أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - إنهيار الدولة ... إفلاس الدولة ... حكومة الأزمة














المزيد.....

إنهيار الدولة ... إفلاس الدولة ... حكومة الأزمة


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خُضَم الأحداث الجارية بالعراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كَـثُرتْ التصريحات من قِبل المتخصصين المعنيين بالشـأن العراقي وعامّة الناس ... فهناك من يصرّح أنّ العراق مُقبل على الانهيار وآخر يُعلن أن العراق سيعُلن إفلاسه كدولة وتتـفق غالبية الآراء على تشكيل حكومة لمواجهة الأزمة لغرض معالجة المشاكل القائمة لتلبية مطاليب الجماهير الثائرة سلمياً.
فلو جئنا إلى مصطلح "إنهيار الدولة" هل هو صحيح ودقيق؟ ... من أجل ذلك يجب معرفة مفهوم "الدولة". الدولـة هي كيان قائم لشعب على أرض جغرافية محددة، يُمارس شعبها نشاطه في ظل قوانين تضبط إيقاع مؤسسات البناء الفوقي التشريعية والتنفيذية والقضائية مع مؤسسات البناء التحتي المتمثلة بنشاطات كيانات المجتمع السياسية والفكرية والاقتصادية والثقافية والخدمية والنقابية، ويُميّز تلك الدولة عن غيرها من الدول العَلم والنشيد الوطني والعملة النقدية الوطنية ألتي تمثل السيادة الوطنية.
نستنتج مما ورَدَ أعلاه، إنّ الدولة حينما تنهار، يعني ذلك زوال مؤسسات وكيانات البنائين الفوقي والتحتي وعدم وجود مؤشراتها السيادية المتمَثلة بالعلم والنشيد الوطني والعملة النقدية الوطنية، وهذا مستحيل لكون وجود كيانات الدول بسيادتها وعلاقاتها مع بعضها تحكمه حزمة من القوانين الدولية، وليس كما كان الحال في الماضي تدمير إمبراطوريات لأخرى أو إستعمار عسكري يجعل الشعب المستعمَر بلا علم ونشيد وعملة نقدية خاصة به.
و نتيجةً للأزمة المالية الخانقة ألتي سببتها أحزاب السلطة وأدرانها بفسادها ألذي فاقَ التصورات، أخذَت الكثير من الأوساط الاجتماعية تردد عبارة /الدولة على أبواب الافلاس/... ليس غريباً سماع هكذا كلمات من شرائح المجتمع الفقيرة المحسوبة على قطاع الدولة والتي لم تستلم رواتبها وأجورها لعدة أشهر. التوضيح لمصطلح الافلاس موجه لعامّة القراء المحترمين وليس للزملاء المتخصصين بالعلوم الاقتصادية.
مصطلح الافلاس يخص حصرياً نشاطات الكيانات الاقتصادية (البنوك، الشركات القابضة، المؤسسات الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية)، وتعلن إفلاسها تلك المؤسسات حينما تتعرّض لخسارات مستمرة بحيث تكون قيمة موجوداتها (أصولها الثابتة) لا تغطي الديون المتراكمة عليها، وبالنتيجة تعلن إفلاسها وتغلق أبوابها وتغيب عن ساحة النشاط الاقتصادي. وعليه عندما نقول أن الدولة على أبواب الافلاس، يعني ذلك أنها ستزول ولم يَعد لها وجود على الخارطة! وهذا مستحيل. إن ميزانية الدولة حالياً تعاني من عجز متراكم ومركب (شحة الموارد المالية وطلب القروض من الخارج)، والحالة العراقية مشابهة للحالة اليونانية، والاختلاف هو أنّ اليونان ليست غنية بمواردها الطبيعية، لكن العراق حلّت به الكارثة بالرغم من ثرائه نتيجة هيمنة الفاسدين والجهلاء على إدارة البلد.
باختصار، تتطلب ظروف العراق الصعبة الحالية إتخاذ قرارات عاجلة تتناسب مع خطورة الظرف الراهن، وبعضها ذكرته سابقاً، لكن أكررها وأضيف عليها وهي كاتالي:
* تشكيل كابينة وزارية (حكومة أزمة) من الكفاءات العلمية الوطنية من خارج أحزاب المحاصصة الطائفية والعرقية.
* تقوم الكابينة الوزارية باعلان حالة الطواريء، لأنّ العراق يمر بحالة حرب، يقاتل داعش من جهة وحيتان الفساد من جهة أخرى.
* إقالة جميع أعضاء مفوضية النزاهة والاتيان باناس مهنيين مستقلين نزيهين من خارج قوى المحاصصة.
* يقوم رئيس مجلس الوزراء بتطبيق مبدأ إقتصاد الحرب الذي يعني التوقف التام عن الاستيراد العشوائي وإيقاف صرف الرواتب الخيالية لأصحاب الدرجات الوظيفية الخاصة لحين إقرار قانون الرواتب الموحد الذي يجب أن يجري تطبيقه بأثر رجعي وذلك من أجل إسترداد فوارق الرواتب ألتي حصلوا عليها من دون وجه حق.
* إيقاف نشاط بنوك القطاع الخاص ألتي ساهمت في تدمير الاقتصاد العراقي من خلال قيامها بتهريب العملة الصعبة إلى الخارج، وإحالة مجالس إداراتها إلى القضاء.
* إيقاف نشاط سوق بيع وشراء العملات، مؤقتاً، لغرض كشف المتلاعبين وإحالتهم إلى القضاء، وهذا الاجراء يجب أن يكون مقرون باتخاذ إجراءات صارمة وقاسية بحق المضاربين بالعملة الصعبة ومنعهم من مزاولة ذلك النشاط.
* وضع اليد على ممتلكات أصحاب الدرجات الخاصة وقيادات الكتل السياسية لحين إجراء تحقيق شامل ودقيق معهم.
* سحب إجازات الاستيراد من التجار الطفيليين لكونهم مرتبطين مع مافيات السلطة القائمة.
* سحب جوازات السفر الدبلوماسية لجميع مسؤولي الدولة مع عوائلهم لحين إكمال التحقيقات القضائية العادلة.
* التحرك السريع نحو الدول ألتي يحتمي بها سراق الأموال العراقية لاستعادة تلك الأموال والطلب من تلك الدول محاكمتهم حسب قوانينها المقرورة.






#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الانتصار على داعش ... المستقبل المنظور
- الطلبة المبتعثون ... وأسعار الأطاريح ... إحدى صوَر إنهيار ال ...
- و لِمَ لا يعقد العراق إتفاقية تعاون إستراتيجي مع روسيا!
- الانفصال ومقدماته ... وعفن الاتفاقيات السرية!؟
- بريكس ... المجموعة الاقتصادية القادمة
- آثار نينوى وطائرات التحالف الدولي!
- حتى المغول لم يفعلوا ما فعله أوباش العصر بحضارة نينوى!
- ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟
- القطاعان العام والمختلط ... ورخص الاستباحة
- القطاعان العام والمختلط ... ورُخص الاستباحة
- بصدد الاقتصاد التعبوي ... توضيح وإضافات
- الترييف والعشوائيات ... معاناة المدن العراقية
- الاقتصاد التعبوي ... الحل الأمثل لحل الأزمة المالية في العرا ...
- الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية ...
- نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا
- بئسَ التشكيلة الوزارية
- الفرصة الأخيرة
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - إنهيار الدولة ... إفلاس الدولة ... حكومة الأزمة