أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمعية الوطنية















المزيد.....

الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمعية الوطنية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدثنا فى مقالات سابقة عن الشأن العام فى بلادنا ومحيطنا الإقليمى والعالم من حولنا، وكان تقديرنا أن نظاماً عالمياً جديداً تتشكل ملامحه وفى القلب منه دور مصرى نتمناه فاعلاً مؤثراً إذا ماعززته رؤية مصرية قادرة مبصرة، تنطلق من الداخل قبل أن تخاطب قضايا العالم ومتغيراته. ولعلها المرة الأولى نرى فيها مصر تلملم شتات قواها وتنتصب قامتها بعد سنوات من الإنكفاء والتشرنق، خشينا فيها على مصر من محاولات تفكيكها واستهدافها من إرهاب وقوى دولية قاهرة تترصدها وتتحرش بها جزاءً وفاقاً لجرأتها فى 30 يونية على تحدى المخططات الأمريكية الأوروبية لإعادة رسم خرائط المنطقة فى "سايكوس بيكو" جديدة تؤسس لتقسيم العالم العربى إلى كنتونات تتناوشها وتستهلك قواها وإمكاناتها حروب طائفية، بما يضمن تشرزم النظام العربى ووقوعه تحت رحمة إيران والمخططات الصهيوأمريكية. مرت مصر بظروف عصيبة وخرجت من أزمتها الطاحنة بفضل صلابة الشعب المصرى الذى أعطى ثقته لجيشه الوطنى وقائده واستدعاه لمهمة القيادة، وكان رهان الشعب على عبدالفتاح السيسى ترجمة لمخزون حضارى عميق وقدرة على الفرز واستجابة لتحديات طارئة لاينجح فى مواجهتها إلا شعوب بمواصفات شعبنا وجيشنا الوطنى. وكما قال فيلسوف الحضارة والتأريخ "أرنولد توينبى" أن الحضارة تصنعها شعوب وأبطال قادرين على الصمود والتحدى والإستجابة.
ولقد استعرضنا تفاصيل ذلك كله فى مقالاتنا السابقة، وكان رد فعل القارئ أكبر وأقوى مماتوقعنا، وأمتلأ بريدنا الإلكترونى بتعليقات القراء وملاحظاتهم، وكان نصيب بعض المقالات الأخيرة من الترحيب والاستحسان مايفوق التوقع خصوصاً مقالات: روشتة النهضة ليست معجزة، التفكير: فريضتنا السياسية الغائبة، السياسة لا تتعلم من التاريخ، أفكار أساسية لبرامج رئاسية، أوتيزم السياسة وسيكلوب المعارضة، حكومة الجرى فى الشوارع والأفق البليد، نخبتنا السياسية الفاشلة، استنساخ العقل الاستراتيجى ضرورة وطنية، هل لابد أن تدفع الثمن وحدك ياجنرال؟، أصابع تخزق عين الوطن، نعم نستطيع .. وهذه هي الشروط.
وما أن صدرت الأخبار تحمل مقالى الأخير، حتى جاءتنى دعوة شيخ المحامين رأفت نوار للقاء فى الجمعية الوطنية للثقافة والتنوير بالإسكندرية برئاسة عصام السعدنى والتى أسسناها فى 1995، وأغتصب البرادعى إسمها لجمعية التغيير.
تصادف أن كان لقاءنا فى الجمعية الوطنية بعد الندوة التثقيفية التى تحدث فيها رئيس الجمهورية. كان الحضور كثيفاً من أساتذة الجامعة ومثقفى الاسكندرية وشبابها وقياداتها الوطنية فى مقدمتهم الأساتذة حمدى مرسى، زكريا قطب، محمد خليل، د.جلال أبوالفضل، د. أمين الخولى، أحمد موفق جاد الله، قبارى رزق، أحمد البنا، المعتز عبدالله، فرح خالد، وزمرة من النقابيين والعمال. وكان طبيعياً أن يتطرق الحوار إلى ماطرحه رئيس الجمهورية وما سبق أن كتبته فى هذه الزاوية. جاءت مداعبة أ. عصام السعدنى فى إفتتاح اللقاء بأن يحاضرنا الدكتور بعنوان "حسن المحاضرة فى تاريخ مصر المعاصرة" وهو عنوان على غرار مؤلف عبد الرحمن بن جلال الدين السيوطى " حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة" وجاء الرد عاجلاً من أ. زكريا قطب، فليحدثنا الدكتور عن "الإتحاف والإنباء عن أخبار الحكومة والوزراء" قياساً على مؤلف ابن العمرانى "الإنباء فى تاريخ الخلفاء"، وعاجله د. جلال أبوالفضل: إذن هى "مفاكهة الخلان فى حوادث الزمان" لشمس الدين بن خمارويه بن طولون. وما أجمل قفشات المثقفين تنعش الذاكرة وتوقد الذهن وتحفز مخزون الهمم. إبتسم الجميع ودار الحوار بعد تقديم من عاشق التاريخ أ. رأفت نوار عن الكتب والمؤلفات التراثية المذكورة وعاجلنا فى أن أخرج قصاصة من جريدة الأخبار تحمل صورة الرئيس السيسى فى مقدمة اليخت المحروسة يتطلع للأفق مرتدياً زيه العسكرى، ومعه رمز مستقبل الوطن الطفل عمر صلاح. نوار كما الرئيس مغرم بالرسائل الضمنية التى يفسرها بأن الرئيس لايزال وحده رغم إيمانه العميق بالمستقبل المشرق وتطلعه لأفق بعيد من الانتصار والتحقق، وأفاض حمدى مرسى والحضور فى تحليل مضمون خطاب الرئيس فى الندوة التثقيفية وعتابه الرقيق المهذب وأسى باد بشأن مظاهرات قانون الخدمة المدنية مؤداه أننا دعوناه للمسئولية ولم نقم بعد بتحمل تبعاتها معه. وللرجل حضور طاغ فى مخيلة الشعب وقواه الوطنية المخلصة، حتى تصورنا مع سخونة الحوار وكأن السيسى يجلس معنا ويشاركنا همومنا وحوارنا فى لقاء الجمعية الوطنية.
