أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - الدوس بالبياده ،وا هندسا.















المزيد.....

الدوس بالبياده ،وا هندسا.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 19:19
المحور: المجتمع المدني
    



للاسف رجعت ريما لعادتها القديمة .
حصلت علي بكالوريوس الهندسة عام 1962 .. و بدأت العمل في هذه المهنة اللعينة .. في نفس العام .. لقد كان هناك قانون بتكليف كل المهندسين للعمل بالحكومة .. حسب رغبة أسيادنا الحكام ..و من يمتنع .. فالسجن كاف لتربيته و تهذيبه .
لقد كانوا أسيادنا يخططون .. لتحويل أم الدنيا لست الدنيا .. لذلك كانوا يبنون السد العالي و كهربته و ينشئون المصانع المتعددة الاغراض منها الحديد والصلب .. والصناعات الحربية .. و يبنون المدارس و الوحدات الصحية .. و يعمرون الصحارى .. و كان لا وقت للجدال .. إشتغل و إحمد ربنا إننا بنديك ماهية .. فاهم يا مواطن !!.
المواطن اللي هو أنا كان عليه أن يغزل برجل حمار .. فعلي رأس كل مواطن منا ضابطا .. يراقبة ماسك له عصاية طويلة .. تخوف أجدعها شنب . يهمهم بكلمات غير مفهومه .. عن وحدة الشعب العامل .. و الاشتراكية .. وخلي عندكم دم .. الناس ماشيه في الشارع حافية .. وإحنا صرفنا علي تعليمك دم قلبنا .
المواطن .. لم يتعلم في الكلية كيف يستخدم رجل الحمار .. و لا حتي كيف يبني عشه فراخ .. كانو يقولوا له إعمل كده .. فيعمل . و شوية شوية فهم .. و لكن .. بطريقة عشوائية .. فالهندسة الي زمن قريب من الستينيات كانت بيد الخواجات .. في السكة الحديد و الرى .. و التليفونات و المرافق .. او الاذاعة و حتي في تشغيل قناة السويس .. ولما أسيادنا طردوا اللي بيشغلوا وابور المية و خطوط المجارى و اتوبيسات سانت كروفت حطوا مكانهم صبيانهم و علي راسهم حضرات الخولية الضباط .. وكانت حوسة .. عينك م تشوف الا النور خصوصا لما الخواجات قفلوا علي قطع الغيار و العملة الصعبة .. وبقي علي( المعلم برعي) تصنيعها في السبتية .. و ما أدراك ما السبتية .
هندسة السيتينيات .. رغم أحلام اسيادنا ..إلا أنها كانت تفوق قدرات الخدامين العموميين اللي هم إحنا.. طيب يعملوا إيه .. نفتح عشر كليات هندسة .. خليهم عشرين يا راجل .. و هاصت يا جدع .. لا تعليم و لاتدريب و لا تخطيط .. ولا أدوات .. ولا تمويل .. و إطبخي يا جارية .
عندما دخلنا حرب 67 .. كنا متأخرين ما بين عقدين او ثلاث خلف التطورات المذهلة التي إكتسبها الغرب أثناء خوض الحرب العالمية الثانية و بعدها .. لقد حدثت طفرة عالمية في الادارة و في أساليب الانتاج .. و نحن نصب الخرسانة بالطبلية المكونه من عشر صعايدة و( بنغزغز) الخرسانة بسيخ حديد .. .. يعني رجل الحمار .. وكنا بننتج .. يا ربي .. قد إيه كنا متخلفين لكن متحمسين .. (وشدوا حيلكم يارجالة .. عايزين نخلص الصبة الليلة دى .)
أذكر أن بعض الرسومات .. كانت ترسم علي ورقة نتيجة مكتب .. ونحتفظ بها كمستمسك علي راى الاخوة العراقيين .
لم ندر بالمصيبة التي نحن عليها إلا بعد 75 .. و رغبة سيدنا المؤمن .. بالانفتاح علي العالم و حضور الخوجات يفحصون باندهاش شبكة الصرف الصحي بمدينة القاهرة .. وكيف كانت بالنسبة لهم متحفية التكوين والانتاج .. الخوجات اللي جابهم اليمني( البيضاني ) بدأوا يتعاملون معنا كما لو كنا .. كائنات متحفية .. قادمة من المراجع التاريخية للهندسة ..إية يا جماعة الدنيا إتغيرت معندكوش خبر!! .. ونحن صم بكم .. (حارنون) .. فنحن خير أمة .. ملوك الفتاكة .. و نلبس طاقية ده لدة .. والجيش قالك إتصرف !! لقد كان المهندس لدية كلمتين سحريتين يتعامل بهما مع مرؤوسية ..(اللي يحب النبي يزق ورونا الهمه ) ( وبرقبتي يا ريس ).
