أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - كاظم الحناوي - العمال في مقاعد المتفرجين














المزيد.....

العمال في مقاعد المتفرجين


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 21:54
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



لم يكن منتظرا من دولة متقدمة مثل بريطانيا ذات الريادة في توفير أكثر وسائل النقل في العالم أمن ورفاهية وهو القطار. ان تشل الحركة في عاصمتها لندن للمرة الثانية دون توفير وسائل نقل بديلة لحل المشكلة.على بعد ايام من ذكرى الحادثة الاولى وهي الذكرى العاشرة لتفجيرات قطارات لندن عبرانتحاريين لم يكونوا أجانب بل مواطنين بريطانيين من اصول اسيوية .
والمرة الثانية خلال هذا القرن وكان السبب اضراب العاملين في قطارالانفاق وهو أقدم وأطول قطار أنفاق في العالم، مع أكثر من 270 محطة وأكثر من 400 كم من السكك منذ عام 1945. نحن لا نتسائل عن مطالبات العمال بعدم طرد زملائهم وتوفير الحماية لهم وهم يؤدون مهامهم الخطرة في محطات انفاق لندن.
بل الاسباب التي دفعت الى هذا الدرك المزري الذي انحدرت اليه حقوق العمال في اوربا والذي جاء نتيجة وجود الفائض الدائم في اليد العاملة .وقد قال السوسيولوجي الفرنسي برودون :ان الاجور التي تعينها السلطة ترافقها غالبا حدود تجعل التوفير الخاص امرا مستحيلا. وهكذا تغدو تبعية العمال الاقتصادية شيئا شاملا...
صورتان للمشهد اثناء يوم الاضراب وهو عرض محطات التلفزة البريطانية للعاصمة لندن مشلولة الحركة يوم الاضراب بسبب ازدحام الطرق وعدم قدرتها على تحمل اعباء تصريف حركة السيارات في طرق لندن ليتبع ذلك اعلان بطله حمار يقود حافلة ذات طابقين في لندن وهو مبتسم ويتحدث للكاميرا عن مزايا افلام جديدة ستعرضها دور العرض السينمائي...
تنتقل بعدها الكاميرا الى شوارع لندن لتقدم سائقي حافلات لندن تحت ضغط ازدحام الحافلة بضعف طاقتها مع اختناق في حركة السير و حرارة الطقس ذلك اليوم وعدم قدرة السائق على سؤال الركاب عن تذكرة صعود وهو خروج عن الطبيعة التقليدية لصعود الحافلة في لندن ..ثم سائق يترك الباص ووجه عابس ويجفف وجهه وصدره من شدة الحرارة مع تجاهل لكاميرا التلفزيون!.
كانت بريطانيا مهد الحركة العمالية في العالم على العكس من امريكا التي كانت دائما تبحث عن عمال لسد حاجة سوق العمل حيث تزامن اقامة (اتحاد النقابات) في بريطانيا العام 1851 مع اقامة الاحصاء الوحيد ذلك العام والذي اكد ابتعاد البريطانيين عن الدين وان 50الى 70% امتنعوا عن حضور القداس الديني وهو شي غريب في بلد كانت التقاليد السارية الى ذلك العهد بين رب العمل والعامل هي علاقة السيد بالاجير والالتزام بالقيم البريطانية المحافظة على التقاليد والاعراف ومنها حضور القداس الديني!.
كان الانتماء الى النقابات تلك الفترة محصور على العمال المهرة وظل اللجوء للاضراب استثنائيا.اذ كان يفضل مناقشة ارباب العمل لتحسين ظروف العمل والاجور . وبعد عشرون عاما من التأسيس تم الاعتراف بهم قانونيا ثم تم اعطائهم حق مراقبة الدخول الى اماكن العمل اثناء الاضراب.
جاء ذلك بعد حرب طبقية بدأت عام 1857 فقد كان ارباب العمل يريدون تخفيض الاجور ويرد العمال باضرابات فاشلة تؤدي الى افلاس النقابات نتيجة دفعها تعويضات الاضراب.
