|
ضِد الجميع
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سألني صديقي : مَعَ مَنْ تصطفُ في معمعة النقاشات المُحتدمة هذه الأيام ، حول مسألة منصب رئيس الأقليم ؟ . ياسيدي .. في الحقيقة ، أنا ضد الكُل ! . كيف ولماذا ؟ أقولُ لكَ : لأنَ الجميع وبدرجاتٍ مُتفاوتة ، يلفونَ حول الحقائق ولا يقتربون منها .. يعرفون حَق المعرفة ، ان جوهَر الموضوع ، يكمنُ في النهب المُنّظَم لموارد الأقليم لأكثر من عشرين سنة والذي مازالَ مُستمراً ، من خلال إحتكار السُلطة . الكُل يدركون جيداً ، أن المعضلة التي نحنُ فيها ، لاتقتصرُ على منصب رئيس الأقليم ، وهل ان " مسعود البارزاني " يحق لهُ الترشُح مرةً اُخرى أم لا ، وأين يتم إنتخابهُ ، في البرلمان او خارجه ؟ كلا .. أيها السادة ، ان مُشكلتنا أعمق من ذلك بكثير ! . فمادُمنا نتكاشَف ، فلماذا لايجري الحديث عن رئاسة الحكومة أيضاً ؟ أليسَ " نيجيرفان البارزاني " هو رئيس الحكومة المُخضرَم منذ سنين طويلة " عدا فتراتٍ قصيرة مُتقطعة " ؟ ألا يتقاسم المسؤوليةَ مع رئيس الأقليم ، عن الفشل في إدارة كُل المفاصِل ، ولا سيما في قطاعي النفط والإقتصاد ؟ .. لماذا لايُرّكِز أحد على وزير الموارد الطبيعية " آشتي هورامي " ؟ (عبقري ) ملف النفط والغاز ، ذلك الملف الغامِض والذي لم يَستفِد منهُ الناس في الأقليم شيئاً ، بل لحَقَتْهُم الخسائر المتتالية من جراءه .. ذلك الملفَ المُعتم ، الذي أفْقَرَ مئات الآلاف من البشر في الأقليم ، في حين وّفَرَ لبضع مئاتٍ من المُستفيدين الجشعين ، أموالاً خُرافية طائلة .. ذلك الملف الذي تسَبَبَ في تأزيم العلاقةِ مع بغداد .. ألا يتحمل هورامي ووعوده المُخادِعة ، جزءاً مُهما ، من مسؤولية الوضع المُتردي الذي نحنُ فيه ؟ . ولا يمكن ، تناسي مسؤولية المُحيطين برئيس الأقليم ورئيس الحكومة ، من قيادات الحزب الديمقراطي والوزراء والمُستشارين ووفود التفاوض .. فكثيراً ماكان هؤلاء ، مُساهمينَ في جعل الأمور أسوأ .. جاعلين بنصائحهم وآرائهم المتملقة المُداهِنة ... الأوضاع متأزمة وعلى حافة الهاوية . ....................... إذا كانَ ماوردَ أعلاه ، يخصُ الحزب الديمقراطي ، ودَوره الرئيسي ، في ما نحنُ فيهِ من وضعٍ مُزري .. فأن مسؤولية الإتحاد الوطني ، لاتقلُ عن مسؤولية الحزب الديمقراطي ، في هذا الصدد .. ف " جلال الطالباني " شريكٌ ل " مسعود البارزاني " في كُل السلبيات والفشل ، والغالبية العُظمى من قيادات الإتحاد الوطني ، شُركاء نظرائهم في الحزب الديمقراطي ، وينافسونهم في الفساد والحصول على مكاسب غير شرعية من المال العام ، منذ بداية التسعينيات ولحد اليوم . ان سَعي الإتحاد الوطني اليوم ، لإنهاء ولاية " مسعود البارزاني " ومُحاولة جعل نظام الحُكم برلماني وتقليص صلاحيات رئيس الأقليم .. لايغفرُ لهُ أنهُ هو الذي تقاسمَ السُلطة والنفوذ والمال ، فيفتي فيفتي ، مع الحزب الديمقراطي ، منذ بداية التسعينيات .. وهو الذي خاضَ مع شريكه في إحتكار السُلطة ، حرباً داخليةً قذرة راح ضحيتها آلاف الأبرياء ، وأرجَعَتْ الأقليم عقوداً الى الوراء وأجهضتْ أحلام الديمقراطية والإستقرار . ثم هو الذي مّدَدَ ولاية البارزاني لسنتَين في 2013 بغير وجه حَق . رغم كُل إدعاءات الإتحاد .. فأن الغياب العملي لجلال الطالباني عن الساحة ، كشفَ تشرذُم قيادات الإتحاد ، وعدم وجود قائد او زعيم ، يستطيع لَم شمله . ان العديد من قيادات الإتحاد الوطني ، لهم مصالح تجارية ونفطية ومالية ، كبيرة ، مُتشابكة مع بعض قيادات الحزب الديمقراطي ، أو على الأقل ، تتواجد هذه المصالح ، في أماكن صفراء أي تحت نفوذ الديمقراطي .. ان هؤلاء البعض من قيادات الإتحاد ، ليسوا مُتحمسين للوقوف ضد الديمقراطي ، بسبب هذه المصالح المتشابكة ! . بعيداً عن التنظيرات والتعقيدات .. ان غالبية قيادات الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، الذين كانوا قبل عشرين سنة فقط ، اُناساً عاديين ، وضعهم المالي متواضِع .. أصبحوا اليوم أصحاب ملايين كثيرة من الدولارات وأملاك في الداخل والخارج وشركات ... الخ . فكيفَ حصلوا على كُل ذلك ؟ الجواب ببساطة : بالإستحواذ على المال العام من خلال تطويع القوانين حسب رغباتهم الجشعة . كُل هذه الطبقة ، التي إستمرأت الحال وتعودتْ طيلة هذه السنين ، على إحتكار السلطة والمال والنفوذ .. ليستْ مُؤهلة أن تقوم بإصلاحات ( جذرية ) حقيقية .. لأن في ذلك نهايتها ! . .......................... هل يختلف " نوشيروان مصطفى " عن البارزاني والطالباني ؟ .. قد لايمتلك نوشيروان مصالح نفطية ولا أموالاً ضخمة .. لكنهُ شاءَ أم أبى ، لايستطيع شطب مراحِل من تأريخهِ المُفعَم بالإحترابات الداخلية منذ الثمانينيات ومروراً بالتسعينيات ، ودوره الرئيسي في مفترقات العُنف والقتل ، وكذلك تكريس إحتكار السُلطة . المُفارَقة .. ان حركتهُ " التغيير " ، فيها العديد من الشباب الواعد ، الذي لم يتلوث بإنتماءه للأحزاب التقليدية سابقاً ، ولم يتلوث بممارسة السلطة ... يكمنُ فيهم بعض الأمل ( فيما لو إستطاعوا الحفاظ على نقاءهم وإندفاعهم ونزاهتهم ) .. ولكن لايمكنني الثقة ، بسياسات نوشيروان مصطفى .. لأنه من ضمن الحرس القديم المُحّمَل بالأوزار والخطايا ، شأنهُ شأن قيادات الأحزاب الأخرى . ........................ هل يمكن الإعتماد ، على أحزاب الإسلام السياسي ، الثلاثة : الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية ... في خلق تغييرٍ نحو الأفضل ؟ .. في رأيي ، أن التزاوِج بين السياسة والدين ، من أسوأ أنواع التزاوِج .. وينبغي العمل من خلال القانون والدستور ، على إعتبار ذلك التزاوج باطل ! . وإستصدار تشريعات ، بمنع تواجد أحزاب دينية أو طائفية . أرى أن الأحزاب القومية : الديمقراطي والإتحاد والتغيير ، والتي ( تَدّعي ) كُلها بأنها علمانية .. إلا أنها بسياساتها المُراوغة ، تُهادِن وتتملق ، أحزاب الإسلام السياسي في الأقليم ، وفق مصالحها الضيقة ... وبالتالي تُتيح لها المجال ، للتمدُد وبث أفكارها البعيدة عن التمدُن . ...................... هل ترى ياسيدي .. بأنني لستُ مُتفائلاً كثيراً ، بأنَ هذه الطبقة الحاكمة ، مُؤهَلة لإحداث إصلاحات جذرية حقيقية ؟
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
-
بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
-
الأرنبُ الهِندي
-
هل حضْرتكَ تكريتي ؟
-
ما أجمل عبارة ( وبأثَرٍ رجعي )
-
في بغداد .. ثّمة أمَل
-
صديقي الذي ( طابَتْ لهُ الكَعْدة )
-
التيار الديمقراطي العراقي في نينوى ، يستذكر فاجعة سنجار
-
على هامش الإعتداءات التركية على الأقليم
-
ساعات وساعات
-
مَرّةً اُخرى .. الطائرات التركية تقصف الأقليم
-
الغسّالة اللعينة
-
ملك طاووس ، يرعاك يا ( آشتي بدل جندي )
-
حَقاً ... مَنْ يدري ؟
-
الإتفاق النووي الإيراني .. عراقياً وكردستانياً
-
( يعجبني الزمانُ حينَ يدور )
-
مُؤتمرٌ ناجحٌ بإمتياز
-
هِجرة الشباب من أقليم كردستان
-
مَنْ سيكون الرئيس ؟
-
رمضانيات 11/ كَلام مَقاهي
المزيد.....
-
لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار
...
-
ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
-
الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
-
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو
...
-
دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في
...
-
تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد
...
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/
...
-
-كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة
...
-
تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
-
?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|