و هكذا بالصبر و المراقبة وبركة دعاء الوالدين إتعلمنا .. أن هناك فحص للواقع .. وخطة رئيسية ( ماستر بلان ) و خطط تنفيذية .. وتصميمات وحسابات علي الكومبيوتر ( الساحر العبقرى الغريب ) .. و مقارنة بين مختلف العروض و الاحتمالات و مدى نفعها الاقتصادى ( فيزابيلتي ستدى ) .. ثم إختيار المواصفات و شروط التعاقدات .. و طرح الاعمال .. و دراسة العروض و المفاضلة بينها .. و ترسية الاعمال و عمل التصميمات و مراجعة الموردين .. و عمل الرسومات التنفيذية و المواصفات التفصيلية .. ثم تحديد الامكانيات المتاحة و بناء عليها عمل البرامج التنفيذية .. و تحديد اسلوب العمل لكل نشاط .. ثم نبدأ ندق اول فاس .
يا .. كل ده لم نكن نعرفة .. فلقد كان المعلم يدى الاوامر و إحنا بالليل نكون مبيتين علي الطبلية .. و عندما كنا نسأل ليه كل ده .. كان الرد .. ألاخطاء علي الورق لا تكلف الا قروش اما علي الطبيعة فقد تفقد المشروع صلاحياته .
علي مدى عقد او عقدين كان المصريون قد بدأوا يستوعبون و يستخدمون أدوات حديثة في التصميم و التنفيذ و التشغيل .. و أخرجوا لنا مشاريع مثل مجارى القاهرة الكبرى .. ومترو الانفاق الاول .. و قناطر إسنا .. ومحطات توليد كهرباء .. وكادوا أن يفعلوها ويبنون محطة ذرية في الضبعة .
ثم أنه و كما هي العادة .. يركب علي الموجة الصاعدة .. من هم غير مؤهلين او مستعدين .. وبدات المؤامرات و العصابات و الكسب غير المبرر و صعدت أسماء كرجال أعمال .. و كمسئولين لا تقف امامهم المستحيلات .. و بدات المنظومة الهندسية الحديثة الضعيفة التي عمرها لم يتجاوز سنوات معدودة علي أصابع الكفين .. تتصدع .. و ننسي أننا كنا في السبهينيات متخلفين عن العالم .. ونهلل مدعين أن المهندس و العامل و المخطط المصرى يبذ من عداه من بلاد الافرنجة .. ولكن ..!!
أنظر حولي فاجد ان الناس اليوم يغطون عجزهم عن التعلم و التدريب بشعارات ثورية تتصل بالسرعة في الانجاز و العمل الشاق لاربعة و عشرين ساعة متصلة و كسر الروتين لاقامة المايلة و القضاء علي الكسالي و اللي مش قادر يروح .. وتخرج لنا مشاريع مسلوقة .. غير متقنه .. مثل تلك التي جاءت بعد 67 و كلفتنا دماء و اموال لا تحصى .. او مثل تلك التي أقامها محمد إبراهيم سليمان في نهاية حكم المبارك لتلحق بإحتفالات أكتوبر ثم تقف بعد ذلك سنين عاطلة للاصلاح .
انظر حولي و الجميع يتسارعون دون تفكير إلا لاثبات انهم رجال المرحلة ويتجاهلون أبسط القواعد الهندسية و يعتبرو الامن الصناعي و إختبارات الجودة و مراقبة صلاحية الانتاج و التوفير في الهالك و المحافظه علي البيئة.. ورفع الكفاءة باقل تضحية .. وتحليل المخاطر .. و سيناريوهات المواجهه في حالة الطواريء كلها عوامل لا تستحق الاهتمام .. فالاكثر أهمية هو أن نسلم الشغل (للمعلم) في الميعاد و نغني مع المداحين و بعدين نصلح المصائب علي مهلنا هو حد حيحاسبنا .. ولا عمرك شفت حد إتحاسب لان مشروعة توقف بعد الافتتاح و لم يعمل .
معلهش يا إبني أنا عارف إنك كل يوم بتعد المشاريع الفاشلة ..اللي صرفنا عليها عمرنا و اموالنا .. وإنك بتستعجب كيف ت درب الناس المهمة دى علي كل هذه المراوغات و الاكاذيب .. وإنك لم تعد تصدق أن هناك مقاولا .. بيتقي الله في شغلة .
لكن حنعمل إية ..قسمتنا إن مهندسينا أصبحوا زى قلتهم ..اكيلة عيش او فاشلين او فاسدين .. هكذا أرادهم أسيادنا الحكام وهكذا أصبحوا (بسبب الجبن) إمعات غير مفيدة



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترضي تشتغلي رقاصة ؟
- في محيط الابداع،الابحار بدون ربان
- سلام المشير ..سلام سلاح .
- حدث في بلاد الواق الواق .
- تاريخ قهر العرب للموالي .. تاريخ لعين لا نعرفه . !!
- قد لا تعرفون قيمة (مصر) .
- اللي معاه مال محيره يكتب تاريخه ويزوره
- السعودية كيان طفيلي بلا جذور.
- 23 يوليو الذى نأبي أن نتعلم دروسه .
- محاكمة وغد قديم
- النظر في مرآة مسطحة
- للكون(جينوم ) يحمل جينات الوجود
- أبناء عبد الوهاب،في معبد الكرنك .
- 5 يونيو ..سكون ..ثم للخلف در!!
- الفريق مرسي..نموذجا لازال قائما .
- هل يمكن(هكذا) أن نتعايش دون تدمير !!
- الخلل الايكولوجى في إستبعاد المسيحين.
- هل تخيلت أنك أسقطت الوزير !!
- حوارحول محنة العمل في بلدنا !!
- أوهام العداء و نصف قرن من الغفلة


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - الدوس بالبياده ،وا هندسا.