أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - زيّنها والعب ويّانهْ














المزيد.....

زيّنها والعب ويّانهْ


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4902 - 2015 / 8 / 20 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( زيّنها والعب ويّانهْ)
عبد الله السكوتي
وهذا رجل ملتحٍ مرّ بصبيان يلعبون كرة القدم، فوقف ينظر وكأنه يحن الى صباه، ورمق الصبيان الحسرة في عينيه، فصاحوا صيحة واحدة مشيرين الى لحيته: زيّنها والعب ويّانهْ، ويقصدون احلق لحيتك علّك ترجع شابا، ما يؤهلك للعب معنا، وساحة التظاهرات الآن تحتوي الشباب، اما الملتحون من المتدينين فبامكانهم حلق لحاهم والتوجه الى التظاهرات، لان التظاهرات بدأت بالشباب المتمرد ولم تبدأ بهم، وهي تظاهرات مدنية ، لاشيعية ولا سنية، ومما يعكر صفوها دخول احد اطراف العملية السياسية او كليهما من طائفتي العراق الكبيرتين.
الصبغة التي صبغت التظاهرات ذاتها بها، هي صبغة مدنية شبابية، لمجموعة من الشباب العاطلين عن العمل، شاركهم الناقمون من عدم توفر الخدمات من الاعمار المقاربة لهم، وكانت المطالبات لا تتعرض للتجربة السياسية بقدر طلب الاصلاح، لكنها توسعت وهذا هو ديدن الاحتجاجات والتظاهرات ، تبدأ من اسفل الهرم ومن ثم تصعد رويداً رويدأً، مايستدعي ان تضع الحكومة في حساباتها الاسراع في تنفيذ مطالب الجماهير او الاستقالة الجماعية، اذ يمتنع الخيار الثالث مع غضبة الجماهير التي تتسع يوما بعد يوم.
المفروض من التيارات الاسلامية وقادتها ان تلتزم الصمت على اساس انها اليمين الواضح والمتصدر للمشهد في العراق بعد 2003، وعليها ان تنظر المشهد من بعيد وتنتظر عن ماذا سيتمخض فعل الجماهير، لتقوم هي برد فعل موازي في تغيير برامجها باتجاه تطوير العملية السياسية، وتنأى بنفسها عن الاشتراك في التظاهرات، لانها لا تشكو من حق مهضوم او مصادرة في حقوقها من جهة ابداء الرأي، او ممارسة الشعائر، وهناك من يمثل ثقلها في الحكومة، اذا لم نقل ان المفسدين جميعا هم ينتمون الى تيارات اسلامية نافذة ومعروفة.
بدأت اللحى تثير غضب الجماهير المنتفضة، وهناك هاجس لدى هذه الجماهير، ان احتجاجاتها ربما ستصادر الى صالح الحركات الدينية التي تتناحر فيما بينها وتحاول كل واحدة منها ان تسقط الاخرى في مطالبات تعجيزية، تصل الى الغاء الدستور والبرلمان والذهاب الى انتخابات وربما حكومة انقاذ، او يصار الى الادهى من ذلك في السيطرة القسرية على مقاليد الامور، وهذا جميعه لم يدر بخلد المتظاهرين، اذ لا يرغب اي متظاهر من الشباب في تسييس التظاهرات، او اسقاط الحزب الفلاني او العلاني، وحتى قضية الهجوم على المنطقة الخضراء التي دعا اليها بعض المتظاهرين في الجمعة الاخيرة ، لم تكن من برنامج هذه التظاهرات.
بدأ المتظاهرون يخشون من اشتراك التيارات الاسلامية، ويتوجسون الخوف، مما دعا بعضهم الى اقرار ارتداء الملابس البضاء في تظاهرات الجمعة المقبلة، لا بداء حسن النية في ان التظاهرات مسالمة لا تستدعي حمل الهراوات والسكاكين، ولسان حالهم كلسان حال الطير الذي اراد الهبوط على بركة من الماء، فشاهد اطفالاً يحيطون بها، فخاف منهم، وانتظر حتى ذهبوا، وعندها جاء رجل صاحب لحية، اطمأن الطير له، وظن ان لحيته من علامات التقى، فنزل براحة تامة ليرتوي، فما كان من الرجل الملتحي الا ان يرميه بحجر فيصيب عينه ويفقأها، ذهب الطير شاكيا الى سليمان الحكيم، فاحضر الرجل واراد ان يفقأ عينه، اعترض الطير، وقال: لم تخدعني عينه، وانما خدعتني لحيته، فاحلق لحيته ايها الملك، حتى لا يخدع احداً غيري، ولذا نقول ونردد: زيّنها والعب ويّانهْ.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوك عيني سوك
- آنه هم منافق
- اليطلع من هاي انزورهْ
- هذا اكلان تبن
- اريد عباتي من .... الهلهلت
- اعبدني وارزقني ما يصير
- على حس الطبل خفّن يرجليّهْ
- طبوليات
- قانون عفج
- بطلت ما ابيع
- الله بيم بلا ويرسون، نه كرخانه ، نه ميخانه
- الاب والابن وروح القدس
- العام الاول انّبش، السنه طلعت ريحته
- مسودن وبيده ورورْ، سيّد من جماعتنهْ
- ابو خلف
- نجن أواه، نجن ععّاه
- شروة ليل والتكان اظلم
- ياهله ابدعبول شيّال الحزن
- الشك جبير والركعه ازغيْرهْ
- كالت وهاي الدجاجهْ


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - زيّنها والعب ويّانهْ