|
الأصلاح والمناصب : ريع الفساد .. و ريع الراتب
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 12:12
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الأصلاح والمناصب : ريع الفساد .. و ريع الراتب
ما هذه العلاقة " العراقيّة - الرومانسية " المُلتَبِسة ، بين " حركات " الأصلاح .. وبين " اجراءات " خفض الرواتب ؟ . انّ الفسادَ يعتاشُ و ينمو و يتمدّدُ ، ويتحوّلُ من " ظاهرةٍ " إلى " بُنية " مؤسسية وقيمية مترامية الأطراف ، ليس بفعل " ريع " الراتب ، بل بفعل " ريع " المناصب . ( راجع الرابط في أولّ تعليق ) . ان كلّ فاسدٍ ( وفي جميع المستويّات ) ،على استعدادٍ لأن يدفعَ لخزينة الدولة عشرة اضعاف راتبه مقابل الحصول على منصبهِ ، والأحتفاظ به . عندها سيتكفّلُ ريعُ المنصب بتسديد " الكُلَف " المترتبة على أيّ شيءٍ ، وكلّ شيء . انتم تعرفون جميعاً انّ الفاسدين يشترونَ المناصب . وهُم يشترونها لـ " سواد " عيونكم ، وعيون العراق " العوراء " فقط ، لا غير !!! . فلماذا كلّما تظاهرنا صرَخْنا : خفّضوا الراتب .. خفّّضوا الراتب .. والأدهى والأمرّ والأكثر مدعاةً للسخرية هو المطالبة بالغاء الرواتب التقاعديّة لـ " الفاسدين " !!!! . إنتو تحجون صُدُك ؟ من يحتاج الراتب .. ومن يحتاج التقاعد .. هو غير الفاسد فقط . هو ذلك الموظف الذي يريد ان يعيش هو وعائلته ( وأيتامهِ وارملتهِ ) بكرامةٍ ، إلى ان يذهب الى قبرهِ بكفَنهِ وحده .. ولا شيء سواه . لا أموال " منقولة " من قبله ، ولا اموال " " منقولة " من غيره .. و لا ارصدة في مصارف لا يعرفُ كيف يتهجّأ اسماءها ، ولا زوجّات " سرّياتْ " ، حيثُ كلّ زوجةٍ في قصر من القصور التي انهمرتْ ، أمّا بـ " فضل " مغارة علي بابا ، أو بـ " فضل " مصباح علاء الدين ، أو بـ " فضل ربّي " . هل كنتم تعتقدون ان الحكومة كانت ستخفّض رواتب جميع الناس ( واؤكد هنا على جميع الناس ) .. لو كان الريعُ النفطيّ سخيّاً جداً كما كان من قبل ؟؟ . و عندما سيتمّ التخفيض .. من سيكون الخاسر برأيكم .. الموظّف النزيه ( أياً ما كان منصبه ) .. أم حوت الفساد " الأبيض " ؟؟؟ أنا لاأخاف من شيءٍ قدر خوفي من طغيان " الزينةِ " على " الحقيقة " . و لخوفي مايبررّهُ عندما يتمُّ " سَلقُ " الأصلاحات على عجل ، و اجبارنا على ابتلاع " أطباقٍ " لا قُدرة لنا على هضمها ، ولا على " تقيؤها " فيما بعد ، فتتحول في " تكويننا " الأجتماعيّ - النفسيّ المُنهَكِ ، إلى سُمٍّ زعاف . انّ من يجب ان يُحاسَب ، والمبدّد للمال العام ، والفاسد الكبير ، والفاشل الى حدّ الخيانة العظمى .. ليس هو الموظف الذي يستلم الراتب ، بل هو من ضلّ يرفع الراتب ، كلما ارتفع سعر النفط ، وزادت عوائد الريع .. وأوهم العراقيّين بانهُ قادرٌ على رفع مستوى رفاههم ، واستدامته ، منذ العام 2003 ، وإلى آخر موازنة نفطيّة - انفجاريّة في عام 2013 . وعندما انخفضتْ اسعار النفط ، وضع أطرافَ " دشداشتهِ " الوطنيّة بين أسنانهِ " المكوّناتيّة " .. و " شِلَعْ " !!!! . أنا اخافُ .. لأنَ آخر" تصحيحٍ " صفّقنا لهُ ، هو خفض عدد المستشارين في الرئاسات الثلاث إلى خمسة !!!! . خمسة مستشارين لرئيس جمهوريّة " فخريّ - بروتوكوليّ " . و خمسة مستشارين لرئيس مجلس الوزراء ، والقائد العام للقوات المسلحة ، والرئيس الأعلى للسلطة التنفيذية ( ولا ادري ماذا بعد ) . وخمسة مستشارين ايضاً لرئيس مجلس النوّاب ، الذي يُفترَضُ أنّ " مجلسهُ " يعجُّ و " يضجُّ " بالخبراء والمستشارين !!!! . لنتظاهَرْ .. ونقضِمَ قطعةً من فساد الدولة العراقيّة العظيم . و نتظاهر ، ونقضم قطعةً أخرى . إنَ لم يكن من أجلنا .. فمن أجل ابناءنا الذين باتوا يُفضّلونً " قوارب الموتِ " علينا . وبين هذه وتلك ، علينا ان نتوقف قليلاً لنتحقّق عما اذا كان من بيدهم أمرنا ، يضحكون علينا .. أم لا .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن وزارة المرأة .. العراقيّة
-
حماميل
-
عندما تشعرُ .. أنّكَ غريب
-
فنطازيا الساحات
-
إعادة هيكلة الجهاز الإداري و مأزق حجم القوى العاملة للوزارات
...
-
انتخابات .. مُبَكّرَة
-
مقترحات لترشيق الجهاز الأداري للسلطة التنفيذية في العراق
-
حَدَثَ ذاتَ جُمعة
-
آه لو كنتُ شاعراً
-
عراقٌ جديد .. و لصوصٌ جَوّالون .. و مافياتٌ مُستَقِرّة
-
تاريخ الأشياء السيئة
-
العراق : تظاهرات .. و ضريبة مبيعات .. و أشياء أخرى
-
انثروبولوجيا .. ريفيّة !!!!
-
الكهرباء .. الكهرباء
-
سرجون الأكّدي
-
برج العذراء .. إلى الأبد
-
السوق
-
فنّ الحكم ، وادارة ملفات السياسة والأقتصاد .. في كوكب الصين
-
سيدتي الحكومة
-
أمّي .. وأنجيلا ميركل .. وأنديرا غاندي
المزيد.....
-
زوكربيرغ يتقدم على ماسك في تصنيف أثرياء العالم
-
تراجع بورصتي الإمارات بعد الهجوم على إيران
-
الكويتي بكام.. سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري في تعا
...
-
صناعة السيارات.. قصة نجاح مغربية بـ700 ألف مركبة سنويا
-
-أبل- تسحب واتساب وثريدز من متجرها الإلكتروني في الصين
-
النفط يتراجع بعد تقليل إيران من شأن الهجوم الإسرائيلي
-
“مش هتصدق” أسعار الذهب فى مصر الجمعة 19 ابريل 2024 جرام 21 ي
...
-
لافروف يحدد المهة الرئيسية لـ-بريكس- خلال رئاسة روسيا للمجمو
...
-
الهجوم على إيران يقفز بأسعار الذهب
-
-ضربات إسرائيلية على إيران- تشعل أسعار النفط
المزيد.....
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
-
تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى
...
/ سناء عبد القادر مصطفى
-
اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك
/ الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
المزيد.....
|