لاشك هو رجل مخلص وقائد وطنى واع استطاع فى عام واحد أن يخرج بمصر من أزمتها وأن يحدث نقلة نوعية فى علاقاتها الدولية وأن يثبت أركان الدولة ويؤسس لدعائم قوية نحو انطلاقة كبرى لمصر وأمتنا العربية، وأبداً لم يخزله الشعب الذى تقدم بكل حماس ووعى حين طلبه للتفويض وتمويل قناة السويس وتحمل معه بصبر وثقة تبعات إجراءات إعادة هيكلة الإقتصاد والدعم وتعديل الموازنة العامة للدولة، بينما تخزلنا جميعاً حكومته بوزرائها ومحافظيها ومعدل أدائها البطئ والمحدود وغير المتناسب مع انطلاقته وقدراته وطموحنا، حتى أصبح حالنا داخلياً كما النعامة التى خرجت يوماً تطلب قرنين تعينها على احتمال غوائل الطبيعة ومخاطر الدنيا، فإذا بها تعود بلا أذنين، على ماذكر ابن الأثير فى موسوعته "الكامل فى التاريخ". لا مقارنة إطلاقاً ولاتناسب بين MOMENTUM عزم وزخم معدل أداء الرئيس وتدنى أداء حكومته، وهو مايحبط الناس ويدفعهم للتراخى والكسل. وهو الذى يسأل عنه، رغم تقديرنا لحساباته بشأن التغيير والتعديل وتحسبه أن يأتى على غرار مثال نعامة ابن الأثير إذا ماتعجل فى القرار. ونحن نتخوف معه أن يأتى التغيير محبطاً مادامت مؤسساتنا وأجهزتنا المعنية لاتضع معياراً لإختيار الوزراء والمتنفذين إلا الاستيقاظ مبكراً وأصحاب الشخصيات الطيعة المسطحة غير المسيسة والقادرة على تسيير الأمور دون اجتراح الخيال والحلم والطموح والتفكير غير النمطى وغير التقليدى. وعلى الرئيس أن يحاسب كل من رشح له هؤلاء الوزراء والمحافظين، وألا يستسلم لخطأ وخطيئة أن مصر عقمت عن الكفاءات. وأن يحاسب أيضاً كل من رشح له كثيرين فى هيئاته الاستشارية، ويؤسفنى أن أصارحه كلما سمعت أحدهم يتحدث بشأن وزارته أو هيئته أو العمل الموكول إليه، أن أجده غير مواكب للغة العصر واهتماماته، غير مطلع على مايشغل العالم المتقدم وما وصل إليه الآخرون وما يعملون فى إطاره من برامج وافكار ومبادرات. إنهم فعلاً فى أغلبهم كفيلون بتأخيرنا، لولا همتك وجهدك وذكائك ياسيادة الرئيس. ولن تستطيع مصر أن تحقق ماتنشده لها فى ظل وجودهم وأمثالهم فى صدارة المشهد. ياسيادة الرئيس الشعب يتعجب كيف يوجد كثيرون من هذه النوعية حولك بينما مصر عامرة بالكفاءات والمؤهلين. نعلم أن الأمر صعب لكن شعبك معك يدعمك وينصرك ويثق فى وطنيتك ورؤيتك، وهو قدرك، وكما يقول إخوان الصفا: المخلوقات رهن للأدوار والقرانات، أى المسئوليات، وفى قاموس المعانى: اسْتَقْرَنَ للأَمر، أى أَطاقه وقوِيَ عليه، فلا توكل مسئوليتنا لغير القادرين عليها، أعانك الله والشعب.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرادعى يقود الهوسبتاليين الجدد وينعق من جديد
- نخبتنا العاجزة: الدولة لاتصنع السياسة
- التفكير: فريضتنا السياسية الغائبة
- لا أخلاقية السياسة الأمريكية
- إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات المصرية الأمريكية
- فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات
- عن الحمقى والمغفلين
- إستهداف ملكة الحد الأوسط: مصر يصعب أن تكون تابعاً
- الأرض لما بترمى ف سنبلة بشاعر نبيل الأبنودى: عمر من النضال و ...
- الأزهر ومحاكم التفتيش
- الثورة ليست وجهة نظر
- المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه
- الأعدقاء الأمريكان وسياسات الأقل كفاءة
- بريسترويكا جديدة من برج القاهرة
- إكشفوا الذئاب قبل محاربة الإرهاب
- ست شخصيات تبحث عن مؤلف
- أن تكتب عن جمال عبد الناصر
- لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا
- مصر بين سياسات الاحتواء وتجسيد الفكرة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الإتحاف والإنباء عن الحكومة والوزراء- السيسى فى اجتماع الجمعية الوطنية