهم وتأخذهم إلى دياركم البترولية؟..كونوا على الأقل أسوة بأصغر دولة أوربية" السويد " واقتسموا مع أوربا حصتكم من هؤلاء الهاربين من الموت...فالسوريون الهاربين معظمهم من ذوي الكفاءات العالية، ومن الشباب القادر على الإنتاج والإبداع ، بل والتفوق....إن خشيتم وجودهم ..اختاروا..فسوقهم زاخرة بكل الألوان والأنواع...اختاروا ...أم أن اختياراتكم لاتتعلق إلا بالباكستاني
والهندي...والبنغالي...وهؤلاء ليس بينهم " داعشي"؟!!...ونسيتم أن القاعدة وداعش فرخت وانطلقت من بيوتكم ومساجدكم ، وتتلمذت على أيدي شيوخكم وعلماءكم؟!!
في هذا السياق البسيط أستثني بالطبع دول الجوار العربية الأفقر والخالية من البترول "لبنان والأردن" ، اللتان تتحملان العبء الأكبر من المخيمات، وتجود عليهما دول البترول بفتات المساعدات...كي لاتقول أنها تتخلى..! فهل يكفي هذا؟ كونوا كتركيا ــ على أقل تقدير...أم أن تركيا شقيقة أكثر منكم؟..بفمي الكثير من الماء.
ولا داعي لأن أزيد وأتحدث عما أتت عليه صحفكم...فكلها تابعة وكلها تنطق وتُسَّبح باسم البرميل البترولي بينما يموت السوري بالبرميل الأسدي والسكين الداعشي...كي ينعم أمراءكم وملوككم بسلطة وسطوة وحظوة ...على حساب الدم السوري ...ويبدو أن من يستحي مات ...ومن بقي في دمه حياة يلوذ ويخفي رأسه كالنعام....ناموا يا أمة لاتخجل، ...إني براء من عروبتكم ومن إسلامكم ولا يشرفني يوماً أن تسمى سوريا بالجمهورية العربية أو الإسلامية...ولا يمكن لحصيف أو وطني بعد هذا المخاض العسير، وهذه التجارب التي عَرَّتكم وعَرَّت كل السُنن والقوانين البشرية، أن يقبل لسوريا إلا اسم "الجمهورية الديمقراطية العلمانية السورية".
ــ باريس 21/8/2015



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :
- اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!
- بين زيت الصبر وزيت النفط فرسخاً صغيراً
- قراءة في مقابلة - أحمد منصور- للجولاني:
- عند حمزة الخبر اليقين:
- إلى أخي السوري في بلد - الأسد غير الإرهابي -!!!
- حلول موسكوبية
- في مرآة الواقع:
- ثمن الموت السوري في عالم - الأبوة-!
- خريطة جديدة للمنطقة....ربما!
- الإسلام المعتدل!
- - لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر-!
- صورة قاتمة للمنطقة واستبداد جديد!
- عدالة عرجاء !
- من المسؤول عن هذا التردي في النقل قبل إعمال العقل؟
- حوار بين الماضي والحاضر كي يكون لنا مستقبل:
- دواهي تحت السواهي والمخفي أعظم:
- ثلاث رماح تفقأ عيون من يغمض عينه على القذا:


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إن لم تستحِ ، افعل ماشئت