المهندس الإنكليزي ريتشارد ترو فيتش تمكن من صنع قاطرة بخارية سنة 1804 وفي العام 1889 فتحت سكك الحديد البريطانية اول نقاباتها وكانت تضم الفنيين وغيرالفنيين حيث انتهت الاضرابات في معظم الحالات بعد هذا التاريخ لصالح العمال بعد ان اظهرت النقابات روحا نضالية عالية ادت الى اعلان كيير هاردي الى ممارسة النقابات النشاط السياسي عبر حزب يضم نقابات العمال والذي ضم سريعا 50 الف عضو وبرنامج يطالب بالتأمينات الاجتماعية وثماني ساعات عمل في اليوم الواحد وتخفيض ضريبة الدخل ولكن حزب النقابات واجه فشلا ذريعا في انتخابات 1895 ادت الى حله .
ولكن النقابات اتفقت على لجنة ممثلة للعمال ادت الى قيام حزب العمال الحالي في بريطانيا عام 1900 ليصبح لديه 25 نائبا عام 1906 حيث كان يتنازع على السلطة انذاك حزبان فقط الاحرار والمحافظين.ولكن الكثيرين من اعضاء النقابات ظلوا بعيدا عن الافكار الاشتراكية.
وحزب العمال في بريطانيا بعد الانتخابات الاخيرة اصبح في مقاعد المتفرجين على السياسة البريطانية بعد ان اكتسحه المحافظون بعدد يفوق المئة مقعد في البرلمان البريطاني..
ولكن السؤال الان هل تعتبر مظاهر النجاح في خفض العجز في الميزانية البريطانية والخروج من الازمة والانتعاش الاقتصادي كافية للتعويض عن مظاهر القصور على صعيد بيئة العمل وحقوق العمال..ام يكون ذلك على حسابهم؟.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان البيانات دمعة في قعر العالم (2)
- بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)
- 25 عام على يوم (النداء) المشئوم الذي غير وجه المنطقة
- الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء
- التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس
- تعريف المجتمع المصري
- إستاذ ورئيس قسم
- بمناسبة يوم الصحافة العراقية : الصحافة نواة في كل مبدع وعن ط ...
- لابد من إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه
- تخبط الاعلام السعودي :الاساءة للاميرة موزة ولعن الملك سلمان!
- تدميرالوطن يبدأ عندما تقتل ثقافته
- رجال الدين والمسؤولية عن تدمير معالم الحضارة الانسانية
- داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟
- الشيفونية والطائفية وبراءة الدكتاتورية !
- هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
- الطرش الهندي ؟!
- الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده
- التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
- اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
- الكرامة وحقوق الأخر


المزيد.....




- -غوغل- تطرد مزيدا من الموظفين بعد احتجاجات على علاقات الشركة ...
- رابط التسجيل في منحة البطالة minha anem dz والشروط الواجب تو ...
- “أهم شروط الصرف”.. سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وخطوا ...
- “صندوق التقاعد الوطني عبّـــر mtess.gov.dz“ موعد صرف زيادات ...
- طلاب جامعة نيويورك يقيمون مخيما احتجاجا على الحرب في غزة
-  الاستعلام عن رواتب المتقاعدين عبر المؤسسة العامة للتأمينات ...
- منظمة العمل الدولية: العمال معرضون لمخاطر نتيجة تغير المناخ ...
- “10.000.000 دينار”.. “مصرف الرافدين” يزف خبر سار للموظفين في ...
- الجامعة الوطنية للنقل الجوي المنضوية تحت لواء الاتحاد المغرب ...
- “ابسط يا عم زيادة الرواتب جاية في الطريق” بشرى سارة لـ 18 مل ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - كاظم الحناوي - العمال في مقاعد المتفرجين